وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ

لطفية سعيد Ýí 2017-03-18


 
اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ)يوسف 9) 
 
قراءة بسيطة في قصة يوسف ، عليه السلام ، تحمل وجهة نظر شخصية    .. قد لفت نظري بداية  وجود  نية لفعل جريمة.. أعقبتها نية أخرى للتوبة، والعمل الصالح !! فبدأت أسأل نفسي : هل تعد  هذه النية: (وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ) التي جاءت على لسان أخوة يوسف نية صادقة للتوبة ؟ هل يصح أن ننوي توبة متأخرة، أو رقم اثنينن ، وتكون النية رقم واحد جريمة مع سبق الإصرار ، (اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا ، على أساس إن الله غفور رحيم ؟!
 بدأت  ،وبدون مقدمات أفكر في هذه الآية  الكريمة ،القرآن فيما يحكيه من قصص لم تأت حشوا ـ  بل لنأخذ منها العبرة ، التي نحن بالتأكيد في غفلة عنها :(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) يوسف ) ، فلكل منا مثاله الذي يتمثل به مدافعا عنه ، سواء أكان يدري ذلك أم لا يدري ! إخوة يوسف لم يكرههوا أباهم ،بل كرهووا فيه حبه ليوسف ولأخيه ،  وكرههوا معه يوسف وأخيه كأشخاص ..( إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (8)يوسف )، إذن الإخوة عصبة ، أي قوة .. يواجههون معا حب أبيهم ليوسف وأخيه.. وقد أصدروا حكما (أراه ظالما ) على أبيهم مفاده :(إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ  ) ، لاحظوا معي ،كيف أكدوا حكمهم هذا، ولم يشك أحدهم في هذا التأكيد ،بل لاقى كل إجماع !!
وتم تنفيذ الخطة بكل نشاط وإصرار، وتفنيد كل مخاوف الأب على ابنه بحيل سوفسطائية ، مع تبرير اختفاء يوسف ،والتغطية على جريمتهم بما أثاره الأب من مخاوف من أكل الذئب ليوسف، وانشغالهم عنه باللعب !!
هذا عن الإخوة، أما عن يوسف الصغير فقد عقد النية بوحي من الله الخالق العظيم بأن سيأتي الوقت :( وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم ) وهذا بعد ما قاموا به : (فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَٰذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15يوسف)..   
ولنعد لتحليل موقف الأب  ، ونحلل القصة بوجهة نظر بشرية ، بطريقة ( س ، جـ  )
س1 هل الأب كان مذنبا في تفضيله ليوسف وأخيه ؟
جـ كان  الأب يرى في يوسف  مالا يراه في أخوته، وهذا نلاحظه عندما قص يوسف عليه الرؤيا ، ووصاه ألا يقص رؤياه على أخوته،  ثم بشره بشرى تفرده بالاختيار ، والاستخلاف في النبوة ،وبأنه النعمة القادمة لآل يعقوب: :  ( ) وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6) يوسف )..
 
س2 هل كان  الأب يعلم ما يشعر به بقية الأبناء تجاه يوسف من مشاعر ،بسبب تأثير الشيطان عليهم ؟
جـ نعم ، لذا آثر الأب ألا يقصص يوسف عليهم الرؤيا ،حتى لا يكيدوا له وأرجع هذا لوسوسة الشيطان :(قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (5 يوسف )     
س 3 هل تمثل النية على فعل جريمة ،(مع سبق الإصرار والترصد) منا تسمى اليوم؟
جـ نعم فقد تم الاتفاق والإعداد والتخطيط الذي سبق حدوث الجريمة الفعلية ..إذن لم يقف الأمر على مجرد النية ،بل أعقبها تنفيذ مخطط مدروس قد اشترك فيه الأخوة جميعالاحظوا معي واو الجماعة في : اقتلوا ، اطرحوه ، وتكونوا ، ثم الخطاب الجمعي في جواب الطلب (الأمر)يخل لكم وجه أبيكم  
س 4  لم كان الخيار الثاني لأخوة يوسف هو: نفيه أو بالتعبير القرآني اطرحوه أرضا ،لم يلق خيار القتل استحسانا من جميع الإخوة  لذا جاء اقترح أحدهم ( قائل منهم ) بالنهي عن قتل يوسف ،والاكتفاء بالتخلص منه  بإلقائه في غيابة الجب  :  قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (10) يوسف ) فلماذا ؟  
جـ حتى يخل لهم وجه أبيهم ، والوجه هنا ، يعني الاهتمام أو الحب  ،وهذا شيء فطري ..عندما تهتم  بشخص لاحظ انك تضعه نصب عينيك تواجهه وأينما ذهب تتوجه إليه بوجهك ،والعكس صحيحا عندما تتجنب شخصا تدير وجهك حتى لا تواجهه ، حتى إن اضطرتك الظروف للجلوس مواجها له تلوي وجههك لتنظر بعيدا .. كذا أخوة يوسف يريدون اهتمام وحب أبيهم الذي يوجه جله ليوسف وأخيه من بعده ،عقدوا النية على التخلص منه !!
 س 5 هل كان إخوة يوسف على علم أن ما يقدمون عليه من عمل ، هو عمل غير صالح ؟
جـ  نعم ، ولذا كانت  النية الثانية وهي: أن يعودوا بعد هذه الفعلة قوما صالحين !! لم يسألو أنفسهم كيف يقتلوا أو يطرحو ا يوسف أرضا ، وبكل بساطة كأن شيئا لم يكن !
 
 س 6 هل ترى من قصة مشابهة لقصة يوسف مع إخوته في القرآن الكريم ؟
جـ نعم  ، فيما  حكاه قرآننا العظيم عن ابني آدم ،وكانت الحكاية مشابهة للتي بين أيدينا الآن. 
س ضع نقاط التشابة  في نقاط محددة.
 جـ أ ـ عدم التسليم لحكم الله إذ تم تقبل القربان من أخ ، وعدم تقبله من الثاني ،(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ) 
 ب ـ وسوسة الشيطان  كانت حاكمة له،(فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ  ) .. 
 جـ توفرت النية المسبقة للعداء أيضا عند الأخ القاتل في 
:(قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ )
 دـ  وقد علم الأخ الداء كما علمه يوسف من قبل  ولخص القضية :( ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28 ) هذا هو السبب وهو  حجر الأساس بالطبع..   
وبعد.. أن أمثال أخوة يوسف نجدهم حولنا، ، وليس ببعيد أن يكون أحدنا منهم ، وهو الوحيد الذي لا يدري !! فعبقرية المرء تتجلى في تشخيصه لمن حوله ،وقد يمر العمر ولا يدري أنه شخصيا مشترك معهم في نفس ذات الصفات ، ولكن هو وبكل بساطة لا يرى نفسه !!  فلذلك سأختم المقال بالحديث بـ (نا الفاعلين)،  وأقول : قد تكون لدينا نيتان : الأولى تخص الحياة الدنيا ومافيها من أمنيات ـ قد تذهب بنا بعيدا عن العمل لليوم الآخر ..والثانية فعل الخيرات تكفيرا منا عما حدث .. وأحيانا تسيطر علينا النية الأولى  فتأخذ جل  عمرنا  فلا ننتبه إلا ونجد العمر قد انتهى ، وقد ألهانا التكاثر عن العمل لليوم الآخر ، فهل نحن مدركون !!
اجمالي القراءات 12620

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (6)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأحد ١٩ - مارس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[85397]

مقال جميل استاذه لطفية


مقال جميل وتدبر راق لآيات من آيات وقصص القرآن الكريم استاذه لطفيه سعيد . وجميل على انه بصيغة ( س ، ج) .فهى طريقة سهلة فى توصيل المعلومة والفكرة التى يريد أن يطرحها الكاتب ،ومع ذلك تفتح افاقا أكثر لطرح مزيد من الأسئلة والإستفسارات فى الموضوع . فمثلا  فى عنوان الموضوع فى قول إخوة يوسف (وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ ) .  هل تُقبل توبة العاصى ،ومُرتكب الكبيرة إذا كان عالما مؤمنا موقنا مُتأكدا من انها معصية وكبيرة حين إرتكبها ، وفى نفس الوقت كان ينوى وعاقد العزم على  أن يتوب  إلى ربه بعدها كما قال إخوة يوسف ( وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ) . ؟؟



موضوع شائك ، ومن وجهة نظرى أن مُرتكب الكبيرة فى هذه الحالة عليه الا يقنط من رحمة الله ، طالما انه لم يُشرك بالله شيئا ، وان تكون توبته اصبحت بالفعل  توبة نصوحا .



وليس هذا تبريرا لإرتكاب المعاصى  مع العلم بُحرمتها ، ولكن كإستقراء لما ورد فى قول الله جل جلاله ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )) . وقوله تعالى  (( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا )).



تحياتى .



 


2   تعليق بواسطة   الشيخ احمد درامى     في   الإثنين ٢٠ - مارس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[85402]



مقال رائع يا أستاذ لطيفة؛ وتعليق أستاذ عليّ في محله.



وأزيد أن الفكرة من مكائد الشيطان.  والخطر كامن في "من بعده" (وتكونوا من بعده قوما صالحين). من ضمن له أنه سيبلغ ذلك "بعده" من الوقت. وقد يبلغه ويتوب. ثم يعود إلى الذنب ويقول سأتوب من بعده. وفي نهاية التسويف قد يكون هنا "بعده" لن يبلغه وتختطفه المنية قبله. فيقع في حبال الشيطان خاسرا.



وكما فطنت بها يا الأستاذة، فقصة يوسف هذه تضمنت أجوبة لكثير من تساؤلاتنا في الدين والحياة. ( لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ) [يوسف: 7]. وهذه الآية تحثنا ضمنيا إلى البحث في تلك إيماءات الأجوبة فيها لتساؤلاتنا الكثيرة. وأرجو منك ان تتابعي البحث. وقد أشاركك  فيه.



    وشكرا



3   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الثلاثاء ٢١ - مارس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[85424]

وللدكتور عثمان الشكر على اللفته الجميلة ، وفتح المناقشة في مصير المسلم العاصي ..


الشكر للدكتور عثمان عثمان على إثراء المقال ،  وبما اجاب وشارك  مشاركة قيمة،  ف مصيير المسلم العاصي أو أخوة يوسف  (عليه السلام ) من ناحيتي آثرت أن أضع هذا الرابط لكتاب الدكتور أحمد صبحي : ( المسلم العاصي ) ونقلت أيضا جزء من الكتاب :



http://www.ahl-alquran.com/arabic/discussion.php?topic_id=150



( نبدأ الإجابة بتحديد معنى المسلم العاصى : فهو الذى ظل حياته عاصيا دون توبة إلى أن مات . ومشكلة هذا "المسلم العاصى " لها جذورها الدينية والتاريخية . وتتمثل هذه الجذور فى الأمانى التى يتمناها الإنسان فى أن يحيا على هواه عاصيا ثم يكافأ على عصيانه بدخول الجنة ، أو على الأقل إذا دخل النار فلا يلبث أن يخرج منها .وهذه الأمانى أساسها الشيطان . فالشيطان ـ لعنه الله ـ أعلن أمام رب العزة أنه سيستحوذ على أكثرية أبناء آدم ،" لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ " ( النساء : 118 ، 119 ) وعبقرية الشيطان تتجلى فى أنه يقرن الإضلال بالأمنيات . فالذى يضل من البشر إذا عرف أنه ضال فالأغلب أن يتوب . أما إذا كان ضالا يعيش فى أمنيات بأنه سيدخل الجنة فلا يمكن أن يتوب . وبذلك ينجح الشيطان دائما فى كل عصر .. )



وانتطر مشاركات  من القرآء  للإجابة عن السؤال السابق 



4   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الثلاثاء ٢١ - مارس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[85426]

وللأستاذ الدرامي الشكر موصول


فعلا أستاذ درامي كان الشيطان بطلا خفيا لإخوة يوسف ،  برغم عدم رؤيته إلا ان اياده واضحة فقد أشعل نار الحقد، حتى تحول الحب الفطري من ناحية اخوة يوسف إلى نار كره مشتعلة ،جعلتهم يعقدون العزم والنية التي لا رجعة فيها إلى قتله او إبعاده عن أبيهم !! وكما ذكرت حقيقة  إن العمر لا احد من البشر يعرف متى  يكون منتهاه.. أسعدني تعليقك ..ويسعدني أن تكتب في الموضوع ، لتعم الفائدة.



دمتم بخير وشكرا 



5   تعليق بواسطة   محمد شعلان     في   الثلاثاء ٢١ - مارس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[85430]

فطوعت له نفسه...


 وتبقى سورة يوسف المثل الحي الباقي للعلاقة الأخوية والأسرية بين الإخوة، بعضهم البعض، وبين الإخوة والأب،  وإن كان الأب هنا في هذه السورة يعلم من الله ما لا يعلم أبناؤه، فهذة نعمة ومنة من الله تعالى له، فهو نبي مرسل.



 أما يوسف وهو إبن ونبي مرسل،  فهو وارث للنبوة وهو خير إرث، وهنا يمكننا أن نتأمل طبيعة  العلاقة بين أبناء بشريين لنبي وهم ينقصون ويزيدون في إيمانهم،  ومعرفتهم بطريق الإيمان .



و  كما في قصة ابني آدم .. فطوعت له نفسه قتل اخيه فقتله..٣١المائدة... هل القاء يوسف في غيابت الجب يعتبر قتلا عن غير عمد او تعريضا للقتل ام أنه طريقة للإقصاء والابعاد ليوسف عن معية أبويه وأخوه؟ وليس هناك خطورة القتل والتعريض



للهلاك؟ وهنا يكون فعل إخوة يوسف من باب الصغائر أم أن تفريقه عن أبوه وأمه وأخوه في مثل هذه  السن  يعتبر جريمة من الدرجة الأولى؟



6   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الخميس ٢٣ - مارس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[85454]

وأبقى مستفيدة من الإجابة دكتور ، وأبقى منتظرة تحديدا أكثر للإجابة ..


تعليقك يا دكتور محمد مفيد ، وينم عن فهم لطبيعة البشر .. نعم إن سورة يوسف  ستبقى وثيقة للاضطلاع تفيدنا نحن البشر،  لنأخذ منها عبرنا فلدينا الأب  النبي الذي يعلم مالا يعلمه الأبناء وعلى الرغم من هذا لم يمنعه علمه  من اخذ الحيطة  ،ورفض تسليم يوسف لأخوته ، وذلك لأنه بشر  .. 



والأبناء كبشر في حالة  متغيرة بين نقص وزيادة في الإيمان .. وهذا تحديدا ما يلفت له الدكتور احمد صبحي في مقالاته.. ليس هناك مؤمن إلى الأبد  .. كوصف ثابت لا يفارقه ، بل هو في اختبار دائم  ، ويبقى مُختبرا طالما انه على قيد الحياة !! حتى يقفل كتاب اعماله  وانتهاء مدة اختباره في الدنيا ، وينتظر الحكم  .. 



شكرا لك، فالمقال يزيد اثراؤه بتعليقكم 



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-10-30
مقالات منشورة : 113
اجمالي القراءات : 2,028,687
تعليقات له : 3,703
تعليقات عليه : 378
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt