آحمد صبحي منصور Ýí 2025-04-16
الفصل الثانى : مدى الإلزام فى الشريعة الاسلامية
كتاب الشريعة الاسلامية.القسم الثانى : عن الشريعة الاسلامية : الباب الثانى : العقوبات ومدى الإلزام
الفصل الثانى : مدى الإلزام فى الشريعة الاسلامية
مقدمة :
نعيد التذكير بما سبق تأكيده من أن :
1 ـ الحرية الدينية المطلقة فى الاسلام ، وأن الحكم فى الاختلافات الدينية بين البشرمرجعها الى الله جل وعلا يوم القيامة . يكفى قوله جل وعلا : ( قُلْ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46) الزمر ).
2 ـ التقوى هى المقصد الأعلى لكل العبادات ولكل الأعمال الصالحة ، ولا يعلمها إلا الذى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور .
3 ـ الاسلام نوعان :
3 / 1 : الإسلام الدينى تعاملا مع الله جل وعلا ، إيمانا به جل وعلا وحده وإخلاص الدين والعبادة له جل وعلا وحده ،والايمان بحديثه وحده ( القرآن الكريم وفقط ) .
3 / 2 : الاسلام السلوكى فى التعامل مع الناس ، بالسلام والأمن والأمان . وهنا فقط مدار التطبيق فى الشريعة الاسلامية .
4 ـ بالتالى فهاك :
4 / 1 : حق الله جل وعلا علينا فى أن نؤمن به وحده إلاها ، وبقرآنه وحده حديثا ، وهذا مرجعية الحكم له جل وعلا فى الدين الى يوم الدين .
4 / 2 : حقوق العباد ، ومنها تطبيق العقوبات ، وقد تعرضنا لها آنفا . وهذه هى وظيفة الدولة فى الاسلام ، والتى تكون فيها الأمة مصدر السلطات ، وتكون فيها المواطنة الكاملة لكل المواطنين وبالمساواة . فهم مالكو الدولة والوطن .
5 ـ نعطى تفصيلا :
أولا :
حرية إقامة بيوت العبادة لكل المواطنين ، من مساجد لله جل وعلا وحده ومن مساجد ضرار ، وحسينيات ومقامات وقبور مقدسه ومن معابد وثنية وكنائس وأديرة ومعابد لليهود ولكل الأفراد والطوائف .
نتذكر هنا إنّ:
1 ـ المقصد من القتال الدفاعى فى الاسلام هو :
1 /1 : منع الفتنة فى الدين أو الاضطهاد الدينى حتى يكون الدين لله جل وعلا وحده يحكم فيه يوم الدين ، قال جل وعلا : (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193) البقرة ) ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39) الأنفال )
1 / 2 ـ حصانة بيوت العبادة للجميع . قال جل وعلا :
( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً ) (40) الحج ).
2 ـ الأمر بالاجتناب تشريعا إسلاميا يعنى بقاء تلك المعابد غير الاسلامية وعدم التعرّض لها .
لقد أوضح رب العزة جل وعلا إن تلك المعابد المقدسة هى من ( عمل الشيطان ). الشيطان لا يقوم بنفسه بتصنيع الأنصاب ، ولكنه هو الذي يوهم الناس بأن مواد البناء في الضريح مقدسة وتختلف عن أى مواد أخرى تبنى بها البيوت والمساكن والصانع، وهو الذي يوهم الناس بأن المقبور تحت الرماد لا يزال حياً ولكنه معتقل تحت الأرض يري ويحس بمن يطوفون بالضريح من فوقه، وطبعاً فلا يشكو من طول فترة اعتقاله في زنزانة انفرادية تحت الأرض ولا يتضرر من آلاف الأقدام التى تسير دائماً فق رأسه. الشيطان هو الذى يحجب العقل عن التفكير السليم ويجعل الناس يؤمنون بأن هناك إلها محبوسا تحت الرماد يستجيب لهم ويرفع عنهم الضرر.. والشيطان هو الذي يقنع الناس بأن مملكة الأموات هى التى تتحكم في مملكة الأحياء. كل هذه المعانى وغيرها تندرج تحت قوله تعالى عن الأضرحة "من عمل الشيطان".
3 ـ فى الدولة الاسلامية فى المدينة ـ وقائدها هو النبى محمد عليه السلام ـ كان المؤمنون سلوكيا يعكفون على الأنصاب ويدمنون الخمر والميسر والأزلام . كل ما جاء هو الأمر بالاجتناب . قال جل وعلا :
3 / 1 : فى أوائل ما نزل فى المدينة : ( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) الحج )
3 / 2 : عصوا هذا ، فكان من أواخر ما نزل قوله جلّ وعلا فى سورة المائدة :
3 / / 2 / 1 :( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ )(3) المائدة )
3 / / 2 / 2 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ (91) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (92) المائدة )
نرجو فقط تدبر قوله جل وعلا : ( رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) ( فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ )( فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ )
3 / 3 : هدم الأنصاب والأوثان في عقول الناس واعتقادهم نظرية صائبة . حين يتهدم ذلك الاعتقاد الخرافى من قلوب الناس تصبح هذه الأضرحة مجرد تماثيل صخرية، يتندر بها الناس على قلة عقولهم حين قدسوها. أما إذا بادر حاكم مسلم إلى تدميرها فإنها ستعود معززة بأساطير تزعم الانتقام ممّن سبق وهدمها .
4 ـ فى الدولة الاسلامية فى المدينة ـ وقائدها هو النبى محمد عليه السلام ـ كان للمنافقين الحرية المطلقة فى إعلان الكفر وممارسة المعارضة السياسية وفى التآمر والذى وصل بهم الى إقامة مسجد الضرار . قال جل وعلا : ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109) لا يَزَالُ بُنْيَانُهُمْ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (110) التوبة ). نلاحظ :
4 / 1 : كان وكرا للتآمر على الدولة .
4 / 2 : أن النبى محمدا لم يكن يعلم الغيب ، ولذا كان يقيم فيه ويصلى فيه .
4 / 3 ـ إن الله جل وعلا نهاه عن ذلك ، أى أمره بإجتنابه .
4 / 4 : لم يأمر جل وعلا بهدمه ، فظلّ دليلا على كفر من أقاموه .
5 ـ حكم رب العزة جل وعلا بأن المنافقين الصُّرحاء فى الدرك الأسفل من النار ، وإستثنى من يتوب منهم ويُبدّل سلوكه ودينة مخلصا لله جل وعلا . قال جل وعلا : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً (145) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً (146) مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً (147) النساء ) . أما الذين مردوا على النفاق فقد حكم رب العزة جل وعلا مقدما عليهم بأنهم لن يتوبوا ، وتوعدهم بعذاب مرتين فى الدنيا ثم ينتظرهم عذاب عظيم فى الآخرة . قال جل وعلا فى أواخر ما نزل : ( وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) و التوبة ). إنهم من تولوا الحكم بعد موت النبى محمد عليه السلام . إنهم الخلفاء الفاسقون وصحابة الفتوحات الشيطانية والحروب الأهلية .
ليس للدولة الاسلامية الإلزام فى العبادات وعمل الصالحات :
ليس لها إلزام أحد بالصلاة والصيام والحج وقيام الليل وذكر الله وتلاوة القرآن الكريم وعمل الصالحات ، فهذه الفرائض تعامل خاص ومباشر بين المسلم وربه. إن جوهر العبادة هو الإخلاص وبدونه تكون تأدية العبادة مجرد حركات بدنية ساخرة.
1 ـ الصلاة :
فرضها الله جل وعلا على المؤمنين كتابا موقوتا ، وأمر بإقامتها خشوعا فى تأديتها ، وتقوى فى غير أوقاتها . قال جل وعلا :( فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً (103) ) أى بأوقات خمس . كان المنافقون يؤدون الصلاة بدون إخلاص بل لمجرد المراءاة والنفاق فاعتبرها رب العزة خداعاً لله جل وعلا ، قال جل وعلا : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً (142) النساء ).
2 ـ الصدقات والتبرع للقتال الدفاعى :
2 / 1 : يكفى تدبر وصف الله جل وعلا هذا بتعبير ( إقراض الله قرضا حسنا ) ( البقرة 245 ، الحديد 11 ، 18 . التغابن 17 ، المزمل 20 )
رفض المنافقون هذا وذاك مع ثرائهم ، فكانت عقوبتهم هى حرمانهم من التبرع مع توعدهم بعذاب فى الدنيا والآخرة قال جل وعلا : ( وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ (54) فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (55)التوبة ).
2 / 2 : تكاسل عنها بعض المؤمنين فنزل التهديد والتحذير . قال جل وعلا : ( هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38) محمد )( وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195) البقرة )
صيام رمضان
المقصد فيه التقوى ، وبدونها يصبح صيام رمضان مناسبة اجتماعية لممارسة اللهو والمجون ، ويصبح تحديد شهررمضان بالرؤية البصرية مجالا للتلاعب والأهواء السياسية . ومنشور لنا هنا كتاب عن الصيام وفتاوى كثيرة . وبإيجاز فان تدخل الدولة فى عبادة الصيام محظور وممنوع .
الحج للبيت الحرام
هو فريضة مدين بها الناس لربهم جل وعلا طالما كانت لديهم الاستطاعة . يكفى تدبر قوله جل وعلا : (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ (97) آل عمران ). ولقد انتهك الخلفاء الفاسقون حُرمة البيت والأشهر الحُرم ، هذا مع ان الله جل وعلا توعّد الذى يريد ـ مجرّد إرادة ـ إلحادا وظلما فيه بعذاب أليم ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِي وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25) الحج ) ومنشور لنا كتاب عن الحج ومافعله فيه الخلفاء الفاسقون ومن تلاهم وحتى الآن .
القتال الدفاعى فى سبيل الله جل وعلا
لا إلزام فيه ، والأوامر فيه وعظية لمن يتكاسل عنه ،كقوله جل وعلا مهددا محذرا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ (38) إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ) (39) التوبة ) . رفض المنافقون الخروج دفاعا عن المدينة ، فكانت عقوبتهم حرمانهم من شرف الجهاد . قال جل وعلا:( فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (81) فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِي أَبَداً وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِي عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ (83) التوبة )
وهكذا تنتقل سلطة الإلزام في تأدية الفرائض من الدولة إلى شخص المؤمن نفسه
ثانيا
حقوق العباد بالاسلام السلوكى
1 ـ الدولة الاسلامية ملتزمة بهذه الحقوق ، وهى إجراءات عقابية وإجراءات اجتماعية اقتصادية..
2 ـ تعرضنا للعقوبات من قبل وأيضا لحقوق اليتيم ومستحقى الصدقات وفى الاحوال الشخصية فى الزواج والطلاق وفى الميراث .
3 ـ وطبقا للشورى الاسلامية فللدولة أن تسنّ قوانين فى جمع الصدقات وتوزيعها على مستحقيها وفى التجنيد الاحترافى ورعاية الأسرة وتطبيق الاحوال الشخصية وفى سائر حاجات الناس كالطرق والتعامل التجارى ..الخ . وتكون هذه القوانين متسقة مع المقاصد التشريعية الاسلامية ، والتى هو موضوعنا التالى .
شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )
https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran
1 ـ موضوع الفواحش كان فى الموضوع السابق عن العقوبات .
2 ـ الفواحش كلمة عامها ، ونفهم المقصود المحدد منها خلال السياق الذى وردت فيه . على سبيل المثال : ( وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً (15) المقصود بالفاحشة هنا هو الزنا . لم يأت لفظ الزنا لأنه لا يكون إلا بإثبات عينى ، أو بالتعبيرالقرآنى ( فاحشة مبينة ) . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ) ً (19) النساء ) ( يا أيها النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ) (1) الطلاق )( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ ) ً (30) الأحزاب ). الآية التالية من سورة النساء ( 16 ) هى قوله جل وعلا ( وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّاباً رَحِيماً (16) النساء ). الفاحشة فيها هى الشذوذ بين الذكران .
3 ـ الشهود فى سورة النور يتعلق بكل العقوبات . هذه وجهة نظرى .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5189 |
اجمالي القراءات | : | 59,469,786 |
تعليقات له | : | 5,490 |
تعليقات عليه | : | 14,888 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
الفصل الثانى : مدى الإلزام فى الشريعة الاسلامية
الفصل الأول : العقوبات فى الشريعة الاسلامية
الفصل الثالث : ألفاظ التشريع ( الحلال والحرام ، الاجتناب ولا تقربوا )
دعوة للتبرع
الافطار بسبب الولادة: ارجو توضيح الفرق بين القلب والفؤ اد .كما...
الغسل والصيام : کنتُ جنبا فی (ال® 0;لة) شهر رمضان قبل...
سؤالان : السؤ ال الأول : فكرت فى الآية الكري مة (...
تكفير غفران : ما هو الفرق بين الغفر ان وتكفي ر الذنب...
الاسلام والليبرالية : هل الإسل ام الإلا هي =القر ني هي بالذا ت ...
more
وجهة نظر
أولًا: علاقة الانسان بالخالق هي علاقة شخصية لا دخل لثالث بها، وهذا ما جاء تحت الإسلام العقائدي – هذا نتفق عليه.
ثانيًا: علاقة الإنسان مع الإنسان، وهذا يأتي حسب رأيكم تحت مفهوم الاسلام السلوكي، أنا أعتبره الإسلام الظاهري (من يدعي الإسلام). هنا يوجد قانون أساسي يُمنع المساس به ومخالفته، وهو عدم الإعتداء (الظلم يدخل تحت مفهوم الإعتداء)، تحت مفهوم الإعتداء يدخل المساس بشؤون أوحقوق الآخر. بكلمة إخرى، لا يحق لك أن تعتدي على أحد مسالم لم يعتد عليك. دون المساس بهذا القانون، يطبق القصاص على الأفعال التي ذُكر فيها قصاص في القرآن، أما غير ذلك فمتروك للناس، وأمرهم شورى بينهم.
ثالثًا: بما يتعلق بالزنا وايتاء الفاحشة التالي: بالنسبة للآية 2 من سورة النور (الزاني والزانية)، لم يأت هنا ذكر لشهود، فذكر الشهود جاء بعد ذلك في الآية 4، ويتعلق برمي المحصنات. هنا يطرح السؤال التالي نفسه: لماذا لم تذكر الشهود؟ في رأيي، لا داعي للشهود في الحالات الواضحة الجلية. مثال ذلك أن يقر الشخص بالقيام بالعمل، يعني هنا يتعاطى الزنا – لا يوجد عاقل يعترف بالقيام بالعمل ليتلقى العقاب، وإذا كان اعترافه يتضمن توبته، يسقط العقاب أصلًا عنه. بذلك نستطيع تفهم الآية 3 من السورة (الزاني لا ينكح إلا زانية..)
رابعًا: الآيتان 15 و 16 من سورة النساء تذكران الفاحشة بشكل عام وليس الزنا بشكل خاص، والآية 15 تفتترض وجود أربعة شهود، والكلام هنا عن نساء فقط (هذا مهم جدًا، فالزنا يقتضي وجود رجل وامرأة). الزنا هو فاحشة (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴿الإسراء: ٣٢﴾)، لكن في اعتقادي ليس كل فاحشة زنا (وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا ﴿النساء: ٢٢﴾)، هنا ذكر للنكاح، والنكاح لا يعني الجماع بعد. بالنسبة للآية 16 (وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا ۖ...)، فما جاء عن لوط في عدة مواقع تبين الفاحشة هنا. ثم أن كلمة الفاحشة جاءت أحيانًا بالجمع (وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ)، فلماذا الجمع هنا (فواحش) إذا كانت الكلمة تعني الزنى فقط؟