الإسلاميون في مصر لن يحدثوا تغيرات حادة بالسياسة الخارجية

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٠٥ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: إيلاف


الإسلاميون في مصر لن يحدثوا تغيرات حادة بالسياسة الخارجية

الدكتور مصطفى اللباد يتوقع أن تعلو لغة المصالح الأيديولوجيات
الإسلاميون في مصر لن يحدثوا تغيرات حادة بالسياسة الخارجية


صبري حسنين من القاهرة

GMT 14:30:00 2011 الأحد 4 ديسمبر
2
المصريون في المرحلة الأولى من الانتخابات وفي الخلف دعاية لحزب الإخوان

في حين سادت حالة من القلق على الدول الغربية وحتى في مصر إثر فوز التيارات الإسلامية في المرحلة الأولى من الانتخابات، واعتبر الدكتور اللباد رئيس مركز الشرق للدراسات الأقليمية والسياسية أن التيارات الإسلامية لن تحدث تغيرات حادة في سياسات دولها. 


القاهرة: بينما أظهرت نتائج المرحلة الأولى من الإنتخابات البرلمانية المصرية تفوق التيارات الإسلامية بفارق كبير على التيارات الليبرالية واليسارية والثورية، بدأ القلق يتسرب إلى دوائر صنع القرار في الدول الغربية، لاسيما الولايات المتحدة الأميركية، وكانت إسرائيل الأكثر قلقاً.

 ولم يقف القلق عند حد الخارج فقط، بل تسرب أيضاً إلى الداخل الشعبي المصري، من حدوث تغيرات فجائية وغير محسوبة في الحياة السياسية كإعادة تشكيل المنطقة بما يضر بمصالح الغرب، لكن الدكتور مصطفى اللباد رئيس مركز الشرق للدراسات الأقليمية والسياسية يرى أن التيارات الإسلامية التي فازت في الإنتخابات سواء في مصر أو تونس أو المغرب أو ليبيا لن تحدث تغيرات حادة في سياسات دولها على الصعيدين الخارجي أو الداخلي.

 وتوقع اللباد في حديث خاص لـ"إيلاف" ألا يحدث تصادم بين الغرب والإسلاميين الذين سيصلون إلى لحكم في البلدان العربية، معتبراً أن السياسة الدولية تحكمها لغة المصالح وليس الأيديولوجيات.

الأوزان الحقيقية

وقال اللباد أن المرحلة الأولى من الإنتخابات البرلمانية المصرية أظهرت الأوزان الحقيقية للقوى السياسية، متوقعاً حصول التيارات الإسلامية على نسبة أكبر من المقاعد في الجولة الثانية، لاسيما أنها تجرى في محافظات الوجه البحري التي تعتبر معقلاً للإخوان المسلمين على وجه الخصوص.

وأضاف اللباد لـ"إيلاف" أن قدرة البرلمان المقبل على التشريع وتشكيل سياسات الدولة ستكون محدودة، بسبب التعديل الدستوري، الذي يجعل رئيس الجمهورية يمتلك سلطات واسعة تفوق سلطات البرلمان. منوهاً بأن الإنتخابات الرئاسية المقبلة هي ما يتم التعويل عليها في إعادة تشكيل المشهد السياسي في مصر من جديد، وتوقع أن يكون شكل نظام الحكم أقرب ما يكون إلى النظام الفرنسي الرئاسي، لاسيما أنه يعطي توازناً بين قوى سلطات الدولة المختلفة، فهو يمنح الرئيس صلاحيات، وأخرى للبرلمان، و ثالثة لرئيس الحكومة، ويجعل كل منها يراقب الآخر ولا تطغى عليه.

لا تغيرات سياسية حادة

وحول توقعاته لمدى تأثير فوز الإسلاميين بالأغلبية على تشكيل السياسة الخارجية لمصر، لاسيما في ظل تصاعد مخاوف الغرب وإسرائيل، قال اللباد إن الإسلاميين لن يحدثوا تغييرات حادة في السياسة الخارجية المصرية، مشيراً إلى أن سياسات الدول تتحدد حسب المصالح، وليس وفقاً للأيديولوجيات. ورفض القول بأنه سيحدث تصادم ما بين الإسلاميين في دول الربيع العربي مع الغرب، ولاسيما الولايات المتحدة الأميركية، موضحاً أن واشنطن عندما كانت تدعم الأنظمة الديكتاتورية في السابق، فإن ذلك كان نابعاً من إيمانها بضرورة تحالفها مع أنظمة قوية لديها القدرة على حماية مصالحها في الشرق الأوسط، ولفت إلى أن أميركا لديها استعداد للتعاون مع الحكومات ذات التوجهات الإسلامية ما دامت مدعومة من شعوبها، وتكون قادرة على حماية مصالحها في المنطقة.

أربع سنوات

 وأشار اللباد إلي أن السياسات والإستيراتيجيات الدولية لا تتشكل بقرارات فوقية لحظية، بل تحتاج إلى سنوات، متوقعاً ألا يتم إعادة رسم الخريطة السياسية للمنطقة قبل أربع سنوات من الآن، حيث ستكون قد أوضحت مواقف التيارات الإسلامية التي صعدت لسدة الحكم في الدول العربية، غير أنه عاد لتأكيد على أن تلك التيارات لن تحدث تغيرات حادة في السياسات العامة لدولها على الصعيدين الخارجي أو الداخلي، بإستثناء القضية الفلسطينية.

وقال اللباد إن التيارات الإسلامية ستكون مجبرة على النزول من علياء التفوق الأخلاقي إلى أرضية الواقع السياسي، حتى لا تفقد شرعيتها في العمل بمبدأ تداول السلطة والديمقراطية، من أجل تحقيق مصالح شعوبها الإقتصادية والإجتماعية والسياسية.

شرعية الطلقة الأولى

الدكتور مصطفى اللباد

وفيما يخص إمكانية أن يلعب ميدان التحرير دوراً في رسم السياسة المصرية على المستويين الإقليمي والدولي، قال اللباد إن ميدان التحرير يلعب هذا الدور بالفعل، مشيراً إلى أن الميدان إكتسب شرعية ما يعرف في العلوم السياسية بـ"شرعية الطلقة الأولى"، تماماً مثل جبهة التحرير الجزائرية، وحركة فتح الفلسطينية، فهو "ميدان التحرير"، له فضل السبق في الفعل الجماهيري الثوري، فيما يخص ثورة 25 يناير، لكن هناك تيارات سياسية أخرى ساهمت في لعب دور بارز في حماية الثورة، والوصول بها إلي اللحظة التي أجبرت حسني مبارك على التنحي في 11 فبراير الماضي، وهذه القوى تلعب دوراً سياسياً واضحاً الآن.

الموجة الثانية للثورة

ونبه اللباد إلى أن ميدان التحرير كان صاحب الفضل في إطلاق شرارة الموجة الثانية من الثورة في 19 نوفمبر الماضي، لكن المجلس العسكري والتيارات الإسلامية، ولاسيما الإخوان إستطاعوا إجهاضها.

وحذر اللباد من أن ميدان التحرير يفقد قدرته على التأثير في السياسة والفعل الثوري مع مرور الوقت، وأرجع ذلك إلى غياب القيادة الموحدة الواعية لدروب السياسة، والإفراط في الدعوة والخروج في المظاهرات أو ما يعرف بمليونيات أيام الجمعة، ومعاناة القوى السياسية الليبرالية واليسارية والثورية التي تؤمن بشرعية ميدان التحرير من التشتت وتضارب المصالح في أحيان كثيرة. فضلاً عن التغطية الإعلامية السيئة لأحداث الموجة الثانية من الثورة، التي ساهمت في نفور الشعب منها. ومقابل ميدان التحرير، فإن المجلس العسكري يمسك بزمام السلطة ـ والكلام للباد ـ والتيارات الدينية منظمة جداً، وتدرك جيداً دروب ومسالك العمل السياسي.

وشدد اللباد على أن ما سبق لا يسيء إلى الشباب الثوري، مشيراً إلى أن هذا الشباب المعتصم في ميدان التحرير يتسم بالنقاء الثوري، ويتمسك بمبادئ الثورة السامية، بدون أغراض حزبية أو سياسية، لكن ينقصهم الخبرة السياسية، والدعم.

اجمالي القراءات 2232
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق