الأربعاء ٢٨ - أكتوبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
آحمد صبحي منصور
:
ـ بالنسبة لما تسأل عنه أقول الاتى كحقائق تاريخية :
* الدولةالاسلامية الحقيقية أقامها النبى محمد فىالمدينة و كانت دولة علمانية بلا كهنوت دينى وبديمقراطية مباشرة
* بعد موته عليه السلام بدأ الانحراف شيئا فشيئا ، أولا فى تولية حاكم فرد أسموه خليفة ، ثم جمع كل السلطات فى يده ، ثم بما يسمى بالفتوحات التى خالفت شريعة القرآن ، ثم ما نتج عنها من خلافات حول الثروة ، أدت الى الحروب الأهلية ، والتى بدورها أدت الى إقامة الدولة الأموية .
* الدولة الاموية كانت دولة عسكرية عربية قبلية ( نسبة للقبيلة ) وكان أساس سياستها التعصب ، تعصبت للعرب ضد غيرالعرب ، وتعصبت لهذه القبيلة ضد الاخرى و استخدمت هذا التعصب القبلى فى إحكام سيطرتها على العرب جميعا وقد كانوا القوةالعسكرية ،وفى النهاية بضعف الخلفاء و مجونهم انقلب التعصب ضدهم فتحكمت فيهم القبائل فسقطت سريعا الدولة الأموية .
* الدولةالعباسية هى التى أقامت الدولة الدينية لأول مرة فى تاريخ المسلمين بسبب عوامل شتى منها قرابتهم للنبى محمد ، وتأثرهم بالحضارات الفارسية واليونانية ، و دخول المسلمين الى مرحلة التدوين و الكتابة و البحث و التفاعل مع العالم ثقافيا ، وكانت تلك الثقافة الثيوقراطية هى السائدة فأخذت بها الدولةالعباسية التى كانت أعظم دولة فى العالم وقتها ـ فى العصر العباسى الأول. وكلما إزداد ضعف الخلفاء العباسيين إزدادت الدولة إيغالا فى الكهنوت السياسى ، و استفادت بذلك الدول التى قامت باستقلال ذاتى داخل الدولةالعباسية ، حيث أصبح الخليفة العباسى يمثل السلطة الروحية للدول تلك كالأغالبة فى شمال افريقيا و الأيوبييين فىمصر و الشام ، وحتى بعد سقوط الدولة العباسية على يد المغول جىء بأحد أفراد البيت العباسى ليكون خليفة فى القاهرة ليعطى الشرعية للحكم المملوكى .
تلك الدول التى قامت مستقلة او شبه مستقلة فى إطار الخلافةالعباسية تمتع أصحابها بلقب ملك أو سلطان ، وكان لقب السلطان أكبر من الملك ،كما كان فى الدولة الأيوبية و المملوكية . وكل تلك الدول كانت عسكرية تعتمد على عصبيات عسكرية إثنية من الفرس والأفغان والأتراك والأكراد والمغاربة والزنوج بالاضافة الى شراء المماليك ، وفى النهاية حكم المماليك بأنفسهم.
* الدولة الفاطمية أكثر إيغالا فى الدولة الدينية من الدولة العباسية لأن العقيدة الفاطمية تؤله الامام الفاطمى وتعطيه صلاحيات دينية ودنيوية و سياسية ، وتجعله أحد عناصر الايمان ، و بالتشيع ظهر تاليه الخليفة ضمنا كما حدث لسائر الخلفاءالفاطميين فى مصر بدءا من المعز لدين الله الفاطمى ، أو حدث إعلان الالوهية رسميا وعلنا كما فعل الخليفة الحاكم بامر الله الفاطمى .
* من الخطأ أن تحكم على عصر سابق بمفاهيم عصرنا .نحن الان نتجادل فى الدولة المدنية والعلمانية ، وتلك أفكار لم تكن مألوفة فى العصورالوسطى التى تشبعت بثقافة الاستبداد الدينى و السياسى و الحق الملكى المقدس فى اوربا و الخليفة الذى يملك الأرض ومن عليها فى الشرق . ولذا كانت الدولة الاسلامية الحقيقية المدنية الديمقراطية فى عهد النبى محمد جملة إعتراضية فى ذلك العصر تخالف ثقافته تماما ، فتم القضاء عليها سريعا ..
أرجو أن تقرا مقال ( المسكوت عنه من تاريخ عمر فى الفكر السنى ) وهو منشور فى موقعنا .
خالص الشكر
مقالات متعلقة
بالفتوى
: