حقوق ضائعة للنساء ==الصداق ((مهر العروس ))

عثمان محمد علي Ýí 2017-08-04


عقد الزواج عقد مدنى يجوز فيه كتابة بنود تتضمن  ما تم الإتفاق عليه بين الزوجين ، ومنها قيمة الصداق ( مهر العروس ) وكيفية دفعه لها ،سواء قبل العقد او اثناء حياتهما الزوجية ،أو عند الطلاق لو حدث طلاق  (لا قدر الله ) وهو ما يُطلقون عليه مؤخر الصداق,

 المهم انه حق مادى أصيل للعروس،وخارج عن إطار تكاليف تجهيز و تأسيس عُش الزوجية من سكن وأثاث وغيرهما ، سواء إتفقا على أن يتحملها العريس منفردا ،او مُشاركة بينه وبين عروسه وأهلها .

فالصداق خارج عن هذا كله وهو حق قرآنى أصيل للزوجة ،و لها أن تتنازل  عن جزء منه لزوجها  برضاها التام غير مُجبرة على ذلك ، وذلك تطبيقا لقوله تعالى ((  وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا))

وليس للزوج المُطالبة به وإسترداده  بعد مُباشرة الحياة الزوجية بينهما  تحت أى ظرف من الظروف بما فى ذلك عند الطلاق  . تطبيقا لقوله تعالى  (( وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا ۚ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا . وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا)). وهذادليل  ايضا على ضرورة دفع الصداق للزوجة قبل بدء أو اثناء حياتهما الزوجية وعدم تأخيره ليدفعه لهاإذا حدث طلاق (كمؤخر صداق ).

وإذا توفى الزوج قبل أن يدفع صداق زوجته لها كاملا  فى حياته  فيُصبح دينا عليه وعلى  الورثة خصمه من التركة والميراث ودفعه لها(حتى لو كانت هى والدتهم ) كدين على المتوفى مثله مثل أى دين كان مدينا به ومات قبل أن يقوم بسداده  سواء كان  لأشخاص أو لهيئات وشركات كان يتعامل معها مثل البنوك والشركات التجارية وغيرها. فعليهم الوفاء به وسداده  قبل توزيع التركة والميراث والبدء فى  تقييم قيمة اصول المتبقى من التركة بعد سداد الديون  وتحديد نصيب كل صاحب حق فى الميراث . ووجهة نظرى فى تقييم قيمة الصداق أن يُحسب بقيمة ما كان يُشترى به ذهبا وقت زواجهما ، وليس بقيمة ما هو مكتوب فى عقد الزواج .. فمثلا كانت قيمة  مؤخر الصداق منذ 30 سنة (( 1000جنيه )) فهل ندفع لها 1000 جنيه اليوم ؟؟ لالالا .. بل نحسب كم كان حجم الذهب المُشترى ب 1000 جنيه منذ 30 سنة ،وليكن 100 جرام . إذن فعليهم أن يدفعوا لها ما يوازى قيمة 100 جرام ذهب الآن ،او قريب منه على الأقل .

==

الخلاصة .

==

 نُذكر بضرورة  الإنتباه لحق النساء الضائع (( الصداق )) الذى لا يلتفت إليه أحد من الأزواج فى حياتهم ويعطوه لهن  ، وينساه الورثة ولا يعتبرونه دين على المتوفى واجب سداده والوفاء به لأرملته قبل توزيع تركته على الوارثين

اجمالي القراءات 12334

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   السبت ٠٥ - أغسطس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[86770]

وماذا عن الخلع ؟!


موضوع جميل ومفيد  دكتور عثمان ، ولكن هل ينطبق هذا على المرأة التي خلعت زوجها بإرادتها ؟ هل يحق لها ان تأخذ مؤخر الصداق  ، كيطبقاً لهذه الآية : ( وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا ۚ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا . وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا)). أم ان لها قاعدة أخرى ، بصفتها هي التي أرادت الخلع ؟!



شكرا لك ودمتم بكل الخير 



2   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأحد ٠٦ - أغسطس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[86773]

الصداق فى حالة الخُلع .


شكرا استاذه لطفيه سعيد على تعقيبك الجميل وسؤالك الرائع .



الخلع هو وصف محلى وضعه الفقهاء نيابة عن المُصطلح القرآنى ( الإفتداء ) ،وهو الحالة التى تطلب فيها المرأة الطلاق وتفتدى نفسها وحُريتها من الزواج مُقابل التنازل عن حقوقها ،او جزء منها ومنها الصداق ،او مؤخر الصداق  . وقد ورد هذا فى قوله تعالى ((الطلاق مرتان فامساك بمعروف او تسريح باحسان ولا يحل لكم ان تاخذوا مما اتيتموهن شيئا الا ان يخافا الا يقيما حدود الله فان خفتم الا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فاولئك هم الظالمون )). البقرة 220



.وكما نرى القرآن الكريم يُعطى القاعدة العامة فى الموضوع ،ويترك تفاصيلها للعُرف ، ولتحرى العدل قدر الإمكان فى تطبيقها .



فلو كُنت انا ( القاضى –مثلا  ) الذى يحكم فى قضايا (الخُلع ) لفعلت الآتى .



 سأستعين بخُبراء فى علم النفس ، وبأجهزة كشف الكذب  لتبيان  الصدق من الكذب فى حُجج كلا من الزوجة والزوج ،وتحديد من الصادق ومن الكاذب منهما  .فإن كانت الزوجة صادقة فى روايتها وتستند على أدلة يتستحيل معها أن تُكمل  حياتها الزوجية معه لنقائص ومساوىء اخلاقية وسوء مُعاملة دائم  منه لها لا يُمكن إصلاحه  . فساحكم لها بالخلع والطلاق دون أن تدفع له شىء أو تتنازل له عن حقوقها إلا بالقدر التى ترتضيه هى إن ارادت  .



3   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأحد ٠٦ - أغسطس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[86774]

2


 اما لو كانت الزوجة  طالبة الخُلع لأنه (بيشخر فى النوم  كما حدث فى فيلم محامى خلع هههههه ) أو لأنه أصيب بمرض ما ، او لأنه خسر عمله ،او خسر تجارته ، أو لأنه كتب املاكه وأمواله بغسمها ، وتريد أن تستولى عليها وتهرب بها  ، أو لأنه لا يُرحب بحماته  ولا يُكرم ضيافتها كما ينبغى ههههه . أو بحجة  من الحجج الواهية التى نقرأها ونُشاهدها فى الإعلام عن  غرائب اسباب الخُلع فى المُجتمع . فسأحكم لها بالخُلع بعد أن تتنازل له عن كُل حقوقها بما فيها الصداق أو مؤخر الصداق وأن ترد إليه كل امواله وأملاكه التى كتبها بإسمها من قبل  ، بل ورُبما أن تخرج من بيته بثوبها الذى ترتديه فقط ، لآنها ظالمة جحودة ولابد أن يتحقق فيها قول الله جل جلاله (ولا يحيق المكر السىء إلا بأهله ) .



وهذا رأى الشخصى .



والموضوع مفتوح للنقاش .



تحياتى .



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق