آحمد صبحي منصور Ýí 2025-04-14
الفصل الأول : العقوبات فى الشريعة الاسلامية
كتاب الشريعة الاسلامية.القسم الثانى : عن الشريعة الاسلامية : الباب الثانى : العقوبات ومدى الإلزام
الفصل الأول :العقوبات فى الشريعة الاسلامية
أولا :
العقوبات الدنيوية والأخروية معا :
بعضها جاء فيما يخص حق الله جل وعلا .
كقوله جل وعلا :
1 ـ ( فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ(56) آل عمران)
2 ـ ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ(114)البقرة ).
وقد يكون العذاب دنيويا فقط لدفعهم للتوبة .
قال جل وعلا : ( وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ(21) السجدة ).
ثانيا :
العقوبات الإلهية الخاصة بحقوق البشر فى الدنيا
تتنوع من أمراض وخزى وخسارة ومصائب . وهى لمن يظلم وينجو من عقاب السُّلطة ، ويتعرض لها ــ خصوصا ـ أكابر المجرمين ، الذين يمكرون للوصول الى السلطة أوالبقاء فيها ، يرتفعون ثم يسقطون ، يتعرضون لإختبار العزة والذل ، وفى أوقات العزة والسلطة لا يثقون فى أحد ، ويظلون فى شكوك وحذر وتآمر الى الموت أو السقوط . ( الأنعام 123 ) ( آل عمران 26 ) . ونرى ما يحدث لأكابر المجرمين فى كوكب المحمديين ، وهم الأكثر إجراما والأكثر نفاقا . وهم مهما يحدث حولهم ولهم فلا يتوبون ولا يتذكرون ( التوبة 126).
ثالثا :
تطبيق العقوبات الدنيوية فى الدولة الاسلامية
1 ـ التقوى هى المقصد الأعظم من كل العبادات ( البقرة 21 ، 183 ، 189 ، 196 ، 197) ، وأيضا هى الهدف من كل التشريعات . ويوم القيامة لن يدخل الجنة إلا المتقون ( مريم /63 ) ( الزمر/73 ).
2 ـ ولأن التقوى هى الهدف الأعظم من التشريع الأسلامى فهى أيضا الهدف الأعظم من تطبيق العقوبات ، فهى ليست للإنتقام وإنما للإصلاح ودفع الإنسان للتوبة الظاهرية . وهى بالاسلام السلوكى الذى يعنى السلام مع الناس وأن يأمنه الناس . بالتالى تسقط العقوبة بهذه التوبة الظاهرية .
3 ـ وطبقا لما جاء فى القرآن الكريم فإن باب التوبة يظلُّ مفتوحا للإنسان طالما بقى حيا يسعى قادرا على عمل الطاعة وإرتكاب المعصية ، والله سبحانه وتعالى يدعوه أن يتوب مهما بلغت آثامه ( الزمر/53 ) . فإذا أدركه الموت ورقد على فراش الأحتضار ضاعت فرصته فى التوبة ( النساء / 17 ، 18 ) .
4 ـ بل أن التوبة عرضها رب العزة جل وعلا على الكفار المعتدين يطلب منهم أن ينتهوا فإن انتهوا عنه غفر الله لهم ما تقدم من ذنبهم وأتاح لهم صفحة جديدة ( الانفال / 38 ، 39 ) ، ( البقرة/ 192 – 193 ) بل أن الكافرين المعتدين الذين اعتادوا نقض العهود والأعتداء على المسلمين المسالمين فى عهد النبى محمد عليه السلام قد أعطاهم الله مهلة أربعة أشهر ( التوبة 1 : 11 )
5 ـ وإذا كانت التوبة توقف عقوبة المشركين المعتدين وتعطيهم فرصة لبدء عهد جديد من الصلاح الظاهرى فإن المسلم المسالم غير المحارب أولى بهذه الفرصة إذا وقع فى ما يستوجب العقوبة ومعناه أن التوبة توقف تطبيق العقوبات فى الأسلام .
6 ـ ليس هذا إستنتاجا عقليا فقط وإنما هو قراءة للنصوص القرآنية التى جاءت فى تشريع العقوبات .
رابعا :
التوبة تُسقط العقوبة
سورة النور هى أول سورة مدنية حفلت بالتشريعات ، ومنها ما يخص العقوبات .
قال جل وعلا : ( سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1) الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (2) الزَّانِي لا يَنكِحُ إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (4) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلاَّ أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنْ الصَّادِقِينَ (6) وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنْ الْكَاذِبِينَ (7) وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنْ الْكَاذِبِينَ (8) وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنْ الصَّادِقِينَ (9) وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10).
نلاحظ :
1 ـ البداية الفريدة للسورة ( آية 1 )
2 ـ الجلد ـ وليس الرجم ـ عقوبة الزنا . ( آية 2 )
3 ـ عقوبات إضافية :تحريم الزواج بالزاينة وبالزانى .
4 ـ مفهوم الزانى والزانية هو الذى لا يتوب والتى لا تتوب .
5 ـ عقوبة قذف المحصنات العفيفات بدون إثبات 80 جلدة وعدم قبول شهادتهم باعتبارهم فاسقين .
6 ـ تسقط هذه العقوبات بالتوبة العلنية . كما جاء فى الآية 5.
7 ـ سورة النور مدنية . قبلها نزلت سورة الفرقان فى مكة ، وفيها صفات عباد الرحمن وهم أصحاب الجنة . ومن صفاتهم قوله جل وعلا : ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69) إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً (71) . ضمن صفاتهم أنهم إذا وقعوا فى الكبائر كالقتل والزنا فهم يتوبون ويؤمنون ويعملون الصالحات ، وبهذا تغطى أعمالهم الصالحة على ما ارتكبوه من كبائر ، وبالتالى يكتسبون وصفا جديدا ، ليس الزانى والزانية أو القاتل والقاتلة .
8 ـ عند تعذر أثبات الزنا على امرأة مشهورة بإحتراف الفاحشة فإن التشريع الأسلامى يوجب إستشهاد أربعة شهود على إحترافها الزنا ، فإذا شهدوا فإن عقوبتها سلبية هو حبسها وإمساكها فى بيت بحيث لا يدخل إليها أحد فتضطر إلى التوبة أو الزواج ( النساء / 15 )
9 ـ وهناك عقوبة للشذوذ هى أقل من أن توصف بالعذاب . ففى حالة الشذوذ فإن اللذين يقعان فيه يجب إيذاؤهما قولا ، فإن تابا وأصلحا فيجب الأعراض عنهما ( النساء / 16 )
10 ـ سورة المائدة من أواخر ما نزل فى المدينة . قال فيها جل وعلا :
10 /1 : ( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (39) ). التوبة الظاهرية هنا تُسقط العقوبة فى الدنيا . وإذا كانت توبة ظاهرية قلبية فهو مستحق للغفران يوم القيامة .
10 / 2 : ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (3 3) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (34) . هنا عصابة تقطع الطريق ، وهو عمل موصوف بأنه حرب لله جل وعلا ورسوله ـ أى كتابه القرآن الكريم ـ وعقوبته تتدرج حسب الجرائم ، من القتل والصلب وتقطيع الأطراف ، الى النفى . إذا تابوا قبل مواجهتهم والقدرة عليهم سقطت عقوبتهم .
11 ـ فى إفتتاحية سورة التوبة ـ وهى أيضا إفتتاحية فريدة لسورة هى من أواخر ما نزل فى المدينة ، قال جل وعلا :
( بَرَاءَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2) وَأَذَانٌ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرْ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3) إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4) فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ (6) كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7) كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8) اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (9) لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُعْتَدُونَ (10) فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11) وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ (12) أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (13).
نلاحظ :
11 / 1 : المعيار هنا هو الاسلام السلوكى ـ بمعنى السلام ، والإيمان السلوكى بمعنى الأمن والأمان . والكفر والشرك هنا مقترنان كما فى توارد مصطلحى الكفر والشرك فى سياق الاعتداء الحربى ونقض العهد بالأمن والأمان والسلام ، حتى لقد همُّوا بإخراج الرسول ، وهم الذين بدأوا العدوان ونقض العهود .
11 / 2 : مع ذلك فإن المقاتل الذى يتوب منهم فى أرض المعركة فيجب تأمينه وإجارته وتوصيله الى مأمنه .
11 / 3 ـ والذين يتوبون عن الحرب فهم أخوة فى الاسلام السلوكى بمعنى السلام وفى الايمان السلوكى بمعنى الأمن والأمان . وهذه التوبة ــ طبقا لمعيار الاسلام السلوكى والإيمان السلوكى ـ هى إقامة للصلاة وإيتاءا للزكاة .
أخيرا
1 ـ فى كل الأحوال فالتوبة الظاهرية تعنى إعلان الندم والاعتذار وردّ الحقوق والتعهّد بعدم العودة لارتكاب الجرائم .
2 ـ فى القصاص أو قتل القاتل المتعمد لا يستلزم بالضرورة توقيع عقوبة الأعدام فهى محصورة بشروط محددة هى التكافؤ بين القاتل والقتيل ثم يمكن حين يرضى أهل القتيل بأخذ الدية أن ينجو القاتل من الأعدام .
3 ـ من الطبيعى أن يستغل بعضهم هذا التسامح فى تشريع العقوبات فيفلت من تطبيقها عليه وقد يستمر فى جرمه دون أن يضبط متلبسا . هنا لن يفلت من عقوبات رب العزة سبحانه وتعالى فى جهنم . وعقوبات الله سبحانه وتعالى ستكون أفظع وأقوى من العقوبات المقررة فى تشريعات الأسلام التى تنفذها الدولة الأسلامية . لنتعرف على فظاعة العذاب الخالد فى جهنم نقرأ على سبيل المثال : (الكهف 29 ) محمد 15 ) ( الصافات 64 : 67 ) (الدخان 43: 50 )( ابراهيم 16 : 17 )( الحج 19 : 22 ) ( فاطر 36 : 37 ) .
4 ـ ولكن فى النهاية نعيد التأكيد على إن العقوبات الألهية والعقوبات التى تنفذها الدولة الأسلامية ليس الهدف منها الإنتقام وإنما إعطاء فرصة للإنسان العاصى والمجرم كى يتوب ويفتح صفحة جديدة لينجو من العقوبة العظمى يوم القيامة وهى الخلود فى النار .
شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )
https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran
تحليل ممتاز للآيات القرآنية المتعلقة بالعقوبات والتوبة. الربط بينهما وإبراز أن التوبة (بشروطها) قد تُسقط العقوبة الدنيوية هو استنتاج مهم ومثير للاهتمام، ويقدم رؤية تركز على الرحمة الإلهية
بارك الله فيك استاذي الفاضل
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5187 |
اجمالي القراءات | : | 59,389,956 |
تعليقات له | : | 5,489 |
تعليقات عليه | : | 14,886 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
الفصل الأول : العقوبات فى الشريعة الاسلامية
الفصل الثالث : ألفاظ التشريع ( الحلال والحرام ، الاجتناب ولا تقربوا )
الاستثناء بين القرآن الكريم وقواعد النحو العربى
الفصل الثانى : ألفاظ التشريع ( فرض ، حدود الله ، الاعتداء والمعتدون )
دعوة للتبرع
بين المبدأ والتطبيق : السلا م عليكم سؤال هام هل الفرق بين الاسل ام ...
سلام قولا من رب رحيم: نحن نقول ( سلام قولا من رب رحيم ) عند الفزع . فهل...
حبيبى يهودى: ــ خدعها زميله ا المسل م وأنقذ ها رئيسه ا ...
سبقت الاجابة: • الأ ستاذ احمد صبحي تحية طيبة وبعد سؤالي...
أصحاب الأيكة: من هم ( أصحاب الايك ة )؟ ...
more
جزاك الله جل وعلا خير الجزاء دكتور أحمد المحترم وبارك بعمرك وعلمك. بما أن الموضوع تطرق إلى العقوبات وخاصه العقوبات الإلهية. يقول الله جل علا (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ القُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ). فهل هذا العقاب يشمل الصالحون من القرى. وما الفرق بين الصالحون والمصلحون. ولكم من التقدير والاحترام.