البيعة

أحمد صبحى منصور   في السبت ٠٨ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً


البيعة

1 ـ كان الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور قد اشترط على أهل الموصل حين بايعوه بالخلافة أنهم إذا ثاروا عليه فإن دماءهم حلال ، وحدث أن ثاروا سنة 148 هـ فجمع الخليفة المنصور كبار الفقهاء ـ وفيهم أبو حنيفة ـ وقال لهم أهل الموصل قد شرطوا ألا يخرجوا علىّ ،وهاهم قد خرجوا ، وحلت لي دماءهم . فقال له فقهاء السلطة : إن عفوت يا أمير المؤمنين فأنت أهل العفو ، وإن عاقبت فبما يستحقون، وأمتعض أبو حنيفة ، فقال له المنصور : أراك سكت يا شيخ !! فقال أبو حنيفة : أنهم ـ أى ـ أهل الموصل ـ قد أباحوا لك ما لا يملكون ، وأنت اشترطت عليهم ما ليس لك ، أرأيت لو أن امرأة أباحت لك جسدها بغير زواج أيجوز ذلك لها ؟ أى أن الدماء والأعراض حرام بشرع الله ليس لأحد أن يعطى دمه أو عرضه إلا وفق الشرع ، وأضطر الخليفة للسكوت بسبب شجاعة أبى حنيفة.


وقد تألم أبو جعفر المنصور من موقف أبى حنيفة وأحس بخطورته على سلطانه ، وأضطهده وعذبه وقتله بالسم فيما بعد ( سنة 150 هـ ) وخلا الجو لفقهاء السلطة ، واكتسبت البيعة للخليفة مفهوما جديدا يعنى أن تكون له حرية التصرف فى أموال المسلمين ودماءهم وربما أعراضهم . وسار على ذلك الخلفاء من ذرية أبى جعفر المنصور وغيرهم. وتوارثنا المبايعة للسلطان أو الخليفة بهذا المفهوم ، وأصبح من مظاهر الدجل السياسي أن يكتب المنافقون مبايعة بالدم للسلطان ، وأن يهتفوا له " بالروح بالدم نفديك يا فلان " فإذا سقط صريعا انفضوا عنه واستداروا يتندرون عليه ..!!.
إن التجارة بالإسلام قد أعمت أصحابها عن تأصيل المفاهيم الإسلامية الحقيقية فى الشرع وشئون الحكم ، فليس لديهم من الوقت للفصل بين الحق الذي جاء به القرآن والذي طبقه خاتم النبيين عليه السلام وبين الزيف الذي أخترعه فقهاء السلطة وجرى عليه العرف حتى أصبح دينا وما هو من الدين من شيء . وموضوع المبايعة للسلطان يدخل فى ذلك الإطار .

2 ـ المبايعة لها مفهوم فى القرآن ، ما لبث أن حوره الفقهاء ليرضى. استبداد السلطان .. والأجدر بنا إن كنا نحب الإسلام حقا أن نتعرف على حقيقته بدلا من أن نتاجر باسمه العظيم فى سبيل حطام الدنيا ..
كان الدخول فى الإسلام فى عهد النبي يقترن بمبايعة النبي على التمسك بشريعته ، حنى لو كان من يدخل فى الإسلام من النساء ، والله تعالى يقول " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (الممتحنة : 12 )" . أى كانت النساء يدخلن فى الإسلام بالمبايعة على طاعة الله ورسوله ، أى أن دولة الاسلام تكون بعقد يشارك فيه الجميع على قدر المساواة ، بلا فارق بين رجل وامرأة . ويكون هذا العقد فى صورة عهد تكون الطاعة فيه لله تعالى ، ولا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق حتى لو كان ذلك المخلوق هو النبى محمد عليه السلام.
وهذا هو موقع البيعة الأول فى الاسلام .

3 ـ وهناك موقع آخر للبيعة ـ أوالعهد أوالميثاق ـ وكلها بمعنى واحد .
كان الرجال يبايعون النبي أيضا على الجهاد ، وكذلك فعل الأنصار فى بيعتي العقبة الأولى والثانية وكانوا يجددون البيعة فى الأزمات كما حدث فى بيعة الشجرة التى قال عنها رب العزة " لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (الفتح 18 ) ".
وهذه المبايعة كانت عهدا أمام الله تعالى ومع الله تعالى على الطاعة والفداء ، وكان النبي عليه السلام أول المؤمنين فى الطاعة لله وقائدهم فى المعارك، ولأنها بيعة لله تعالى فى الأصل فإن الله تعالى يقول للنبي على بيعة الشجرة " إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ) .(الفتح : 10 ) وهكذا جعل الله تعالى المبايعة عهدا معه .
وحين هوجم المسلمون فى المدينة فى غزوة الأحزاب بايعوا النبي على القتال فى سبيل الله ، ونكث المنافقون فقال الله عنهم " وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا ( الأحزاب 15").، ولكن المؤمنون أوفوا بالعهد فقال تعالى عنهم " مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (الأحزاب 23).
ولأنها عهدا مع الله تعالى رأسا دون واسطة فإن الله تعالى يجعلها صفقة بينه وبين المؤمنين الذين يبذلون دماءهم فى سبيل الله ويكافئهم الله تعالى على ذلك بالجنة يقول تعالى " إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) التوبة ".
وكانت تلك المبايعة على الموت فى سبيل الله تأتى فى إطار القتال الدفاعى للمسلمين حين تهاجمهم قوة حربية باغية ، وذلك ما حدث فى غزوة الأحزاب ، وبعدها حين غدرت قريش بالمسلمين واحتجزت مبعوثيهم فى التفاوض .
فيما بعد تحولت المبايعة من قتال دفاعى فى سبيل الله إلى قتال فى سبيل الدنيا ، وبعد أن كانت تضحية فى سبيل المولى عز وجل أصبحت مبايعة لحاكم مستبد يتملك لنفسه رقاب المسلمين وغيرهم .. وبعد أن كانت المبايعة جهادا أصبحت استبدادا ، وبعد أن كان المجاهد يهتف : من يبايعني على الموت فى سبيل الله أصبح المنافق يصيح بالروح بالدم نفديك يا عباس .. وإن شئت الدليل ـ عزيزي القارئ ـ فاقرأ الموضوع من بدايته .

اجمالي القراءات 21560
التعليقات (9)
1   تعليق بواسطة   فريد نمور     في   السبت ٠٨ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14313]

استفسار عن كلمة بآية الحزاب

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (الأحزاب 23).
ارجو توضيح هذا الجزء من الآية
مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا
لاننى لا افهم معنى نَحْبَهُ
سبق أن سيادتك نوهت على وجود ما يقرب من 200 آية بهم التشريع
أود معرفة هذه الآيات لشعورى بمدى أهميتها حيث الشرع وجب علينا أخذه من القرآن
طلبى هذا لمعرفة شرع الله و لكم جزيل الشكر


2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   السبت ٠٨ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14316]

أهلا ومرحبا بالاستاذ فريد نمور

أرى فيك تباشير باحث.. وفقك ربك جل وعلا لتكون من خدم الاسلام والقرآن العظيم.
آيات التشريع حوالى مائتى آية .. ولو قرأن أبحاثنا المنشورة هنا لوجدت معظمها قد تم الاستشهاد بها. والعادة أن الآية يتم الاستشهاد بعا فى أوجه مختلفة حسب الموضوع والسياق.
و(قضى نحبه ) يعنى مات ..وكلمة (نحب ) لم ترد إلا مرة واحدة فى القرىن الكريم ـ فى هذه الاية .

3   تعليق بواسطة   امجد الراوي     في   الإثنين ١٧ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14549]

استاذي العزيز احمد صبحي منصور

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله:
يايها الذين امنو ان جائكم فاسق بنبا فتبينو ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نا دمين.

وانت يا استاذي العزيز مثلنا الاعلى ونتعلم منك اكثر امور ديننا
ولا اعتقد ان مهاجمة الذين لا ترضى عنهم بغير دليل من منهجك
و بما انه من منهجك عدم الاخذ بالروايات الكاذبه عن رسول الله وغيره وخصوصا الروايات التي لا بد من الغرض السياسي فيها

لذلك استغرب منك هذا الاقتباس:


------وقد تألم أبو جعفر المنصور من موقف أبى حنيفة وأحس بخطورته على سلطانه ، وأضطهده وعذبه وقتله بالسم فيما بعد ( سنة 150 هـ ) وخلا الجو لفقهاء السلطة ،-----
فلو ان احدا في العصر الراهن مات وقيل انه مات مسموما من قبل اعداه لصعب اثبات ذلك
فمثلا قيل ان ياسر عرفات مات مسموما ولم يستطع احد الاثبات والقضيه كانت بين الشك واليقين
فكيف تستطيع ان تقرر وبهذه السهوله ان ابو جعفر المنصور قتل ابو حنيفه وبالسم؟؟؟؟

مع اطيب تحياتي

4   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الإثنين ١٧ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14551]

أهلا أخى العزيز

قلت كثيرا أن أخبار التاريخ نسبية يجوز فيها الصدق و الكذب، و ليست دينا ، ولها منهج بحثى فى جمعها و تحليلها و نقد رواياتها من حيث السند ومن حيث المتن ، والقيمة الأخلاقية الوحيدة التى يجب أن يتحلى بها الباحث التاريخى هى أن يتحرى ما أمكنه الوصول الى الحق بمفهوم البشر ـ لأن أحداث التاريخ الماضية من الغيب الذى لن نعلم حقيقته إلا يوم القيامة حين يرى الناس أعمالهم. أرجو أن تراجع فتوى لى عن منهجية البحث فى التراث ففيها التفاصيل.
وبنفس المنهج العلمى لا بد من قطع الصلة بين الأحاديث و النبى محمد عليه السلام ، إذ يستحيل علميا ومنهجيا وقرآنيا إسناد تلك الأحاديث للنبى محمد عليه السلام بعد موته بقرون.ومن يؤمن بالاسناد يوجه طعنة للاسلام والرسول عليه السلام.
أما الخليفة أبو جعفر المنصور فقد نقلت ما قالته عنه وعن أبى حنيفة ، وأرى من واقع المكتوب فى سيرتهما أن تلك الرواية صحيحة بمقياس البحث التاريخى. أما الحق المطلق فعلمه عند الله تعالى .
وأكرر أن تلك الشخصيات التاريخية للخلفاء والصحابة والأئمة لا علاقة لها بالاسلام،هم مجرد تاريخ للمسلمين كتبه بشر لهم قدرات محدودة ولهم أهواء.
والتاريخ لا يكون دينا إلا عتد أصحاب الديانات الأرضية الذين يقدسون البشر و الحجر.

5   تعليق بواسطة   امجد الراوي     في   الثلاثاء ١٨ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14567]

المتهم برئ حتى تثبت ادانته

عزيزي الاستاذ د. احمد
تحيه وسلام
اطلعت على فتواك الميمون حول منهجية البحث في التراث
وان معجب بارائك وافكارك .. لكن لابد من الحوار الهادف حول ما لايمكن ان نمر عليه بدون ان نعطيه حقه... وذلك للاهميه التاريخيه... والامانه ...والطرف المتعلق بالدين منه
وهنا انا قرات لك ان ابو جعفر قتل بالسم ابو حنيفه وانا لا ادافع عن ابي جعفر وليس ذلك من الاهميه ولكن يهمني المبدا والمتعلق الديني فحسب وبنفس الوقت انا احب كثيرا العقل الكبير ابي حنيفه رحمه الله
وبالامس القريب ايضا ذكر وبكل سهوله اخونا العزيز الاستاذ عمرو اسماعيل ان خالد ابن الوليد.. زنى
ولا اعتقد ان مثل هذا الكلام يجب ان يمرر بسهوله وخصوصا نحن اهل القران من الذين يبتغون الحق ويسعون اليه
ولا اعتقد من منهجية البحث العلمي التاريخي في شئ التقرير انه فلان قتل فلان بالسم وان فلان زنى وهكذا...
وما ينطبق على الاحاديث التي تنسب زورا الى النبي ينطبق في جانب منها على تزوير التاريخ
وانا اؤيدك تمام التاييد في قطع الصله تماما بين الاحاديث والنبي محمد عليه افضل الصلاة والسلام
فهل يحمل جوابك مثلا معنى التساهل في الاخبار التاريخيه والحكم من خلالها على شخوص سلبا او ايجابا.....
ومهما اوتيت من قوه واي احد غيرك لا يستطيع ان يقرر ان ابو جعفر النصور قتل ابو حنيفه وبالسم بل ان منهجية البحث والتامل والموضوعيه تاتي اقوى حين ان نقرر ان ذلك ابعد عن ان يكون سلوك ملك بتلك القوه والهيمنه ولا تستدعي القضيه هذا السلوك منه ان الملوك الاقوياء يقتلون مناوئين اقوياء ولهم خطر عسكري او سياسي.... وليس خطر فكري وليس من المعقول ان ابو حنيفه كان يحمل خطر سياسي او عسكري بل وحتى فكري
ونحن مثلك نؤمن ان :
----
والتاريخ لا يكون دينا إلا عتد أصحاب الديانات الأرضية الذين يقدسون البشر و الحجر.
-------
ولكن ومع ذلك المساله تحتاج الى وقفه وتامل،

مع فئق التقدير والحترام

6   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الثلاثاء ١٨ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14572]

أهلا يا استاذ أمجدـ وكل عام وانتم بخير

نشرت لى مجلة القاهرة فى اوائل التسعينيات بحثا بعنوان ( أبو حنيفة : إمام الليبرالية فى تاريخ المسلمين ) وقد تتبعت فيه الجانب الأخر من حياة أبى حنيفة ـ أى نضاله ضد الدولة الأمويةوتعرضه للسجن بسبب هذا النضال ، ثم تأييده للدولة العباسية الجديدة و احتفالها به ، ثم كيف بدأ التصادم بين أبى حنيفة و الخليفة ابى جعفر المنصور ، وكيف أدى هذا الى أن تخلص منه أبو جعفر بالسم بعد السجن عام 150 هجرية، وكان السبب المباشر هو ميل بعض القادة العسكريين لأبى حنيفة وقت هذا الخلاف مما عجل بالتخلص منه..
البحث كان منهجيا ومتسقا مع نبض العصر ، ومع التاريخ الدموى لأبى جعفر المنصور الذى قام بتوطيد الدولة العباسية بالحديد والنار، وكان مشهورا بالنكث بالعهود التى يقطعها لخصومه ، وكان ابرز ضحاياه من أهله العباسيين و أبناء عمه الطالبيين من ذرية على بن أبى طالب ،بالاضافة الى بقايا الأمويين الذين تم استئصالهم جميعا سوى صقر قريش الذى هرب وأقام دولة أموية فى الاندلس..
فابوحنيفة ليس وحده ضحية أبى جعفر المنصور الذى قال عن نفسه انه أحد الجبابرة ، ولقد اشتهر بتعذيب خصومه خصوصا العلويين ، وتاريخه مخضب بالدماء.
وهذا منطقى ومعروف فى إقامة الدول وتوطيدها.
اتمنى ان اعيد نشر هذا البحث هنا بعونه جل وعلا.

7   تعليق بواسطة   امجد الراوي     في   الثلاثاء ١٨ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14576]

وكل عام وانتم ياهل القران بكل الخير

الاستاذ د. احمدمنصور
تحيه طيبه
اشكر لك هذا الاهتمام ويبارك الله فيك
وانا في انتضار هذا الموضوع القيم
واهلا بك دائما
وكل عام وانتم بخير
والسلام عليكم

8   تعليق بواسطة   نورا الحسيني     في   الثلاثاء ٢٧ - أكتوبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[43255]

نريد مقالات عن ذلك الفقيه الذي لا يخشى في الله لومة لائم

وأبو حنيفة فقيه جعل الخليفة أبو جعفر المنصور يتألم بعد أن أحث بخطورته على سلطانه وشعر بأنه مختلف عن أقرانه ، حيث أنه امتعض ولم يوافق أبو جعفرالمنصور على إهدار دم أهل الموصل ،لأن دمهم ليس ملك لهم ولا للخليفة ولا يجوز أن يبايع أهل الموصل على ما لايملكون هم ولا يملكه الخليفة كذلك . قالها  أبو حنيفة واضحة جلية لأنه  من طراز قل وجوده إنه الفقيه الذي لا يخشى من الحاكم ولكنه يواجهه بكلمة حق وما أحوجنا لهذا الطراز الآن في زمن امتلأ بفقهاء السلطة وفوضى الفتاوى.


نريد موضوعا أو عدة موضوعات عن حياة  ذلك الفقيه الذي لا يخشى في الحق لومة لائم


9   تعليق بواسطة   عبدالمجيد سالم     في   الجمعة ٠٩ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[47044]

فقهاء السلطة ما بين ابو جعفر المنصور وعصرنا الراهن ..

 رحم الله أبوحنيفة الذي وقف بعلمه أمام طموحات حاكم كان يبغي قتل شعبه في مقابل علماء آخرين رضوا بإن يكونوا خدم لنزوات الحاكم وأنفلاته  يلعقون حذائه .. وإذا نظرنا لهذه الأيام سنجد أن الكثيرين من العلماء هم علماء سلطة ينافقونها وينتظرون عطاياها  ويلعقون حذائها أيضا ، وهؤلاء العلماء سواء في الماصي والحاضر هم من أفسد على المسلمين دينهم وجعلهم يطيعون أشياء أخرى غير طاعة الله ورسوله .. نتمنى أن ينهج جميع العلماء نهج أبوخنيفة مهما كانت العواقب ، فكل شيئ سيحدث فإن الله سبحانه وتعالى مقدره مسبقا ..


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق