هل الإسلام دين رحمة كما تقولون ؟؟
هل الإسلام دين رحمة كما تقولون ؟؟
رسالة من مُلحد يقول فيها :: أنا أعلم أنك تنتمى للتيار القرآنى وأن القرآنيون يُقدمون الإسلام وكأنه قانونا لمدينة أفلاطون الفاضلة مع أن الواقع يشهد أن الإرهاب فى العالم سببه المسلمين فكيف يكون الإسلام دين رحمة وهذا واقع المُسلمين ،أليس فى هذا تناقض ؟
==
التعقيب ::
أهلا بك وبرسالتك :: بداية نضع النقاط على الحروف :: هناك تيارا فكريا قرءانيا نعم .ولكنه ليس تنظيما او جماعة أو حزبا دينيا أو سياسيا ،ولكن هو تلاقى لأفكار متقاربة لباحثين فى فهمهم لآيات القرءان الكريم أحيانا ،وأحيانا أخرى غير متوافقين ،ولكن نظرا لأنه تيارا فكريا وليدا وعمره العلمى لم يتجاوز ال 50 عاما منذ أن نشأ بفكر رائد التنوير المفكرالإسلامى الكبير الأستاذ الدكتور - أحمد صبحى منصور - من سنة 1977 -بارك الله فى عُمره وعلمه فمازالت هناك أفكارا تتلاقى وأفكاراتحتاج من أصحابها لإعادة دراسة وتدبر وبُعدا عن إتباع الهوى وإرضاء ال(آنا ) الشخصية لهم . وأعتقد فى المستقبل ستسقط كل الأراء المعتمدة على إتباع الهوى وستبقى الأفكار التى أخلص أصحابها وجهتهم لله رب العالمين وحده لا شريك له .
ثانيا :
سأذهب معك إلى أنى أنتمى للتيار القرءانى وهذا شرف أرجو من الله أن أموت وأُبعث وأُحاسب وأنا عليه يوم القيامة ... وبالتالى فأنا أدعوك أن تبحث فى الإسلام كما أبحث أنا وألا تعتمد له مرجعية تفهمه بها أو حتى تُحاكمه عليها إلا مرجعية ودستور القرءان الكريم وحده . وأن تتخلى عن كل ما هو بشرى فى حُكمك على الإسلام أو مُحاكمتك له .
فلتبحث بنفسك فى القرءان عن قواعد المعاملات والعلاقات والسلام والرحمة بين الناس جميعا مسلمين وغير مسلمين ..وألا تُحاكم الإسلام ولا تحكم عليه من مرجعيات أُخرى مثل مرجعيات ومراجع روايات لهو الحديث وفقه أئمة الضلال والفسوق ،ولا تاريخ الخلفاء والحكام والسلاطين الفاسقين ،ولا بسلوكيات المسلمين اليوم فكل هؤلاء هجروا القرءان والإسلام الصحيح وإتبعوا دينا آخر ما أنزل الله به من سلطان دين مبنى على روايات لهو الحديث ،
ثالثا :
دعنى أذكر لك سريعا ثلاثة أمثلة على الرحمة فى الإسلام. منها مثال عام للمعاملات بين الجميع .ومثال على نوع من المعاملة مع العدو الذى أعلن إستسلامه ، ومثالا على المفسدين فى الأرض الذين تابوا قبل أن تقبض عليهم وتحاسبهم على جرائمهم .
فالمثال الأول عن المعاملة الحسنة بين الناس جميعا يقول فيها القرءان الكريم ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)) فهى دعوة وفريضة لأن نتعامل مع الناس جميعا مسلمين وغير مسلمين بمبدأ الإخاء والإخوة الإنسانية والتعارف فيما بيننا .
والمثال الثانى . لوكان المُسلمون فى قتال لرد الإعتداء عن أنفسهم ثم إستسلم عدوهم وألقى سلاحه فيحرُمُ عليهم قتله أو الإعتداء عليه ولو بضربه بالقلم حتى لو كان قد قتل منهم 1000شخص .. ففى هذا يقول القرءان الكريم ((وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ))
ويقول رب العزة جل جلاله ((وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ))
والمثال الثالث ::فى حالة عقوبات المُجرمين ... فالعقوبات فى الإسلام لمجرد الزجر والردع والتخويف ، ويسبقها دائما الصفح والعفو كما فى حالات القتل العمد أو القتل الخطأ ..... والأكثر من هذا أنها تسقط عن الجانى ولو كان فاسدا محاربا لله ورسوله فى حالة لو إرتكب جريمته وفرّ وهرب قبل أن يُقبض عليه ثم تاب وأقلع عن طريق الفساد والإجرام وأصلح من نفسه ومن سلوكياته ،فتسقط عنه العقوبة ،فليس عليه عقوبة بأثر رجعى طالما انه تاب إلى الله وحسنت توبته بإقلاعه عن الإجرام وطرق الإجرام وإنخرط فى طريق السلام والأمان والعمل الصالح لنفسه وللمجتمع .فيقول رب العزة جل جلاله (((إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ....إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))
فلاحظ معى حكم الله جل جلاله فى إسقاط العقوبة عنهم فى قوله تعالى ((إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)).
==
فهل هناك رحمة أكثر من هذا ؟؟؟
ودعنى أنتهز الفرصة من خلال إجابتى على سؤالك وأُناشد البرلمانيين وصُناع القرار فى وطننا العربى والإسلامى بإصدار تشريع وقانونى يقضى بمحو سجلات ما يُعرف بالسجلات الجنائية (الفيش والتشبيه ) للجناة الذين قضوا مُدة عقوبتهم ،فليس هناك داعى أبدا أن يظلوا موصومين ومقطوعة أرزاقهم وسُبل الحياة أمامهم تحت تهديدهذه السجلات وما يظهر فيها من إرتكابهم لجريمة قضوا عقوبتها ، ودفعوا ثمنها من حياتهم وحياة عائلاتهم .... فإذا كان رب العالمين جل جلاله قد أمرنا بإسقاط العقوبة عن المجرمين الذين لم تستطع الأجهزة الأمنية القبض عليهم ،فتابوا إلى الله وأقلعوا عن طريق الإجرام وعملوا عملا صالحا واصبحوا مُسالمين مع أنفسهم ومع المجتمع ،فلماذا لن نقتدى ونهتدى بهدى القرءان فى محو السجلات الجنائية ونلغى تماما ما يُعرف بسجلات الفيش والتشبيه طالما أن الجانى أخذ عقوبته على جريمته ودفع ثمن خطيئته ؟؟
==
فدائما صدق الله العظيم حين قال لنبيه عليه السلام بأن رسالته رحمة للعالمين (((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ))).
فالإسلام حقا وصدقا وعدلا هو دين رحمة للعالمين.
اجمالي القراءات
937