أحمد صبحى منصور في السبت ٢٠ - أغسطس - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
أولا : البلوغ هو مرحلة من مراحل حياة الانسان.
يقول جل وعلا :( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ )( الحج 5 ) ، فهنا الحديث عن مراحل خلق الجنين ، فمن التراب كان خلق آدم . وبعد آدم يبدأ التناسل بالتغذية من الطعام وهو من تراب الأرض ، ويتحول الطعام الى اجهزة الجسد ومنها اجهزته التناسلية عند البلوغ ، ومنها تكوين الحيوانات المنوية فى الخصيتين و تكوين البويضات فى الرحم . وباللقاء الجنسى يتكون الزيجوت اول خلية للجنين وتتكاثر لتصبح نطفة تتكاثر خلاياها وتتعلق بجدار الرحم فتكون علقة ثم تتكاثر لتصبح قطعة لحم قدر ما يمضغه الانسان أى مضغة ، ثم تنقسم الى مشيمة وجنين تمده المشيمة بالطعام . و من اللحم تتكون العظام والغضاريف الى أن يخرج الجنين طفلا ، لتبدأ مراحل حياته من الطفولة الى البلوغ حيث يبلغ أشده. ويقول جل وعلا أيضا : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )( غافر 67 ) فهنا ذكر لمراحل الانسان بعد البلوغ الى مرحلة الخريف فى الشيخوخة ، وهناك من يموت قبلها .
ثانيا : مرحلة البلوغ .
و(أبلغ ) تعبير عن مرحلة (البلوغ ) هو التعبير القرآنى ( بَلَغَ أَشُدَّهُ ). أى يتحول الطفل الضعيف الى إنسان قوى ، وتحدث تغييرات فسيولوجية ونفسية وعقلية يتفتح فيها العقل والاحساس بالتوازى مع نمو الجسد وعضلاته ووظائفه الجنسية فى الذكر وتهيئة جسد الانثى لتكون صالحة للانجاب ، مع انفتاح الرغبة و الطاقة الجنسية بحيث تبدأ عمليا القدرة على الانجاب لدى الذكر والانثى . هنا يكون قد بلغ أشده ، وأصبح مؤهلا لتحمل تكاليف الحياة و تكاليف الدين من عبادات واخلاقيات ، ويكون مسئولا عن أعماله أمام القانون البشرى فى الدنيا وفى يوم الحساب أمام الله جل وعلا يوم القيامة . يقول جل وعلا عن يوسف عليه السلام بعد ان قصّ ملامح من طفولته : ( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ )( يوسف 22 )، ويقول أيضا عن موسى عليه السلام :( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ )(القصص 14 ). فهنا أوتى أولئك النبيان المرسلان من الله جل وعلا ما يؤهلهما لمهمة النبوة والرسالة ، وهذا قدر زائد يمتاز به النبى المرسل عند البلوغ عن بقية البشر. ويقول جل وعلا : ( وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ )( الكهف 82 ). فهنا يتيمان فى مرحلة الطفولة ، وبعد انتهائها سيكونان قادران على استخراج الكنز المخبأ لهما ، وقادران أيضا على تحمل مسئولية التصرف فيه .
ثالثا : تشريعات خاصة بمرحلة البلوغ
وفى مرحلة الطفولة يكون اليتيم صاحب المال محتاجا لوصى من البالغين الأمناء ليرعى ثروة اليتيم فى طفولته . وقد تكرر التحذير من أكل مال اليتيم الطفل بالباطل ،: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ) ( النساء 10) ، والمفهوم أن هناك من يأكل مال اليتيم بالعدل وليس بالظلم ، أى حين يكون الوصى فقيرا فله أن يأخذ أجرا مقابل رعايته لمال اليتيم ، يقول جل وعلا : (وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا )(النساء 6 )
تشريعات موجهة لأولى الأمر
يقول جل وعلا ( وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ) (الاسراء 34 )(وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ )(الانعام 152 )، فإذا بلغ أشده لم يصبح يتيما بل رجلا بالغا يمكنه تحمل مسئوليته. ولكن قد تنتفى عنه صفة اليتيم بالبلوغ ولكن يكون غير مؤهل لادارة ماله ، أى قد يكتسب صفة اخرى ماكان صفة الليتم وهى الحمق والسفاهة ، لذلك يوجب شرع الله جل وعلا اختبار ذلك البلغ الذى كان يتيما لنتبين صلاحيته لادارة ماله ، فإن تبين رشده تسلم تركته ، وإن نبين سفهه فالوصاية تعود للاشراف عليه ورعايته . وهذا معنى قوله جل وعلا "(وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا )(النساء 6 ). ويلاحظ هنا أن التشريع ليس موجها للطفل اليتيم بل للبالغين وأولى الأمر . وهذا يعنى أن الطفل ليس عليه تكليف لأن التكليف أو المسئولية مرتبطة بالبلوغ . وحتى فيما يخص الطفل من تشريعات فإن هذه التشريعات لا يتم توجيهها للطفل ولكن للبالغين من أولياء أمره ، ينطبق هذا على الطفل اليتيم كما سبق ، كما ينطبق على كل طفل فى قوله جل وعلا فى آداب الاستئذان فى البيوت : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاء ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) .
تشريعات لمن يصل مرحلة البلوغ
بعدها حين يصل الطفل الى مرحلة البلوغ يتوجه اليه التشريع مباشرة ، تقول الآية التالية : ( وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )(النور 58 : 59 )
اخيرا
ومن الآيات الكريمة السابقة يتضح ارتباط البلوغ فى الانسان بمسئوليته أو بالتكليف وتأهله لتطبيق القانون والتشريعات الالهية عليه . كما يتضح أن ملامح البلوغ هى الوصول لما يعرف بمرحلة المراهقة ، أى ببلوغ الأشد أى بلوغ الحلم والقدرة على النكاح أو الصلاحية للزواج : (وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ ) (وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ ) (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ )..
التعليقات (4) |
[59643] تعليق بواسطة ابراهيم ايت ابورك - 2011-08-19 |
تراب وأتراب الجنة ..1
|
|
[59644] تعليق بواسطة ابراهيم ايت ابورك - 2011-08-19 |
تراب وأتراب الجنة ..2
|
- وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ -]الواقعة-[47
|
[59645] تعليق بواسطة ابراهيم ايت ابورك - 2011-08-19 |
تراب وأتراب الجنة ..3
|
والإنسان على هذا الكون المادي نفسه (الروح) تمتحن عن طريق الجسد المادي فعند الموت ' تنتقل' نفسه الى البرزخ ويبقى جسده 'سوءته' لا معنى لها ولا قيمة وسماها القرآن الكريم ب تراب .
|
[59656] تعليق بواسطة ابراهيم ايت ابورك - 2011-08-20 |
تراب وأتراب الجنة ..4
|
وهذه القيمة الدنوية نجد عكسها في كلمة أتراب , والفارق هو همزة التعدي حيث تعدى المعنى من القيمة الدنوية الى قيما عليا , وذلك مايفسر بروز كلمة أتراب في وصف نساء الجنة دون استثناء .. والدليل:
|
أكبر نعمة منَّ الله بها علينا هى معرفة الحق والطريق المستقيم طريق القرآن الكريم والعمل بما فيه والعمل على عدم الحياد عن كل هذا نعمة لا تعادلها نعمة .
والثواب يختلف حسب التوقيت فمن أدرك وعرف هذا في فترة بلوغه وشبابه وعمل قدر استطاعة وجاهد نفسه وبعٌد عن طريق الشيطان وجاهد ضد شح النفس بالإنفاق وإعطاء كل ذي حق حقه فهو في طريقه للفوز برضا الله تبارك وتعالى عليه .
الشكر والعرفان لخالقنا ومعلمنا الله النور الحق. والشكر للاستاذ الفاضل احمد صبحي منصور على اثراء النقاش فى قضايا غاية فى الحساسية والدقة غابت عن الناس معانيها الدقيقة بسبب الجهل الذي ورثناه من بني اسرائيل المتاسلمين مفسري السلف من اول الدعوة.
الشكر للجميع لاعطائي الفرصة
مما مكنني الله سبحانه وتعالى من ذكره ودكره هو اولا لفظ الموروث والبدء من وحي كتاب الله فقط والعلم لبناء مفاهيم حديثة توصلت فيها بحمد الله لهذه النتائج واحب ان اشارككم اياها:
1- الانسان قطعا مخلوق قديم منذ ملايين السنيين وتطور من (التراب الكوني اساس المواد المكونة لجسده، صلصال الحمأ المسنون، خلق مادة الفخار التي ظهرت بين طياتها الانزيمات العضوية والحياة الاولى بانقسام الخلايا ثم تكون المخلوقات البدائية وخروج الازواج من كل المخلوقات) لمن يحب هذا موقع اعددته بالصوت والصورة يوضح خلق الانسان باذن الله (https://youtu.be/WKKkGSkcWBc) أيضا بفضل من الرحمن عز وجل تمكنت من استنتاج الحلقة المفقودة لتشارلز دارون من وحي القران وبإمكانكم مشاهدة الاطروحة كاملة فى الموقع اعلاه.
2- البشر هو المخلوق الجديد المتطور من الانسان وبدء بآدم عليه السلام أيضا طرحت التفاصيل الكاملة ولن اطيل عليكم فهي مشروحة بالغتين العربية والإنجليزية مما ألهمني له الله سبحانه وتعالى من وحي القران تجدوها هنا (https://youtu.be/vD2LF02RcV0) واعرض بفضل الله وكرمه مفهوم جديد من كتاب الله لكيفية خلق ادم عليه السلام ولماذا خلق والإنسان يعمر الارض.
3- عندما نفهم لماذا خلق الله ادم عليه السلام وماهي فكرة ومفهوم الازواج والترجمة الحقيقية لفكرة الخطيئة الآدمية وتعديه حدود الله فى جنته نتعرف على بني اسرائيل وتحديهم لبني ادم الشرح الكامل تجدوه هنا لعدم الاطالة (https://youtu.be/kvQoDOmLjXc) وهذا من فضل الله وتدبر كتابه العزيز بدون اَي تشويش وتلويث أفكار موروث باي شكل من الأشكال فكتاب الله وحده تبيان لكل شيء تمكنت بحمد الله من فهم وطرح ماتوصلت اليه بحمد الله لمن هو اسرائيل الانسان الذي انسلخ من آيات الله وأخلد الى الارض فاتبعه الشيطان! وهنا فقط نبدء رحلة اعادة الفهم والتخلص الى الأبد من الشيطان واتباعه اللاإرادي عند استخدام التوراث بعيدا عن كتاب الله.
4- فقط عند تفهم هذه الأساسيات من كتاب الله نفهم كيف خلقنا ومراحل خلقنا ولماذا خلقنا وماهو دورنا فى الحياة والى اين المصير. نعم هناك مراحل تدريجية للخلق تبدء بالتراب وهو أساس المادة وتستخدم الماء كوسيط ومنها تخلق الحياة الأولية وتتطور من نباتية وحيوانية الى إنسانية تتكاثر بالتناسل البيولوجي وتطور الأجنة كما تفضل الاستاذ الفاضل احمد صبحي منصور وشرح من كتاب الله وهنا تنتقل الحياة لمرحلة جديدة مضمونها الثواب والعقاب استعدادا للمرحلة الجديدة باْذن الله.
شكرا للفرصة القيمة
د. خالد مصطفى
اعترض على قولك ( بأن الله قد ألهمك هذا ) ... هذا لا يجوز !
كيف عرفت و علمت و تأكدت بأن الله جل و علا هو من ألهمك ؟
﴿وَلَقَد يَسَّرنَا القُرآنَ لِلذِّكرِ فَهَل مِن مُدَّكِرٍ﴾ [القمر: 17]
لقد يسر الله العزيز القدير الذكر وهي عملية تناول المعلومات من التنزيل الحكيم والتعامل معها صوتيا وتذكرها، أما السؤال الذي يطرحه الخالق عز وجل علينا هو (هل من مدكر؟!!!) اَي يقول الخالق عز وجل هل هناك من يستجيب لالهامي للعقول ويقوم بعمليات التحليل المنطقي والمقارنة والربط والاستنتاج ليخلص لما هي الغاية الحقيقية مما خلقت وطرحت من أمثلة لكم تتعلموا منها؟!
https://youtu.be/vD2LF02RcV0
د. خالد مصطفي
بكل بساطة اخي السائل وأكاد استشف من طيات سؤالك محاولة البحث عن مؤيدات من السلف المتتلمذ على أيدي بني اسرائيل من صناع الحديث والتفسير. بحمد الله وفضله لست بحاجة لهذه المؤيدات فقد زودنا الله بعقول ناضجة وسقف معرفي اشمل وأعمق من السلف وقدرات تكنولوجية فائقة لم تكن متوفرة لديهم. Text mining and Deeper Text analysis ووهبنا الله العلي العزيز قدراتنا الخاصة.
اليوم هذا طرحي من الهام خالقي وقدراتي المتواضعة. قبل ان نبدء بالتحليل والتحريم بيجوز او لايجوز اطلب من المعترض ان يقوم بطرح مالديه اولا كي نكون على نفس المستوى من البنيان ثم نبدء بنقد منطقي وممنهج والله يحكم بيننا.
﴿فَأَلهَمَها فُجورَها وَتَقواها﴾ [الشمس: 8]
د. خالد مصطفي
الأجل
بَغْيًا بَيْنَهُمْ
البغى
المجرمون
الفتنة
العرش
سلطان
مصيبة
وكيل
اليتيــــم
الصـدقــة
المسكين
الثياب
وضع
وهب
فاجر فجور فجّار
حفيظ
أثر ـ آثار
عمى ويعمهون
الهوى
دعوة للتبرع
الصراط والطريق: قرات لك مقال كلمة ( رب ) فى سورة ( يوسف ) واريد...
مسألة ميراث: امرأة ماتت وليس لها ولد وليس لها زوج وعنده ا ...
مسكين ومُدخّن ..!!: قرات كتابك كتاب الزكا ة وعندي سؤال عن...
حساب على الفيسبوك: لماذا لا يوجد حسابا ت في مواقع تواصل...
كلمتى للمغفلين : انت لا تؤمن بالرو ايات التار يخية فلماذ ا ...
more
من خلال هذا العرض القرآني الرائع يتضح أن سن التكليف أي المسئولية الدينية للإنسان ترتبط ببلوغه سن البلوغ أو حين يبلغ أشده أو حين يبلغ سن النكاح أو يصلح لأن يكون زوجا سواء كان ذكرا أو أنثى ، وجدير بالذكر هنا ارتباط سن صلاحية الإنسان للنكاح أو تحمل مسئوليته كإنسان في هذه الدنيا وتحمله مسئولية إدارة شئون حياته الخاصة ماليا واجتماعيا ، وقدرته على تحمل أعباء الحياة بأن يكون مستعدا وقادرا ومؤهلا للزواج والنكاح وتحمل مسئولية أسرة ، والعظمة هنا في التشريع القرآني هو ارتابط هذا التأهيل وهذه المسئولية بمسئولية أكبر وأخطر وأهم وهي مسئولية تحمل الإنسان اختيار دينه ومعتقده ومذهبه ، إذن هي مرحلة فراقة في حياة الإنسان أو يمكن أن نسميها أول مرحلة فارقة في حياة الإنسان وهي بداية التكليف الفعلي له وبداية محاسبته على أعماله السيئة والحسنة ، وجدير بالذكر أيضا هنا أن نذكر أنه في نفس السن يكون الإنسان أصبح مسئولا مسئولية قانونية على أفعاله وأقواله في المجحتمع الذي يعيش فيه ، ويحاسب على أنه رجل كامل النضج ويحاسب أمام القضاء ، لأنه قبل هذا السن يحاسب كحدث صغير ويحول إلى الإصلاحية لتأهيله مرة أخرى ، ولا يدخل السجون من في هذه السن ، بالطبع لا ننسي أن هناك مرحلة أخرى هي مرحلة الرشد ويجب التفريق بينهما لأن مرحلة البلوغ هي بداية التكليف فإن مرحلة الرشد وهي في سن الأربعين هي مرحلة أخرى من حياة الإنسان تتم فيها مراجعة النفس والوقوف مع النفس وقفة حاسمة والتوبة من كل عمل في معصية وكفر بالله جل وعلا وتكون مرحلة الرشد هذه الفرصة الذهبية لكل إنسان أن يصحح وضعه مع الله جل وعلا ويتوب توبة مبكرة مضمونة القبول بأن يقر ويعترف بالذنب ويقر ويؤكد على الندم وعدم العودة للمعصية ، الإنسان حياته عبارة عن مراحل ، وكل مرحلة لها صفاتها ومميزاتها ولها علاقتها بالتكليف والعبادة والإيمان بالله وعلاقة الإنسان بالله جل وعلا ...