فضيحة الدبلوماسية المصرية فى نيويورك
سجلت الدبلوماسية المصرية عن جدارة المركز الأول على مستوى العالم فى مخالفات المرور للدبلوماسيين المصريين فى نيويورك، بعدما حقق الدبلوماسيون المصريون رقما قياسيا جديدا فاق كل دول العالم فى الركن فى الممنوع فى الشوارع، ولم يدفعوا تلك المخالفات حتى وصلت قيمتها 1.9 مليون دولار، وتلتها الشقيقة الصغرى الكويت والتى جاءت فى المركز الثانى ووصلت مخالفات بعثتها الدبلوماسية إلى 1.3 مليون دولار، وتلتهما فى المركز الثالث نيجيريا التى بلغ حجم مخالفات بعثتها الدبلوماسية مليون دولار.
بتلك الحقيقة المخزية كانت افتتاحية مجلة (Daily News ) الأمريكية بنيويورك، والتى عبرت عن مدى الغضب والاستياء لأعضاء مجلس مدينة نيويورك من تصرفات أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية، ومن باقى البعثات المستهترة بنظام وقواعد المرور ومن قانون الحصانة الدبلوماسية ذاته الممنوح للبعثات الدبلوماسية التى أساءت استخدام تلك الميزة بشكل خطير وطالبوا أن يدفع المخالفون قيمة تلك المخالفات فى ظل أزمة مالية خانقة تمر بها الولايات المتحدة الأمريكية، أن أعضاء البعثات الدبلوماسية فوق القانون أصبح شيئا غير مقبول بعد ذلك الكم الهائل من المخالفات المستفزة للمشاعر.
وتقدم السيناتور تشك شومر العضو الديمقراطى عن نيويورك بمقترح للكونجرس الأمريكى بواشنطن بخصم قيمة تلك المخالفات من المعونة الأمريكية لمصر كرهن حتى يقوم أعضاء البعثة المصرية المخالفين بدفعها لبلدية نيويورك.
وضع يبعث على الخجل من دبلوماسيين من المفترض أنهم يمثلون بلادهم فى أعين الآخرين، بل إنهم بتلك التصرفات المستهترة يصدرون أسوأ صورة عن مصر وعن شعبها فى أعين العالم، بل يسيئون إساءة بالغة للمصريين جميعا المقيمين بالولايات المتحدة من تصرفهم المخزى.
الموقف لا يتوقف على أنه مجرد مخالفات مرورية من أشخاص مستهترين اعتادوا عدم احترام النظم والقانون، بل إنه يسبب أزمة حقيقية للمصريين المقيمين فى الولايات المتحدة حيث ينعكس ذلك الانطباع عليهم بلا ذنب ارتكبوه سوى أن هؤلاء العابثين المستهترين هم أعضاء بعثة بلادهم الدبلوماسية.
ويتضح من ذلك الموقف العبثى لأشخاص عبثيين ومستهترين عدة حقائق هامه:
- إن أعمال هؤلاء الدبلوماسيين المصريين ما هى إلا انعكاس لما وصلت له الثقافة المصرية بعد الثورة ونتيجة الفساد والمحسوبية فى مصر، ومن المعروف للكافة أن وزارة الخارجية المصرية هى أكبر مثال للتعيين بالمحسوبية دون الكفاءة.
- الحجم الهائل للمخالفات التى ارتكبها الدبلوماسيون المصريون يثبت أنهم يقضون معظم أوقاتهم خارج مكاتبهم وغير مركزين فى عملهم، فالطبيعى أن مكان الدبلوماسى هو مكتبه وليس فى الشوارع والأسواق.
- هل نسى أعضاء تلك البعثات الثلاثة والذين جاءوا فى مقدمة المخالفين، أنهم يمثلون بلادا إسلامية وأن من واجبهم إظهار بلدانهم بصورة راقية وحضارية تمثل تعاليم الدين باحترام حقوق الآخرين وغيرها من الصفات الحميدة؟
- يجب أن تبادر وزارة الخارجية بإعلان أسماء المخالفين والتحقيق معهم فورا ومجازاتهم بجزاءات رادعة ليكونوا عبرة لغيرهم من المستهترين والمسيئين لسمعة مصر وشعبها.
- هل أعضاء تلك البعثة هم اللذين أساءوا لسمعة ومكانة مصر أم سعد الدين إبراهيم الذى يحترمه الأمريكان فى المحافل الرسمية وغير الرسمية، ولم نسمع يوما انتقادا لاذعا له من الصحافة الأمريكية أو الدولية مثلما انتقضوا أعضاء بعثتنا فى حالة غير مسبوقة من الغضب.
- هل أقباط المهجر هم الذين يسيئون لسمعة ومكانة مصر وهم الذين قضوا سنوات طوال من العمل التبرعى للدفاع عن حقوق الإنسان والدفاع عن سمعة ومكانة مصر ونقل صورة مشرفة للعالم من خلال نجاحاتهم فى كافة ميادين العمل الجاد الخلاق ومن خلال سلوكياتهم المنضبطة فى بلاد الغربة التى ترغم الجميع على احترامهم وتقديرهم. .
- المخجل أن الثلاث الدول اللاتى احتلت المراكز الأولى فى عدم احترام القانون هى دول عربية وأفريقية ونحن نحاول بشتى الطرق والوسائل تغيير الانطباع السيئ الذى ترسخ فى وجدان الغرب عنا ونريد أن نمحو صورة الهمجى الذى لا يحترم القوانين وتحركه غرائزة بعدما رسم الإعلام لنا أسوأ الصور لدى الشعوب.
- هل ستصدر وزارة الخارجية المصرية أو ممثلو النظام استنكارا وتكذيبا وشجبا وإدانة وتتهم الصهيونية العالمية والأمريكان بالتآمر ضد البعثة المصرية لإيقاعهم فى تلك المخالفات.
ما بدر من أعضاء بعثتنا الدبلوماسية فى نيويورك يا سادة ما هو إلا نتيجة لما حدث لبلدنا فى الـ50 سنة الماضية من انتشار لثقافة فاشلة، وأن السبب الرئيسى لذاك الفشل هو قبولنا للأنظمة الديكتاتورية، وحرمان شبابنا من الديمقراطية.
اجمالي القراءات
14516
الأستاذ المحترم /كاميل حليم نسأل معك هذا السؤال مع أن الإجابة معروفه وواضحة وضوح الشمس لمن لديه عقل وإنصاف لكل أولئك الذين يدافعون عن حقوق الإنسان ويقفون بجانب البسطاء الذين لا حول لهم ولا قوة (هل أعضاء تلك البعثة هم اللذين أساءوا لسمعة ومكانة مصر أم سعد الدين إبراهيم الذى يحترمه الأمريكان فى المحافل الرسمية وغير الرسمية، ولم نسمع يوما انتقادا لاذعا له من الصحافة الأمريكية أو الدولية مثلما انتقضوا أعضاء بعثتنا فى حالة غير مسبوقة من الغضب.
- هل أقباط المهجر هم الذين يسيئون لسمعة ومكانة مصر وهم الذين قضوا سنوات طوال من العمل التبرعى للدفاع عن حقوق الإنسان والدفاع عن سمعة ومكانة مصر ونقل صورة مشرفة للعالم من خلال نجاحاتهم فى كافة ميادين العمل الجاد الخلاق ومن خلال سلوكياتهم المنضبطة فى بلاد الغربة التى ترغم الجميع على احترامهم وتقديرهم. .