بعد النجاح في إنجاز مراجعات "الدكتور فضل" والقبول الواسع بها.. السلطات المصرية تدرس ملفات عدد من قيا
نفت مصادر مقربة من ملف الحركات الإسلامية المصرية وجود أي خلاف فكري جوهري داخل تنظيمات الجهاد حول المراجعات الفكرية المهمة التي أنجزها الدكتور سيد إمام الشريف المعروف باسم "الدكتور فضل" ، وأكدت المصادر ذاتها أن هناك ما يشبه الإجماع من قيادات الداخل والخارج على القبول بالورقة الفكرية التي أعدها الدكتور فضل ، وأن تحفظات البعض وهي قليلة تأتي في أمور شكلية لا تتصل بأصل الفكرة ومحاور المراجعات .
من جهته قال منتصر الزيات المحامي إن مفتي "الجهاد" ناشد الجهاز الأمني معاملة الذين تحفظوا على المراجعات الفقهية التي أعدها أو لم يوقعوا عليها حتى الآن بنفس أسلوب المعاملة التي يلقاها مؤيدوها، وأن يحصلوا على جميع التسهيلات، ويحظوا بحسن الرعاية التي تقدمها إدارات السجون حاليًا للإسلاميين من السجناء والمعتقلين بما فيها تسهيل الزيارات، حتى لا تكون هناك شبهة تأثير على القبول الفكري للمراجعات .
وأكد الزيات على أن الجهات الأمنية قد أفرجت بالفعل عن بعض الشخصيات المحسوبة على تنظيم الجهاد رغم أنهم لم يوقعوا على المراجعات حتى الآن ، في بادرة لإظهار حسن النوايا تجاه التطورات الفكرية داخل المجموعات المحسوبة على تنظيم الجهاد .
وقال إن الإعلان رسميًا عن المراجعات الفقهية المتوقع صدورها في غضون أيام لا يرتبط بإعادة محاكمة "الدكتور فضل" هو وعدد من قادة التنظيم الصادر ضدهم أحكام بالسجن المؤبد.
ورجحت مصادر إسلامية أن تقوم السلطات المصرية بدراسة ملفات العديد من القيادات الجهادية التي صدر بحقها أحكام ، من أجل النظر في تخفيف الأحكام أو منحهم الاستفادة من الصلاحيات القانونية للإفراج بعد انقضاء مدة معينة من السجن ، مشيرة إلى أن نجاح المراجعات من شأنه أن يعزز هذا التوجه الرسمي .
جدير بالذكر أن الدكتور سيد إمام الشريف ، منظر الجهاد وكاتب المراجعات ، من الشخصيات التي تحظى باحترام كبير في الأوساط الجهادية في مصر والخارج ، وهو ما يمنح المراجعات التي كتبها قوة تأثير معنوي وفكري كبير على التيارات الجهادية في مصر والخارج أيضا ، حيث يسعى من خلال مبادرته إلى تدارك الأخطاء الفادحة التي نتجت عن الفهم الخاطئ لكتابه "العمدة في إعداد العدة"، والذي اتخذته فصائل الجهاديين في كل أنحاء العالم دستورًا لها، وقاموا بتنفيذ عمليات أهدرت وسفكت دماء المدنيين بلا ذنب أو جريرة، وأثارت غضب الرأي العام على نطاق واسع ، مثل واقعة مقتل الطفلة شيماء التي لقيت حتفها أثناء محاولة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عاطف صدقي .
يذكر أن العملية التي استهدفت اغتيال صدقي وكذا وزير الداخلية السابق حسن الألفي جاءت بتعليمات من الدكتور أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة" وهو ما تسبب في خلاف وقطيعة بينه وبين الدكتور فضل وأحدث انشقاقات في تنظيم "الجهاد".
اجمالي القراءات
5598