حبس انفرادي بلا زيارة خمس سنوات يدفع متهم لمحاولة الانتحار علنًا

اضيف الخبر في يوم الأحد ١٣ - يوليو - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: اخبار الغد


حبس انفرادي بلا زيارة خمس سنوات يدفع متهم لمحاولة الانتحار علنًا

انفجرت وقائع صادمة داخل قاعة المحكمة أثناء إحدى جلسات المحاكمة، بعدما حاول متهم إنهاء حياته علنًا وهو داخل القفص، في مشهد صاعق كشف الوجه الآخر للمعاناة الممتدة داخل أسوار سجن بدر 3، الذي تحوّل إلى مقبرة نفسية مغلقة يُدفن فيها البشر وهم أحياء.

أقدم المتهم، المحبوس منذ سنوات طويلة، على محاولة انتحار صريحة داخل القاعة بعد أن بلغ به القهر النفسي مداه، نتيجة منعه الكامل من الزيارة منذ ما يقارب خمس سنوات متواصلة، دون أن يتمكن من رؤية وجه واحد من أفراد أسرته، أو حتى الاستماع إلى صوت مألوف يذكّره بالحياة خارج القضبان.

كشفت الواقعة عن كارثة إنسانية كاملة الأركان، حيث يُحتجز المتهم منذ عام 2016 في عزلة تامة عن العالم، بعد أن جرى نقله إلى سجن بدر 3، المعروف بسياساته المشددة، وإجراءاته المطبّقة على أجساد المعتقلين وعقولهم، والتي تشمل المنع الكلي من الزيارة، وإغلاق كل أبواب التواصل البشري، والاكتفاء بزيارات طبلية لا تُسمن ولا تُغني من ألم.

عانى المتهم داخل هذا السجن من الانقطاع الكامل عن الحياة، بلا كتب، بلا رسائل، بلا متعلقات، بلا وجود بشري سوى أصوات الصمت، والقيود، والأبواب الحديدية، حتى تحوّل القفص الحديدي من مجرد مساحة احتجاز إلى زنزانة عقلية تنسف استقرار الإنسان من داخله.

تجلّت الكارثة حين قرر المتهم، تحت الضغط النفسي والمعاملة القمعية، أن يصرخ بطريقة واحدة فقط يعرف أنها ستحرك العيون: إنهاء الحياة. وعلى مرأى من القضاة والحضور، حاول أن يُسدل الستار بنفسه عن مشهد طال كثيرًا، ولم يعد قادرًا على تحمله.

تأتي هذه الحادثة الكاشفة لتضيف حلقة دامية جديدة إلى سلسلة من المآسي والانهيارات النفسية داخل هذا السجن، حيث تم تسجيل حالات انتحار سابقة، ومحاولات حرق الذات، وإضرابات جماعية عن الطعام، احتجاجًا على العزلة الممنهجة والقهر البطيء الذي يُمارس بشكل يومي داخل الزنازين.

فشلت كل محاولات كسر هذا الجدار الصلب من الصمت، بينما تتوالى الانفجارات النفسية داخل المكان، ولا تزال الجدران شاهدة على انهيارات البشر، دون أن يتحرك ساكن من الجهات المفترض بها حماية الكرامة الإنسانية، أو حتى الحد الأدنى من الحقوق الآدمية.

لا تزال تفاصيل الحالة الصحية للمتهم مجهولة حتى اللحظة، فيما ظل القفص الحديدي الذي شهِد هذه المحاولة شاهداً على المدى الذي وصلت إليه سياسات العزل، بعد أن أصبح الانتحار هو آخر حل متاح أمام سجين لم يُمنح فرصة الحياة أو حتى لمسة بشرية واحدة منذ خمس سنوات.
اجمالي القراءات 34
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق