كتاب ( أنس بن مالك : خادم النبى .. وخائن النبى ).!!:
ف1 : ( أنس بن مالك ) :علاقته بالأمويين

آحمد صبحي منصور Ýí 2025-05-10


ف1 :   ( أنس بن مالك ) :علاقته بالأمويين

كتاب ( أنس بن مالك : خادم النبى .. وخائن النبى ).!!

الفصل الأول : علاقته بالأمويين

مقدمة

1 ـ قبل أن نعيش مع الروايات التى قيلت فى تاريخ أنس بن مالك ، نريد التعرّف على مدى صدقيتها . فقد تناثرت تلك الروايات فى العراق وشاعت وانتشرت فى فترة الرواية الشفهية ثم جمعها المؤرخ ابن سعد وسجلها فى كتابه ( الطبقات الكبرى )، وهو أقدم مرجع فى تاريخ الصحابة والتابعين ، وأكثرها صدقية. الصدقية هنا بمفهوم الحقيقة التاريخية ، وهى حقيقة نسبية وليست مطلقة ،ويصل اليها الباحث التاريخى . وهناك ضوابط فى البحث التاريخى فى تحرى وبحث ووزن الروايات لمعرفة الصحيح منها والزائف ، وما يتعارض أويتداخل ، وما يتفق منها أويخالف ثقافة عصرها ، وما يخالف أو يتفق منها مع المنطق والعقل . ولكن من أهم معايير صدق الروايات عن شخصية ما أن تتضافر تلك الروايات فى رسم الشخصية التاريخية لتكون إنسانا متناسقا فى ملامحه النفسية وفى سلوكياته ومع ظروف عصره . وهذا المعيار بالذات يتمسك به الباحث التاريخى النزيه الذى لا يأبه بما وجدنا عليه آباءنا من تقديس بعض الشخصيات من الصحابة والتابعين وأئمة الأديان الأرضية للمسلمين .وهنا نقوم بتطبيق هذا المعيار البحثى فى تجلية شخصية الصحابى المشهور ( انس بن مالك ) خادم النبى محمد عليه السلام ، وهو من أشهر الصحابة ، وأشهرهم فى الرواية عن النبى محمد عليه السلام ، فقد كان له خادما ثم أصبح له خائنا حين عاش بعده طويلا الى أن مات فى جوار الحجاج  بن يوسف ، أشهر ولاة العراق فى العصر الأموى ، لذا فإن أنس بن مالك هو أشهر أرباب الدين السّنى ، ومن كبار رواة ( الحديث ) عندهم .

2 ـ وحتى لا يتقوّل علينا أحدهم بأننا نفترى عليه فإننا ننقل سيرة ( أنس بن مالك ) مما كتبه عنه المؤرخ محمد بن سعد فى كتابه الضخم ( الطبقات الكبرى ) . ومحمد بن سعد هو من رجالات الحديث ومن أعلام الفقهاء السنيين الذين صمدوا مع أحمد بن حنبل فى فتنة ( خلق القرآن ) . وقام ابن سعد بتبويب وتنظيم كتابه ( الطبقات الكبرى ) طبقات على أساس رواية الحديث من التابعين الى الصحابة . وكتاب ( الطبقات الكبرى ) لا يخلو فى رواياته من تناقض وأكاذيب إلا إنه أقدم المصادر التاريخية وأكثرها صدقية . وتوفى ابن سعد فى عام 222 وقيل 230 هجرية ، وقد نقل عنه اللاحقون الذين كتبوا فى تاريخ الصحابة .

3 ـ هيا بنا نراجع ونحلل ما ذكره المؤرخ محمد بن سعد فى ( الطبقات الكبرى ) عن تأريخه للصحابى أنس بن مالك خادم النبى محمد عليه السلام .

أولا :رؤية عامة لأنس وعصره

1 ـ تخيل نفسك مكان أنس بن مالك ، خدمت النبى ولزمته صغيرا ، ثم عشت بعد موت النبى اكثر من ثمانين عاما . طال بك العمر حتى مات كل الصحابة وعشت طويلا بعد موت آخر جيل منهم ، ( مات أبوهريرة عام 59 ومات أنس عام 93 )، وكنت تعيش فى العراق حيث يوجد مئات الألوف من المسلمين الذين لم يروا النبى محمدا ولم يروا واحدا من أصحابه سواك ، وأنت لست مجرد صاحب له بل قد قمت بخدمته وعايشته فى صغرك . ألن تكون أيقونة للناس المتعطشين لسماع تاريخ النبى ؟ ألن يتوافد عليك الناس من كل حدب وصوب لمجرد رؤيتك ؟، ثم بعدها الحديث معك عن ذكرياتك مع النبى ؟ ، فإذا كنت تريد الشهرة ألن تقول ما يؤكد حب النبى لك ولأسرتك وما يرفع منزلتك أنت وأسرتك خلال أحاديث تنسبها للنبى وتضعها على لسانه ؟  خصوصا ولا يوجد من الصحابة من بقى حيا لكى يصحح ما تقول؟ أو أن يكذّب ما تقول : أو أن يتحفّظ على ما تقول .. وخصوصا أن ما يخرج من فمك لم يقله أحد قبلك فأنت المرجعية ، وأنت لا تنقل عن كتاب بل عن ذاكرتك ..وهنا ليس مهما أن يتباعد الزمن بين وقتك وبين وقت مرافقتك للنبى ، وليس مهما أن يبلغ الفرق أكثر من سبعين عاما بين عصرك فى العراق فى دولة بنى أمية وبين عصر النبوة فى المدينة ، وليس مهما أن يعتريك نسيان الشيخوخة وقد جاوزت المائة عام ، ليس مهما عند سامعيك ومحبيك أن الشخوخة تضعف الذاكرة ، وهذه حقيقة قرآنية : (وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً (الحج 5 ). ليس هذا مهما لهم لأنهم جاءوا اليك مصدقين مقدما ما ستقوله ، ومتلهفين على ما ستقوله لأن كل واحد منهم سيفاخر بأنه رآك وسمعك وهو يروى عنك . وإذا كنت تحبّ المال وتريد استغلال هذه المنزلة ألن تحولها الى إستثمار يدرّ عليك أموالا ؟ وهل إذا كان حصولك على الأموال يتطلب رضى الحاكم عنك ألن تداهن الحاكم وتسكت عن ظلمه ؟ ثم لا ننسى أن الهجوم على ( أنس بن مالك ) حليف الأمويين يعنى السجن أو القتل .

2 ـ لقد عاش أنس بن مالك بالبصرة ، ولكن شهرته عمّت العراق كله ، لذا نقول إنه عاش بالعراق من عصر عمر بن الخطاب الى عهد الخليفة الأموى الوليد بن عبد الملك . إذن عزيزى القارىء : تخيل نفسك تعيش معظم حياتك فى العراق تتمتع بهذه الشهرة،وبعد موت عمر ورفع الحظر عن رواية الأحاديث أمضيت حياتك لتحقق هدفا واحدا هو استثمار صحبتك للنبى فى الرواية عنه لجمع المال والتمتع بالشهرة والجاه ، هذا مع أن وطنك القديم ( المدينة ) كان يموج بالثورة ضد الأمويين ، ووطنك الجديد (العراق) كان مسرح المعارك والمذابح والحروب الأهلية بين المسلمين ، وأنت غائب ومنصرف عن هذا كله تجمع المال وتداهن الحكام وتأخذ منهم العطاء والأموال مقابل سكوتك على الظلم وعدم نصرتك للمظلوم .

3 ـ منذ إستقر أنس بن مالك فى العراق وقد تعاقب علي الكوفة والبصرة ولاة كثيرون منهم العادى كأبى موسى الأشعرى ومنهم السارق مثل عبد الله بن عباس ومنهم المخادع الزانى كالمغيرة بن أبى شعبه ومنهم من خلط عملا صالحا وآخر سيئا مثل عبد الله بن عامر ، ومنهم ولاة الفتن والحروب الأهلية مثل زياد بن أبيه أول من أرسى الأحكام العرفية وقتل المعارضة السلمية ، ثم إبنه الفاجرعبيد الله بن زياد قاتل الحسين وأهله فى كربلاء ، ومثله المختار الثقفى الذى انتقم للحسين بقتل عبيد الله  بن زياد وطغمته ، ثم مصعب بن الزبير الذى قتل المختار الثقفى وذبح طغمته،ثم أخيرا الحجّاج بن يوسف سفّاح العراق . تخيل نفسك أنس بن مالك الذى يعيش كل هذه الحروب الأهلية بين (على ) و( الزبير وطلحة وعائشة ) فى ( الجمل ) وبين (على ) و معاوية فى صفين ، ، وكل ذلك وهو لا ينطق بكلمة حق ، ولا يأخذ موقف صدق ، ثم تأتى الدولة الأموية بكل مظالمها فترتكب مذابح كربلاء بالقرب منه ، وتقتل أهله الأنصار فى موقعة ( الحرّة ) فى المدينة ، ويستمر الحجاج الوالى الأموى بالعراق يسفك الدماء ، وأنس بن مالك يعيش آمنا متحالفا مع الدولة الأموية متمتعا بعطاياها ، والدولة الأموية  تفرح بسكوت أنس عن ظلمها ، وتبالغ فى إكرامه لأنه بشهرته ومكانته وبسكوته على الظلم فقد أصبح حجة تؤكد شرعية الدولة وتؤكد فى نفس الوقت عدم شرعية المعارضة لها .

لقد تفرّغت الروايات التاريخية ترصد ( البراكين ) التى تأججت وانفجرت وتتابعت بعد موت النبى عليه السلام ،   من حرب الردة الى الفتوحات الى الفتنة الكبرى والصراع الدموى الذى واكب واستمر مع الدولة الأموية واستمر فى حياة أنس بن مالك وبالقرب منه الى أن مات أنس فى ولاية الحجاج على العراق. تلك الروايات التاريخية لم تذكر أن أنس بن مالك قد شارك فى معركة مع الحق أو مع الباطل ، بل إن ترجمته فى الطبقات الكبرى تكتفى بما ذكره هو عن نفسه من خدمته للنبى ، ثم مقتطفات من سيرته فى العراق وهو يعيش مترفا مستريحا بينما كان العراق ـ ولا يزال ـ يعيش على فوهة بركان ، من حروب أهلية وفتن ودسائس وحمامات دم . عاش أنس بن مالك شاهدا على ذلك كله ثمانين عاما ، لا يأبه بما يجرى حوله لأنه ظل مشغولا بما هو أهم لديه ، وهو جمع المال والعيش فى ترف ما استطاع برغم معاناة الناس من حوله ، وأقرب الضحايا كانوا من تلامذته وهم الرواة عنه أحاديثه ، والذين خلقوا له الشهرة فى حياته وبعد مماته. هذا ما تنطق به سيرة أنس بن مالك فى الطبقات الكبرى لابن سعد ، وهى العمدة والمرجع الأول فى سيرة الصحابة .

ثانيا : (أنس بن مالك )، فى الطبقات الكبرى لابن سعد:  

1 ـ نسب أنس : انس بن مالك بن النضر بن ضمضمابن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار . وامه امسليم بنت ملحان وهي ام اخيه البراء بن مالك .

2 ـ طول عمره :   كان انس بن مالك يوم مات  ( مائة سنة وسبع سنين ) أى 107 عاما . ماتبالبصرة سنة اثنتين وتسعين وذلك في خلافة الوليد بن عبد الملك .ورواية أخرى تقول مات انس بنمالك سنة ثلاث وتسعين ، وهو آخر من مات مناصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالبصرة.ورووا عن أنس قوله : ( مابقي احد صلى القبلتين كلتيهما غيري ) .

3 ـ تعاونه مع الظلم الأموى : كان أنس ـيزور الحجاج بن يوسف والى العراق الأموى ، وهو العدو اللدود لكل تلامذة أنس ، وقد تزين أنس لهذا اللقاء فارتدى عمامة سوداء وصبغ لحيته بلون أصفر . تقول الرواية : ( اخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا عيسىبن طهمان قال رايت انس بن مالك دخل علىالحجاجوعليه عمامةسوداء وقد خضب لحيته بصفرة ).

4 ـ ولنتعرف على ( الحجاج بن يوسف ) والى العراق صديق أنس بن مالك ، وقد عاش أنس منعما فى كنفه( 18 ) عاما، من عام 75 الى أن مات عام 93 .

 4 / 1 : كان الحجاج بن يوسف قائد الجيش الأموى الذى انتصر على عبد الله بن الزبير وقتله وصلبه. ومكافأة له عيّنه الخليفة عبد الملك بن مروان واليا على الحجاز، فاشتهر بالقسوة والشدة ، ونجح فى ارهاب من تبقى من الصحابة فى مكة والمدينة. وظل أميراً على الحجاز ما بين  73 :75 هجرية . وكان العراق كعادته فى العصر الأموى يموج بالفتن والقلاقل فعاقب عبد الملك بن مروان أهل العراق بتعيين الحجاج واليا عليهم ، فحكمهم بالحديد والنار من عام 75 الى أن توفى عام 95 بعد عامين من وفاة أنس . لم يترك الحجاج فى العراق رأسا يرتفع إلا قطعه  ، وقد بلغ قتلاه مائة وعشرين ألفا ، ومات في حبسه خمسون ألف رجل وثلاثون ألف امرأة ، وقد أحصوا ضحاياه في السجون ـ من بقي منهم حيا ـ فوجدوا ثلاثة وثلاثين الفا لم يجب على واحد منهم قتل ولا صلب وليست له جريمة، وكان يحبس الرجال والنساء في موضع واحد ، ولم يكن للحبس ستر يمنع البرد أو الحر . فكان من يموت منهم يستريح بالموت من عناء السجن . وإسراف الحجاج في الدماء جعله يحتل مكانه متميزة في التاريخ الأموي والأنسانى أيضا.. وانعكس بالتالي علي تصرفات المثقفين وأهل الحل والعقد من تلامذة انس، بعد ما رأوا الحجاج يضطهد بقية الصحابة ويستهين بهم بدون أي شفقة أو وازع وهم في نهاية العمر .. ولذلك احتبست   الآراء في الصدور وانزوي كل صاحب رأي في قعر  بيته يخشى على حياته من إرهاب الحجاج .

4 / 2 : ولنأخذ على ذلك مما ذكره ابن سعد في الطبقات الكبرى في ترجمة فقيه الكوفة في عهد الحجاج وهو " إبراهيم ألنخعي  " الذي عاش حياته في رعب من الحجاج حتى  مات دون الخمسين بعد وفاة الحجاج ببضعة اشهر سنة 96 هجرية.

4 / 2 / 1 : فقد أرسل الحجاج شرطيا للقبض على إبراهيم النخعى ، وكان عنده في البيت رفيقه إبراهيم التيمي فجاء الشرطي للبيت يقول أريد إبراهيم ، فأسرع إبراهيم التيمي يقول:" أنا إبراهيم "، وسار مع الشرطي للحجاج وهو يعلم أن المطلوب هو  إبراهيم النخعى ، ولكن لم يرد أن يدل عليه، وجيء به للحجاج  فأمر بحبسه بدون تهمة ، يقول ابن سعد  عن الفقيه ابراهيم التيمى : "  ولم يكن لهم ظل من الشمس ولا كن من البرد ، وكان كل اثنين في السلسلة ، فتغير إبراهيم، ( أى تغيرت ملامحه )  فجاءته أمه في الحبس فلم  تعرفه حتى كلمها ، فمات في السجن " .!..

4 / 2 / 2 : وأثرت تلك الحادثة على سلوك الفقيه الشاب إبراهيم ألنخعي فسيطر عليه الرعب من الحجاج ما بقي الحجاج حيا . وظل حينا من الدهر مستخفيا في بيت صديقه أبي معشر تطارده وساوسه ومخاوفه من إرهاب الحجاج .   وكان في لقاءاته السرية مع أصحابه يستحل لعن الحجاج مستدلا بقوله تعالي " ألا لعنة الله علي الظالمين " ويتشجع أحيانا فيسب الحجاج . أمّا إذا كان يجلس مع غرباء فإنه يأخذ جانب الحذر والتوجس مخافة أن يكون بينهم أعوان للحجاج ، وهو يتذكر وصية قالها له أحد أصدقائه من الفقهاء هى : " تذهب إلي المسجد الأعظم فيجلس إليكم العريف والشرطي .""، ويكون   إبراهيم ألنخعي أكثر حصافة فيقول لهم : نجلس في المسجد فيجلس إلينا العريف والشرطي أحب من أن نعتزل فيرمينا الناس برأي يهوي .. أي كان  يخاف من الانزواء فيتهمونه بالهوى ضد السلطة ، ويخاف أيضا من إظهار آرائه ، لذلك كان يظهر امام الناس انتقاده للمرجئة ويقول لبعض الشيعة علي مسمع الجالسين : أما إن عليا لو سمع كلامك لأوجع ظهرك ، وإذا كنتم تجالسوننا بهذا فلا تجالسوننا .   ولم يتخلص إبراهيم النخعي من شبح الحجاج إلا عندما بشره صديقه حماد بموت الحجاج يقول حماد: ( بشرت إبراهيم بموت الحجاج فسجد ، وما كنت أري أن أحدا يبكي من الفرح حتى رأيت إبراهيم يبكى من الفرح .).!.

4 / 3 : هذا الحجاج كان يقتل الناس بمجرد الاشتباه ، وبمجرد كلمة ينطق بها أحدهم ، والذى كان معظم ضحاياه من القرّاء والفقهاء ( أى المثقفين بتعبير عصرنا) ، وكان منهم كثيرون من تلامذة انس بن مالك يروون عنه أحاديثه . ومع ذلك لم يأبه بهم أنس بل كان يزور السفاح فى دار الامارة إعلانا للولاء والرضى بمظالمه . فقد كان يعيش ثريا مترفا من أموالهم السُّحت .!! 

اجمالي القراءات 197

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5201
اجمالي القراءات : 59,890,388
تعليقات له : 5,492
تعليقات عليه : 14,891
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي