لماذا لا أتعاطف مع حركة حماس؟

سامح عسكر Ýí 2016-03-06


اليوم تم توجيه اتهام مصري لحركة حماس بضلوعها في اغتيال النائب العام المصري.."هشام بركات"..، وهو اتهام خطير يعكس عمق الأزمة ودلالاته في الصراع الإقليمي عامة سواء في سوريا أو ليبيا وربما اليمن..



وبغض النظر عن موقفي من الحركة التي أرفضها كتيار إخواني أصولي لكن يهمني رؤية الحركة في سياق هذا الاتهام

وأجمل رؤيتي لها بعدم التعاطف كونها جماعة خائنة لحلفائها من أجل المذهب والمال.

خانت بشار الأسد وسوريا بعد تورطها في دعم الإرهابيين، والذي كان بشار هو حديقتها الخلفية وحصنها الإقليمي..لكن كل هذا لم يساوي شئ أمام حساباتها المذهبية الغبية..

خانت اليمن ودعمت عاصفة الحزم الملعونة وقتل الشعب الفقير بنفس مزاعم خيانتها لبشار، وظهر أن قادتها في منتهى الحماقة..
ومن يخن صديقه لهذه الأسباب يسهل عليه خيانة جاره لحساباته الأيدلوجية الضيقة..

الشعب اليمني الذي تظاهر لصالح حماس في عز الهجوم الصهيوني عليها، ويحيي كل عام مسيرة القدس، ويتبرع من قوت يومه-الضئيل-لصالح الحركة..كل هذا لم يشفع عند حماس أن يردوا الجميل، فقط وبمجرد أن رفع السعوديون للحركة شعار (نصرة السنة) أصبحوا كالكلاب المسعورة-آسف على التعبير

لذلك قلت وأكرر أن حماس ستظل خطر على مصر ما دامت تتبنى المذهب السلفي الطائفي والأيدلوجية الإخوانية، وكل تصريحاتها عن التواصل هي مؤقتة ومرهونة بمشاعر تيارها العام، أو بالأحرى من يمولها ويتحكم في قرارها النهائي..

لكن في نفس الوقت أدعمها ضد إسرائيل ليس للقضية الفلسطينية التي ماتت الآن لصالح الصراع الطائفي الإسلامي، ولكن لدفاعها عن الفلسطينيين.

كذلك أرفض توريط الشعب الفلسطيني هناك لصالح أطماع وأيدلوجية الحركة..وأحسب أن لدي القدرة على التمييز بين الدفاع النزيه عن حقوق ومكتسبات شعب..وبين التجاره به في سوق الأسلمة..

أما بخصوص الأزمة الآن بين مصر وحماس فطبيعتها توحي أنها.."سياسية"..بشكل أمني، لأن عامل التوقيت يدل أنه رد سياسي على جهود السعودية في عقد مصالحة مع الإخوان وانفتاح على حماس وتركيا، وبهذه الأزمة تم قطع الطريق على هذه الجهود ..بل وقتلها لعدة سنوات..

أو يمكن مقايضة ..بحيث تصنف مصر حزب الله إرهابيا مقابل وضع الخليجيين حماس والإخوان إرهابيين..ورغم إمكانية ذلك لكن أستبعده..لأن النتيجة خروج مصر والخليج من الملفين اللبناني والفلسطيني إلى يوم يبعثون..وابقى سلم لي على إيران..!

كذلك لا أتوقع أن تصنف مصر حماس على أنها حركة إرهابية، لأن التصنيف يلزمه خروج مصر من الملف الفلسطيني بالكلية، لا مصالحة داخلية ولا وساطة ولا هدنة، يعني انكماش مصري في فلسطين وأنا لا أرحب به، وأطالب القيادة بالتمييز بين مصالح مصر وارتباطها بالشعب الفلسطيني وبين موقف الدولة من حماس الذي يمكن علاجه أمنيا كما كان مع عمر سليمان.

شئنا أم أبينا حركة حماس هي جزء ونسيج من الشعب الفلسطيني، بل هي جزء رئيسي مع حركة فتح، هذه حقيقة لا يمكن تجاهلها رغم أنها تغضب البعض..لكن هذا واقع يجب التعامل معه

وخطأ كبير أن ننظر لحركة فتح على أنها (ممثل الخير) وحماس (ممثل الشر) فحسابات الفلسطينيين ليست بهذا التصنيف، أي لا أستبعد يوما أن تنقلب المعادلة..وفي السياسة كل شئ جايز..!

الأهم أن لا تؤثر الأزمة بين مصر وحماس على موقفنا من فلسطين أو إسرائيل، فهذا الاتجاه هو الذي يضمن السلام العربي الذي اختل الآن لصالح حماقات وطائفية آل سعود..ومن يتابع مواقف السعوديين- والإسلاميين بالعموم-سيرى أنهم داعمون حقيقيون لإسرائيل ضد المقاومة اللبنانية..وهذا مؤشر يعكس التفكك العربي والاحتراب الأهلي الذي بدأ مع تسلم حمقى وأغبياء الخليج دفة القيادة..
 

اجمالي القراءات 8360

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الإثنين ٠٧ - مارس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[80754]

انا لا اتعاطف مع حماس بأى شكل من اشكال التعاطف .


دون الدخول فى تفاصيل .



انا كمصرى لا اتعاطف مع حماس لكونها تعمل على إلحاق الأذى بمصر والمصريين.



-وكإنسان  لا اتعاطف مع حماس لأنها أكثر من اضر ولا زالت  بمصلحة الفلسطينيين .


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2012-09-25
مقالات منشورة : 788
اجمالي القراءات : 8,100,248
تعليقات له : 102
تعليقات عليه : 410
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt