في انتظار ذلك الغراب الملهم المعلم ..
في انتظار ذلك الغراب الملهم المعلم .
01)- (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شئ إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون) . 159 سورة الأنعام.
02)- (... فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون فذرهم في غمرتهم حتى حين). 53/54 سورة المؤمنون.
*)- فعوض أن نلتفت ونلوي أعناقنا إلى الوراء، إلى مسافات تتجاوز 14 قرنا من الزمن، ونثير التشنجات، والمنغصات، فهناك ما هو أهم بالنسبة لنا نحن الأحياء في هذا العصر، لأننا حسب مفهوم الآيتين المذكورتين واقعون لا محالة، من حيث ندري أو لا ندري، تحت نصيحة أو حتى تحذير الله سبحانه وتعالى لعبده ورسوله حين حذره من مغبة أولئك الذين فرّقوا دينهم وتحوّلوا إلى شيع متنافرة، وقد تكون متناحرة، نعم حذره منهم، بقوله سبحانه وتعالى أن لست منهم في شئ، أي لا يعنونك ولا تقترب منهم. (سورة الأنعام). ثم سورة المؤمنون.
*)- وعليه، عندما نترك التاريخ وشأنه وعباده، ونلتفت إلى أنفسنا نحن، ونحدّق مليا في حالاتنا الراهنة، ألا نتفق أننا جميعا وبدون تمييز واقعون في تلك الصفة المذمومة ؟ أليس كل واحد منا حتما غارقا في خندق مذهب ما ؟ أو حزب ديني ما ؟ ألسنا واقعين تحت تلك الصفة المذمومة؟ ألا تنطبق علينا؟ ألسنا مساهمين من حيث ندري أو لا ندري في إحداث التفقرة في ديننا ؟ ألسنا متسببين في بعث قليل أو كثير من الغل وإحيائه في قلوبنا.
*)- وعليه فعوض أن نلتفت وندير رؤوسنا إلى الوراء، إلى تلك المسافات التي تقاس بالسرعات ومسافات السنوات الضوئية تقهقرا، ألا ينبغي علينا أن نهتم بذلك الخطر العظيم المهول المصيري الذي يتربص بنا جميعا وبدون تمييز؟ ألا يحسن بنا أن نتفطن ونبحث عن منفذ للنجاة ؟ هذا هو التساؤل، وهذا هو السؤال، وفي هذا فلنتنافس جميعا وبروح رياضية ممتازة ومسؤولة لإيجاد المخرج إن شاء الله تعالى.
*)- وإن المعضلة التي تملأنا جميعا أسفا هي أننا واعون ظاهريا، ولكن إلى درجة باهته ضعيفة لم ترقَ بعدُ إلى تلك التي تجعلنا ننتفض لننفض عنا غبار تزكية النفس والعجب والغرور والغل والحقد، نعم الكل يظهر استياءه بهذه الوضعية المزرية التي سقطنا فيها جميعا ومنذ عشرات القرون، وبدليل تنبيه الله سبحانه وتعالى عبده ورسوله وهو على قيد الحياة عندما قال له : أما عن هؤلاء وأولئك فلست منهم في شئ. هذه هي المعضلة حقا، اللهم إلاّ إن نحن في حالة أخرى وغيبوبة، وفي وضعية المنتظر، وعلى ذكر ذلك المنتظر، ألا يحق لنا أن نولي وجهتنا إلى وجهة أخرى منقذة ؟ ليست تلك الوجهة المخيبة التي ما زالت واضعة علينا كلكلها الثقيل، التي ما زالت تعدنا وتنصحنا بأن علينا أن لا نكلّ ولا نملّ من الانتظار وفي التحديق في الأفق وفي انتظار ذلك اليوم الذي نفاجأ فيه بظهور أو رجوع كل من المهدي، أو المسيح الدجال، أو حتى المسيح غير الدجال، نعم، ألا يحقّ لنا أن نغير وجهتنا إلى تلك الوجهة التي سيظهر منها ذلك الغراب الملهم المعلم ليجعلنا نصيح ونصرخ لائمين أنفسنا قائلين: يا ويلنا أعجزنا طيلة 14 قرنا أن نكون مثل هذا الغراب؟ أعجزنا أن نتعلم منه كيف نواري سوءاتنا ؟ لنواري ولندفن في التراب وإلى الأبد كلا من حقدنا وغلنا وتكبرنا قبل فوات الأوان؟
*******************
اجمالي القراءات
3058