الأزهر يدرس فتوى تركية تبيح "لاصقا طبيا" يمنع جوع وعطش رمضان

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٢٧ - أغسطس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العربية نت


القاهرة - مصطفى سليمان

يدرس مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر فتوى أصدرتها هيئة الشؤون الدينية التركية بجواز استخدام" لاصق طبي"، لمنع الشعور بالجوع والعطش خلال شهر رمضان، خصوصا أنه يأتي هذا العام في شهر سبتمبر، الذي يتميز بارتفاع في درجات الحرارة.

مقالات متعلقة :


إلا أن رئيس لجنة الفقه بالمجلس الأعلى للأزهر أعلن رفضه لها، وتحريمها قائلا إنها تنافي أحد الأهداف السامية من الصيام، وهو الشعور بما يعانيه الفقراء والمساكين من جوع وعوز.


ووصفت هيئة الشؤون الدينية التركية اللاصق الطبي في الفتوى التي وصلت نسخة منها لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، بأنه يفقد الصائم الشهية وبالتالي يخفف من شعوره بالجوع والمشقة طوال الشهر الكريم.

وقال عضو الهيئة ومفتي إقليم "أدانا" جنوب تركيا، محمد باريس، لوكالة الأنباء الفرنسية يوم الجمعة الماضي 22-8-2008: "إذا كان الصيام يساعد في الحفاظ على الجسم ورشاقته عبر تنظيم عملية التغذية، فإن هذا المنتج (اللاصق الطبي) يؤدي نفس الغرض من خلال تقليل إحساس الصائم بالجوع، وعليه فإن استخدامه مباح وليس مكروها أو محرما".

ويتحكم اللاصق الطبي في الشهية، ويقوي العضلات ويقلل المياه التي يفقدها الجسم، كما يقلل التعب والإرهاق، وذلك من خلال إفراز مادة تدخل إلى الجسم عبر الجلد.


مجمع البحوث يدرسها

لكن عضو مجمع البحوث الاسلامية المصري محمد رأفت عثمان قال لـ"العربية.نت" إن هذه الفتوى لا بد أن يؤخذ فيها الرأي بشكل جماعي، ولهذا يدرسها المجمع حاليا، وليس هناك حتى الآن رأي قاطع يجيزها أو يرفضها.

وأضاف: علينا استشارة الأطباء لمعرفة هل تمد الجسد بالغذاء أم لا، واذا كانت لا تمد الجسد بالغذاء لكنها فى نفس الوقت تفقد الانسان الشهية فحكمة الصوم تزول، وإن كان هذا لا يعني ابطاله. فالصوم فى الفقه الإسلامى يبطل إذا دخل جوف الإنسان شيئا سواء عن طريق الحقن بالغلوكوز أو أي وسيلة أخرى يمتص بها الدم أي شيء.

واستطرد: في هذه المادة اللاصقة نحن لا نعرف هل يدخل الجسم شيء ما، وما هي المادة التي يحتويها اللاصق الطبي وتجعل الإنسان يفقد شهيته وبالتالي يتحمل الصيام؟


تحايل على فريضة الصيام


إذا كان المنتج (اللاصق الطبي) يؤدي نفس الغرض من خلال تقليل إحساس الصائم بالجوع فإن استخدامه مباح وليس مكروها أو محرما

كذلك أعلن رئيس لجنة الفقه بالمجلس الأعلى للأزهر أحمد طه ريان، رفضه للفتوى وأكد لـ"لعربية.نت" أن استخدام هذا اللاصق الطبي لمنع الشعور بالجوع والعطش "يعد تحايلا على الدين، وعلى فريضة الصيام، وسوف يتبع ذلك اختراع وسائل للاطعام والشراب دون أن تدخل الفم".

وتابع "الاسلام له مغزى وهدف من فريضة الصوم" وهي الامتناع عن المأكل والمشرب من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، وليس الامتناع عن الشهوات امتناعا ماديا فقط، بل امتناع روحي فى الأساس واستجابة لأمر الله فى فريضة الصوم، فقد ثبت علميا أن الانسان حينما يجوع أو يعطش تميل نفسه الى الهدوء والسكينة وتنطلق روحه الى مرحلة من مراحل الصفاء، خاصة اذا تابع الصوم بالعبادة وقيام الليل.

ويضيف ريان "أما اذا لم يشعر الانسان بالجوع أو العطش باستخدامه هذه المادة اللاصقة التي تفرز مادة ما تمنع الانسان من هذا الشعور، ففي هذه اللحظة سيفقد احساسه بالفريضة، وبالتالي يفقد احساسه بطاعة الله وتصبح الفريضة كعدمها، ومن هنا فإن استخدام اللاصق الطبي لا يجوز، بل حرام أيضا".


ليست مغذية

من جهتها، شرحت أخصائية علاج السمنة والتغذية العلاجية منى راداميس لـ"العربية.نت" ان أي مادة يتناولها الانسان للتخسيس عموماً، ليس بها شيء مغذ، وهناك أدوية تؤخذ عن طريق الفم تشعر الانسان بالشبع لكنها لا تغذي. ولكن، وفي نفس الوقت، يفتي الفقهاء دائما بأنها مفطرة لمجرد أنها دخلت عن طريق الفم.

وقالت إن اللاصق الطبي يفرز مادة يمتصها جسم الإنسان عن طريق الدم، وتدخل إلى مركز الجوع فى مخ الإنسان لتتحكم فى شعوره بالجوع بالتالي.

وأضافت راداميس "من هنا، نجد ان هذا اللاصق لا يمد الإنسان بأي مادة غذائية، هو فقط للتحكم في الجوع، ولكن لا يجب الاعتماد على ذلك في الأخذ به. فكيف نساوي بين انسان يتحمل الجوع والعطش ويصوم احتسابا لله، وبين إنسان يضع شيئا خارجيا على جسمه ليتحمل الصوم ويقول أنا صائم لله".

اجمالي القراءات 3043
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق