ندوة بمركز «سواسية»: مراجعات «الجهاد» صدرت بعد هزيمة سياسية وعسكرية للتنظيم
أجمع المشاركون في ندوة «مراجعات الجهاد.. هل تغير الواقع السياسي والاجتماعي» والتي عقدها مركز سواسية لحقوق الإنسان أمس الأول، علي أهمية صدور مراجعات تنظيم الجهاد في هذا الوقت وخروجها إلي جميع الناس، ليستبينوا مدي مصداقيتها، مؤكدين أن هذه المراجعات ستبقي محاطة بالشكوك والهواجس إلي أن تتحول لمواقف.
وقال ممدوح إسماعيل، محامي الجماعات الإسلامية، وكيل مؤسسي حزب الشريعة، إن الإعلام أخذ حقه من المراجعات، ونحن نريد أن يأخذ المجتمع المصري هو الآخر حقه منها، لافتا ـ خلال إدارته الندوة ـ إلي أن المراجعات التي أعلنها «الجهاد» مؤخرا، ليست أول مراجعات للتنظيم، حيث سبقتها مراجعات حسن الصحيمي خلال تنظيم «الفنية العسكرية».
وفي كلمته قال منتصر الزيات ـ محامي الجماعات الإسلامية، «أنا من الذين يقولون إن المراجعات صادقة وصادرة عن إرادة معلنيها، بعد هزيمتهم سياسيا و عسكريا، ولكن تظل هذه المراجعات تفتقد إلي الثقة والقبول من الرأي العام، وستظل حولها العديد من الشكوك والهواجس مالم تتحول إلي مواقف».
وأشار الزيات إلي أن هذه الأفكار التي اشتملت عليها المراجعات كانت أفكار سيد إمام منذ عام ١٩٩٣، وكان هذا سبب اختلافه مع أيمن الظواهري.وأضاف بدأ سيد إمام مراجعاته في صنعاء، رغم أنه كان من الصعب جداً التوقع بأن تصدر للجهاد مراجعات، لأن التنظيم ذو رؤية عسكرية تهدف لقلب نظام الحكم بالقوة عن طريق الانقلاب العسكري أو الثورة الشعبية.
وتابع الزيات «لايجب أن نغفل أيضا مراجعات الإخوان المسلمين التي تنقسم إلي قسمين، مراجعات اختيارية تمثلت في كتاب «دعاة لاقضاة» للمستشار حسن الهضيبي، والذي جاء ردا علي الاتجاه التكفيري الذي برز في السجن الحربي، بينما القسم الثاني هو المراجعات القسرية والتي تمثلت في سب صغار الإخوان إلي القيادات بالإضافة إلي الندوات الموجهة داخل السجن.
ووصف الدكتور عمرو الشوبكي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية المراجعات بأنها صادقة تمثل تحولا في فكر «الجهاد»، وتكمل مراجعات الجماعة الإسلامية التي انطلقت قبل ١٠ سنوات.
وقال الشوبكي هناك بعض الشبهات حول أن هذه المراجعات صدرت بعد تدخلات الأمن وهذا غير صحيح لأن هؤلاء الناس سعوا، لقلب نظام الحكم وفشلوا والمراجعة بعد الفشل أمر طبيعي خصوصا أن خيار العنف مرفوض وخط أحمر مهما كانت درجة الإحباط والسخط.
وأشار الشوبكي إلي عدة ملاحظات علي هذه المراجعات، أهمها أن الفكر أو الإطار الذي يحكم هذه المراجعات هو نفسه الإطار الذي كان يحكم هذه الجماعات في السبعينيات والثمانينيات، بالإضافة إلي أن قيادات «الجهاد» مازالوا داخل السجون وأصدروا المراجعات من داخلها وعلي ذلك فإن خبراتهم محبوسة فغابت عن هذه المراجعات الرؤية الاجتماعية والسياسية الحقيقية.وقال «تأثير هذه المراجعات أيضا معدوم علي تنظيم القاعدة ولن تؤثر علي الخلايا العنقودية الصغيرة ولكنها تظل إضافة حقيقية للفكر السلمي، معربا عن أمله في أن ينتقل ملف الجماعات الإسلامية من الملف الأمني إلي الملف السياسي».
وقال جمال سلطان، رئيس تحرير جريدة المنار الجديد، الباحث الإسلامي «من مميزات هذه المراجعات أنها تساهم في تحجيم فكرة العنف وتلغي تبرير أي سلوك عنيف».
وأضاف: في تقييمي أن مراجعات الجهاد عمل مثمر وجيد وسيكون له تأثيره في الحياة السياسية في مصر. مشيراً إلي أن طبيعة الشخصية التي أصدرت المراجعات ـ قاصدا سيد إمام ـ أهم عامل فيها باعتباره العقل الفكري للجهاد، وكون المراجعات تتعارض مع مصالح أخري فهذا لا يضرها.
وانتقد الدكتور منير جمعة أحمد، عالم بالجمعية الشرعية، بعض النقاط في المراجعات فقال، إن بند «المواطنة» يعتبر إقرارا بالعلمانية، بالإضافة إلي بند «الجهاد»، إذ أكد منير أن «إذن الإمام» يكون في «جهاد الطلب» وليس في جهاد الدفع.
وأكد أن العلماء رفضوا الحديث عن المراجعات لأسباب أمنية، لأن المراجعات حقل شائك غير واضح المعالم، مشيراً إلي أن بعض العلماء أيدوا المراجعات رغم عدم دراستهم لها
اجمالي القراءات
5558