لطفية سعيد Ýí 2016-04-03
السلام عليكم ، شكرا على مرورك على المقال كما قلت يا دكتور إن هذه القصيدة من أروع ما قيل في وصف مشاعر الفراق ، وقد اشتهرت من بين كل قصائد ابن خلدون كلها ، ولكن ما رأيك في معرضة احمد شوقي له لاسيما وهو يشاركه في بعده عن موطنه
أود أن أشكر الأستاذة الفاضلة عائشة حسين، على الرد والحوار حول نونية ابن زيدون ومعارضتها الرائعة لأمير الشعراء أحمد شوقي ، ودعينا نتذكر المقولة الشائعة، " ما أشبه اليوم بالبارحة" فهى تعبر عن حال الشاعر / أحمد شوقي حين تم نفيه إلى إسبانيا، وهو في منفاه يتذكر جزءاَ تاريخياً من وطنه اسبانيا الأندلس العربية، مسقط رأس ابن زيدون، فشاعر من مصر الحاضر يستدعي شاعر من أندلس الماضي وقد جمعتهما لوعة الفراق، ابن زيدون يقاسي ألم فراق محبوته ولادة وآلام سجنه وشوقي يقاسي ألم نفيه عن وطنه وبعده عن اسرته، ومن المعروف أن شوقي نظم قصيدته من ذات البحر والوزن والقافية التي نظم منها ابن زيدون نونيته.
وتكملة للنقاش حول النونيتان، أقول ، وحين استقر شوقي في منفاه، في وطن من تاريخه ولغته، ومع صداقة من آثار أجداده، استطاع أن يشاهد المجد العربي، فأحس بالزهد لأنه شاعر يرى في شاعريته، ديباجة البحتري، وفي منفاه قصة ابن زيدون في الأندلس، وهو في منفاه باسبانيا!
فأنس لها وتغنى بموسيقاها فإذا به يبعث الشاعر، ليغني للعالم العربي آنذاك نونية ، تشاكل نونية ابن زيدون، فما أشبه الليلة بالبارحة!
إن بلبل النيل الصادح في غير أيكه ، وخمائل النيل تهتز شوقا لبلبله، وإذا كانت الحبيبة التي هزت الشاعر ابن زيدون هى ولادة! فإن الذي هز الشاعر أحمد شوقي هى بلده ووطنه وأسرته، يوم أن رأى طائراً بوادي الطلح باشبيلية، فيخلع عليه من ذات نفسه ويرى فيه ذاته!
تخيله غريبا مثله يقاسي آلام البعد عن الوطن، والصحاب، فهاهي مشاكلة عاطفية بين الطائر وبلبل مصر أحمد شوقي، فكلاهما يعرف الألم كلاهما حرم متعة السمر مع الصديق، واستبدل بهما سهما قاتلاً، وسكيناً قاطعاً.
ثم يكشف الشاعر شوقي هذه الآلام في حكمة" إن المصائب يجمعن المصابينا" ، يخاطب بها الفكر ثم يعود سريعاَ إلى مشاعر النفس ، فيعرضها تحناناً وظمأَ وادّكاراً، ليقرر ،إن ألم النفس أقسى من ألم الجسد!!!
فيرسل شوقي تحيته ملتهبة كالبرق حائرة كالزفرات،تحية يحدوها رسول الشوق والوله، وتحيط بها هالات النور!.
مواكب تتحرك إلى رياض بلاده، وتهتف بخمائله، وتنزل ظلاً على رياضه، صور مشرقة تتوالى في تناسق واشراق، ثم تُزْوَى فجأة في ابداع فني!؟
وكيف لا تكون صوراً باهتة وهى صور الديار بها وحشة الفراق، ورؤية المعاني لم يؤنسها أحد، هذا الوفاء نجده من شوقي لوطنه، واعتزازه بنفسه بين مواطنيه ومكانته بينهم ما أشد آلام الشاعر في منفاه واغترابه.؟!!.
ما أجمل ان نتذوق الشعر بهذه الطريقة الجميلة ، أشكرك يا دكتور على مجموعة التعليقات الرائعة والتي كانت بعنوان ، ما اشبه اليوم بالبارحة ، وبعون الله هناك تكملة لهذا المقال لمقارنة بعض ما قاله امير الشعراء احمد شوقي وهو يعارض ابن زيدون الأندلسي ، وقد استمتعت بشرحك يا دكتور للأبيات ، فلم لا تكتب مقالات أدبية تكون لنا حديقة نهرب إليها من هجير الماديات ؟
أشكرك مرة اخرى ودمتم بخير
أ ستاذتنا الفاضلة،/ عائشة حسين، نعم المقالات الأدبية وخصوصا الشعر العربي الرصين، وحتى الشعر الحر والحديث، كلها واحات للتريض بها ونستظل بظلالها الوارفة، ولكن أعباء الوظيفة ، تمنعني من الكتابة المتأنية ، وكما تعلمين سيادتك ن المقالات تحتاج للكثير من الاعداد والدقة والمراجعات، وهذا لا يتوفر لي وأنا خدم ستة آلام نسمة في منطقة ذات طبيعة خاصة. فعذراً أن لم أستطع الوفاء بعبء الكتابة المتخصصة.
مزيد من التقدير والعرفان بالجهد الذي تبذلينه، أنت وكل كاتبين الموقع الأفاضل، والى لقاء.
دعوة للتبرع
لا إجتهاد ضد النّص: تحيه طيبه وبعد ما راى حضرتك فى اعاده...
يختصمان / يختصمون: قال جل وعلا : ( هَـ 48;ذَا ِ خَصْم َانِ ...
ابن السبيل والسيسى : فى مصر تناقض ات هائلة ، مئات الألو ف من...
لا نعرفهم : السلا عليكم لو سمحت انا مسلمه عندي تحفظا ت ...
وهو خير الفاصلين: الآية 57 من سورة الانع ام فيها وصف الله...
more
بادئ ذي بدء أود أن أشكر الكاتبة الفاضلة / عائشة حسين ، على هذه اللفتة الطيبة والخروج بنا من عالمنا المادي القاسي المرهق للأعصاب. والعروج بنا للعالم الروحاني النوارني. عالم الشعر والعاطفة، والتريض في رياض اللغة العربية شعرا ونثراَ وادباً.
كان الاختيار اختياراً موفقا لقصيدة ابن زيدون للعرض والنقاش والتريض في فيافيها. فالفكرة العامة، للقصيدة هي محافظة الشاعر على حبهلولادةووفائه لها، وفي هذه الأبيات من واحد لعشرة . يذوب الشاعر أسىً وألماً ، على فراق ولادة بنت المستكفي ، حبيبته وعشيقته، ويحترق شوقاَ اليها وإلى الأوقات الصافية الممتعة التي أتيحت له معها، وفي ظلال هذه العاطفة المتأججة الملتهبة يقول شعره نابضاً بالحياة، مترجماً عن الحب كاشفاَ عن الشوق، واصفا لحال الحاضر الذي يعيشه وواصفاَ للماضي ، وتتخلل هذه الأبيات العشرة أبيات الوفاء والحب، والتجلد على الواقع الأليم.