مصر...وحكم العسكر
أ.د. عبدالرزاق منصور على
أود أن أهدى هذه الدراسه التحليليه للحالمين والواهمين بأن الجيش الحالى أقصد جيش السيسى سيساعد الشعب المصرى فى الخروج من أزمته الصعبه الحاليه ويتخلص من حكم الفرعون القزم المتسلط على رؤس العباد والبلاد. والحاله الوحيده التى سينقض الجيش على السيسى هو حينما يقترب السيسى من أموال الجنرالات التى سرقوها من دم الشعب وكونوا منها امبراطوريه إبتلعت مصر وإقتصادها.
والحقيقه أن مجرد توسم الخير فى هذا الجيش هو نوع من الدروشه السياسيه وأحلام اليقظه والهلاوس التى تداعب خيال الكثير من المعارضين والمحبطين فاقدى النظره العميقه لتاريخ وجغرافية مصر. فمصر التى كانت "هبة النيل" كما قال هيرودوت- أصبحت الآن "نهبة العسكر"
وإليكم الأسباب التى تجعل إستحالة أن يقوم الجيش الحالى بأى تغيير يستهدف مصلحة الشعب:
1- العقيده: عقيدة الجيش الحالى مختلفه تماما عن عقيدة الجيش المصرى الذى اشترك فى حرب ونصرأكتوبر 1973. فعقيدة الجيش الحالى هى الإستيلاء على مقدرات الشعب المصرى وتأمين إحتلال جيش السيسى العسكرى لجمهورية مصرالعربيه. أما جيش حرب أكتوبرفقد كانت عقيدته ردع الإحتلال العسكرى الإسرائيلى لسيناء.
2- الوظيفه: وظيفة الجيش الحالى هى التفريط فى أمن مصر القومى مثل التفريط فى مياه النيل وحصة مصرفى غاز البحر المتوسط وأخيرا وليس آخرا هو تهجير أهلنا فى سيناء وتهيئة سيناء لعودتها مره أخرى لإسرائيل. أما جيش أكتوبر1973 ,فقد كانت وظيفته هى المحافظه على حدود مصر وطرد الإحتلال الاسرائيلى الغاصب لسيناء وقد ضحى بالكثير من أجل هذا الهدف بداية من حرب الإستنزاف والتى توجت بنصرأكتوبر.
3- التطوير: بينما جيش السيسى يطورمن قدراته فى مجال المكرونه والجمبرى والخياروتدشين خطوط إنتاج لها فقد طور جيش أكتوبر1973 من قدراته القتاليه فى إختراع أسلحه جديده مكنته من عبور الحاجز المائى وإقتحام خط بارليف وكذلك تطوير خطط هجوميه بقيادة الفريق سعد الدين الشاذلى الذى لم يأخذ حقه فى الإعلام الرسمى لأنه شخصيه لاتجيد تملق السلطه الحاكمه.
4-التاريخ: وكما ذكر الدكتور أحمد صبحى فى كتابه" شخصية مصر بعد الفتح الاسلامى"- لا بد أن تكون مصر قوية لأنها صمام أمن المنطقة وفى الماضى كان ضعف مصر وقوتها مرتهن بشخص الحاكم الفرعون حيث كان الاستبداد هو ثقافة العصورالسابقة . وأثبتت تجربة عبد الناصر أن الاستبداد لا يمكن أن يخلق دولة قوية فى عصرنا الراهن"-
وإستبدادية عبدالناصرجعلته بطل الهزائم المتكرره فلم ينتصر فى أى معركه دخلها وهوأول من دمر الشخصيه المصريه وجعلها تستسيغ الإستبداد وساعده أكذوبة الصحافه حسنين هيكل فهو الشيطان الذى زين لعبدالناصرسوء عمله فرآه حسنا . فالدكتاتوريه أصبحت ثقافه ولاأدل على ذلك الأحزاب اليساريه الذين عذبهم عبدالناصر فى سجونه مازالوا يقدسونه ويتخذونه إلها من دون كارل ماركس.
5- الجغرافيا: كما ذكر الدكتور جمال حمدان فى كتابه- شخصية مصردراسه فى عبقرية المكان-
"من يسيطرعلى فلسطين يهدد خط دفاع سيناء الاول، ومن يسيطر على خط دفاع سيناء الأوسط يتحكم فى سيناء، ومن يسيطر على سيناء يتحكم فى خط دفاع مصرالأخير"- فهل يفهم جيش السيسى هذا. وهل يملك خططا إستراتيجيه لتحقيق الأهداف. أشك فى ذلك لأن خطط جيش السيسى الإستراتيجيه تهدف وتخطط للإستيلاء على كل مقدرات مصر وتطوير أسلحة الجمبرى والطماطم والجبنه والخيار"الاستراتيجى"
بالدليل: سيناء تتهيأ لعودتها لاسرائيل:
1-بنى جيش السيسى سحارات سرابيوم من غرب قناة السويس إلى شرقها مرورا بأسفلها بعمق 60 متر والتي من المقرر أن تنقل سنويا مليار متر مكعب على الأقل لإسرائيل وأنهي بناءها في أقل من ثلاثة أعوام بالرغم من أن ترعة السلام وسحارة ترعة السلام موجودة والأهم أن سيناء نفسها تم تهجير أهلها ونسف 20 كيلو متر من بيوتها ومزارعها وتحولت لخراب فلماذا العجلة في إيصال المياه إلى سيناء بالرغم من أن سيناء خارج السيطرة فعليا.
2- قام جيش السيسى بتصفية وقتل الكثير من أبناء سيناء بدم بارد وعرضهم فى إعلامه الرسمى على أنهم إرهابيين لكى يخدع الغرب بأنه يحارب الإرهاب فيتغاضوا عن ملفه الاجرامى فى حقوق الإنسان. بل وصلت القسوه بجيش السيسى فى تعذيب أهلنا فى سيناء لدرجه لايصل إليها حتى جيش الإحتلال الإسرائيلى مع الفلسطينيين.
3- من يريد دخول سيناء من أبناء الشعب المصرى يمر بإجراءات صعبه ليحصل على تصريح دخول وكأنه يحصل على تأشيرة أمريكا. فى الوقت الذى يتنقل فيه مواطنوا إسرائيل بكامل حريتهم والإحتفال باعيادهم فى سيناء.
للمزيد من البحث والاطلاع يرجى قراءة المصادر التاليه
1- شخصية مصربعد الفتح الاسلامى للدكتور أحمد صبحى منصور
2- شخصية مصر، دراسة في عبقرية المكان، جمال حمدان. الباب الثانى
اجمالي القراءات
1967
يرحم الله الملك فاروق الذى حقن دماء المصريين بتنازله سلميا عن حُكم مصر وبقبوله النفى الطوعى حفاظا على شعبها ونشوء حرب أهلية تُراق فيها دماء المصريين ... ويرحم الله الرئيس محمد نجيب .الذى طالب الجيش فى 54 بالعودة إلى ثكناته وتسليم مصر لحُكم مدنى مع عودة الأحزاب والحياة السياسية مرة أخرى .فكان جزاءه النفى فى منطقة مهجورة معزولا ممنوعا من التواصل مع أى أحد حتى من زيارة أقاربه وبناته إلى وفاته .فمنذ أن أستلم العسكر حُكم مصر فى 52 وبدأ العد التنازلى لإنهيار مصر مكانة وإقتصادا وأخلاقا حتى وصلت اليوم إلى الحضيض وتذيلت شعوب العالم فى كل شىء .فى مؤشر الحريات ،وفى الديمقراطية ،وفى التعليم ،وإحتلت صدارة الدول القمعية والمدينة ،وغاب عنها كُل شىء جميل كانت تمتاز به وغابت عنها(إبتسامة أهلها )التى إنقلبت إلى حزن وكآبة على وجوه أهلها ودخل أهلها جميعا إلى ما تحت خط الفقر بمراحل ،وكُل هذا بسبب حُكم العسكر وإستيلائهم على إقتصادها وثرواتها ومواردها لحسابهم هم وسحق أى مُنافسة لهم فى السوق .