رجال الدين يرفضون دعوة كنيسة أمريكية لحرق المصحف..آمنة نصير: حرق المصاحف لن يقضى على الإسلام أو القر

اضيف الخبر في يوم السبت ٣١ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: اليوم السابع


رجال الدين يرفضون دعوة كنيسة أمريكية لحرق المصحف..آمنة نصير: حرق المصاحف لن يقضى على الإسلام أو القر

الدكتورة آمنة نصير الأستاذ بجامعة الأزهر

كتبت أمل صالح ومحمود حسين

 
 
 

أثار اعتزام إحدى الكنائس الغربية بمدينة فلوريدا بتنظيم يوم عالمى لإحراق القرآن فى الذكرى السنوية لاعتداءات 11 سبتمبر، الغضب بالشارع المصرى، وتحفظ العديد من رجال الدين الإسلامى والمسيحى على تلك الدعوة.

من جانبه وصف الدكتور المعطى بيومى عضو مجمع البحوث الإسلامية دعوة الكنيسة بالسلوك الهمجى، مؤكدا أن مثل هؤلاء وعلى الرغم من انتمائهم للكنيسة فهم بعيدون كل البعد عن المسيحية التى يعرفها المسلمون، والتى تدعو للرحمة واحترام الآخر، مشيرا إلى أن طبيعة هذا السلوك المتعصب تختلف عن مبادئ الكتاب المقدس ولا يستحق أصحابه الانتماء للكنيسة المسيحية.
وأضاف بيومى أنه لو قوبل هذا الفعل بمثله من قبل المسلمين لما كان الآن مسيحى واحد على سطح الأرض، مؤكدا قدم صراع الأديان بين الشرق والغرب، واصفا تكرار محاولات الغرب فى الإساءة للنبى محمد والدين الإسلامى بأنها محاولات لإثارة البلبلة والتشويش على صورة المسلمين واستفزازهم.

كما أكد بيومى أنه لا يجوز أن نعامل المسيحيين أجمع بذنب هؤلاء المحسوبين على المسيحية على حد وصفه، مشددا على ضرورة التعامل مع الأمر بحكمة وكياسة المسلم مع مقاطعة تلك الكنائس مقاطعة تامة.

وأكدت آمنة نصير أستاذ العقيدة الإسلامية بجامعه الأزهر، أن مثل هذا الفعل على الرغم مما سببه من حزن وغضب فى النفوس، فهو إن دل إنما يدل على غياب احترام الإنسان لأخيه الإنسان، واصفة ما حدث بأنه حالة من الجنون الإنسانى والفكرى اجتاحت العالم أجمع بما فيهم مصر، مؤكدة أن الدين الإسلامى باق ولن يهتز نتيجة تلك الأفعال "الصبيانية"، قائلة: "فليحرقوا ما يحرقون ولتدفع المطابع أموالا هباء فهذا لن يقضى على الإسلام ولن يفنى القرآن فهو محفوظ بأمر من ربه ليوم القيامة، مؤكدة أن مثل تلك الأفعال المستهدفة للإسلام والمسلمين لا تغضبها ولا يجب أن تغضب أى مسلم فهى أفعال تدل على التدليس الفكرى للغرب وعلى كذب ادعاءاتهم فيما يخص احترام الآخر واحترام حق الغير فيما يتعلق بممارسه الشرائع، داعية المسلمين بالتمسك بالحكمة والكياسة وعدم انسياق المسلم لتلك الأفعال واصفة إياها بالحماقة وسلوك غير منضبط".

وأضافت نصير: "المسلم مطالب فى صميم عقيدته بالإيمان بكل الأديان السماوية واحترام كافة العقائد"، مؤكدة أن أفعال الأمم تخضع لقوانين الدول، وإنهم بأفعالهم تلك يعلنون عن توحشهم وفجاجتهم، وهذا السلوك ما هو إلا تعرية لهذه الأمم ولكذب ثقافتهم الأخلاقية، واصفة ما حدث بعودة الحروب الصليبية بكل قبحها وفجاجتها غير الإنسانية".

وأرجع الدكتور مبروك عطية أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر ما يحدث من افتراء الغرب واستقوائهم على المسلمين إلى تأخر المسلمين فى شتى المجالات العلمية والسياسية وحتى الأخلاقية، مما أعطى للغرب الفرصة للتطاول على المسلمين، واستفحال سطوتهم عليهم.

وأضاف قائلا: "القرآن هو كلام الله، وإحراقه هو إحراق لضلوع المسلمين أجمع، إلا أن التنديد والصراخ والشجب على الرغم من استباحته فهو لا يعتبر الحل الأمثل، فلو خاطبنا السفارات وناشدنا المسئولين وطالبنا باحترام الحريات لن يجدى هذا إلا بإشعال فتيل الفتنة أكثر بين المسلمين وإخوانهم الأقباط بمجتمعاتنا العربية وهم بعيدون تماما عن هذا السلوك الغوغائى مؤكدا أنه مطلب الغرب الفعلى، مشيرا إلى أن غرضهم الأساسى هو إلهاء المسلمين من أجل تحقيق أغراضهم الفعلية فى الخفاء، أيا كان نوع تلك الأغراض".

وأكد مبروك أن العلاج يكمن فى الحاجة للتسوق العلمى والثقافى والأخلاقى قائلا: "لو تفوق المسلمون على غيرهم فى كافه المجالات ماكان منهم إلا الرحمة، ولكنهم إذا غلبونا فلن يرحمونا".

ومن جهته رفض القمص صليب متى عضو المجلس الملى هذه الدعوة، ووصفها بأنها تصرف همجى يهدف إلى إثارة الفتنة الطائفية ويؤدى إلى مشاحنات بين أصحاب الديانات فى جميع أنحاء العالم، مشددا على أن المسيحية تدين هذا الموقف وترفضه وأن الديانة المسيحية ترفض العنف وتدعو دائما إلى احترام جميع العقائد الدينية ومحبة الجميع وعدم الإساءة أو المساس بالعقائد الأخرى.

وأضاف أنه إذا كان هناك بعض الخلافات العقائدية بين أصحاب الديانات السماوية إلا أن كل دين يجب أن يحترم عقيدة الآخر وأن يكون هناك حوار بناء بين أصحاب الديانات"، مضيفا أن المسيح منذ أن تجسد فى الأرض دعا إلى محبة الجميع وليس فئة دون الأخرى.

ومن جانبه وصف بولس عويضة الأستاذ القانونى الكنائسى هذه الدعوة بأنها خبل رسمى مشيرا إلى أن الداعين إليها مصابون بالهوس الدينى وأنهم ليس لهم علاقة بهم لا من قريب ولا من بعيد، وأن القرآن والإنجيل رمزان للوحدة الوطنية فى مصر المتمثلة فى رمز "الهلال والصليب".

وأشار عويضة إلى أن الكنيسة التى تدعو إلى إحراق القرآن تابعة للبروتستانت وليس للأقباط الأرثوذكس وأن الأقباط الأرثوذكس لن يقبلوا هذه المبادرة وأنهم يحترمون الإسلام وليس لهم ولاء إلا لمصر أولا ثم للبابا شنودة والرئيس مبارك، مشددا على أنهم لا يحبذون العنف ويدينون هذا الموقف العنصرى.

وقال رفعت فكرى راعى الكنيسة الإنجيلية فى مصر "أحداث 11 سبتمبر ليست متصلة بالإسلام كدين، وإنما جاءت من جماعات متطرفة، وأضاف "هذه الدعوة عنصرية بها نظرة متعصبة وليس فيها تسامح ومرفوضة من الجميع ويجب على عقلاء الإسلام أن يقدموا للغرب الصورة الصحيحة للإسلام"، مضيفا أن المسيحية ترفض العنف ولن تؤيد هذه المبادرة.

 

 

اجمالي القراءات 4972
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق