كتبت نادين عبد الله (المصريون): : بتاريخ 22 - 12 - 2008
حمَّل الكاتب الأمريكي كلود سالاني، الحكام العرب، المسئولية عن تراجع دولهم في ذيل دول العالم، بسبب افتقادهم البصيرة السياسية الكافية وتعطشهم للسلطة على حساب المصالح القومية والعربية، وقال إن احتكارهم السلطة وانشغالهم في المشاحنات الجانبية أدى إلى عرقلة محادثات السلام وحرمان شعوبهم من جني الكثير من ثمارها.

وقال سالاني في مقال نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة "واشنطن تايمز" أمس، إن معظم حكام الدول العربية احتكروا السلطة في بلدانهم لفترة طويلة، مثل معمر القذافي في ليبيا وحسني مبارك في مصر وحافظ الأسد في سوريا، مشيرا إلى أن عملية نقل السلطة في بعض الدول أصبحت أشبه بتوريث الأعمال التجارية خاصة بالأسرة من الأب إلى الابن.
واتهم الكاتب، زعماء المنطقة بالافتقار إلى البصيرة السياسية، والعجز عن حل المشاحنات البسيطة بينهما وتنحيتها جانبا، كما أن تعطشهم للسلطة المطلقة سبق الوطنية والمصالح القومية العربية، وهو الأمر الذي ساعد على إبقاء دول الشرق الأوسط في مرتبة متأخرة عن غيرها من المناطق الأخرى بالعالم.
وأشار إلى أن تأخر محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين سببه الصراع المستمر بين "حماس"، التي تسيطر على قطاع غزة، والسلطة الفلسطينية، التي لا تستطيع ممارسة سلطتها سوى في الضفة الغربية، مما يجعل إمكانية التوصل إلى تسوية للنزاع الفلسطيني- الإسرائيلي أمرا صعبا بدون اتفاق الجانبين.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت أكد في مقابلة لصحيفة "يديعوت أحرونوت" في وقت سابق هذا العام ضرورة انسحاب إسرائيل من كل الأراضي الفلسطينية المحتلة تقريبا إن لم يكن جميعها.
لكن رئيس وزراء السلطة الفلسطينية سلام فياض قال "نحن لا نسعى فقط نحو السلام، ولكننا نسعى كذلك إلي تحقيق سلام حقيقي ودائم مع إسرائيل، وإقامة علاقات قوية معها وتقوية العلاقات الاقتصادية بين الدول المستقلة وإسرائيل وفلسطين، ونبحث عن علاقات دافئة مع إسرائيل، ولا نريد التوقف عند مرحلة أن يقبل بعضنا البعض فقط".
وعلق الكاتب، قائلا: "بدلا من أن يركز الفصيلان الفلسطينيان (فتح وحماس) طاقاتهما على حل القضايا وخلق مستقبل أفضل لشعبهما، كرست "حماس" والسلطة الفلسطينية جهودهما لمواصلة المعركة بينهما، وهو أمر تشهده أيضا لبنان التي نادرا ما تخلو من المواجهات المسلحة".
وتابع: اللبنانيون ما زالوا مقتنعين بأن الرصاص أكثر أقناعا من السياسة أو الانتخابات، وعلى ما يبدو لا سبيل لتغير هذه القناعة في الوقت الحالي، لكن على الأقل فلبنان تقوم بإجراء انتخابات، على عكس بلدان أخرى بالمنطقة يتم فيها نقل السلطة من الأب إلى الابن بشكل تلقائي كما يتم توريث الأعمال التجارية الخاصة بالأسرة.
فعلى سبيل المثال، يشير سالاني إلى احتكار العقيد معمر القذافي السلطة في ليبيا منذ عام 1969؛ وفي مصر، يتولى الرئيس حسني مبارك الحكم منذ عام 1981، وهو في طريقه إلى تسليم السلطة لابنه جمال؛ وفي سوريا، وصل حافظ الأسد إلى السلطة عام 1970 وحكم البلاد حتى وفاته في عام 2000، ليحل محل ابنه بشار.
وخلال تلك الفترة، تعاقب على حكم الولايات المتحدة 10 رؤساء هم: جونسون ونيكسون وفورد وكارتر وريجان وجورج بوش الأب وكلينتون وجورج بوش الابن والرئيس المنتخب باراك أوباما.