سامر إسلامبولي Ýí 2007-04-03
توثيق النص القرآني
منذ بدء نزوله إلى منتهاه
إن النص القرآني بدأ نزوله في مكة التي كانت موطناً للعرب القائمة ثقافتهم على النظام النقلي من شعر وخطابة وهما اللذان كانا بمثابة وسيلة الإعلام التي يتم من خلالها ذكر المآثر والملاحم والمدح والذم والتغني ونقل الأخبار.. إلخ، حتى أنهم أقاموا في موسم الحج سوقاً عُرف باسم سوق عكاظ يأتي إليه التجار من كل حدب وصوب ليعرضوا بضائعهم ويشتروا غيرها فيتم التبادل التجاري بينهم وكل ذلك في مكة التي كان حكمها حقيقة خاضع للÊتجار الكبار فيها وبالتالي فهم المستفيدون أولاً وآخراً من هذه التظاهرة التجارية وكان يتخلل هذه التظاهرة بث إعلامي يعتمد على وسيلة الشعر والخطب ومن خلالها يتم نشر الأخبار وذكر المناقب والأحداث ونشر الحكمة، وكون وسيلة الشعر والخطب هي الوحيدة للبث الإعلامي على صعيد القبيلة وعلى صعيد المجتمع العربي أصبح الشعر والخطب والروايات بمثابة الحافظة للذاكرة الشعبية للمجتمع العربي حينئذ وهذا أدى بدوره إلى نمو ذاكرة الحفظ عند معظم الأفراد إلى درجة كبيرة حتى أصبح معظمهم يحفظ مايدور حوله من روايات وأشعار من المرة الأولى.
إذاً النظام الثقافي السائد في مكة حين نزول النص القرآني كان نظاماً يعتمد على السماع والرواية وهذا يقتضي الحفظ والاعتناء بالأخبار والشعر والخطب ومن جراء ذلك غلب على النظام المعرفي عند العرب نظام النقل وساد بين الناس وهم يتوارثونه جيلاً بعد جيل. وفي هذه البيئة الثقافية بدأ نزول النص القرآني بالسور ذات المقاطع الصغيرة، وكان الرسول فور انتهاء الوحي يقوم بتلاوة ما نزل عليه على مسامع الناس لدعوتهم وحوارهم بمفاهيم الدين الجديد، فيسمع الناس الحاضرون النص القرآني ويحفظونه مباشرة مثله مثل أي نص من الخطب أو الشعر ويتناقلونه فيما بينهم كخبر إعلامي هام إلى الآخرين الذين لم يسمعوه ناهيك عن تناوله من قبلهم جدالاً وحواراً كون مادة النص موجهة إلى تغيير بنية المجتمع وإعادة تشكيله من جديد أي أن النص كانت بنيته بنية ثقافية اجتماعية وسوف يتمخض عنه مشروع سياسي يقلب أمور المجتمع رأساً على عقب، والنص القرآني ليس كأي نص أدبي فهو نص حيوي مليء بالفعالية، كل ذلك أدى إلى رسوخ النص القرآني حفظاً في الصدور من قبل مجتمع مكة، وإضافة لذلك بدأ يدخل في الدين الإسلامي شباب ورجال ونساء من مختلف الطبقات الاجتماعية قاموا بالاعتناء بالنص القرآني حفظاً وتعليماً بعضهم لبعض مع وجود أفراد منهم كانوا يقومون بكتابة النصوص القرآنية لأنفسهم، واستمر نزول النص القرآني في مكة حوالي ثلاث عشرة سنة مع استمرار الجدال والحوار مع المجتمع بشكل يومي يتم فيه تكرار تلاوة النصوص كونها هي مادة النقاش والدعوة. وكان هذا الأمر هو أكبر حدث اجتماعي ثقافي طوال هذه المدة فأدى ذلك إلى أن يتواتر هذا الحدث يوماً بعد يوم وتكبر دائرته حتى تجاوزت مجتمع مكة إلى المجتمعات المجاورة وخاصة في موسم الحج.
ذلك كله وغيره جعل النص القرآني معلوماً لدى المجتمع العربي وتواتر عندهم خبره ولم يعد مقبولاً في زمنهم أي طعن موجه لمادة النص القرآني من تحريف، وهذا يعني أن النص القرآني ابتداء كان متجاوزاً إمكانية الاختراق له متناً.
ومن الأمور التي زادت في ترسيخ النص القرآني حفظاً هو أن الله عز وجل جعل تلاوة النص بحد ذاته تعبداً فحض على ذلك، وهذا يقتضي من المؤمنين حفظه قطعاً وخاصة في مجتمع تغلب عليه أمية الكتابة وعدم تلاوة المخطوط، وإضافة لذلك جعل الشارع تلاوة النص مندوباً في الصلاة التي هي فرض عين خمس مرات يومياً مما يعني أنه لا يوجد فرد مسلم إلا ويحفظ شيئاً من النص القرآني مهما تضاءل هذا الحفظ، والصلاة قد شرعت مع بدايات نزول النص القرآني، إذاً ساهم في حفظ النص القرآني في الصدور مجموعة من الأمور الموضوعية وهي:
1 ـ قوة الذاكرة وحفظ أفراد المجتمع العربي حينئذ.
2 ـ أهمية الحدث وعظمته.
3 ـ الصراع المستمر بين الإيمان والكفر.
4 ـ التحدي للخصوم بالإتيان بمثله بجانب الحكم عليهم سلفاً بالعجز.
5 ـ تسفيه عقائدهم وطريقة تفكير المجتمع الجاهلي.
6 ـ دخول جماعات من الناس في الدين الجديد فاعتنوا بالنص القرآني حفظاً وتعليماً وكتابة.
7 ـ جعل الشارع تلاوة النص عبادة وحض على ذلك.
8 ـ جعل الشارع تلاوة النص مندوباً في الصلاة اليومية.
9 ـ النص القرآني مصدر للفكر والدعوة فكان محلاً للدراسة والتدبر لايستغنى عنه ولا بأي شكل مما أدى إلى حضوره في عملية الجدال والحوار يقوده ويوجهه.
10 ـ وجود الرسول نفسه حامل الرسالة والذي يقوم بتلاوتها وإبلاغها للناس بشكل مستمر.
11 ـ نزول النص القرآني مفرقاً خلال مدة زمنية طويلة.
12 ـ ارتباط النص القرآني غالباً بالأحداث.
وبذلك صار النص القرآني الحديث اليومي لمجتمع مكة وهو أشهر من عَلَمٍ عند الناس جميعاً حتى الكفار منهم لو تجرد أحدهم من موقفه العنيد ضد الدعوة وطُلِبَ منه تلاوة ما نزل من النص القرآني لقام بفعل ذلك عن ظهر قلب دون أن يسقط منه حرفاً لأنه عاصر نزول النص وعاش أحداثه يوماً بعد يوم وسمعه عشرات المرات بل مئات من جراء اهتمام المجتمع به خلال ثلاث عشرة سنة، فكيف والمؤمنون يزدادون يوماً بعد يوم وكلهم معاصرون للرسول يسمعون منه مباشرة النص القرآني ويهتمون به حفظاً وتلاوة وكتابة؟!! وبذلك كان النص القرآني ابتداء من نزوله يدخل في دائرة التواتر له رواية وتلاوة ويتنامى ذلك ويتسع مع مرور الزمن ليعطي للنص القرآني مناعة ضد أي عملية اختراق له متناً.
*******************************************************
توثيق النص القرآني كتابة
في العهد المدني
عندما هاجر النبي إلى المدينة بدأ عهد جديد في التعامل مع النص القرآني، ومرد ذلك راجع إلى أن الوضع في المدينة مختلف عن الوضع في مكة، إذ كان الوضع في مكة مجال عمله هو الدعوة والعمل لبناء مجتمع، أما في المدينة فلقد استجابت القاعدة الشعبية لهذا الدين الجديد فأصبح الوضع هو تمثيل المجتمع والمضي به قدماً نحو النهضة والرقي، وكون بنية المجتمع الثقافية قد تغيرت سوف يترتب على ذلك تغيير في كافة البنى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وهذا أدى بدوره إلى ميلاد الدولة الجديدة التي تمثل الكيان الاجتماعي الجديد كضرورة ثقافية اجتماعية، وبذلك أصبحت الدعوة من مهمة الدولة التي يرأسها النبي نفسه.
وبما أن النص القرآني مازال مستمراً في النزول فلقد أخذت الدولة على عاتقها حفظ النص القرآني وتوثيقه كتابة، فقام النبي بتكليف جماعة كبيرة ممن يتقنون الكتابة ليقوموا بكتابة النص القرآني فور نزوله واشتهر هؤلاء الكتبة باسم كتبة الوحي وكان منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وأُبَي بن كعب وزيد بن ثابت وغيرهم كثير، وورد أنه قد بلغ عدد كتبة الوحي أربعين كاتباً( ).
ولم تنحصر كتابة النص على هؤلاء فلقد كان كثير من المسلمين ممن يتقنون الكتابة يكتبون لأنفسهم نصوصاً من القرآن أو كل ماينزل من الوحي تباعاً لتكون عندهم نسخ خاصة بهم.
لننظر إلى هذه الأحاديث التي تؤكد ما ذكرناه:
1 ـ [ لا تكتبوا القرآن إلا في شيء طاهر] مسند عمر بن عبد العزيز.
2 ـ [ لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه وحدثوا عني ولا حرج ومن كذب عليّ قال همام :أحسبه قال متعمداً فليتبوأ مقعده من النار].صحيح مسلم.
3 - [ لا يمس القرآن إلا طاهر ] مالك في موطأ الإمام مالك .
4 -[ لا تسافروا بالقرآن فإني أخاف أن يناله العدو] مسند أحمد.
فهذه النصوص تؤكد بشكل جلي أن هناك من الصحابة غير كتبة الوحي كانوا يكتبون لأنفسهم النص القرآني سواء بشكل جزئي أم كلي لمجموع النصوص التي تنزل تباعاً.
إذاً النص القرآني في العهد المدني كان ابتداء منذ نزوله يدخل في دائرة التواتر له رواية من جراء تلاوة الرسول له على ملأ من الناس ودائرة التوثيق له كتابة من جراء كتابته بحضرة النبي وذلك في نسخته الخاصة المحفوظة عنده في بيته إضافة لكتابته من قبل جماعة من الصحابة لأنفسهم. لننظر إلى هذا الحديث:
[ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وإذا نزلت عليه الآية فيقول ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ] الترمذي.
وواضح من الحديث أن الألواح أو الرقاع التي يكتب عليها النص القرآني تبقى عند النبي في بيته ولا يأخذ كتبة الوحي شيئاً منها إذ لو حصل ذلك لتعذر وضع السورة في المكان الذي يدل عليه الرسول بالنسبة لكاتب آخر لا يوجد عنده أصلاً السور التي يذكرها الرسول ويكون النص القرآني المكتوب على الألواح والرقاع قد تفرق على كتبة الوحي وكل واحد منهم يحتفظ بما كتب، وهذا الأمر يرفضه العقل وواقع الحال، والصواب أن كل نص قرآني يكتب على لوح أو رقاع يتم حفظه عند النبي نفسه حتى إذا نزل نص آخر ولم يكن كاتب الوحي السابق موجوداً يأتي أي كاتب آخر ممن هو موجود في تلك الساعة ليحل محله ويكتب النص القرآني الجديد ويضعه في مكانه من الألواح الموجودة عند الرسول في بيته، وقد دلَّ على ذلك الخبر التالي:
كنا عند رسول الله نؤلف الرقاع التي كتب فيها القرآن فقال: [ طوبى للشام فقلنا لأي ذلك يا رسول الله قال لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها] سنن الترمذي .
وهذا الخبر صريح في أن الرقاع المكتوب عليها النص القرآني موجودة عند الرسول نفسه في بيته وكان يتعهدها بالحفظ والجمع مع بعضها ضمن طريقة معينة وخاصة الرقاع التي تحتوي على السورة الطويلة فلا بد من ترتيبها حسب التسلسل لها ويكون ذلك بتأليف الرقاع المعنية مع بعضها دون غيرها وهكذا يتم تأليف كل سورة طويلة مع بعضها حتى لا تختلط الرقاع ويتم تداخل السور الطويلة مع بعضها، وزيادة في التوثيق للنص القرآني المخطوط كان الرسول عندما ينتهي من تلاوة النص وإملائه على الناسخ يأمره أن يعيد تلاوة المخطوط عليه والنبي يسمع وذلك لضبط وتصحيح النص إذا وقع من الكاتب أي خطأ أو سهو. لننظر إلى هذا الحديث:
[ كنت أكتب الوحي عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان يشتد نفسه ويعرق عرقاً شديداً مثل الجمان ثم يسري عنه فأكتب وهو يملي علي فما أفرغ حتى يثقل فإذا فرغت قال اقرأ فأقرؤه فإن كان فيه سقط أقامه ] المعجم الكبير سليمان بن أحمد . ( ).
واستمر توثيق النص القرآني حفظاً وكتابة إلى أن تم اكتمال نزول النص القرآني وتوفي الرسول بعد ذلك تاركاً وراءه النص القرآني مكتوباً بشكل كامل على الرقاع في بيته مع وجود عدة نسخ للنص القرآني مكتوبة بشكل كامل عند مجموعة من الصحابة، غير الكتابة المتفرقة للنص في مجموع مجتمع الصحابة. ولننظر إلى هذا الحديث الذي يدل على نسخة النص القرآني المكتوب في حضرة النبي إلى أين آلت بعد وفاة النبي.
[ بعدما ارتحل النبي إلى الرفيق الأعلى جلس علي عليه السلام في بيته حتى جمع القرآن في مصحف على ترتيب النزول، ولم يمض ستة أشهر من وفاة الرسول إلا كان علي قد فرغ من عمل الجمع وحمله للناس على بعير ]( ).
ولننظر للحديث التالي الذي يدل على وجود نسخ مكتوبة كاملة للنص القرآني في زمن النبي غير نسخته المكتوبة بحضرته.
[ مات النبي (صلى الله عليه وآله) ولم يجمع القرآن غير أربعة أبو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد قال ونحن ورثناه ] الجامع الصحيح المختصر. محمد بن إسماعيل.
وكلمة الجمع في الحديث لا يقصد بها الحفظ ضرورة وذلك لوجهين:
الأول: أن الجمع للنص القرآني حفظاً كان لعدد كبير جداً من الصحابة كما هو معروف وعلى رأسهم الخلفاء الأربعة وأُبَيّ بن كعب وعبد الله بن مسعود وغيرهم كثير جداً.
الثاني: قول أنس في آخر الحديث (ونحن ورثناه) وقطعاً الوراثة لاتكون للحفظ لاستحالة ذلك فضلاً عن انتشارها بين مئات من الصحابة ومن تبعهم مما يقتضي أن الوراثة كانت للنص القرآني المكتوب على الرقاع.
أما حصر عملية الجمع للنص القرآني كتابة في زمن النبي بأربعة فقط فإن هذا حسب علم واطلاع أنس بن مالك والأمر لايفيد الحصر لعدم وجود عملية إحصاء في مجتمع الصحابة مما يعني احتمال وجود أكثر من أربع نسخ مكتوبة بشكل كامل للنص القرآني فمثلاً هناك نسخة النبوة التي آلت إلى علي بن أبي طالب بعد وفاة النبي ص.
إذاً توفي النبي والنص القرآني بشكل كامل قد دخل في دائرة التواتر له حفظاً من مجتمع الصحابة ودائرة التوثيق له كتابة بشكل كامل في عدة نسخ غير وجوده مكتوباً بشكل متفرق في مجتمع الصحابة.
********************************************************
نقل النص القرآني
من الرقاع إلى الصحف في زمن أبي بكر
بعد أن توفي النبي واستلم بعده زمام أمور الحكم أبو بكر الصديق خرج على حكومته كثير من القبائل العربية لأسباب لسنا في صدد دراستها , وقام أبو بكر بمحاربتها محاولاً إرجاعها إلى الولاء للدولة الجديدة , وعرفت الحروب في التاريخ باسم حروب الردة , وانخرط في هذه الحرب معظم الصحابة الأقوياء الأشداء ليمارسوا دورهم في حفظ هيبة وسلطة الدولة ومن بينهم كان عدد ضخم جداً من حفظة القرآن , وخلال المعارك استشهد منهم الكثير فتنبه لذلك عمر بن الخطاب واقترح على أبي بكر أن يقوم بجمع النصوص القرآنية في مصحف خشية ضياعه من أثر موت الحفظة وسرعان ما استجاب أبو بكر لذلك بعد أن تردد قليلاً وعلم أن الأمر فيه الخير للمسلمين، ولقد أورد البخاري القصة كاملة في صحيحه إذ قال:
أن زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله تعالى عنه وكان ممن يكتب الوحي قال: [ أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر فقال أبو بكر إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بالناس وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن إلا أن تجمعوه وإني لأرى أن تجمع القرآن قال أبو بكر قلت لعمر كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر هو والله خير فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله لذلك صدري ورأيت الذي رأى عمر قال زيد بن ثابت وعمر عنده جالس لا يتكلم فقال أبو بكر إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه فو الله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن قلت كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر هو والله خير فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع خزيمة الأنصاري لم أجدهما مع أحد غيره } لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم { إلى آخرهما وكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حتى توفاه الله ثم عند حفصة بنت عمر] . الجامع الصحيح المختصر لـ محمد بن إسماعيل.
قبل شرح عملية جمع النص القرآني في مصحف في زمن أبي بكر لابد أن نذكر ما مرَّ معنا من جمع القرآن في زمن النبي.
فلقد ثبت لدينا أن النص القرآني في زمن النبي كان مكتوباً كله على الرقاع وموجوداً في مكان واحد إضافة لعدة نسخ كاملة موجودة عند بعض الصحابة وعلى رأسهم زيد بن ثابت كما في الحديث السابق [لم يجمع القرآن إلا أربع ]. ولما توفي النبي انتقلت نسخة القرآن المكتوبة بإملائه إلى علي بن أبي طالب بحكم القرابة إذ كان ابن عمه وزوج ابنته وهو من باشر أمور وفاته، وقد قام علي عليه السلام بترتيبها حسب تاريخ النزول وحملها على بعير وأظهرها للناس بعد بضعة أشهر من وفاة النبي ولم تتبنى الدولة حينئذ عمل علي عليه السلام وذلك لعدم شعورهم بالحاجة إلى هذه النسخة كون النص القرآني متواتراً بين الصحابة رواية وحفظاً فضلاً عن كتابته في عدة نسخ عند بعض الصحابة مع وجود المانع السياسي الذي نتج عنه تغييب علي عليه السلام من الظهور في الأمور المهمة حتى لا يتسلط عليه الضوء فاحتفظ علي عليه السلام بالنسخة عنده.
إذاً يجب تقرير الأمر التالي أن أول من جمع النص القرآني كتابة هو النبي نفسه كما ذكر ذلك الحديث السابق [ كنا نؤلف القرآن من الرقاع عند الرسول ]، وحديث زيد بن ثابت إذ قال: [ كنت أكتب الوحي عند رسول الله وهو يملي عَلَي، فإذا فرغت قال: اقرأه؟ فأقرؤه فإن كان فيه سقط أقامه ].
وبناء على ما ذكرنا آنفاً نأتي لعملية جمع أبي بكر للنص القرآني في الصحف، فالملاحظ أن العملية هي تغيير في وسيلة الجمع للنص القرآني من الألواح والرقاع إلى وسيلة أخرى أسهل من الأولى في عملية نقلها وحفظها وهي الصحف، فأمر أبو بكر زيد بن ثابت بنقل النص القرآني إلى الصحف معتمداً على وسيلتين: الأولى المحفوظ بالصدور بشكل متواتر، الثانية: المكتوب على الرقاع، بحيث لا يثبت آية إلا إذا توافر فيها شرطان التواتر الحفظي والتوثيق الكتابي، والوسيلتان كلتاهما متوفرتان في مجتمع الصحابة ويكفي أن نعلم أن زيداً هو أحد الحفظة ويملك نسخة مكتوبة للنص القرآني خاصة له ومع ذلك لم يعتمد على حفظه فقط ولا على نسخته كونها خاصة له وليس لها مصداقية بشكلها المنفرد وكل ذلك لدقة التوثيق للنص القرآني المكتوب فأخذ يجمع النص القرآني من الصدور بشكل سماعي ومن ماهو مكتوب ويقارنه بحفظه ونسخته ويثبت ذلك بعد التدقيق، وفي نهاية العمل حصل على نسخة موثقة ومصدقة من قبل مجتمع الصحابة وهي صورة طبق الأصل عن المحفوظ في الصدور بشكل متواتر والمكتوب على الرقاع أي أن مصحف أبي بكر حصل على أعلى درجة في التوثيق والتصديق إذ تحقق فيه التواتر له سماعاً والإجماع من قبل مجتمع الصحابة على صحة المكتوب وأنه وفق المحفوظ تواتراً.
أما ما جاء في الحديث أنه وجد آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة ولم يجدها مع أحد غيره فلقد قصد بذلك الكتابة لها وليس العلم بها وحفظها لأن ذلك متواتر بين الصحابة ومازال الكثير منهم على قيد الحياة نحو أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وزيد نفسه فكل هؤلاء من الحفظة وكتبة الوحي، فضلاً أن قوله: [ لم أجدها مع أحد غيره ] ليس دقيقاً من الناحية العلمية لأنها موجودة بنسخته الخاصة ونسخ الذين جمعوا القرآن كاملاً في حياة النبي ونسخة النبوة نفسها كون كل آية تنزل كانت تتم كتابتها فور نزولها فقطعاً هذه الآية موجودة في نسخة النبوة التي آلت إلى علي عليه السلام ويبدو أنه بحث عنها كتابة في غير نسخته وغير نسخة علي بن أبي طالب فلم يجدها لدى من بحث عندهم حتى وجدها عند خزيمة وعندما وجدها توقف عن البحث لحصول التوثيق كونها محفوظة في الصدور ومعلومة بشكل متواتر وموجودة في نسخته الخاصة فاكتفى بذلك وأثبتها، أما غياب نسخة النبوة التي آلت إلى علي بن أبي طالب من عملية النقل عنها فقد ذكرنا الاحتمالات التي كانت سبباً لذلك.
وبعد أن فرغ زيد بن ثابت من عملية جمع النص القرآني في مصحف فإن واقع الحال في مثل هذا الموقف يقتضي من صاحب العمل أن يقوم بمراجعته وتدقيقه قبل تسليمه إلى رئيسه، وعندما يتم تسليم العمل وخاصة إذا كان على درجة من الأهمية والعظمة كهذا الأمر فإن الرئيس نفسه يقوم بالإشراف على استلامه والتأكد من صحته وخاصة أن الرئيس هو من علماء الصحابة ومن حفظة النص القرآني ومن كتبة الوحي وهو مَنْ هو عظمة وفضلاً ويكفي أنه (الصديق) فقطعاً قام بتدقيق النص المكتوب وأعطاه صفة التوثيق له والمصداقية كونه رئيساً للدولة وكان معه في كل خطوة وزيره عمر بن الخطاب صاحب الفكرة أساساً. وبذلك أخذ النص القرآني المكتوب في زمن أبي بكر توثيق ومصداقية دولته أضيف لتواتر حفظ النص المكتوب والإجماع على صحة ما كتب بالتمام والكمال فوصل النص القرآني إلى درجة التوثيق والصواب القطعي لاينا قش بذلك إلا مكابر يغمض عينيه عن الحقيقة. ولما توفي أبو بكر انتقلت الصحف إلى عهدة عمر بن الخطاب الفاروق وبقيت برعايته وحفظه وكانت هي الإمام والمرجع إذا حصل أي خلاف في النص القرآني ولكن في واقع الحال لم يحصل ذلك أبداً ومَرَدُ ذلك راجع إلى تواتر النص القرآني في مجتمع الصحابة، وبعد أن توفي عمر ابن الخطاب انتقلت الصحف إلى حفصة بنت الخطاب كونها زوج النبي وأم المؤمنين وابنة الحاكم وبقيت عندها بالحفظ والصون.
********************************************************
توحيد القراءات
والرسم للنص القرآني في زمن عثمان
لنر عمل عثمان في المصاحف من خلال ذكر الخبر التاريخي كاملاً كما جاء في الجامع الصحيح المختصر.
حدثنا موسى حدثنا إبراهيم حدثنا بن شهاب أن أنس بن مالك حدثه أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق قال بن شهاب وأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت سمع زيد بن ثابت قال فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري } من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه { فألحقناها في سورتها في المصحف .
الملاحظ من الرواية أن الموضوع متعلق بالقراءات المختلفة للنص القرآني بين المسلمين البعيدين عن مركز الدولة فسرعان ما شعر الحاكم بخطر الأمر، فطلب مصحف أبي بكر ـ الذي تم تواتره حفظاً والإجماع على صحة المكتوب فيه من قبل مجتمع الصحابة حينئذ والموثق من دولة أبي بكر ودولة عمر بن الخطاب ـ من حفصة وشَكَّلَ لجنة برئاسة زيد بن ثابت وأمرهم بنسخ بضع نسخ عن النسخة الأصلية صورة طبق الأصل وقال لهم إذا اختلفتم أنتم وزيد في رسم شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنه نزل بلسانهم ففعلوا ذلك، ولم يرد أنهم اختلفوا إلا في رسم كلمة واحدة وهي: [ التابوت ] فلقد قال زيد: تكتب [ تابوة ] فلم توافقه اللجنة وقالوا: بل تكتب [ تابوت ] ورفعوا ذلك إلى عثمان كونه الحاكم وأحد الحفظة وأحد كتبة الوحي ومن كبار قريش فقال:اكتبوها[تابوت] فإنها نزلت بلسان قريش.
وبعد ذلك تم تسليم النسخ المكتوبة للدولة ومن الطبيعي أن يقوم الحاكم بمراجعة وتدقيق ما طلب فعله للتأكد من صحته وبعد ذلك التأكد والمقارنة مع الأصل أرجع الصحف إلى حفصة كما وعدها، وأمر بتوزيع النسخ المكتوبة في الأمصار واحتفظ بواحدة عنده، وأصدر قراراً يقضي بإحراق كل المصاحف القديمة بأية وسيلة كانت مجموعة وعلى أية قراءة، وفعلاً استجاب الصحابة طوعاً أو كرهاً لهذا الأمر وقاموا بإحراق ما لديهم من المصاحف وبعملهم هذا أعطوا لعمل عثمان المصداقية من الأمة والرضا عن عمله، وكان علي عليه السلام واحداً منهم فأحرق النسخة التي بحوزته - نسخة النبوة –1 وذلك طاعة للحاكم ولعدم جدواها في واقع الحال كون النص القرآني توثق في المصاحف، وبعمله ذلك يكون قد أقر عمل عثمان وأعطاه المصداقية على عمله بل تبنى عمل عثمان ودافع عنه ممن حاول الغمز به، ولننظر إلى هذا الموقف من علي بن أبي طالب عليه السلام.
1 ـ [ لاتقولوا في عثمان إلا خيراً، فوالله ما فعل الذي فعل إلا على ملأ منا.] فتح الباري.
2 ـ عن علي رضي الله تعالى عنه قال [ لو وليت مثل الذي وُلِّيَ لصنعت مثل الذي صنع ] سنن البيهقي الكبرى.
ومن المعلوم أن الإمام علي عليه السلام من المعارضين السلميين لسياسة عثمان في المال والحكم فلو أن عثمان وقع بأي غلط في عملية توحيد الرسم والقراءات للنص القرآني لكانت فرصة مناسبة لعلي ومن معه في الخروج عليه وتأليب المجتمع ضده والظروف مناسبة جداً لهذا العمل، بينما نلاحظ أن الإمام علي عليه السلام سكت إقراراً وتصديقاً ودافع عن عثمان وتبنى موقفه وصرح لو أنه مكانه لفعل مثل ما فعل حفظاً على وحدة المسلمين في قراءة كتاب ربهم، وعندما استلم علي عليه السلام الحكم بعد عثمان استمرت عملية التصديق والإقرار لفعل عثمان بالمصاحف ولم يغير شيئاً بل أعطاه حكم الصواب بدفاعه عنه وتبنيه له وهذا يعني أنه قام بتوثيق عمل الحاكم السابق وبهذا العمل تكون نسخة القرآن المكتوبة قد توثقت من النبي نفسه ومن بعده من الخلفاء الراشدين الأربعة واحداً تلو الآخر والأمة معهم رقيب عتيد.
وعندما قام عثمان بإرسال النسخ الموثقة إلى مختلف الأمصار الإسلامية كانت مجرد أن تصل إلى هناك يقوم الوالي بالنسخ عنها عشرات النسخ، وهكذا تم في كل بلد وصلت إليه نسخة عثمان مما يعني انتشار النص القرآني المكتوب الموثق في مشارق الأرض ومغاربها سواء في البلاد العربية أو غير العربية مما يعني أن النص القرآني خرج من دائرة التواتر له كتابة عند العرب إلى الأقوام الأخرى وأصبح نصاً عالمياً متواتراً وتجاوز إمكانية الاختراق له زيادة أو نقصاناً.
ونعود للنص المعني بالشرح لإتمام نقاشه:
نلاحظ أن عثمان بن عفان قد عين لهذه المهمة زيد بن ثابت وهذا لعلمه أن زيداً هو من الحفظة وأحد كتبة الوحي ومن الذين شاركوا في تأليف القرآن من الرقاع بحضرة النبي ومن الجامعين له كتابة بنسخة خاصة له وهو الذي قام بجمع النص القرآني بالمصحف في زمن أبي بكر، أي أن زيد بن ثابت هو في مقام الخبير بالنص القرآني وبالتالي فهو أصلح الموجودين للقيام بهذه المهمة فتم تكليفه دون غيره، ولم يكن القصد من عثمان الطعن أو الإنقاص من قيمة الآخرين، وإنما اختار الرجل المناسب للمكان المناسب وكان اختياراً موفقاً.
أما ماجاء في نهاية الرواية من فقدان آية من سورة الأحزاب فهذا خطأ واضح وذلك لأن الجمع لمادة النص القرآني موجودة منذ زمن النبي وتم جمعه مرة ثانية بزمن أبي بكر في مصحفه الذي وصل إلى أعلى درجة من التوثيق، أما في زمن عثمان فلم يتم جمع مادة النص القرآني لأنها مادة مجموعة خالصة جاهزة وموثقة ولذلك طلب المصحف من حفصة ليتم النقل عنه صورة طبق الأصل لازيادة عليها ولا نقصان وهذا يدل على أن هذه الحادثة ذكرها زيد عن عمله الأول الذي قام به في زمن أبي بكر ومن باب الشيء بالشيء يذكر أعاد القصة رواية في زمن عثمان ومن ثم تم إدراجها بنفس القصة من أحد الرواة فظن بعض العلماء أن ذلك حدث في زمن عثمان وهذا غلط فاحش يجب التنبه له.
أما النسخة الأصلية ـ البكرية ـ التي أرجعها عثمان إلى حفصة فإنها بقيت عندها إلى أن توفيت فانتقلت إلى أخيها عبد الله بن عمر فطلبها منه مروان بن الحكم وكان والي المدينة حينئذ وأمر بإحراقها خشية أن تقع في يد أحد فيقوم بتحريفها مما يؤدي إلى نقض كل المصاحف التي نُقلت عنها كونها هي الأصل( )، وفعلاً تم إحراقها وبهذا العمل أصبحت جميع النسخ المنسوخة عنها بشكل مباشر هي أصل بحد ذاتها كونها موثقة ومصدقة من الدولة بعهد أربعة حكام حكموا حوالي ثلاثين عاماً.
الخلاصة هي:
1 - تواترَ النص القرآني تلاوة وحفظاً وتَوَثَّقَ كتابة في عهد النبي نفسه وبإشرافه.
2 -أضاف أبو بكر لما سبق التواتر التوثيقي لنص القرآن كتابة وانعقد على ذلك الإجماع بزمنه.
3 ـ قام عثمان بنقل التواتر وتوسيع دائرته من العرب إلى خارج العرب للنص القرآني المكتوب وذلك من جراء توحيد رسم وقراءات النص القرآني، واستمر ذلك في المجتمعات إلى يومنا المعاصر والنص القرآني يزداد توثيقاً وحفظاً مما أدى إلى استحالة اختراق النص القرآني كلما تقادم الزمن عليه، وأصبح أصح وثيقة تاريخية في زمننا المعاصر بل دخل دائرة الحق وأصبح من المسلمات العلمية في صحة متنه وعدم تعرضه لأي اختراق زيادة أو نقصان.
دعوة للتبرع
الغضب واللعنة: في قولة :وَال َذِي َ يَرْم ُونَ ...
عن ابنى والحسين .؟: هذا ما كتبته أنت عن إبنك "فى شجاعة نادرة تتفق...
القرطبى والهجص: قال المول ى عز وجل (إِنّ مَا وَلِي ُّكُم ُ ...
وهذا ما نفعله : هل القرا ءة فى كتب الساب قين مثل التور اه ...
قرآنيون فى (قُم ) : بسم الله الرحم ن الرح 1740;م بعد السلا م و...
more
لقد استخدم اعداء الاسلام الروايات التي اوردتها للطعن في صحة القرآن.
الأمر الوحيد القابل للتصديق هو ان الله امر الرسول بكتابة القرآن على الورق.ولماذا لم يكن هناك ورق وهو موجود منذ آلاف السنين قبل الرسول عليه السلام.الهذه الدرجة كان العرب متخلفين وهم يخالطون الروم والفرس المتحضرين في رحلاتهم التجارية؟
وهل يعقل ان مجتمعا فيه ملياردير مثل عثمان وملتيملياردير مثل عبد الرحمن بن عوف لا يستطيع شراء افخر انواع الورق والحبر لكتابة نص مقدس ينزل على الرسول؟
مع تحياتي الحارة لأخي سامر الذي يثري الموقع بدراساته الرائعة.