آحمد صبحي منصور Ýí 2009-12-20
مقدمة
يقتضى المنهج العلمى أن نتعرف على البيئة التى نزل فيها القرآن والتى شهدت دعوة الاسلام فى مجتمع أطلقوا عليه ( الجاهلية ).
كانت الثقافة السائدة فى البيئة الصحراوية العربية لا تعترف إلا بالقوة والعنف. وقد مارست ثقافة العنف كطريق للعيش وكسب الرزق فأصبح من قيمها الأخلاقية تمجيد النهب والسبى والاعتداء وقطع الأرحام ووأد البنات وظلم المرأة وقهر كل إنسان ضعيف مسالم.ارتبط هذا بممارسة دين أرضى سيطرت به قريش على العرب من غير أهل الكتاب الذين كانوا يعيشون وقتها فى الجزيرة العربية.
لا يمكن فى اصلاح هذا المجتمع الصحراوى العنيف الدموى أن تبدأ معه مباشرة بفرض التشريعات وتفصيلاتها. لو حدث هذا فى مجتمع نهرى مسالم ما استطاع أن يتفهم هذه التشريعات وما استطاع تطبيقها لأنه لم يأخذ فترة فى الاستعداد الأخلاقى لها. فما بالك بمجتمع صحراوى فظ غليظ القلب؟.
الأهم من هذا أن تطبيق التشريعات القرآنية الاسلامية يعتمد أساسا وأولا وأخيرا على ضمير الانسان نفسه ، ويؤكد على حريته فى الطاعة أو المعصية. وإذن لا بد من السمو بهذا الانسان أخلاقيا حتى يمكن الاطمئنان الى وجود ضمير لديه يخشى الله تعالى قبل أن يخشى الناس. فالضمير فى ثقافتنا المعاصره أقرب الى مصطلح التقوى فى القرآن الكريم.
وعليه ركّز الوحى القرآنى فى مكة على الجانب العقيدى الخلقى وربط بينهما برباط وثيق ليؤهل المسلمين ويعدهم ليطبقوا تفصيلات التشريع التى نزلت فيما بعد فى المدينة.
واستعراض الجانب الأخلاقى فى السور المكية أكبر من طاقة هذا المقال ، ولكن نوجز لمحة سريعة بالتركيز على الوصايا العشر .
الوصايا العشر فى القرآن الكريم
من الغريب والمستهجن فى نفس الوقت أنه بينما تكتسب الوصايا العشر شهرة لدى أهل الكتاب فان الوصايا العشر التى ذكرها القرآن الكريم جرى تجاهلها تماما فى تراث أديان المسلمين الأرضية، بحيث أنك لو ذكرتها لأى شيخ من مشاهير العلماء السنيين أو الشيعة لاندهش من وجودها وتشكك فيها, الأغرب أن السياق القرآنى الذى جىء فيه بالوصايا العشر كان فى اطار الحوار مع أهل الكتاب, والوصايا العشر هى التى تجمع كل الكتب السماوية فى إطار أخلاقى واحد. ولكن بينما يتذكر أصحاب التوراة والانجيل الوصايا العشر ـ حتى مع الاختلاف فى رواياتها ـ فان المسلمين لا يعرفون بوجود تلك الوصايا فى القرآن الكريم.
يقول الله تعالى فى سورة الأنعام المكية :
(قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (154))
ونتوقف معها بتحليل موجز:
أولا : الوصايا العشر هى :
1 ـ عدم الوقوع فى الشرك العقيدى باتخاذ آلهة وأولياء مع الله تعالى.
2 ـ الاحسان للوالدين.
3 ـ النهى عن قتل الأولاد بسبب الوقوع ( الفعلى ) فى الفقر .
4 ـ النهى عن الاقتراب من العلاقات الجنسية المحرمة سواء كانت علنية أوسرية.
5 ـ النهى عن قتل النفس التى لم تقع فى ارتكاب جريمة قتل.
6 ـ النهى عن أكل مال اليتيم الا بالتى هى احسن كأن تكون فى مقابل رعايته واستثمار ماله.
7 ـ توفية الكيل والميزان بالقسط والعدل.
8 ـ العدل فى القول ، أى قول الحق حتى لوكان ضارا بأقرب الناس اليك
9 ـ الوفاء بالعهد الالهى أى أداء فرائضه .
10 ـ اتباع القرآن الكريم وحده باعتباره الطرق المستقيم للهداية.
ثانيا : يلاحظ الآتى :
_ النهى عن الوقوع فى الشرك العقيدى والشرك السلوكى أيضا والذى يتضمن النهى عن القتل والظلم لليتيم . ووجود النهى عن أشياء يعنى كثرة الوقوع فيها.
_ الأمر بالتمسك بأشياء مثل الاحسان للوالدين والعدل فى القول وفى البيع والشراء وتنفيذ عهد الله والتمسك بالقرآن وحده. والأمر بشىء يعنى أنهم تعودوا اهمال ذلك الشىء.
_ وبتطبيق الأوامر والابتعاد عن النواهى فقد اكتملت أركان الاسلام العقيدية والتشريعية ، إذ جاءت التشريعات الأساسية للاسلام إجمالا ضمن هذه الأوامر الأخلاقية، وأهمها الحفاظ على حق الحياة والعرض وحق اليتيم فى ماله . وكل ذلك جاء تمهيدا لتشريعات أتت فيما بعد تفصل حقوق اليتيم وعقوبة القاتل والزانى وأهمية الشهادة .
الثانية : تفصيلات الوصايا العشر فى سورة الاسراء المكية :
1 ـ يقول تعالى:
(وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً (24) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً (25) وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً (27) وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمْ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً (28) وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً (29) إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (30) وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً (31) وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً (32) وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُوراً (33) وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً (34) وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (35) وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً (36) وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً (37) كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً (38) ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنْ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً (39))
ونلاحظ الآتى:
1 ـ التاكيد على النهى عن الوقوع فى الشرك العقيدى فى البداية والنهاية.
2 ـ تفصيلات فى الاحسان للوالدين والرفق بهما عند وصولهما أو احدهما الى الشيخوخة/، وان يمتد الاحسان ـ أفقيا ـ الى ذوى القربى واليتامى والمساكين . ـ ورأسيا ـ الى الاعراض عنهم مع الاحسان اليهم إذا أساءوا.
3 ـ تكرار الوصايا السابقة مثل النهى عن قتل الأولاد ( خوف الوقوع مستقبلا فى الفقر ) أى النهى بكل طريق عن قتل الأولاد,ـ النهى عن الزنا والنهى عن القتل خارج القصاص ـ والنهى عن أكل مال اليتيم ـ الوفاء بالعهد والعدل فى الكيل والوزن,
4 ـ المجىء بتفصيلات جديدة مثل النهى عن الاسراف ـ والنهى البخل والنهى عن انتهاك حرمة وخصوصيات الغيروالتدخل فيما ليس من شأنك ـ والنهى عن الخيلاء والاستكبار والغرور.
5 ـ مع وجود التأكيد على عدم الوقوع فى الشرك العقيدى والسلوكى ومع التاكيد على حقائق التشريع التى تحفظ حق الحياة و المال فقد جاءت أيات سورةالاسراء بحق جديد من حقوق الانسان هو حق الخصوصية وألا ينتهك أحد خصوصيات الاخرين, وهذا ما توسعت فيه فيما بعد سورة الحجرات المدنية ( 11 ـ12 )
الثالثة : وصايا سورة الفرقان المكية:
(وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً (67) وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69) إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً (71) وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً (74) )
وهنا أيضا نلاحظ الآتى:
1 ـ الحديث هنا عن صفات المتقين المشغولين بربهم والحريصين على أن يرضى عنهم . وهذه بالطبع صفات مطروحة أمام الجميع ليتحلى بها. كل منا مدعو لأن يكون من عباد الرحمن, وبامكانه أن يكون أيضا من أتباع الشيطان حسب اختياره وعمله,
2 ـ تاتى هنا نفس الصفات تقريبا من عدم الوقوع فى الشرك العقيدى والشرك السلوكى أى عدم القتل وعدم الوقوع فى الزنا وعدم الوقوع فى شهادة الزورأوحضور مجالس الزور, مع التأكيد على السير فى الأرض بدون خيلاء مع الاعتدال فى النفقة وعدم الاسراف,
3 ـ إلاّ إن الجديد هوالتاكيد على العبادة بقيام الليل والدعاء والحرص على هداية الذرية، والتاكيد على الاحسان مع المسىء والرد عليهم بالسلام والاعراض عن لغوهم . أى إن الاحسان هنا امتد ليشمل المسىء المعتدى بالقول واللغو مع الوالدين والأقارب واليتيم والمسكين.
وفى كل ما سبق من المواضيع الثلاثة فى السور المكية الثلاث نرى القاسم الأعظم يتجلى فى حفظ حق الله تعالى (عدم الوقوع فى الشرك ) وحفظ حقوق البشر فى الحياة والمال والعرض والحياة الخاصة.
هذه الايات الكريمة مع عشرات غيرها كانت تؤهل المسلمين فى مكة أخلاقيا.
حدثت النكسة بعد موت خاتم المرسلين ، وارتد المسلمون بالفتوحات عن هذه القيم الاخلاقية. وعندما أنتجت الفتوحات أديانا أرضية تسوغها كان لا بد من تجاهل ذلك الجانب الأخلاقى فى السور المكية بل والسور المدنية أيضا.ولذلك فان المنهج الأساسى فى التشريع السنى هو التركيز على العبادة الظاهرية السطحية مع تجاهل كامل للتقوى و الالتزام الخلقى ، مما يجعل أداء العبادات وسيلة للعصيان والفساد ، فطالما تصلى وتحج فلا عليك من ذنب مهما فعلت.
وبعد أن تجاهلت الأديان الأرضية للمسلمين الأخلاقيات الاسلامية التفتت الى التشريع الاسلامى تتعامل معه أيضا بالتجاهل والتحريف والتلاعب.
الأخ الدكتور أحمد ,أشكرك على هذه المقالة التي يمكن أن يتوسع المرء فيها لتشمل الكثير من التفاصيل المهمة ,والتي تناسب التطور الذي وصل إليه الإنسان في هذا العصر.هذه الوصايا نستطيع اعتبارها الخط العام الأخلاقي القرآني الذي يجب أن نعتمده في حياتنا الاجتماعية والعملية .وكما ذكرت يا أخي أن المسلمون ابتعدوا عن هذه الوصايا نتيجة ابتعادهم عن كتاب الله ,مثلهم مثل أهل الكتاب الذين يطبقون تقريباً كل شيء إلا الوصايا العشرة ,مع أنهم يرددونها حتى في صلواتهم.
المسلمون بشكل عام صار أسلامهم إسلاماً سياسياً ...لاروح فيه .تحكمه المصالح .
أسمح لي بالسؤال . في قول الله عز وجل ....وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً .
وقوله" وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ "
ما الفرق بين خشية إملاق ....ومن إملاق. هل هناك اختلاف في القصد .
وشكراً لك ..
الوصايا العشر نعرفها، لكن بمسميات أخرى، ولكن كلمة وصية لها وقع أقوى في النفس كي تحاول تنفيذها، وهذه الايات الكريمة مع عشرات غيرها كانت تؤهل المسلمين فى مكة أخلاقيا.، فكان لابد أن تحارب أمراضا كانت موجودة في المجتمع القبلي كان من الصعب التخلص منها إلا برعاية إلهية لهذا المجتمع الناشئ فكان التركيز على :
وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً (74) )
"وإذا مروا باللغو مروا كراما " بعد الحديث عن البعد عن شهادة الزور هل ترتبط شهادة الزور باللغو وعدم مرور الكرام من مجالسه بل الانغماس التام فيه مما يجعله غير مقدر لعظم حرمة شهادة الزور ، ولا شك أن البعض يمر بمثل هذه المجالس لكن تأتي دور النصيحة القرآنية بأن يمر الإنسلن عليها مرور الكرام ، كما يقال في المثل الشعبي أيضا: مرور الكرام
وإذا وقع المؤمن في مخالفة آيات الله وقام أحدهم بتذكيره بها لم تحرك به ساكنا وكأن لم يسمعها ولم يرها "صما وعميانا "
اقول لأخى الحبيب زهير
سؤالك غاية فى الأهمية . هناك باب جديد فى الاعجاز القرآنى أسميته ( معجزة إختيار اللفظ فى القرآن الكريم ) يثبت إستحالة ان يكون القرآن الكريم من تأليف بشر مهما بلغ علمه وبلغت فصاحته ، لأن التكرار فى كلام البشر يبعث على السأم ، ولكنه ليس كذلك فى القرآن الكريم . والتكرار الناقص موضوع اكبر فى التحدى لأنك حين تكرر شيئا مع اختلاف بعض التفاصيل فلا بد ان تقع فى التناقض ، وليس هذا فى القرآن الكريم على الاطلاق ، وهذا ما أؤكده بعد دراسات فى هذا العلم الجديد ( معجزة إختيار اللفظ فى القرآن الكريم ) ، والذى خرجت منه بالتأكيد على ان الفروق الضئيلة بين العبارات المتكررة فى القرآن الكريم ، ليس فقط تسمو عن الاختلاف و التناقض ، بل تحتوى على إعجاز يثبت استحالة أن يكون هذا الكتاب قد قام بتأليفه شخص عربى فى القرن السابع الميلادى ، فى منطقة أبعد ما تكون عن الحضارة و الكتابة التى كانت سائدة وقتها فى وادى النيل و الرافدين و ايران و القسطنطينية و روما .
نعود الى قوله تعالى ( ولا تقتلوا أولادكم من إملاق ) ( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق ) لنجيب على سؤالك فى ضوء ( معجزة إختيار اللفظ فى القرآن الكريم ):
بعضهم قد يبادر بقتل الجنين خشية مجىء الفقر فى المستقبل ، وهذا حرام ، ولهذا يقول جل وعلا ( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق ) .وبعضهم قد يقتل طفله لأنه عاجز عن إعالته ، وهذا محرم ،فالله جل وعلا يقول ( ولا تقتلوا أولادكم من إملاق ) .
هنا يبرز الفرق بين التعبيرين . وتبرز معجزة القرآن الكريم فى التكرار الجزئى فيهما ، وفى الخلاف الجزئى ايضا فيهما .
وتكملة الآيتين فيهما أيضا تكرار ناقص يحوى إعجازا . وهذا شرحه يطول ، ولكن باختصار يقول تعالى فى أحدهما ( نحن نرزقهم واياكم ) ويقول فى الأخرى ( نحن نرزقكم واياهم ) ، بغض النظر عن الارتباط بين صدر الآية وعجزها ، فان التكرار الناقص هنا يؤكد أن الوالدين كالأطفال فى احتياج الرزق من الله جل وعلا ،أى يأتى رزق الابن عن طريق الاب كما يأتى بنفس المساواة رزق الاب عن طريق الابن . لا فضل لأحدهما عن الآخر ، كلاهما محتاج للرزق من الرزاق جل وعلا.
واتقدم للاستاذة عائشة حسين بالشكر على تعليقاتها الغنية وأسئلتها الذكية. وأقول :
1 ـ قوله جل وعلا ( وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ) ليس المقصود به مجرد (قول ) الزور ، ولكن أن يكون الانسان حاضرا وموجودا وشاهدا بحواسه حالة (الزور ). (قول الزور ) هو مجرد حالة من حالات الزور . و( الزور ) نوعان / نوع يخص التعامل مع البشر مثل أن ينطق الانسان زورا أو كذبا فى علاقته بالآخر مثل الظهار فى علاقة الرجل بزوجته ، وهو منهى عنه ، وموصوف بقول الزور و الكذب : ( الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ الَّلائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا ) ( المجادلة 2 ),
وهناك نوع سام وخبيث من قول الزور وهو ما يخص العقائد ، أى الكفر و الشرك واتخاذ الأولياء وعبادة القبور والأنصاب والأوثان .وهنا يأتى الأمر باجتناب ذلك كله قولا وفعلا وحضورا:( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ) ( الحج 30 ). التعامل مع الأوثان ليس بالتدمير والهدم كما يفعل الوهابيون ولكن بالاجتناب و الابتعاد احتراما لحق كل انسان فى عقيدته ومسئوليته عنها امام الله جل وعلا يوم القيامة .
وعليه فان المعنى المقصود من قوله جل وعلا :( وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ) هو الذين لا يحضرون ولا يكونون شهودا موجودين أثناء فعل الزور ، أى ما يخص كل ملامح الشرك والكفر حيث تقام الموالد وتقدم القرابين والنذور و الموائد والولائم ، وحيث ينشدون القصائد و يحكون أكاذيب الكرامات و المعجزات وحيث يتقولون على الله جل وعلا كذبا ويخوضون فى آياته ليثبتوا بالكذب و البهتان أساسا لتقديس البشر و الحجر . مطلوب ألا نحضر هذا وألاّ نكون شهودا على هذا الزور.أى نجتنب الزور قولا وفعلا./ ويؤكد هذا قوله جل وعلا عن اجتناب الأضرحة أو الأنصاب ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) ( المائدة 90 ).
2 ـ وقوله جل وعلا ( وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ) هو تأكيد لما سبق. فهناك لغو مع البشر يخص علاقاتهم ببعضهم ، وهذا منهى عنه ، ولا بد من الاعراض عنه. أشد منه اللغو فى الدين بمعنى الكذب و البهتان فى دين الله كما يفعل اصحاب الأحاديث المسماة بالنبوية ، والمنامات (الصوفية ) و الهاتف والعلم الباطنى..الخ. كلها جهل وإفك وبهتان ، ونحن مأمورون بألا نشهد هذا وأن نمر عليه مرور الكرام ، أو كما قال جل وعلا ( وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ) ( القصص 55 )
أشكرك أستاذنا دكتور أحمد على هذا الرد الوافي المتميز ، وأدعو الله سبحانه أن يوفقنا كي نستطيع البعد عن شهادة الزور بكل ما تحمله من معنى والحمدلله أن أتاح لي أن أسأل هذا السؤال كي يتم الرد بهذه الصورة الوافية .
عزمت بسم الله،
أكرمكم الله أخي الحبيب الدكتور أحمد،
مع الأسف الشديد، نجد المسلمين يثقون في لهو الحديث والحرص على حفظه ونشره، والدفاع عنه أكثر مما يثقون في أحسن الحديث المنزل من عند الله تعالى، والذي تولى حفظه بقدرته سبحانه، فلم يأت بمثله الإنس ولا الجن ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا، أما لهو الحديث الذي ينسب إلى محمد عليه السلام، فباب الافتراء فيه مفتوح إلى يوم الناس هذا، فنجد الشيوخ ورجال الدين يلوون ألسنتهم ويستبكون ليؤثروا على المستمعين في خطب الجمعة والمناسبات دفاعا عما حملوا من شيوخهم دون علم ولا عقل منير، وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله ابتغاء متاع الدنيا، ونسوا أن الله تعالى يمهلهم ليتمتعوا ثم يكون مصيرهم النار. يقول سبحانه: وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ(30). إبراهيم.
والغريب في الأمر أنهم كما قلتم: وعندما أنتجت الفتوحات أديانا أرضية تسوغها كان لا بد من تجاهل ذلك الجانب الأخلاقى فى السور المكية بل والسور المدنية أيضا.ولذلك فان المنهج الأساسى فى التشريع السنى هو التركيز على العبادة الظاهرية السطحية مع تجاهل كامل للتقوى و الالتزام الخلقى ، مما يجعل أداء العبادات وسيلة للعصيان والفساد ، فطالما تصلى وتحج فلا عليك من ذنب مهما فعلت. أهـ
نعم لقد كانت الفتوحات وحب المال حبا جما قد أعمى أبصار الكثير من الناس، فنسوا حظا مما ذكروا به. يقول المولى تعالى: فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ(13). المائدة.
أقتباس " وقوله جل وعلا ( وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ) هو تأكيد لما سبق. فهناك لغو مع البشر يخص علاقاتهم ببعضهم ، وهذا منهى عنه ، ولا بد من الاعراض عنه. أشد منه اللغو فى الدين بمعنى الكذب و البهتان فى دين الله كما يفعل اصحاب الأحاديث المسماة بالنبوية ، والمنامات (الصوفية ) و الهاتف والعلم الباطنى..الخ. كلها جهل وإفك وبهتان ، ونحن مأمورون بألا نشهد هذا وأن نمر عليه مرور الكرام ، أو كما قال جل وعلا ( وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ) ( القصص 55 )"
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ }فصلت26
هذه الآية الكريمة تبين اللغوا فى القرآن الكريم وأعتقد أنه الأشد على الإطلاق ، فهل هذا اللغوا هو نفسه اللغو فى الدين عن طريق الأحاديث كما تفضلت وذكرت فى الردود على التعليقات أم هو لغوا فى آيات القرآن الكريم نفسها كما توضحه الآية ؟
مع تقديم الشكر للاستاذ ابراهيم دادى على اضافاته الثرية لمقالاتى وتتابع وكثرة انتاجه الفكرى على الموقع أقول للاستاذة نعمة مع الشكر ايضا:
ان من انواع اللغو فى التعامل مع القرآن الكريم هو الهاء الناس عن الاستماع اليه والانصات له والتفكر فيه ، وذلك بطرق شتى ـ منها تحويل القرآن الكريم الى أغنية وقصيدة للتغنى ، ومن ثم ينسى المستمع معانى القرآن ويركز انتباهه فى حلاوة صوت المقرىء المغنى المنشد ، ومنها التشويش على من يقرأ القرآن بالصوت ، ومنها التشويش على من يلقى محاضرة ليتعلم منها الناس فهم القرآن أو يكتب مقالة فى تدبر القرآن فيأتى عدو للقرآن ليجادل ويدخل بالمؤلف او المتحدث فى متاهات ,,أنواع كثيرة من اللغو ، كان يفعلها مشركو الأمس ولا يزال يفعلها مشركو اليوم . وأقول إن ما يعرف بالتأويل و الحديث والتفسير يدخل معظمه تحت بند ( اللغو ) و ( الخوض ) و التكذيب بآيات الله جل وعلا و الصّد عن سبيل الله.
ولهذا يظل القرآن الكريم حجة عليهم ،فقد حوى مقدما كل ما يفعلون .
الاستاذ الكبير احمد صبحى بعد التحية والتقدير لمجهودكم الكبير وبمناسبة معجزة اللفظ فى القرءان الكريم والفروقات الدلالية بين اللفظة الموهمة بالترادف كان لزاما علينا تصحيح ماورد فى ردكم عن قتل الاولاد من املاق وخشية الاملاق والفرق بينهما
1- لفظ(الاجنة) يطلق على الطفل وهو فى بطن أمه يقول تعالى :
(واذ أنتم أجنة فى بطون أمهاتكم)النجم هنا قتل الاجنة بالاجهاض يقع تحت بند (قتل النفس بالحق او بغير الحق) وليس قتل الاولاد
2-لفظ (الاولاد)يطلق على المولود بعد خروجه من بطن أمه سواء ذكرا كان او انثى ولذلك كان القتل نتيجة وجود الفقر للاولاد(من أملاق) أما الاية الثانية(خشية الاملاق) فهو قتل الاولاد خوفا من الوقوع فى الفقر وليس لوجود الفقر
مع تحياتى وتقديرى لمجهودكم الكبير
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5130 |
اجمالي القراءات | : | 57,284,631 |
تعليقات له | : | 5,458 |
تعليقات عليه | : | 14,839 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
أسئلة عن : ( بوتين سيقتل بشار ، سوريا وثقافة الاستبداد والاستعباد )
الغزالى حُجّة الشيطان ( الكتاب كاملا )
خاتمة كتاب ( الغزالى حُجّة الشيطان فى كتابه إحياء علوم الدين )
دعوة للتبرع
أمر حتمى أو تخييرى: هل كل الأوا مر فى القرآ ن الكري م حتمية...
صلاة ة الجماعة: شيخن ا الفاض ل السلا م عليكم ورمضا ن ...
يحيق المكر بأهله: قول الله جل وعلا ( ولا يحيق المكر السىء إلا...
ضرب الطفل: قرأت كتابك عن الطفل فى الإسل ام وحقوق ه ولكن...
حقوق الانسان: الوها بيون يتهمو ن حقوق الانس ان ىبانه ا ...
more
بدأت الوصايا العشر بالتأكيد على عدم الوقوع في الشرك وأنه من يقع في هذا الشرك لا يغفر الله له وأنه بذلك قد افترى إثماً عظيماً ، . {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً }النساء48 .وفي نفس سورة النساء أتت آية رقم 116. تؤكد على هذا المعنى وتصف أن من يشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيداً {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً }النساء116. فهذا مؤشر إلى أن كثيراً منا يتعرض للوقوع في هذا النوع من الشرك إلا من رحم ربي وكان متيقظاً ينقي معتقداته باستمرار بالمداومة على التدبر في القرآن الكريم وأن يأخذ حذره دائماً من الشيطان الذي توعد أمام رب العزة جل وعلا لإغواء الإنسان بكل ما يملك من حيل وقوة . أعاذنا الله تعالى من شياطين اللإنس والجن .