كتاب الشريعة الاسلامية . القسم الثانى : عن الشريعة الاسلامية . الباب الثالث : مقاصد التشريع الاسلامى .الفصل الأول : لمحة عن درجات التشريع الاسلامى :
الفصل الأول : لمحة عن درجات التشريع الاسلامى

آحمد صبحي منصور Ýí 2025-04-22


أولا :

العبادات فى الإسلام وسائل وليست غاية، فالغاية من العبادات والفرائض الإسلامية هى التقوى أو تنمية الضمير وتربية الإحساس بخشية الله تعالى حتى تتجلى ثمرة العبادات فى حسن الأخلاق وحسن التعامل مع الناس. فالتقوى هى المقصد الأساسى للتشريع الإسلامى من عبادات وفرائض. وإهمال هذا المقصد التشريعى يجعل العبادات وسائل للرياء والفساد الأخلاقى والتجارة بالدين وسفك دماء الملايين .

المزيد مثل هذا المقال :

ولتوضيح ذلك نضع هذه الحقائق القرآنية:

1- أن التشريع الإسلامى له ثلاث درجات: أوامر تشريعية تخضع لقواعد تشريعية وهى بدورها تخضع لمقاصد أو غايات أو أهداف تشريعية. أى أن المقاصد التشريعية هى التى تعلو على الأوامر التشريعية من عبادات وغيرها. ويكفى أن التقوى وهى أساس المقاصد التشريعية هى الهدف النهائى لكل العبادات، والعبادات مجرد وسائل للتقوى، يقول تعالى ﴿يَاأَيّهَا النّاسُ اعْبُدُواْ رَبّكُمُ الّذِي خَلَقَكُمْ وَالّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ﴾ (البقرة 21).

2 ـ والأغلب أن يأتى الأمر التشريعى مقترناً بقاعدته التشريعية، مثل قوله تعالى ﴿أقيموا الصلاة﴾، فلم يقل "صلوا" فى الأمر بالصلاة، بل أن ذلك لم يأت مطلقاً فى القرآن، وإنما جاء الأمر بالصلاة مقترناً بإقامتها والمحافظة عليها، وذلك يعنى أن الأمر بالصلاة يخضع لإقامتها والمحافظة عليها أى يخضع للقاعدة فى فرض الصلاة بأن تبتعد عن الفحشاء والمنكر، لأن ذلك معنى إقامة الصلاة، يقول سبحانه وتعالى ﴿َوأَقِمِ الصّلاَةَ إِنّ الصّلاَةَ تَنْهَىَ عَنِ الْفَحْشَآءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ (العنكبوت 45) لذلك فإن الذى يصلى ولا ينتهى عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له، وبعد القاعدة التشريعية (إقامة الصلاة) يكون المقصد النهائى وهو التقوى هدفاً عاماً لكل العبادات مثل الصوم ﴿يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ﴾ (البقرة 183) وفى الحج ﴿الْحَجّ أَشْهُرٌ مّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنّ الْحَجّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوّدُواْ فَإِنّ خَيْرَ الزّادِ التّقْوَىَ وَاتّقُونِ يَأُوْلِي الألْبَابِ﴾ (البقرة 197).

ثانيا :

1 ـ التشريع السُّنّى تجاهل مقاصد التشريع.. واستغرق فى تفصيلات وهمية وخيالية .

2 ـ وخطورة التجاهل لمقاصد التشريع والتركيز على الأوامر فقط أنه يوقع الناس فى الفساد الخلقى بكل أنواعه، وذلك ما أشار إليه القرآن الكريم. فالمنافقون كانوا يصلون ولا يقيمون الصلاة، ويدفعون الزكاة ولا يؤتون الزكاة. وكانوا بذلك الرياء يظنون أنهم يخدعون الله تعالى والذين آمنوا، فقال عنهم رب العزة جل وعلا ﴿إِنّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوَاْ إِلَى الصّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَىَ يُرَآءُونَ النّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاّ قَلِيلاً﴾ (النساء 142) ولذلك منع الله تعالى النبى من أن يأخذ منهم الصدقات لأنها غير مقبولة عند الله تعالى، فقال تعالى ﴿قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لّن يُتَقَبّلَ مِنكُمْ إِنّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ. وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاّ أَنّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصّلاَةَ إِلاّ وَهُمْ كُسَالَىَ وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاّ وَهُمْ كَارِهُونَ﴾ (التوبة 53: 54). ولذلك فإن رب العزة جل وعلا لا يقبل من العمل الصالح إلا ما كان منه خالصاً لوجه الله سبحانه وتعالى، وإذا كان صدقة فلا بد أن يكون من مصدر حلال يقول تعالى ﴿يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوَاْ أَنْفِقُواْ مِن طَيّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمّآ أَخْرَجْنَا لَكُم مّنَ الأرْضِ وَلاَ تَيَمّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُوَاْ أَنّ اللّهَ غَنِيّ حَمِيدٌ﴾ (البقرة 267). وبذلك فإن القرآن يقطع الطريق أمام المتاجرين بالدين الذين يجمعون المال الحرام ثم ينفقون منه جزءاً على إقامة المساجد وعلى أداء فرائض الحج لأن ذلك خداع لله سبحانه وتعالى وللمسلمين. والأولى بهم أن يتقوا الله تعالى فى عباداتهم وفى تعاملاتهم مع الناس، لأن التقوى هى المقصد الأساسى للتشريع وكل العبادات والأوامر التشريعية مجرد وسائل لها.

3 ـ والواضح أن التركيز على العبادات وبترها عن الهدف الأصلى والمقصد التشريعى يجعل من هذه العبادات رياء وفساداً. وذلك ما نعانى منه الآن، حيث ينتشر التدين الزائف ومظاهر التدين السطحى جنباً إلى جنب مع الغش والفساد والانحلال، وحيث يسود الاتجار بالدين والتمسح باسم الإسلام فى كل أنواع التجارة الاقتصادية والسياسية، وحيث تنتشر فى الأسواق الأيمان أو الأقسام الكاذبة بالله سبحانه وتعالى، وهذا ما نهى الله سبحانه وتعالى عنه، أن يتدخل التدين السطحى فى التجارة فتتحول إلى أكل لأموال الناس بالباطل، يقول سبحانه وتعالى ﴿إِنّ الّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الاَخِرَةِ وَلاَ يُكَلّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (آل عمران 77) ويقول سبحانه وتعالى محذراً من استخدام اسمه العظيم فى دنيا التجارة ﴿وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً﴾.. ﴿وَلاَ تَتّخِذُوَاْ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ﴾.. ﴿وَلاَ تَشْتَرُواْ بِعَهْدِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً﴾ (النحل 91، 94، 95). تطور الأمر من مجرد التجارة فى الأسواق الى خداع الناس بالاسلام للوصول للحكم أو الاحتفاظ به . وتأسست لدى المحمديين ثنائية الفرعون والكاهن ، وقد شرحنا هذا فى كتابنا ( تحذير المسلمين من خلط السياسة بالدين ).  

ثالثا :

1 ـ فى موضوع زى المرأة وزينتها نزلت آية سورة النور . قال جل وعلا : ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) . هنا أوامر للرجال والنساء بغضّ البصر . يعنى الوجه للرجال والنساء مكشوف بلا نقاب. ثم الخمار للنساء له حدود على الصدر ، ويبقى شعر الرأس مكشوفا ، فهو من  الأعضاء التى يجب مسحها فى الوضوء ( وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ ) المائدة 6 ). بالوجه يتعارف الناس ، ولقد كان وجه النساء معروفا مألوفا ، فقد قال جل وعلا للنبى محمد ( لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ )  (52) الأحزاب ). و الحُسن فى الوجه .

2 ـ وبالوجه تكون شهادة الرجل والمرأة والنشاط التجارى والسياسى ، وفى دولة المدينة كانت حرية الدين والحرية السياسية مكفولة لكل المواطنين رجالا ونساءا ، وإعتاد المنافقون والمنافقات تسيير مظاهرات تأمر بالمنكر وتنهى عن المعروف، قال جل وعلا :( الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (67) التوبة ). وردا عليهم إعتاد المؤمنون والمؤمنات تسيير مظاهرات تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر . قال جل وعلا : (  وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) التوبة ).

3 ـ الغريب أن أسواق الجوارى فى عصور الخلفاء الفاسقين كان يتم عرض الجوارى ( الحسناوات ) شبه عاريات ، ويكون للمشترى أن يفحص من جسدها ما يشاء . هذا فى الوقت الذى تسلل فيه النقاب يغطى وجه المرأة . أى إن الأمر بالخمار على الصدر دون الوجه وشعر الرأس جرى إلغاؤه ، وحلّ محلّه النقاب مصطحبا معه الدعوة للانحلال الخلقى تستُّرا بالنقاب . ومنشور لنا كتاب عن الانحلال الخلقى فى مصر العصر المملوكى حيث تسيّد الانحلال الخلقى مصطحبا النقاب . ولا يزال هذا سائدا حتى الآن .

4 ـ المهم أن أوامر غضّ البصر والحشمة كانت مجرد أوامر تخضع لقاعدة تشريعية هى التوبة ، وهذا ما جاء فى نفس الآية من سورة النور ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ) وبعده المقصد التشريعى : ( لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ). الفلاح يعنى التقوى ، والتقوى هى المقصد الأعلى .

رابعا :

1 ـ ونفس الحال فى فريضة الجهاد وتشريع القتال، فالأمر بالقتال يأتى مقيداً بأن يكون القتال فى سبيل الله جل وعلا ، بمعنى أن يكون لمجرد الدفاع عن النفس ورد الاعتداء بمثله، يقول تعالى ﴿وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوَاْ إِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ الْمُعْتَدِينَ﴾.. ﴿فَمَنِ اعْتَدَىَ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىَ عَلَيْكُمْ وَاتّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنّ اللّهَ مَعَ الْمُتّقِينَ﴾ (البقرة 190،194). ومع أن التقوى هى المقصد الأساسى والنهائى لكل الأوامر التشريعية والعبادات ومنها الجهاد والقتال، إلا أنه فى القتال بالذات يضاف مقصد تشريعى فرعى خاص وهو أن يكون القتال بهدف منع الفتنة أو الإكراه فى الدين، وحتى يكون الدين لله تعالى خالصاً يحاسب البشر على أساس حريتهم فى العقيدة وحتى لا تكون لهم حجة بأن هناك فى الدنيا من أكرههم أو منع حريتهم فى الاختيار، وذلك معنى قوله تعالى ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتّىَ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدّينُ للّهِ﴾ (البقرة 193)، ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتّىَ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدّينُ كُلّهُ لله﴾ (الأنفال 39) والفتنة فى مصطلح القرآن تعنى الاضطهاد الدينى أو الإكراه فى الدين فيما يخص التعامل بين الناس. أما معناها فيما يخص علاقة الله تعالى بالبشر فتعنى الاختبار والامتحان والابتلاء.

2 ـ الأخطر فى موضوع الجهاد، حين يتم التركيز على الأمر ﴿وقاتلوا﴾ وننسى القاعدة فِي ﴿سَبِيلِ اللّهِ الّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوَاْ﴾ وننسى المقصد التشريعى الأصلى وهو التقوى ، فإذا تم التركيز على الأمر وحده ﴿قاتلوا﴾ تحول الجهاد الإسلامى إلى إرهاب وقتل للأبرياء من الأقباط المسالمين والسياح الضيوف الزائرين. وهذا ما وقع فيه المتطرفون خريجو المدارس والجامعات، حين تعلموا التركيز على الأوامر والعبادات دون المقاصد التشريعية، فكان أن تحولوا إلى الإرهاب يقتلون النفس البريئة التى حرم الله تعالى قتلها، وهذا أفظع جريمة . يقول جل وعلا عن قتل مؤمن مسالم : ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً (93) النساء). هذا عن قتل فرد واحد فكيف بقتل الملايين عبر القرون . بل إن المقاتل فى جيش معتد إذا نطق بكلمة السلام وجب حقن دمه . قال جل وعلا فى الآية التالية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً (94)  النساء ) . وهذا المقاتل فى جيش معتد إذا إستجار فيجب إجارته وتوصيله الى مأمنه بعد إسماعه كلام الله جل وعلا القائل : ( وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ(6)  التوبة ).

خامسا :

على النقيض تمام حال المحمديين الآن :

1 ـ أصل الفساد فيما ارتكبه الخلفاء الفاسقون فى الفتوحات وغزو من لم يعتد عليهم ، بل بلاد وأُمم لم تسمع بالعرب من قبل . باسم الاسلام هجموا عليهم وقتلوا الأبطال المدافعين عن أوطانهم وأقوامهم ، وإسترقوا نساءهم وأطفالهم ونهبوا ثرواتهم ، واحتلوا بلادهم وفرضوا الجزية عليهم . وحين إختلفوا تحاربوا فيما يعرف بالفتنة الكبرى ، وكل فريق يزعم انه يُمثّل الاسلام ، ووصلت الاستهانة بالاسلام الى رفع المصحف فى معركة صفين على أسنّة الرماح خداعا. وتمت صياغة تشريعات لاحقة فى الأديان الشيطانية التى نبتت وترعرعت فى دول الخلفاء الفاسقين ، ومنها حديث ( أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ..).

2 ـ تربى أطفال المدارس فى الجزائر على الفقه السنى فلما شبوا وأصبحوا قادرين على القتل تحول شهر التقوى شهر الصيام عندهم إلى مناسبة لذبح الأطفال والنساء والشيوخ فى القرى الجزائرية باسم الاسلام . ثم ما ترتكبه داعش واخواتها من قتل للأبرياء على انه جهاد وعبادة . ومنشور لنا كتاب بالعربية والانجليزية عن دين داعش الملعون .

3 ـ ونرى حماس الآن تتخذ من سكان غزة دروعا بشرية ، تضرب وتختفى فى انفاقها تاركة الشيوخ والنساء والأطفال للقنابل الاسرائيلية . وما أغنت عنهم أنفاقهم شيئا .

4 ـ جهاد المحمديين هو كفر خسيس ربما يخجل منه إبليس.  

أخيرا

ليس مثل الاسلام دين ظلمه المنتسبون اليه .

 

 شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )

  https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran

اجمالي القراءات 458

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5191
اجمالي القراءات : 59,623,103
تعليقات له : 5,490
تعليقات عليه : 14,888
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي