أسرار غضب الأستاذ هيكل فى جلسة تكريم عادل حمودة بنادى العاصمة

اضيف الخبر في يوم الخميس ١٧ - ديسمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: اليوم السابع


أسرار غضب الأستاذ هيكل فى جلسة تكريم عادل حمودة بنادى العاصمة

عادل حمودة ومحمد حسنين هيكل

كتب محمد الدسوقى رشدى

Bookmark and Share Add to Google

نقلاً عن العدد الأسبوعى

لبعض الكبار فى مصر أماكن محجوزة فى القلوب والعقول، وتبقى دائما هكذا غير قابلة للزحزحة أو السطو، تقوى على الزمن وتغيراته وغدره فى بعض الأحيان بالكثير من النجاحات والإنجازات، والأهم بخلق أجيال معجونة بمياه تأثيرها وانتاجها، فليس كل كبير قادرا على البقاء بنفس الرونق والحضور، وليس كل كبير قادرا على أن يصنع كبارا غيره.

واحد من هؤلاء الكبار احتفل به أصدقاؤه وتلاميذه الأسبوع الماضى داخل نادى العاصمة فى هدوء، يتفق كثيرا مع ملامح شخصيته، ولكنه يختلف أكثر مع صخب إنتاجه وصراخ قلمه، والجدل الذى تزرعه كتاباته وكتبه وصحفه فى الشارع المصرى، كان الأستاذ عادل حمودة قد تأخر سنة كاملة عن الاحتفال مع أصدقائه وتلاميذه بدخوله نادى الستين، ربما لأن من هم مثله يؤمنون بأن لديهم الكثير يخشون الاعتراف بذلك، أو لأن الأصدقاء والزملاء لم يشعروا للحظة أن هذا الرجل الذى يسافر ويكتب ويأتى بالخبر ويسحر الأوراق لتصبح صحفا لها وجود فى السوق قد وصل إلى تلك السن التى تتعامل معها الطبيعة البشرية بنفسية التقاعد.

كانت هناك تشكيلة بشرية مختلفة اجتمعت على الضيق للاحتفال بواحد من أعمدة المعبد الصحفى فى مصر، بعضهم أصدقاء مثل الدكتور مصطفى الفقى والدكتور ممدوح حمزة والسيد البدوى وإبراهيم المعلم وجمال فهمى ومجدى الجلاد وعبدالله السناوى ولميس الحديدى، وبعضهم تلاميذه مثل إبراهيم عيسى ووائل الإبراشى وإبراهيم منصور وأسامة خليل، وقبل كل هؤلاء كان الأستاذ حاضرا، صحيح أن الأستاذ محمد حسنين هيكل تأخر ساعة كاملة عن موعد الاحتفال بعادل حمودة، ولكنه كان موجودا ليشهد بنفسه على مظاهرة حب قليلا مايمكن أن تشاهدها فى الوسط الصحفى المعروف بتقلباته وخناقاته ومعارك وجهات نظره التى لا تجمع أبناء المهنة على شخص بعينه.

فى احتفالية الأسبوع الماضى حقق عادل حمودة هذه المعادلة الصعبة، وحظى بقدر كبير من الكلمات التى تعترف بعبقريته كصحفى وروعة قلمه حينما يصبح كاتبا، وعظمته حينما يصبح ناظرا لمدرسة صحفية تخصصها تعليم وتخريج الموهوبين فقط، نشرت الفجر والدستور والعربى واجب التحية الذى ألقاه زملاء عادل حمودة وتلاميذه، ورسموا تلك اللحظات التى تجلت فيها دموعه من عينيه وهو يسمع الأستاذ إبراهيم عيسى وهو يصفه «بكبيرهم الذى علمهم السحر» ويعيد صياغة الكلمات كعادته ليؤكد من خلالها أن عادل حمودة لم يكن مجرد صحفى أو رئيس تحرير أو كاتب كبير، بقدر ماكان معلما ماهرا وقال إبراهيم عيسى من ضمن ما قال عن أستاذه عادل حمودة: «كطلبة فى رواق أزهر نجلس حول عامود شيخنا نتابعه ونتبعه ونرقبه ونراقبه، نشاكسه، نشاغبه، نقلده ونتقلده،يفكر فى تخليق فكرة فى إخضاب لقطة، فى زاوية موضوع يحفزنا ويستفزنا».

أنشد إبراهيم عيسى قصيدته فى حب أستاذه، وفعل مثله الباقون ونشرت الصحف تفاصيل كل ذلك، ولكنها غفلت عامدة أو ساهية عن ذكر حالة الأستاذ هيكل التى تقول تفاصيل واردة من بعض الحضور، إن بعض علامات لمشاعر قد تكون غيرة أو ندما أو غضبا ظهرت على ملامح الأستاذ هيكل وهو يستمع لما يقال فى عادل حمودة، لم يحدد أحد طبيعة تلك المشاعر أو سببها، خاصة أن الأستاذ هيكل صدق عليها حينما رفض بعصبية واضحة أن يشارك ولو بكلمة فى تكريم عادل حمودة، ربما كان غضب الأستاذ هيكل أو ضيقه متعلقا بالساعات الطويلة التى قضاها فى الطريق من «برقاش» حتى نادى العاصمة بسبب الزحام المرورى، أو لأن الأستاذ لم يعتد أن يجد نفسه خارج كادر الصورة، وكان فى انتظار أن يتلو أحدهم قصيدة فى حب تاريخه، فإذا به يجد كل القصائد تسير فى اتجاه واحد بل وتمنح عادل حمودة لقب الأستاذ الحقيقى الذى وقف على السبورة وألقى الدروس بجهد، واتسخت يده بآثار الطباشير وجاء اليوم الذى يتذكر فيه تلاميذه فضله وعرفانه، ربما يكون ذلك هو سبب مشاعر الأستاذ هيكل التى حيرت الحضور، وهو التفسير الأقرب للحقيقة أن يكون شعور الأستاذ هيكل هو بعض من الندم والغضب على سنوات المهنة التى ضاعت منه دون أن يبنى مدرسة واقعية، لها خريجون يحملون شهادتها ويصدرون باسمها وتحت تأثيرها صحفا ناجحة، مثلما فعل تلاميذ عادل حمودة وأصدروا الدستور وغيرها واستكملوا المسيرة فى روز اليوسف وصوت الأمة وصارت على نهجهم بقية صحف مصر، ربما شعر الأستاذ هيكل بالضيق حينما قارن بين تأثير مبنى الأهرام الذى أعاد صياغته، وتأثير الأقلام التى صاغها منذ البداية عادل حمودة، ووجد الفرق كبيرا وليس فى صالحه، شعر بأن مدرسته كانت نظرية أكثر من اللازم وبعيدة عن شوارع الصحافة، ولم يدرس بها سوى الأستاذ هيكل نفسه، وبعض المتطفلين الذين لم يسمح لهم استراق السمع من فوق السور، أن يحققوا نجاحات مثل تلك التى حققها خريجو مدارس عادل حمودة، و مثل منهجه الذى يغزو السوق الآن ومنذ عشر سنوات مضت على الأقل حتى ولو كان هناك من يختلف معه أو عليه.

لمعلوماتك..
1995 يوليو نشر عادل حمودة حوارا مع هيكل بعد محاولة اغتيال مبارك فى أديس أبابا، أثار أزمة بسبب عنوان الجزء الأول منه على غلاف روز اليوسف «ماذا لو نجحت عملية اغتيال الرئيس» وهو عنوان وصفته الإذاعات ووكالات الأنباء الأجنبية، بأنه «أخطر عنوان صحفى نشر فى مصر منذ نصف قرن».

1996 مارس أهدى هيكل نسخة من الجزء الأول من كتابه «المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل».. لعادل حمودة، وكتب عليها: «إلى الصديق عادل حمودة.. زميلا وصديقا ورفيق مشاكل، مازالت تجرجر أذيالها مع كل الود».

اجمالي القراءات 4916
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الخميس ١٧ - ديسمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[44205]

من وجهة نظرى (أوعى تصدق أى كلمة يقولها هيكل)

من وجهة نظرى  (او عى تصدق أى كلمة يقولها أو ينشرها  هيكل ) لأنه بإختصار عبارة عن شخصية مدمجة من (أبو هريرة ،وأبو لمعة المصرى ) مع إحترامى الشديد للأستاذ (محمد أحمد المصرى ، فأنا أقصد الشخصية السينمائية لأبو لمعة) .. ولو أراد  هيكل أن يحظى بمصداقية لدى المثقفين المحترمين ، فلابد أن يعتذر للشعب المصرى والعربى عما إرتكبه من أثام وتضليل لهما  عبر مسيرته الصحفية منذ عصر عبدالناصر ،وحتى اليوم . ثم يبدأ فى تقديم نفسه بدون (أكاذيب ، وتضليل وخداع ،ولعب بالألفاظ ،وإيهام للبسطاء بأنه محيط بما كان وما هو كائن )......


2   تعليق بواسطة   ليث عواد     في   الخميس ١٧ - ديسمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[44213]

هيكل عبارة عن صرح منيع في رأيي المتواضع

كل ما يقوله الإستاذ هيكل موثق يالأدلة  و هو ـ مع أحترامي للأخ عثمان ـ آخر العملاقة على الساحة العربية. ربما يختلف معه البعض بسبب حبه لجمال عبد الناصر (البعض هنا يفضل الخديويات عليه مع أنه مصري و هم أجانب)، لكن هذا لايمنعنا ان نعدل، لأن هذا أقرب للتقوى.


أفضل رئيس حكم مصر بعد الفراعنة.


3   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الجمعة ١٨ - ديسمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[44221]

مرحباً بك وبرأيك الكريم د- ليث عواد

مرحبا بإختلافك معى أخى الكريم  د- ليث عواد - حول (هيكل) ... وطالما أن الموضوع تطرق إلى (عبدالناصر ) -- فى إعتقداى أخى الحبيب (الفلسطينى ) أن أكثر شخص يتحمل مسئولية ضياع فلسطين ،والفلسطينين هو (عبدالناصر ) ... هذا من ناحية ، وأول من يتحمل تردى الأوضاع فى مصر هو أيضا (عبدالناصر ) .. وهذه موضوعات تحتاج إلى تفصيلات كثيرة ، ربما ليس مكانها الآن ...وهذا ينسحب على ابواقه الكاذبة ايضاً ،، وأولهم هو (هيكل) ، وأكاذيبه الكثيرة التى لاتعد ولا تحصى ،وهذا ليس مجالها الآن . وربما نكتب عنها فى يوم ما ...


.. المهم --- والأهم - صديقى الحبيب -د-ليث عواد  أتمنى عليك أن تبحث لى عن عناوين وتليفونات وتفاصيل معلوماتية عن مراكز العلاج بالخلايا الجذعية فى (المانيا ) وذلك للأهمية ، لأنه ومدى علمى أن ألمانيا بها مركزين من اشهر مراكز العلاج بها  فى العالم .... ومن ثم إرسال تلك المعلومات لى على بريدى الخاص وهو . othman_mohammed2000@yahoo.com ولك جزيل الشكر والتقدير .


4   تعليق بواسطة   ليث عواد     في   الجمعة ١٨ - ديسمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[44239]

جميا أن نختلف و أجمل ان نحترم الإختلاف

الأخ الفاضل الدكتور عثمان، العلاج بالخلايا الجذعية في  المانيا لم يتعدى مرحلة التجريب و  يتم إستخدامه ـ حسب علمي ـ بشكل خاص في الأمراض العصبية ك multiple sclerosis, alzheimer, parkinson disease , ALS ,  و لكن بشكل غير نظامي و ليس هناك نجاح يذكر في هذا الخصوص.
بل تعتبر الصين أكثر خبرة  من المانيا في هذا المجال و لا أعتقد أن الأمر سيصل قبل خمس سنوات لمرحلة التجريب الكلينيكي في هذا المجال.
أما عنالأمراض ا الأخرى  كتاسكري  فليس لدي معلومات دقيقة.
على العموم سابحث  بشكل أوسع و أرد لك الخبر بأسرع وفت ممكن  إنشاء الله تعالى.

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق