(المقال الأول): سبق القرآن الكريم الغرب فى المنهجية العلمية فى العلوم الطبيعية:
لو تدبّر الغرب القرآن لتغير تاريخ العالم فى الرقى الحضارى والتقدم العلمى:
آحمد صبحي منصور
Ýí
2017-06-21
(المقال الأول): سبق القرآن الكريم الغرب فى المنهجية العلمية فى العلوم الطبيعية
مقدمة
1 ــ وصل الغرب بالتعقل الى النجاح فى الدنيا ، فدخل بالعالم معه الى مخترعات تتوالى وتقترب من الخيال ، جعلت الحياة أكثر سهولة . وصل الغرب بهذا بفطرته دون أن يعرف القرآن ، بل دون أن يعترف بالقرآن ، لأن معرفته بالقرآن هى من خلال الترجمات ، وهذه الترجمات تعكس تحريف المحمديين للقرآن الكريم . أى عرف الغرب الاسلام والقرآن من خلال فساد المحمديين ، ومن خلال جرائم المحمديين الوهابيين الذين يُعرفون بالاسلاميين، وهم ( محمديون ) يعبدون محمدا وقد إتخذوا القرآن مهجورا ، فهم الذين خسروا الدنيا والآخرة ، بينما نجح الغرب فى الدنيا ولكنه يخسر الآخرة . ونحن نتكلم عن الأغلبية وليس على العموم . ونتكلم بالتحديد عن آيات أو إعجازات القرآن العلمية ، ماذا لو عرفها الغرب منذ النهضة الأوربية ؟ أكيد سيختلف تاريخ العالم الى الأفضل .
2 ـ دون أى إحساس بالخجل أو العار يهلل فقهاء المحمديين لبعض المكتشفات الغربية والتى تبدو لها إشارات فى القرآن الكريم ، فترتفع عقيرتهم بأن القرآن الكريم سبق الحضارة الحديثة . لم يتعقل أحدهم ويتساءل : إذا كان هذا موجودا فى القرآن ، وهو معهم من 14 قرنا فلماذا لم يكونوا أول من يكتشف هذا الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم ؟! وبالتالى فالمسئولية هى على أئمة السنيين بالذات الذين إتخذوا القرآن مهجورا ، وخصوصا أئمة السنيين الحنابلة الذين أجهضوا الحركة العلمية المسلمة التى تزعمها ابن سينا والفارابى والبيرونى والرازى والخوارزمى وجابر بن حيان ..وغيرهم . وقد أوضحنا هذا فى مقالات منشورة هنا عن أثر الحنبلية ( أم الوهابية ) فى تدمير العراق فى العصر العباسى الثانى . وهذا يذكرنا بقوله جل وعلا يخاطب العرب فى إنزاله القرآن باللسان العربى : ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) يوسف ) ( إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) الزخرف ) . وهم لم يتعقلوه ، بل فرضوا عليه خرافاتهم فيما يسمى بالتفسير والحديث ، وقاموا بالتلاعب بمفاهيمه بالتأويل وبإلغاء أحكامه بما يسمى بالنسخ . وإنشغلوا بخرافات أديانهم الأرضية ، بينما إستيقظ الغرب وتحرر من سيطرة دينه الأرضى فانطلق يسير فى الأرض ويكتشف آلاء الله جل وعلا فى الخلق ، فدخل بالبشرية فى مرحلة الاختراعات والتطور التكنولوجى الذى يتزايد كل يوم ، وتتضخم به معلوماتنا عن هذا الكوكب الأرضى والفضاء الخارجى ، بل وأصبح يطرق ما أسموه بالعالم الموازى ـ او البرزخ .
3 ـ ونقول هنا إنه لو عرف علماء النهضة الأوربية وروّاد الاختراع فيها القرآن الكريم لوفروا قرونا على البشرية ولتنعمت البشرية بهذا التقدم العلمى من قرون مضت . ومع هذا ـ وحتى الآن ـ فلا تزال الفرصة باقية للغرب لكى يختصر الكثير ويخترع الكثير ويفسر الكثير من المعميات المعاصرة لو إتّجه الى القرآن ( العربى ) وليس ترجماته البائسة . ولكنهم عن القرآن الكريم غافلون . إن الله جل وعلا يقول عن ( علم ) أولئك الغافلين: ( يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7) الروم.)
4 ــ وقد سبق لنا نشر بعض حلقات هنا عن الإعجاز العلمى فى القرآن ، ونرجو أن يتوفر الوقت والجهد لاستكمالها ، ولكن نقرر هنا سريعا ما يلى :
أولا :
سبق القرآن الكريم الغرب فى المنهجية العلمية فى العلوم الطبيعية :
تخلفت البشرية طيلة العصور الوسطى لأنها إتبعت المنهج اليونانى فى بحث العلوم الطبيعية وهو يقوم على إهمال التجربة العلمية ، ولكن سبق القرآن الكريم بالاشارة الى المنهج العلمى التجريبى فى بحث العلوم الطبيعية: وهو منهج يقوم على :
منع البحث فى الغيبيات .
1 ـ فهناك عالم الشهادة ، وهو ما نراه ونشهده ، وتصل اليه حواسنا وأجهزتنا . وهناك عالم الغيب الذى هو محجوب عنا . الله جل وعلا وحده هو عالم الغيب والشهادة : (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) الحشر ) . وهو يخبر ببعض الغيب لبعض الرسل : (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً (26) إِلاَّ مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً (27) الجن ).
2 ـ وقد ذكر رب العزة جل وعلا بعض الغيوب عن الأمم السابقة وعن مستقبل فى هذه الدنيا وعن علامات الساعة واليوم الآخر ، كما ذكر مخلوقات غيبية عنا من الجن والملائكة . وهذا الغيب المذكور فى القرآن الكريم يجب الايمان به ضمن الايمان بكل ما جاء فى القرآن الكريم ، وهذا معنى الايمان بالغيب كصفة من صفات المتقين المؤمنين بالقرآن الذى لا ريب فيه : (ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) البقرة ). الايمان يعنى التسليم بغيب لا ندركه ولا يمكن أن نلمسه أو أن نصل اليه بحواسنا . بالتالى فإن التقول فيه خارج القرآن هو كفر بالقرآن ــ اى الكلام فى غيبيات لم ترد فى القرآن هو كفر بالقرآن لأن النبى محمدا نفسه لم يكن يعلم الغيب ( الأنعام 50 ، الأعراف 187 188 الأحقاف 9 ) .
3 ــ الكلام فى الغيب خارج القرآن الكريم هو أيضا سقوط فى الخرافة لأنه حديث بغير علم . ولهذا فإن الأديان الأرضية مبنية على خرافات غيبية تزعم الوحى الالهى ، وتفرض الايمان بها على المتبعين لها ، وتحرّم مناقشتها . وتعاقب من يخرج عنها بالقتل تحت مسمى الهرطقة أو حد الردة . ولو سيطر دين أرضى على مجتمع وألزمه بهذه الخرافات وعاقب من ينتقدها فإنه يدخل بهذا المجتمع فى دائرة الجهل . وهذا ما حدث للمحمديين حين سيطرت عليهم الحنبلية ثم التصوف ، وهو نفس ما حدث لأوربا حين سيطرت عليها الكنيسة الكاثولوكية .
4 ــ من هنا تأتى أهمية التحديد فى موضوع الغيب ( الايمان بما ذكره الله جل وعلا فى القرآن فقط ومنع الخوض فيه ، ومنع التقول فى الغيب عموما ) وبالتالى يكون التفرغ للبحث فى عالم الشهادة المتاح لنا النظر فيه وبحثه ولكن يالمنهج العلمى التجريبى .
المنهج التجريبى فى عالم الشهادة :
1 ــ هنا يأتى الأمر فى السير فى الأرض للنظر العلمى البحثى التجريبى فى آثار السابقين ، وبحث بدء الخلق : ( أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19) قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) العنكبوت ) .
2 ــ ويأتى الأمر بالنظر فى السماوات والأرض نظرا بحثيا ، يكون مقترنا بالايمان بالخالق جل وعلا الذى أحسن كل شىء خلقه ، يقول جل وعلا : (قُلْ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ) 101) يونس ) (وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُتَرَاكِباً وَمِنْ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99) الانعام ) ( أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) الاعراف ) (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6) وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (8) وَنَزَّلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكاً فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10) رِزْقاً لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (11) ق ).
أى إن منهجية البحث التجريبى فى القرآن الكريمة مرتبطة بهدف أسمى سبقت الاشارة اليه فى ربط النظر العلمى التجريبى بالايمان بالخالق جل وعلا الذى أبدع هذا الكون . ونضيف المزيد من الآيات : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ (27) السجدة) (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19) الملك ) (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعْ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعْ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ (4) الملك .) (وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ (21) الذاريات ) .
3 ــ وأحيانا تأتى إشارات الى حقائق علمية مع دعوة للتعقل، ربطا للبحث التجريبى بالعقل ـ وليس الهوى . كقوله جل وعلا :( اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2) وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3) وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4) الرعد ).
4 ـ وأحيانا تأتى بعض الاشارات العلمية فى سياق الدعوة للبحث التجريبى ومقترنة بالدعوة الى الايمان بالخالق جل وعلا وكتابه واليوم الآخر ، كقوله جل وعلا : ( أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59) نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمْ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلا تَذكَّرُونَ (62) أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلَلْتُمْ تَتَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67) أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ (70) أَفَرَأَيْتُمْ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ (72) نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِلْمُقْوِينَ (73) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74) فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80) الواقعة )( وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنْ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (80) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ (81) ) (فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) الحاقة )
5 ـ والايمان الحق بالخالق جل وعلا يعنى التقوى ، والتقوى تعنى تقديس الله جل وعلا وحده وعبادته وحده ، كما تعنى حُسن الخُلُق مع الناس ، وبالتالى إخضاع العلم ومنجزاته للخير والتعمير ، وليس للحرب والتدمير .
6 ــ لو اتبع البشر المنهج العلمى القرآنى بديلا عن المنهج اليونانى لحدث هذا التقدم العلمى الحالى من أكثر من عشرة قرون . الذى حدث أن بعض علماء المسلمين فى عصر المأمون والواثق أتبعوا المنهج التجريبى ، وتفرّد الرازى ـ اعظم أطباء العصور الوسطى ـ بهذا المنهج ، ولكن كما سبق ما لبث الحنابلة أن أسقطوا هذه الحركة العلمية ، ثم ساد بعدهم التصوف فقضى نهائيا على العلم الحقيقى ، فى الوقت الذى بدأت فيه النهضة الأوربية معتمدة على جهد علماء المسلمين فى عصرهم الذهبى ، وبالغرب دخل العالم فى عصر التقدم العلمى ومخترعاته وتطبيقاته التكنولوجية التى ننعم بها الآن ، والتى تتطور وتتقدم بما يعجز الخيال عن تصوره فى المستقبل .
7 ــ هنا نرى للقرآن منهجا علميا فى البحث التجريبى ، وغاية من هذا أن يكون هدف البحث العلمى هو الخير وتقوى الله جل وعلا ، وبذلك فلا مجال لاستخدام البحث العلمى فى عصيان الخالق ، كما حدث ويحدث فى الحضارة الغربية . ولو إتبعت الحضارة البشرية المقصد الأعلى من البحث العلمى لكان هذا التقدم فى الخير والسلام بدلا من التدمير وصناعة السلاح وتلوث البيئة .
اجمالي القراءات
9142
أهلا وسهلا أستاذنا :
فالسؤال : ماذ ا يفهم من ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ؟
هل الجن يشمل في نفس الوقت الملائكة ؟
( إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين ).
فالظاهر أن القول أي قول الله شمل الملائكة وأن الملائكة سمعوا القول، ومن البديهي الفهم أن إبليس كان من بين المستمعين ، وبالتالي فما هو جنسه ؟ إن لم يكن من الملائكة ؟
* ثم عندما قال الله عز وجل: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ؟
فهل يعني هذا أن هناك عالمين اثنين فقط من إنس وجن ؟
ولكم الشكر مسبقا ودمتم موفقين دائما ...