كاميل حليم Ýí 2007-03-16
المقالة الإخبارية لرجب رمضان في جريدة المصري اليوم بتاريخ 19/2/2007 التي يَصِفُ فيها ملاحظاتَ البابا شنودة الأخيرة على التغييراتِ المحتملةِ للمادة الثانيةِ من الدستورِ المصري. حيث تنص هذه المادة أنّ الإسلامِ هو الدينُ الرئيسيُ للدولة وأنّ الشريعةِ الإسلامية هي المصدرُ الرئيسيُ للتشريعِ. ولسوء الحظ، فإن رمضان لَمْ يُقدّمْ الحقائقَ كما ينبغي عليه كصحفي، بطريقة واقعية لا تحمل أي تحيز. ولكنه رغما عن ذلك قام بتحوير تعليقاتَ الزعيمِ القبطيِ على أنها تُشيرُ ضمناً إلى أنَّ الأقباط لا يُريدونَ أيّ تغييرات. وعلى الرغم مِنْ هذه الأخطاءِ الصارخةِ، انتشرت هذه المقالة كالنار في الهشيم عبر صفحات الإنترنت، جاعلا بَعْض المسلمين يظهرون شَماتَتهم ومؤديا لإحراجِ وخزي العديد من الأقباط.
أنا أعلم جيداً أنّ البابا شنودة لا يَدْعمُ جبهة عدوانيةَ ومضادة للحكومةِ. فهو زعيم ديني، ولَيسَ سياسي، ولذلك فهو يعلق فقط على روحانيةِ التغييرِ، ولَيسَ على الجدال السياسيِ المتأصّلِ عن المطالبة بالتغيير. وانطلاقا من موقعِه كزعيم ديني، فقد صرح ببساطة بأنّ الأقباط إذا كانوا سيطالبون بالتغيير فإن ذلك سوف يتم على نحو سلمي. تعليقاتُ البابا شنودة أظهرت أيضاً أهمية تدخّلِ المسلمين في هذا النِقاشِ. كما أكد في حديثه على أن مسألة تغيير المادة الثانية من الدستور لا تُعَد قضية قبطية – وإنما قضية مصرية.
تصريح البابا يتوافق مع تقليد طويل المدى للأقباط اللذين على استعداد للتضحية دائما من أجل الوحدة الوطنية. فقد أظهر الأقباط تعهدهم من أجل حِماية مصرهم العزيزةَ. لذلك دعونا نَفْحصُ بَعْض أمثلةِ التضحيةِ القبطيةِ من أجل الوحدةِ الوطنيةِ:
وهذه الأمثلةِ التي ذكرناها سلفا جرت على نحو مخالف تماما من قبل المسيحيين و الاقباط في البلدان الأخرى في الحالات المماثلة. فعلى سبيل المثال، قَبلتْ لبنان الحِصَص التي عَرضتْ عليها مِن قِبل الفرنسيين، والآن تلك البلادِ تُمزّقُها الحرب الأهليةِ؛ والنزاع الطائفي والعنف منتشرُ في جميع أرجائِها. والسبب الوحيد في اختلاف مصر عن البلدانِ الأخرى أمثال لبنان والعراق وباكستان أن المسيحيين المصريينَ واصلوا الكفاح من أجل ما هو أفضل لمصر، حتى ولو على حساب حقوقِهم الخاصةِ.
قبل انقلاب الجيشِ عام 1952، أَخذَ المسلمين المعتدلينَ خطواتَ إيجابيةَ في الكفاح من أجل المساواةِ لكُلّ المواطنين. ولسوء الحظ، فمنذ قيام هذه الثورةِ واصل الأقباط تَضْحِيتهم، بينما المسلمين المعتدلينَ توقفوا عن دعمهم والتزموا الآن الصمت الكامل تجاه كل أعضاء المجتمعِ.
ناصرو السادات ومبارك نظموا ودعموا أعمال تمييزية خطيرة ضدّ الأقباط. وأصبح الأقباط الآن منعزلين في طبقة منفصلة وأدنى درجة من المواطنين الآخرين. وقد حَدثَ هذا دون أدنى احتجاج تقريبا من المسلمين المعتدلينِ. ونسرد فيما يلي بضع أمثلة عن أَفْعالِ الحكومة التمييزية.
وعلى الرغم مِنْ هذا الظلمِ الجائر، فقد أظهر الأقباط المصريينَ مدى الحاجةَ للسلوكِ والاعتبار السلميِ لتحقيق الوحدةِ الوطنيةِ. حيث يُدركُ البابا شنودة جيداً أنّ أيّ احتجاج مِنْ الأقباط يُمْكِنُ أَنْ يفتت روابطَ الوحدةِ الوطنيةِ، لهذا السبب جَعلَ مثل هذه التعليقات إلى المصري اليوم.
لقد كان يعلم البابا شنودة جيداً ما يقوله أثناء حديثه مع المصري اليوم. فقد كَانَ حديثه دعوة للأقباط للتَصَرُّف بطريقة سلمية في حالة رغبتهم للتغيير. وعندما تحدث عن المادة الثانية للدستور قال؛ أن المسلمين - ولَيسَ المسيحيين – هم المعنيين بمناقشته، لأنه لو عارضها المسيحيين فقط وطالبوا بتغييرها فسوف يؤدي ذلك إلى انقسامات طائفية. وقد تَصرّفَ البابا بحكمة في اختيار كلماتِه.
ونحن نرى أن المادة الثانية للدستورِ لَيستْ جيدةَ للمصريين ككل وذلك للأسباب الآتية؛
كلمات البابا شنودة درس لنا جميعا في معنى القوميةِ. فالأمثلة السالفة ذكرها تبرز مدى حاجة الأغلبية المسلمة للتحدث عاليا لتعزيز الوحدة الوطنية. وأنا على يقين ببيئة الخوف التي تسود مصر، ولكن مصر تتغير والأصوات المعارضة أصبحت أكثر قبولاً الآن ولا يستطيع أحد أَنْ يكبت الأصوات المعارضة المتزايدة إذا كانت واضحة ومسموعة.
إلى مسلمي مصر المعتدلينِ الذين يتحدثون بحرية للدفاع عن حقوق الأقباط، ومن بينهم فرج فوده الذي بذل حياته من أجل هذه القضية والدكتور أحمد صبحي منصور الذي نُفيّ من موطنه، وسعد الدين إبراهيم الذي سُجِنَ - نحن نتقدم جميعا بتوجيه الشكر لكم لنضالكم من أجل الوحدةِ الوطنيةِ في مصر.
إلى أصدقائِي، المصريون المسلمون المعتدلون، الملتزمون الصمت: تذكّروا آبائُكَم وأجدادُكَم، وكيف كانت ردة فعلهم تجاه الوحدة الوطنية منذ 80 عاماً مضت والتي أدت إلى صدور دستور 1923 الذي طالماً ما حلمنا به. لقد حان الوقت لرد التضحيات التي قام بها جيرانكم الأقباط لتعزيز الوحدة الوطنية.
* كاتب هذا المقال رئيس المجمع القبطي بأمريكا و نائب رئيس المركز العالي للقران
دعوة للتبرع
الموت كتاب مؤجل: لي سؤال في ما يخص ما قمتم بنشره في كتابك م ...
تضييع الصيام: يلح علينا الإعل ام بتوصي ات من المذه ب ...
Death: Assalamual ykum. I have some very sad news. One of my cousins, she is only 23 years old,...
الشيطان يعظ ؟ !: رسالة نصح و تذكير . لقد ولجت إلى موقعك...
الصلاة من تانى .!!!: سلام عليكم د. احمد صبحي منصور اتمنى ان...
more