آمنت .. قصة قصيرة
خرج شاب قريب من الله يدعى "عادل" عن صمته تجاه ظلم وقع على أهل قريته، من العمدة الظالم، وكان الشاب كثير الدعاء، وشديد الثقة بالله، لدرجة أن رجلُ سألهُ ذات مرة : من أكثر الناس إيماناً في القرية، فقال عادل : أنا.
إلى أن جاء يوم، وقرر عمدة القرية التنكيل بـ "عادل"، وأمر رجاله بالقبض عليه، إلا أنه تمكن من الهروب من رجال الأمن، فأمر العمدة بنشر صوره في جميع أرجاء القرية، وأعلن عن مكافأة مالية تقدر بكيلوغرام من الذهب الخالص، لمن يرشدُ عنه.
واستمر إختفاء عادل، الذي خشي من الثقة في أي أحد، نظراً لضعف النفس البشرية لدى الناس، فقد يرشدون عنه، لجني المكافأة المجزية، وفي يوم يخرج "عادل" من كهفه في الجبل، ليأتي بقوت يومه، إذ به يسمع صراخ لطفل يطلب المساعدة قائلاً، النجدة النجدة النجدة، فيذهب "عادل" إلى قرب مكان الصراخ، مختبئاً ما بين الصخور، فيجد طفل أعمى، يلهو به باقي أطفال القرية، ويسقطونه في الوحل، فإذا ما قام أعادوا إسقاطه، وهم يضحكون.
تضرر "عادل" من المشهد المؤلم، وقال : ما هذا الظلم ! ثم نظر إلى السماء ودعا ربه قائلاً "اللهم أعد للطفل بصره"، فاستجاب له ربه، وأعاد للطفل بصره.
فكان أول ما وقع عليه نظر الطفل، صورة الشاب "عادل" وإعلان المكافأة لمن يرشد عنه، وكان ثاني ما وقع عليه بصر الطفل، وجه عادل المختبئ بين الصخور، وإذا بالطفل يصرخ إتركوني إتركوني، لقد وجدتُ عادل، وجدتُ عادل، وجدت عادل، وأريد الذهب.
إرتجف عادل من الخوف وهلع، ونظر إلى السماء ثانية، ودعا ربه قائلاً "اللهم إعمي الطفل" فاستجاب له ربه.
عاد عادل إلى كهفه مرة أخرى بسلام، مردداً آمنت آمنت آمنت، ليكتشف أنه لم يكن أكثر الناس إيماناً بالله.
شادي طلعت
اجمالي القراءات
8827