الأحد ٠١ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
آحمد صبحي منصور
:
الاصلاح الدينى هو الحل لمشكلة التطرف ، و الاصلاح السياسى أساس الحل لمشكلة الاستبداد. والاصلاح الدينى و السياسى مقترنان بنفس اقتران الاستبداد العسكرى مع نمو التطرف الدينى ، ولهذا ترفض النظم الاستبدادية فكرة الاصلاح الدينى لانها تحتاج للتطرف مبررا للبقاء.
إنني لا أتوجه بكلمتي إلى الحكومة ولكن إلى المستنيرين الغيورين من المسلمين .. إن كاتب هذه السطور قضى سنوات طويلة من عمره يدعو لإصلاح ديني يجعل المسلمين أكثر إرتباطاً بكتاب الله .. وكم حذرت من خطورة الاعتقاد في التراث المكتوب في العصر العباسي والأخذ عنه دون تمحيص, وكم دعوت إلى اجتهاد مستنير يساير عصرنا, لأنه إذا كان التراث المكتوب في كل عصر يعبر عن ذلك العصر ولا يعبر عن العصور السابقة واللاحقة فإن الإسلام يظل دائماً – من خلال كتاب الله – صالحاً لكل زمان ومكان ..
لقد أقام رسول الله دولة عصرية بمعنى الكلمة فى المدينة ،كانت سنته فيها التطبيق الفعلي للقرآن , وقد استمرت هذه الدولة بعده إلى أن أضاعتها الفتنة الكبرى, وقيام الملك الاستبدادي .. وإذا كانت دولة الرسول قد انتهت فإن الأساس الذي بنيت عليه لا يزال معنا وهو كتاب الله .. وقبل أن يطمح بعضنا – مدفوعاً بحب الدنيا وألاعيب السياسية – إلى المناداة بدولة دينية, تعالوا بنا نناقش الأسس والمنهاج والبرنامج ونجتهد في توضيح ذلك بالاستعانة بالقرآن الكريم, أو بمعنى آخر تعالوا بنا نصلح نوعيات التدين السائدة فينا أولاً ثم بعدها تكون الأرض صالحة للبناء إذا كان الأمر يستدعي بناءً ..
كيف يمكن أن تقوم دولة تدعي الإنتماء للإسلام وكل الأسس التي يعتنقها دعاة هذه الدولة تخالف القرآن وتخالف ما كان يعرفه رسول الإسلام .. هناك فساد ديني ارتدى زي الحق ، وهناط باطل عاش بيننا طويلاً حتى حسبناه أصلاً من أصول الدين .. فكيف نقيم على الفساد أو الباطل دولة إسلامية تشبه الدولة التي أقامها رسول الإسلام ؟
إننا لو تخيلنا رسول الله يسير بيننا لأنكر كل شيء مما نفعل بدءاً من الأضرحة أو الأنصاب المقدسة التي يعتبرها رجساً من عمل الشيطان إلى الأحاديث التي نسبناها إليه والتي لا يعلم عنها شيئاً .. ومن ينادي بما كان ينادي به النبي في حياته من إخلاص في الدين والعقيدة مصيره الاضطهاد والاتهام بالردة .. فالقرون التي تتابعت علينا جعلت كل شيء فينا يتغير, ولو لا أن الله تعالى هو الذي تولى حفظ القرآن الكريم لامتدت إليه الأيدي بالتحريف والتزوير كما زورت كل شيء .. فكيف نتناسى كل ذلك ونلتفت إلى فكرة إقامة دولة سيكون بنيانها على أعمدة مزيفة وأحكام ما أنزل الله بها من سلطان ؟ .. ألا يجدر بنا أولاً أن نتعرف على صحيح الإسلام أولاً وعلى الشريعة الحقيقة التي كان يحكم بها رسول الله .. أم أن أطماع الدنيا أهم عندنا من دين الله تعالى ... ؟!! .
إن عصرنا الراهن شهد مشروعات فاشلة لإقامة دول على أساس إسلامي فلم نرَ منها إلا كل ما يسيء للإسلام, لأن الأسس الدينية الموجودة لدينا علاقتها واهية بالإسلام الذي عرفه محمد عليه السلام ..
إنني أتوجه بهذه الكلمة لمن يريدون رضا الله تعالى , أولئك الذين يعملون بإخلاص للحق ولكن تغيب عنهم الحقائق .. وأملي أن يراجعوا أنفسهم ويتفكروا في في لحظة صدق مع الله تعالى ومع النفس ...
أما الذين وهبوا أنفسهم للإحتراف الديني السياسي فلا أمل في الحوار معهم .
مقالات متعلقة
بالفتوى
: