في إطار "توسيع اتفاقيات السلام"... هل يتجه نتانياهو نحو مفهوم "حل الدولتين"؟

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٢٧ - يونيو - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: فرانس 24


في إطار "توسيع اتفاقيات السلام"... هل يتجه نتانياهو نحو مفهوم "حل الدولتين"؟

بعد الحرب التي استمرت اثني عشر يوما بين إسرائيل وإيران، يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، لإبرام اتفاقيات سلام جديدة، في أقرب وقت ممكن، مع الدول العربية، في إطار توسيع اتفاقيات أبراهام، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية. وكشفت صحيفة ’يسرائيل هيوم‘ الإسرائيلية، عن اتفاق عام توصل إليه ترامب ونتانياهو حول بنود أساسية بينها مفهوم "حل الدولتين"، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي، يعتزمان تطبيق هذه البنود بسرعة، بدءا من إنهاء الحرب في قطاع غزة.أفصح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان الخميس، عن فرص جديدة يجب على بلاده ألا تفوّتها. وتحدث نتانياهو عن انتصار الدولة العبرية في حربها ضد إيران، وقال إنه "يتيح فرصة لتوسيع نطاق اتفاقيات السلام بشكل هائل"، مضيفا: "نعمل بنشاط من أجل تحقيق ذلك".

وأردف رئيس الوزراء الإسرائيلي قائلا: "إلى جانب تحرير الرهائن وهزيمة حماس، هناك فرصة سانحة لا يجب تفويتها. لا يمكن إضاعة حتى يوم واحد".

من جهتها، نقلت صحيفة ’يسرائيل هيوم‘ الإسرائيلية الخميس عن مصدر لم تذكره بالاسم قوله، إن نتانياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفقا في مكالمة هاتفية هذا الأسبوع على إنهاء سريع للحرب في غزة، وقد يتم ذلك في غضون أسبوعين.

وأضافت الصحيفة، أن الصفقة من شأنها أن تشمل توسيع اتفاقيات أبراهام مع جيران الدولة العبرية من الدول العربية لتضم السعودية وسوريا. وأكدت الصحيفة، أنه بموجب هذا الاتفاق ستدعم إسرائيل حل الدولتين مستقبلا، شرط أن تجرى إصلاحات في السلطة الفلسطينية.ويأتي سعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في إطار اتفاقيات سلام جديدة، يعتزمان إبرامها في أقرب وقت ممكن مع الدول العربية في إطار توسيع اتفاقيات أبراهام، وفق ’يسرائيل هيوم‘.

نحو مفهوم "حل الدولتين"
وكشفت الصحيفة الإسرائيلية عن البنود الأساسية لهذا الاتفاق المقرر تطبيقه ريثما تنتهي الحرب في قطاع غزة.

إنهاء الحرب في غزة خلال أسبوعين، وستشمل شروط إنهائها أربع دول عربية (بما في ذلك مصر والإمارات العربية المتحدة) لإدارة قطاع غزة، لتحل محل حركة حماس. وستُبعد قيادة حماس إلى خارج القطاع، فيما يتم الإفراج عن جميع الرهائن.
قبول دول حول العالم أعداد من سكان غزة الراغبين في الهجرة.
توسيع اتفاقيات أبراهام سيشمل "اعتراف" سوريا والمملكة العربية السعودية ودول عربية وإسلامية أخرى بإسرائيل وإقامة علاقات رسمية معها.
إعلان إسرائيل عن استعدادها لحل النزاع الفلسطيني مستقبلا بموجب مفهوم "الدولتين"، بشرط "إصلاحات" تطال السلطة الفلسطينية.
اعتراف الولايات المتحدة بتطبيق "محدود" للسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة.
إلى ذلك، أوردت ’يسرائيل هيوم‘ عن مصدرين دبلوماسيين أبت ذكر اسميهما، بأن الرئاسة الأمريكية مارست ضغوطا كبيرة على رئيس الوزراء نتانياهو لإنهاء الحرب في قطاع غزة. وقد بدأت هذه الضغوط قبل الحرب في إيران، واستؤنف فور انتهائها

يأتي هذا، فيما يواصل الوزيران الإسرائيليان المنتميان لليمين المتطرف، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، ضغطهما من أجل "احتلال" قطاع غزة بشكل كامل ودائم وإعادة بناء المستوطنات اليهودية التي انسحبت منها إسرائيل في العام 2005. الأمر الذي يرفضه نتانياهو.

وفي بيان الخميس، أتت إجابة سموتريتش بشأن ما يتهيأ في الكواليس، قائلا: "سيدي رئيس الوزراء، ليكن الأمر واضحا: ليس لديك أي تفويض، ولا حتى مجرد تلميح أو كلمة... إذا كانت هناك دول تريد السلام مقابل السلام، فمرحبا بها. (لكن) إذا أرادت أي دولة إقامة دولة فلسطينية، فعليها أن تنسى هذا الأمر. لن يتحقق ذلك".

هذا، وكان نتانياهو قد كشف الأحد الماضي، أنه يتوقع انضمام المزيد من الدول إلى اتفاقيات أبراهام بعد إضعاف إيران.

وقال نتانياهو للصحافيين حينها "لقد كسرنا المحور... هذا تغيير هائل ومكانة إسرائيل آخذة في الارتفاع، ليس فقط في الشرق الأوسط بل في العالم أيضا. هذا تحول هائل".ويشار إلى أن صحيفة ’يسرائيل هيوم‘ كشفت أيضا عن مخاوف الجانب الأمريكي بشأن احتمال فشل هذه الخطة الطموحة والدليل على ذلك، وفق الصحيفة الإسرائيلية، غضب الرئيس ترامب الشديد إزاء الضربات الإسرائيلية بعد إعلانه وقف إطلاق النار مع إيران.

هذا، وترى الصحيفة الإسرائيلية أيضا أن التزام الزعيمين بتنفيذ هذا الاتفاق الطموح هو "الدافع وراء المنشور الاستثنائي للرئيس ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي الذي يدعم فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بخصوص الإجراءات القانونية التي تطاله ". وتخلص الصحيفة، إلى أن "مساندة ترامب لنتانياهو تأتي في إطار تحريره من المتابعات القضائية ليتفرّغ إلى رؤية سلام شاملة في المنطقة...".

وفي هذا السياق حاورت فرانس24 جاكي خوري، خبير في الشؤون الإسرائيلية ومحرر في صحيفة هآرتس...

فرانس24: وفق صحيفة "يسرائيل هيوم"، يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لإبرام اتفاقيات سلام جديدة تشمل مفهوم "حل الدولتين". ما مدى إمكانية تحقيق أهداف هذه الاتفاقيات؟

جاكي خوري: "أنا أستبعد جدا أن يصل هذا الأمر إلى خط النهاية والاعتراف بحل الدولتين، لأن أي اعتراف كهذا وبشكل ضمني بالنسبة لنتانياهو، معناه انتهاء الحكومة الحالية وانسحاب غالبية أعضاء الائتلاف والوزراء من هذا الائتلاف[...] الحديث عن تسوية سياسية أو حتى بداية تسوية سياسية يمكن أن يؤدي إلى انهيار الحكومة. ولا أعتقد أن نتانياهو سيقبل بهذا الأمر بأي حال من الأحوال [...] واضح أن هنالك مسعى لإنهاء الحرب والضغط في هذا الاتجاه بشكل مباشر من قبل إدارة ترامب... قد تكون بعض الكلمات مثل ’التوجه نحو حل الدولتين‘ أو الحديث عن تسوية سياسية، ولكن أنا أشك بهذه المصادر خاصة هذه الصحيفة فهي بشكل أو بآخر ناطقة بلسان نتانياهو وفريقه، يعني إذا كان الحديث بهذا الاتجاه وحتى في نفس الخبر تم ذكر موافقة الولايات المتحدة على ضم مساحات من الضفة الغربية وتحديدا المناطق ’سي‘ تلبية لأطماع سموتريتش وبن غفير، وبالتالي، حتى لو كان مصطلح حل الدولتين موجود على الورق أو في أي حديث بينهما، السؤال عن أي دولة فلسطينية نتحدث؟ ما الذي سيبقى من هذه الدولة إذا كانت هنالك موافقة أمريكية على ضم الجزء الأساسي من الضفة الغربية والمناطق التي تشكل تقريبا ستين بالمئة من مساحة الضفة الغربية يمكن أن تسمى دولة، ولكن هذا لن يكون دولة بأي حال من الأحوال [...] وعلى مستوى قطاع غزة، لا نعرف إلى أي مدى هنالك موافقة إسرائيلية أصلا على الانسحاب من القطاع، وبالتالي أعتقد هذا حديث ما زال في الهواء لا يمكن البناء عليه [...] أعتقد أن هنالك مسعى من قبل ترامب لإنهاء الحرب في غزة والظهور أمام العالم بأن بعد توجيه الضربة لإيران هو الآن يعمل على إنهاء مواقع فيها حروب ونزاعات كبيرة... ويريد نجاحا أيضا في غزة، ولكن أعتقد أن الحل سيكون وفق ما يعرف بمسار ويتكوف بما معناه إطلاق سراح عدد من الرهائن والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بشكل محدود وبعد ذلك الذهاب إلى تمديده إذا وافق نتانياهو على ذلك، خاصة وأنه يريد بالأساس كسب الوقت ليصل إلى أكتوبر القادم أي عشية المصادقة على الميزانية، ليتخذ حينها قرار ما إذا كان سيذهب إلى انتخابات مبكرة نسبيا أم سيواصل عمليا بعد ذلك في منتصف العام 2026 وهو عام انتخابات، وبالتالي هذا لن يؤثر كثيرا على ائتلافه وعلى تماسكه".

فرانس24: كيف ترى دعم ومساندة دونالد ترامب لبنيامين نتانياهو بشأن محاكمته أمام القضاء؟

جاكي خوري: "لسنا بحاجة إلى ترامب وتغريداته في هذا الموضوع. ولكن واضح أن هنالك تدخل سافر من قبل الرئيس الأمريكي في ملف نتانياهو وأبعاده [...] ولكن المشكلة أنه بعد هكذا تلميح أو لربما إشارة من قبل ترامب، واضح أن هنالك حراك حصل في إسرائيل. وواضح أن هذه الرسالة جاءت من نتانياهو شخصيا، وبالتالي فريق نتانياهو بدأ يغرد على هذا الموضوع ويتعامل معه على أنه نافذة للتوصل إلى صيغة ما [...] ولكن ردود الفعل التي تابعناها اليوم (الجمعة) على مستوى الجهاز القضائي وعلى مستوى أيضا النيابة العامة... [ملاحظة محرر: رفضت محكمة إسرائيلية الجمعة طلب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إرجاء الإدلاء بشهادته في محاكمته المستمرة منذ مدة طويلة بتهم فساد، والتي سبق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن طلب إلغاءها...] ولكن هنالك مبادرة من قبل رئيس المحكمة العليا القاضي أهارون باراك الذي يدفع باتجاه تسوية ما لنتانياهو [...] لا أعلم إلى أي مدى هذا الأمر سينضج خلال أسابيع أو ربما أشهر، وقد تكون هذه نقطة الخروج لنتانياهو من المشهد السياسي إذا أراد ذلك، ولكن نستبعد ذلك في هذه المرحلة. ناهيك عن أن ترامب كعادته يطلق بعض التصريحات أو التغريدات على شبكات التواصل، ولكن سرعان ما ينقلب عليها أو يغير من مواقفه، وبالتالي أثارت موجة من ردود الفعل... لكن إلى أي مدى نستطيع أن نبني عليها وأنها ستحرك شيئا ما بشكل عملي؟ واضح أنه لسنا في هذه النقطة الآن".

فرانس24: برأيك، كيف سيكون رد فعل الدول العربية حيال هذا الاتفاق المبني على أساس مفهوم حل الدولتين؟

جاكي خوري: "ظهرت الدول العربية خلال الأسبوعين الأخيرين في أضعف موقف لها... حرب بين إيران وإسرائيل، وهي في موقع الصامت بالأساس. دخلت قطر على خط الوساطة وكل الضغط الذي يمارس في موضوع التطبيع والتوصل إلى اتفاق، إلى أي مدى سيكون ذلك؟ هذا مبني على اتصالات عملية ومعلومات واضحة بالنسبة لويتكوف وطبعا لترامب وفريقهما، بالإضافة إلى التوصل إلى اتفاق شامل في هذا الموضوع. واضح أن هذا ما زال في مرحلة مبكرة، أعتقد أن الأمور لم تنضج بعد لهكذا اتفاق، قد تكون بادرة اتصال أو محاولة جس نبض، وأعتقد أنه حتى في دمشق وفي بيروت وفي الرياض ما زالوا حذرين في التعاطي مع هكذا حكومة للتوصل إلى اتفاق تطبيع. قد يكون بداية حوار، ولكن لن ينضج إلى خط النهاية في هذه المرحلة على الأقل".

اجمالي القراءات 25
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق