الباب الثالث : تفوّق القرآن الكريم على النحويين وغيرهم
مقدمة
الفصل الأول : مرجع الضمير فى القرآن الكريم
الفصل الثانى : الجملة الاعتراضية فى القرآن الكريم
الفصل الثالث : السخرية الالهية من الكافرين فى القرآن الكريم
الفصل الرابع : الاستفهام
(هل )
ألم تر ؟ أرأيت ؟
فى القصص
فى الخطاب الالهى للبشر
الفصل الخامس
الايجاز بالحذف فى القرآن الكريم
الباب الثالث : تفوّق القرآن الكريم على النحويين وغيرهم
مقدمة الباب الثالث :
تفوّق القرآن الكريم على النحويين وغيرهم
ا أولا : تجربة حياة
1 ـ لا أملّ من تكرار حكاية هذه القصة التى غيّرت حياتى ، وأثرت من خلالى فى مسيرة التفكير الدينى وظهور ما يُعرف بالقرآنيين وأهل القرآن . هى درس أراه هاما لأحبتى أهل القرآن ، بالاضافة لأهميتها فى موضوع تفوق القرآن الكريم على النحويين وغيرهم .
2 ـ بعد عام ونصف العام وفى سنة 1977 قدمت رسالتى للدكتوراة عن ( أثر التصوف فى مصر العصر المملوكى ) كانت مكتوبة فى 1500 صفحة ، وبمئات المصادرالأصلية المخطوطة والوثائق وكتب التاريخ وشتى المصادر السنية والصوفية . لم يكن مألوفا فى أعرق جامعات مصر وغيرها بحث الحياة الدينية ل ( المسلمين ). فكيف بجامعة الأزهر وهى مستنقع راكد ممنوع فيه التفكير والخروج عن المألوف ، بل كانوا يكرهون التاريخ أصلا ، ولهم مقالة مشهورة فيه : ( العلم به لا ينفع والجهل به لا يضرّ ). هذا مع أن أبحاث الدكتوراة فى قسم التاريخ كانت سرقة وتجميعا من كتابات سابقة ، وتحت إشراف أساتذة غاية فى الجهل والوضاعة . إرتاع المشرف على الرسالة حين قرأها ، رفضها وأذاع بعض المكتوب فيها ومنها ما إعتبره هجوما على الأولياء الصوفية والبخارى وأئمة الحديث والتفسير . وسريعا ما تكوّن ( لوبى ) يتزعمه شيخ الأزهر وقتها ( عبد الحليم محمود ) ومعه عميد الكلية ورئيس الجامعة ونائبه . كلهم ضد مدرس مساعد ( 28 عاما ). وجاء تهديدهم صريحا بإلغاء الرسالة وبحث موضوع تقليدى ، وإلّا فسيكتب المشرف تقريرا يقول فيه إننى لا أصلح باحثا ، وعندها يتم تحويلى من مدرس مساعد الى موظف إدارى ، ويتعين علىّ أن أدخل الجيش لأن التأجيل الذى معى مشروط بالحصول على الدكتوراة . المشكلة الكبرى كانت : هل معقول ان أكون أنا على الحق وكل الشيوخ على الباطل ؟ المعادلة هنا صفرية ، إما أنا على الحق وهم على الباطل ، وإما إنهم على الحق وأنا على الباطل . كان لا بد من حلّ هذه الإشكالية وليس مهما تحويلى الى موظف .
3 ـ فى رسالتى فى الدكتوراة بحثت بتمحيص المصادر التاريخية والصوفية والسنية وفق مصطلحاتها ، وكنت أستشهد بالقرآن الكريم بفهم سطحى . جاء الأوان لأحتكم الى القرآن الكريم بدراسة متعمقة متدبرة لأرى هل أنا على الحق أم هم ، ولأحدد موقفى .
بعد موت والدى ـ وكان مثلى الأعلى ـ الذى علمنى القرآن وعودنى الالتزام بالصلاة ـ وجدت نفسى يتيما مقهورا فتعلمت أن ألجأ الى ربى وحده أشكو اليه فى صلواتى ، وأورثنى هذا إعتزازا بالنفس فى مواجهة الناس حولى فإتخذت وقتها شعارا يقول :( لست أحسن من أحد ، ولكن ليس هناك من هو أحسن منى ).
فى هذه المحنة عام 1977 برز أكثر إعتزازى بعقلى الذى يمنعنى من تقديس البشر حتى الأنبياء. لم يكن لدى أى شك فى أن التقديس كله للخالق جل وعلا وحده ، وأن محمدا بشر كما تكرر فى القرآن الكريم . القضية لم تكن ( لا إله إلا الله ) بل هل القرآن الكريم ـ بإعتباره مصدرا للاسلام ـ هل هو من عند الله جل وعلا أم تأليف ( محمد بن عبد الله بن عبد المطلب )؟ . قلت لنفسى : " إننى قد وصل لى بالتراكم علم أكبر من الذى كان عليه ( محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ) . بالتالى إذا كان هو الذى صنع القرآن الكريم وقام بتأليفه فمن السهل علىّ العثور على تناقضات وإختلافات فيه ، خصوصا مع التكرار فى القرآن والإيجاز والتفصيل . وقد سبق أن فضحت فى رسالة الدكتوراة ما فى كتب الحديث والتصوف والتاريخ من تناقضات وإختلافات حتى فى الصفحة الواحدة . سيكون الأمر أسهل لو كان القرآن الكريم صناعة بشرية صنعه رجل عربى فى القرن السابع الميلادى ".
بدأت ببحث القرآن الكريم من أول آية فى سورة البقرة الى أن إنتهيت بعد عام من تدبر القرآن الكريم كله بمنهج علمى بارد محايد ، يريد التعرّف على الحق . كنت أسجل كل شىء ، وتجمعت لدى آلاف الصفحات ظلّت رصيدا علميا لى سنوات طويلة . إنتهيت وقد سجدت مؤمنا بأن القرآن الكريم هو كلام الله جل وعلا الذى يعلو على أن يكون صناعة بشرية .
4 ـ هذا الاكتشاف غيّر حياتى : تضاءل الشيوخ أكثر ، ورأيت كفرهم واضحا صريحا ، بل رأيت نفسى متهاونا فى مواجهتهم ، وإنه لا بد من أكون صارما معهم . وتطلّب هذا أن أستعد لأى عواقب . وضعت لنفسى قاعدة لا زلت أتمسك بها وأنا فى خريف العمر ، وهى : ( القدرة على الإستغناء ) . كنت أحلم بشراء سيارة فطردت هذا الحلم نهائيا . لا أستطيع الاستغناء عن التنفس والطعام والشراب بالقدر المعقول ، واللباس والسكن المعقول . ولا طموح فى أكثر من ذلك . وفى مواجهة كيدهم ـ وهم لا يرقبون فى مؤمن إلّا ولا ذمة ــ إعتصمت بما جاء فى القرآن الكريم من الحتميات ( فى الرزق والميلاد والمصائب والموت ) كل ذلك أقدار حتمية لا مهرب منها ، لا يستطيع شخص أن يميتنى قبل موعد موتى ولا أن ينجينى إذا حلّ موعد موتى، ولا يستطيع أحد منع رزق كتبه الله جل لى ولا يستطيع منع أو تأجيل مصيبة . أخذت من القرآن الكريم شعارا أتمسك به ، وهو قوله جل وعلا :( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً (3) الطلاق ) . وبه واجهتهم متحديا .
5 ـ فوجىء الشيوخ بموقفى الصّامد الذى يتحدّاهم ، فأشاعوا أننى مدفوع من جهات أجنبية لتدمير الأزهر ، وصدّقوا هذا فترجعوا عن التهديد بإحالتى الى عمل إدارى ، ووصلنا الى حلّ وسط ، بدلا من إلغاء الرسالة أن أحذف ثلثيها ، وتتم مناقشة الثلث فقط . وهذا ما حدث ، وحصلت على الدكتوراة فى اكتوبر عام 1980 بمرتبة الشرف الأولى .. وواصلت الطريق بعدها ، وحتى الآن . .
6 ـ بعد كل تلك السنين من عام 1977 وحتى الآن فلا يزال القرآن الكريم يُدهشنى ، ولا زلت أعرف منه المزيد ، وأتأكّد أننى لا زلت على ساحل المعرفة بالقرآن ، وأن ما أجهله أضعاف أضعاف ما أعرفه . ولذا أعرض كتاباتى للنقد بإعتبارها وجهة نظر ، راجيا أن يبنى عليها الأحبة .
ثانيا : لماذا أذكر هذا ؟
1 ـ لولا تقصير علماء النحو ومن تبعهم خلال 14 قرنا ما كانت مشكلتى .
بتدبر القرآن الكريم آية آية عام 1977 ، إكتشفت كنزا معرفيا لا يزال يدهشنى . أوراقى التى سجلت فيها ملاحظاتى كانت أساسا لكتب لاحقة ، وسلاسل بحثية من نوعية ( القاموس القرآنى ) و ( القصص القرآنى ) ( علوم القرآن ) و ( القرآن والواقع الاجتماعى ) وغيرها مما تم نشر بعضه هنا .
2 ـ فى تسعينيات القرن الماضى كتبت بحثا عن إعجاز القرآن الكريم للقرن القادم ( الحادى والعشرين )، كان ضمن مخطوطات مكتوبة بخطى أريد نشرها فى الموقع ، كنت قد حملتها معى فى هربى لأمريكا . بعثت به مع كتب مخطوطة أخرى ليُكتب على الكومبيوتر فى مصر، فقبض أمن الدولة على من أرسلته وصادر تلك الكتب . فى هذا الكتاب ــ عن إعجاز القرآن الكريم للقرن الحادى والعشرين ـ أذكر أننى فى الجزء الأول منه تعرضت فيه لإعجازات القرآن الكريم التاريخية ، فى الكشف عن خبايا فى التاريخ القديم للرسل والأمم ، وفى الإخبار مقدما عن أحداث ستقع بعد سنوات اثناء نزول القرآن مثل :( الم (1) غُلِبَتْ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) الروم ) ، وهزيمة الأحزاب : ( جُندٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنْ الأَحْزَابِ (11) ص )، وأحداث بعد انتهاء القرآن الكريم نزولا ، كالفتنة الكبرى بين صحابة الفتوحات : ( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65) وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (66) لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (67) الانعام ). ثم غيوب علامات الساعة وقيامها والتى لم تحدث بعد ، ومشاهد يوم القيامة . وفى الجزء الثانى انتقلت لإعجازات سيشهدها القرن الحادى والعشرين فى الإشارات العلمية القرآنية عن الجبال وتكوين الجنين والنفس والبرزخ والحشرات ( الذباب والعنكبوت والنمل والبعوض ) وإعجاز الحفظ الالهى للقرآن الكريم بكتابته الفريدة ، وبدايات الإعجاز الرقمى المؤسس على تلك الكتابة القرآنية ثم المنتظر تطورها والوصول الى أساسها العام الذى يشمل كل التفصيلات .
3 ـ فى كل ما سبق من عام 1977 وحتى الآن لا زلت أُنظّف بالقرآن الكريم عقلى من جبال الخرافات التى تعلمتها فى الأزهر ، أقوم بتدميرها وتأسيس معالم الاسلام المنسية المهجورة .
4 ـ السؤال هنا ( لو ) : لو قام علماء النحو ـ وهم الروّاد ـ بواجبهم نحو القرآن الكريم لعرف العالم روائع القرآن الكريم العلمية والتاريخية والفصاحية . كان المفروض على علماء النحو ـ وهم الروّاد ـ أن يولوا وجوههم شطر القرآن الكريم يكتشفون كنوزه العلمية ، ولكنهم تجاهلوه فى عملهم فذهبوا الى الأعراب فى فيافى الصحراء يجمعون المفردات العربية ويقتنصون الشواهد الى تتناسب مع أرائهم ، وإن لم يجدوا شواهد إخترعوها إختراعا ، وهم فى كل هذا مختلفون . وهم فى كل هذا يؤكدون تفوّق القرآن الكريم عليهم . وإذا كان القرآن الكريم أسمى وأعزّ مكانة ان يصل الى مستواه الراسخون فى العلم فما بالك بالراسخين فى الجهل .!
أخيرا :
1 ـ موضوع تفوق القرآن الكريم على علماء النحو ـ وغيرهم ـ يشمل فصلين : الأول عن الفصاحة والآخر عن موضوع الزمن .
2 ـ وسيظل ما نكتبه هنا مجرد وجهات نظر ، نرجو أن تثير شهية التفكير لدى من يهمهم الأمر . والله جل وعلا هو المستعان .
التعليقات
سعيد على
كفاح من أجل المعرفة و إيصال الحق القراني و الخوف من كتم ما أنزل الله من البينات و من الكتاب.
جهاد عظيم و تمسك بكتاب الله العظيم و الحق جل و علا يقول : إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون ) البقرة ١٥٩.. ( إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب و يشترون به ثمنا قليلا اولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار و لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم) البقرة ١٧٤.
عندما يصر صاحب الحق على حقه و يقف شامخا أمام سيل قذر من الجهل ذاك هو الدكتور أحمد حفظه الله .. أنظر لبدايات التحدي ليس لشخصه الكريم بل لعقله الذي خصص سنة كاملة من البحث و التدبر في كتاب الله و والله لو أفنينا عمرنا كله في تدبر كتاب العمر القران الكريم ما ضاع و عمر و انقضى في سبيل المعرفة بهذا القران العزيز .. شكرا من القلب لمن علمنا و يعلمنا كيف نتدبر القران و كيف نقرأ القران .. دمت سالماً معافى و لأحبتك كاتبا متألقا في فضاء هذا البيت الكريم أهل القران.
أحمد صبحى منصور
شكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، واقول:
أحيانا يكون اليُتم نعمة . يتوقف هذا بالطبع على شخصية اليتيم ووضعه وثروته او فقره .وأيضا عمره حين فقد أباه . أتكلم عن يتيم الأب فقط. قد يصبح من كان يتيما حاقدا كارها للناس ( هتلر ، صدام ) ، وقد يكون رحيما متعاطفا مع المحتاجين يريد أن يجنبهم بعض ما عاناه . تزداد معاناة اليتيم مع شدة فقره واحتياجه ومعاناته من ظلم أقرب الناس اليه ومعرفته بمدى هذا الظلم وتيقّظ عقله وإعتداده بنفسه ، وبحثه عن مكانة يستحقها وطموح كبير لديه يكون صعبا جدا تحقيقه فى بيئة تكره المتفوقين وتكبتهم . اعتقد ان هذا يستحق بحثا متعمقا أرجو أن ينجزه بعض الأحبة.
كتاب ( القرآن الكريم والنحو العربى )
الباب الثالث : تفوّق القرآن الكريم على النحويين وغيرهم
الفصل الأول : مرجع الضمير فى القرآن الكريم
توضيح سريع :
1 ـ الضمائر فى اللسان العربى : متكلم ومخاطب وغائب . ومتصل ومنفصل وظاهر ومستتر ، ومفرد ومثنى وجمع . ومذكر ومؤنث . لا مجال لشرح هذا .
2 ـ عود الضمير على ما قبله لا بد ان يكون مماثلا له من حيث الافراد والتثنية والجمع ومن حيث التذكير والتانيث .
لمحة عن أهمية الموضوع :
الضمير هنا يفُضُ الإشتباك الذى يقع فيه ( المسلمون ) فى موضوع طاعة الله جل وعلا ورسوله . ولو بدأ النحويون بتوضيح هذا الموضوع فربما ما إخترع المحمديون أديانهم الأرضية الشيطانية والتى يتم فيها تقديس ما أسموه ( محمدا ) ونسبوا أحاديثهم الشيطانية له زورا وبهتانا . ونعطى لمحة سريعة عن الرسول والنبى :
1 ـ بين الرسول والنبي
يخطئ الناس في فهم الأمر بطاعة الرسول واتباع الرسول ، وذلك لأنهم يخطئون في فهم الفارق بين مدلول النبي ومدلول الرسول..
"النبي" هو شخص محمد بن عبد الله في حياته وشئونه الخاصة وعلاقاته الإنسانية بمن حوله ، وتصرفاته البشرية.
ومن تصرفاته البشرية ما كان مستوجباً عتاب الله تعالى ، لذا كان العتاب يأتي له بوصفه النبي ، كقوله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ ؟!..﴾ (التحريم 1) . ويقول تعالى في موضوع أسرى بدر ﴿ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ (الأنفال 67) ، ويقول له ﴿ وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ (آل عمران 161) ، وحين استغفر لبعض أقاربه قال له ربه تعالى ﴿ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴾ (التوبة 113) ، وعن غزوة ذات العسرة قال تعالى ﴿ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ..﴾ (التوبة 117).
وقال تعالى يأمره بالتقوى واتباع الوحى والتوكل على الله وينهاه عن طاعة المشركين ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً )( وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ..﴾ (الأحزاب 1: 3). كل ذلك جاء بوصفه النبي.
وكان الحديث القرآني عن علاقة محمد عليه السلام بأزواجه أمهات المؤمنين يأتي أيضاً بوصفه النبي ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً ﴾ (الأحزاب 28) ، ﴿ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً..﴾ (التحريم 3) ، وكان الله جل وعلا يخاطب أمهات المؤمنين ، فلا يقول يا نساء الرسول وإنما : ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ.). ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ ﴾ (الأحزاب 32، 30) ، وكان الحديث عن علاقته بالناس حوله يأتي أيضاً بوصفه النبي : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ﴾ (الأحزاب 59) ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾ (الأحزاب 6) ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ... ) (الأحزاب 53) ﴿ وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ... ﴾ (الأحزاب 13).
وهكذا فالنبي هو شخص محمد البشرى في سلوكياته وعلاقاته الخاصة والعامة ، لذا كان مأموراً بصفته النبي باتباع الوحى الذى ينزل عليه باعتباره رسولا .
حين ينطق النبي بالقرآن فهو الرسول الذى تكون طاعته طاعة لله . قال جل وعلا : ﴿مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ.).(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ (النساء 80، 64)
والنبي محمد بصفته البشرية أول من يطيع الوحى القرآني وأول من يطبقه على نفسه.. وهكذا ففي الوقت الذى كان فيه (النبي) مأموراً باتباع الوحى جاءت الأوامر بطاعة (الرسول) أي طاعة النبي حين ينطق بالرسالة أي القرآن ، وهذا معنى قوله جل وعلا : ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ..﴾ (النور 54). ولم يأت مطلقاً في القرآن "أطيعوا الله وأطيعوا النبي" لأن الطاعة ليست لشخص النبي وإنما للرسالة أي للرسول. أي لكلام الله تعالى الذى نزل على النبي والذى يكون فيه شخص النبي أول من يطيع ، كما لم يأت مطلقا في القرآن عتاب له عليه السلام بوصفه الرسول.
ولكلمة النبي معنى محدد هو ذلك الرجل الذى اختاره الله من بين البشر لينبئه بالوحى ليكون رسولاً ، أما كلمة الرسول فلها في القرآن معان كثيرة هي:
• الرسول بمعنى النبي: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ ﴾ (الأحزاب 40).
• الرسول بمعنى جبريل ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ) ( ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ) ( مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ) ( وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ ) ( وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ ﴾ (التكوير 19: 23).
• الرسول بمعنى الملائكة:
ملائكة تسجيل الأعمال ﴿أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ﴾ (الزخرف 80).
ملائكة الموت ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ (الأعراف 37).
• الرسول بمعنى ذلك الذى يحمل رسالة من شخص إلى شخص آخر، كقول يوسف لرسول الملك "ارجع إلى ربك" في قوله تعالى: ﴿ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ...﴾ (يوسف 50).
إذن فالنبي هو شخص محمد في حياته الخاصة والعامة ، أما الرسول فهو النبي حين ينطق القرآن وحين يبلغ الوحى ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ﴾ (المائدة 67)
وفى الوقت الذى يأمر الله فيه النبي باتباع الوحى فإن الله تعالى يأمرنا جميعاً وفينا النبي- بطاعة الله والرسول، أي الرسالة ، ولم يأت مطلقاً "ما على النبي إلا البلاغ"، وإنما جاء ﴿مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ ﴾ (المائدة 99) فالبلاغ مرتبط بالرسالة كما أن معنى "النبي" مرتبط ببشرية الرسول وظروفه وعصره وعلاقاته.
عودة الضمير بالمفرد فى موضوع الرسول ليدل على القرآن الكريم فقط ( كلام رب العالمين ) هو الرسول :
1 ـ الرسول بمعنى القرآن أو الرسالة الالهية يعنى أن رسول الله قائم بيننا حتى الآن وهو كتاب الله الذى حفظه الله إلى يوم القيامة ، نفهم هذا من قوله سبحانه وتعالى : ﴿وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ (آل عمران 101) أي أنه طالما يتلى كتاب الله فالرسول قائم بيننا ومن يعتصم بالله وكتابه فقد هداه الله إلى الصراط المستقيم . ينطبق ذلك على كل زمان ومكان طالما ظل القرآن محفوظا ، وسيظل محفوظا وحجة على الخلق الى قيام الساعة..
2 ـ وكلمة الرسول في بعض الآيات القرآنية تعنى القرآن بوضوح شديد كقوله سبحانه وتعالى ﴿وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾(النساء 100).فالآية تقرر حكماً عاماً مستمراً إلى قيام الساعة بعد وفاة محمد عليه السلام. فالهجرة في سبيل الله وفى سبيل رسوله - أي القرآن - قائمة ومستمرة بعد وفاة النبي محمد وبقاء القرآن أو الرسالة.
3 ـ وأحياناً تعنى كلمة "الرسول" القرآن فقط وبالتحديد دون معنى آخر كقوله سبحانه وتعالى ﴿ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ﴾ (الفتح 9)، فكلمة "ورسوله" هنا تدل على كلام الله فقط ولا تدل مطلقاً على معنى الرسول محمد ، والدليل أن الضمير في كلمة "ورسوله" جاء مفرداً فقال تعالى ﴿ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ﴾ والضمير المفرد يعنى أن الله ورسوله أو كلامه ليسا اثنين وإنما واحد فلم يقل"وتعزروهما وتوقروهما وتسبحوهما بكرة وأصيلا" ، والتسبيح لا يكون إلا لله سبحانه وتعالى وحده، ولا فارق بين الله تعالى وكلامه ، فالله تعالى أحد في ذاته وفى صفاته ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾.
4 ـ ويقول سبحانه وتعالى : ﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ ﴾(التوبة 62)، ولو كان الرسول في الآية يعنى شخص النبي محمد لقال تعالى "أحق أن يرضوهما" ولكن الرسول هنا يعنى فقط كلام الله لذا جاء التعبير بالمفرد الذى يدل على الله تعالى وكلامه.
5 ـ ( قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (2) التوبة ). لم يقل ( وجهاد فى سبيلهما ) . فالرسول هنا هو كلام الله جل وعلا .
6 ـ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20) الانفال ). لم يقل ( ولا تولوا عنهما )
7 ـ ( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14) النساء ). لم يقل ( حدودهما ) ( يدخلانه ).
8 ـ ( يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ )(74) التوبة ) . لم يقل ( من فضلهما ).
9 ـ ( وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) النور ) لم يقل ( ليحكما )
10 ـ ( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (51) النور )
11 ـ يضاف الى ما سبق : مرجع الضميرعلى القرآن الكريم فقط فى قوله جل وعلا :
11 / 1 : (وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ) (231) البقرة ) . لم يقل ( يعظكم بهما )
11 / 2 : ( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً (45) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً (46) الاسراء ). ألا تكفى كلمة ( وحده ) التى تعود على الله جل وعلا وحده وعلى القرآن الكريم وحده ؟
12 ـ وبهذا نفهم أن الرسول فى الآيات التالية تعنى القرآن الكريم كلام رب العالمين :
12 / 1 ـ ( وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً (31) الاحزاب )
12 / 2 ـ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (28) الحديد )
12 / 3 ـ ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقَّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4) الحشر ).
12 / 4 ـ ( فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8) التغابن )
12 / 5 ـ ( قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنْ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (22) إِلاَّ بَلاغاً مِنْ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً (23) الجن )
12 / 6 ـ ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً (36) الأحزاب ) بعدها جاء اللوم التقريع للنبى : ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً (37) مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً (38) الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً (39) الاحزاب ).
ونختم بقوله جل وعلا : ( يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66) التوبة ). ما هو مرجع الضمير فى ( ورسوله ) ؟
التعليقات
بن ليفانت
النبى والرسول
مع ذكر كلمتي "نبي" و "رسول" متجاورتين في القرآن، لا يسعني إلا القول بأن هناك اختلاف بين هاتين الكلمتين. وكما ذكرتم في المقال، فالنبي تعود خصوصيته إلى الانسان الذي اختاره الله نبيًا، يعني الكلام هنا عن شخص له صفات مميزة (وإنك لعلى خلق عظيم) واختارة الله للنبوة. أما الرسول، فهو، كما يفهمه كل انسان، شخص حُمّل رسالة، والمهم في الأمر هي الرسالة وليس حامل الرسالة، ووظيفة الرسول تبليغ الرسالة، لا أكثر ولا أقل. بكلمة أخرى، تعود خصوصية الرسول على الرسالة، وليس العكس، ولو كان الأمر غير ذلك، لذكرت كلمة اخرى غير "رسول". لنتصور أن رسولًا لدولة شمال ستان (سفير) جاء برسالة خطية من رئيس الجمهورية إلى رئيس دولة جنوب ستان، ثم ذكر له السفير أن لديه زيادات على الرسالة، فمن المؤكد أن رئيس دولة جنوب ستان سيستغرب ويقول للسفير، لماذا لم يكتب الأفندي الزيادات في الرسالة؟
تساؤل: الآية وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ. يأمر الله نبيه ورسوله أن يقول (بما معناه): أبالله وآيات الله ورسول الله (ليس "وبي") تستهزئون؟ فهو الرسول والسائل. هل كلمة الرسول هنا لهذا السبب لا تعني محمد (شخص محمد) نفسه؟ بل تعني خصوصية الرسول –كما ذكرت سابقًا؟
سؤال: الآية وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا ﴿الأحزاب: ٣١﴾ لماذا جاءت "يقنت" مذكر وليس "تقنت" مؤنث؟ بعدها جاءت "تعمل" بالتأنيث. مع الشكر على الاجابة.
أحمد صبحى منصور :
شكرا جزيلا استاذ بن ليفانت . أكرمك الله جل وعلا . وأقول :
1 ـ آيات سورة التوبة ( 64 : 66 ) مرجع الضمير على القرآن الكريم وهو الرسول . والدليل كلمات: ( سُورَةٌ ) ( إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ ) ( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ) (قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) ِ.
2 ـ سؤالك ذكىُّ جدا عن ( وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا ). وجهة نظرى :
( من ) إسم موصول يؤتى به للذكر والأنثى . نفهم هذا من قوله جل وعلا عن قواعد التشريع فى الدنيا : ( وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرْ اللَّهَ يَجِدْ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً (110) وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (111) وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدْ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً (112) النساء ).
وفى الآخرة : ( مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً (123) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً (124) النساء ) ( وَعَنَتْ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً (111) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً (112) طه ) ( يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَه (8) الزلزلة ).
همسة ليست حائرة .!:
مصطلح ( خُلُق ) لا يعنى الأخلاق ، وإنما الدين . والدين نوعان نقيضان :
1 ـ الدين الفولكلورى المتوارث من الآباء أو ( الثوابت ) بتعبير مواشى عصرنا . وقوم عاد قالوا لنبيهم هود : ( قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنْ الْوَاعِظِينَ (136) إِنْ هَذَا إِلاَّ خُلُقُ الأَوَّلِينَ (137) الشعراء )
2 ـ الاسلام / القرآن الكريم / نعمة الرحمن جل وعلا . وهذا ما قاله جل وعلا لخاتم النبيين ردا على من إتهمه بالجنون : ( ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) القلم )
كتاب ( القرآن الكريم والنحو العربى )
الباب الثالث : تفوّق القرآن الكريم على النحويين وغيرهم
الفصل الثانى : الجملة الاعتراضية فى القرآن الكريم:
معنى الجملة الاعتراضية :
1 ـ هى جملة توضيحية زائدة توضع فى سياق الكلام ، ويمكن حذفها دون أن يتأثر المعنى ، كأن تقول فى حديث عادى ( وقعد صاحبك ، اللى بالى بالك ـ وفتح الموضوع وقال وعاد ) كلمة (اللى بالى بالك ) جملة اعتراضية ، يمكن حذفها ولا يتأثر المعنى فتقول ( وقعد صاحبك وفتح الموضوع وقال وعاد ) . وكأن تقول فى كلام مكتوب ( وقف الخطيب ـ لا فض فوه ـ وهاجم الحكومة ) فعبارة ( لا فض فوه ) جملة اعتراضية تفيد الدعاء للخطيب ـ ويمكن حذفها فتقول ( وقف الخطيب وهاجم الحكومة ) .
2 ـ هل كان استعمال الجملة الاعتراضية معروفا قبل نزول القرآن الكريم فى الأدب الجاهلى من شعر أو نثر ؟
لا أعتقد ..ربما يجيب على هذا السؤال بدقة من تخصص فى العصر الجاهلى ، ولكن قراءاتى ـ حتى الان ـ تؤكد لى أن استعمال الجملة الاعتراضية لم يكن موجودا وقتئذ. .
ملاحظة : كلمة ( ـ حتى الآن ـ ) جملة اعتراضية ، ولها معنى مفهوم ، ولكن يمكن حذفها.
3 ـ هل التفت علماء النحو ثم (المفسرون ) الى وجود الجملة الاعتراضية فى القرآن الكريم ؟ وهل حللوا دلالات ورودها فى السياق القرآنى ؟
حسب علمى لم يحدث ..
4 ـ هل هناك فارق بين وجود الجملة الاعتراضية فى القرآن عنه فى الكتابات العربية البشرية ؟
نعم . الجملة الاعتراضية فى الكتابات العربية ـ غير القرآن الكريم ـ يمكن حذفها بدون أن يتأثر السياق كثيرا ، والأمر يتوقف على فصاحة الكاتب و تمكنه من فن الكتابة العربية.
أما فى القرآن الكريم فالجملة الاعتراضية تدخل فى إطار التفصيلات القرآنية ، أى إنها جزء أساس فى النظم القرآنى و النسق القرآنى ، مع أنها ـ عرفا ـ جملة اعتراضية.
وهذا الوضع من الاعجاز فى القرآن الكريم ، حيث يجمع الاعجاز هنا بين شيئين متناقضين فيما يخص الجملة الاعتراضية : كونها ـ نظريا ـ يمكن الغاؤها ، وكونها ـ فعليا ـ لا يمكن إلغاؤها لدورها الأساس فى السياق ، ولأن إلغاءها سيؤثر كثيرا جدا على المعنى ، فمع أنها جمل اعتراضية إلا أن الفصاحة فى الاتيان بها فى سياقها يجعل حذفها يؤثر على المعنى ، فقد جاءت كل جملة اعتراضية لتؤدى دورا هاما مرسوما لها بدقة وهذه الخاصية لا توجد إلا فى القرآن الكريم فيما يخص وجود الجملة الاعتراضية فيه. وهذا من أوجه التفوّق القرآنى ، والذى لم يلتفت اليه علماء النحو .
5 ـ يبقى أن تعطى نماذج من الجمل الاعتراضية فى القرآن الكريم ، و أثرها ودلالاتها فى السياق الذى جاءت فيه.
أنواع الجملة الاعتراضية فى القرآن الكريم ( بسيطة ومركّبة ):
أولا :
جملة إعتراضية بسيطة :
نبدأ بمثل واضح جاءت فيه الجملة الاعتراضية ، وهو أيضا يربط وجودها بتفصيلات القرآن التى هى جزء منه ، يقول جل وعلا : (وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) ( الأعراف 52 ). الجملة الاعتراضية هى : ( على علم ). ولا يمكن حذفها لأنها توصيف دقيق لتفصيلات القرآن الكريم ، والتى ليست إطنابا وحشوا ، لأن القرآن الكريم كما قال جل وعلا : ( كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) هود ) ( تَنزِيلٌ مِنْ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) فصلت ) ( إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) الطارق )
جملة إعتراضية فى القصص القرآنى :
1 ـ فى قصة ابراهيم ولوط :
1 / 1 ـ (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ ) ( هود 74 ـ ). الجملة الاعتراضية ( إن ابراهيم لحليم أوّاهُّ منيب ). وصف لابراهيم ، فهو النبى الوحيد الذى حين إنتقده ربه جل وعلا ـ مدحه .!
1 / 2 : (وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ) ( وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ ) ( هود 77 ـ ). الجملة الاعتراضية هنا ( ومن قبل كانوا يعملون السيئات ).
2 ـ فى قصة يوسف :
2 / 1 : ( قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخَاسِرُونَ (14) يوسف ). الجملة الاعتراضية : ( ونحن عصبة )
2 / 2 ـ وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَاِدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) يوسف) الجملة الاعتراضية : ( وإدّكر بعد أُمّة ) . اى تذكّر بعد عدة سنوات .
2 / 3 ـ (فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ) ( قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ ؟قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ ) ( يوسف ـ 71 ـ 72 ).
الجملة الاعتراضية هنا ( وأقبلوا عليهم ). أهمية هذه الجملة أنها تعطى حركة داخل القصة . وسبق لنا التدبر دراميا فى قصة يوسف فى سورة يوسف ، بتقسيمها الى مشاهد درامية بالحوار والأحداث .
3 ـ فى قصة موسى :
3 / 1 :( فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) القصص ) الجملة الاعتراضية هنا : ( من خير ).
3 / 2 : ( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25) القصص ) الجملة الاعتراضية هنا ( تمشى على إستحياء ). هى وصف ضرورى للفتاة .
4 ـ فى القصص الخاص بالنبى محمد :
4 / 1 (نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا ) ( الاسراء 47 ). هذا عن مشركى مكة ، والجملة الاعتراضية هنا : ( وإذ هم نجوى ). هى وصف لتناجى الكافرين وتآمرهم .
4 / 2 ـ (الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) ( آل عمران 168 ). الجملة الاعتراضية هنا هى ( وقعدوا ) . فى غزوة أحد انتهز بعضهم الفرصة فى أن النبي لم يسمع رأيهم بالانتظار فى المدينة وخرج للقاء المشركين عند ( أحد ) حسب رأى الأغلبية المؤمنة المتحمسة ، ولذلك رأوها حجة مناسبة للتخلف فى المدينة ، فلما انهزم المسلمون فى أحد رأوها فرصة أخرى فى التشفي والانتقام للنبي والمؤمنين ، ونزل القرآن الكريم يرد عليهم وعلى أقوالهم : ( الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا ) آل عمران 168) هنا جملة اعتراضية ساخرة وهو قوله سبحانه وتعالى يصف حال أولئك " الفلاسفة " ـ وقعدوا ـ أى أنهم فى داخلهم جبناء جبنوا عن المواجهة ،وبعد انتهاء المعمعة أخذوا يتشدقون ويزايدون وينتقدون متناسين إنهم آخر من يتكلم فى الحرب وابعد من يشارك فيها .
4 / 3 ـ ( وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً (72) وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً (73) النساء ). الجملة الاعتراضية هنا هى : ( كأن لم تكن بينكم وبينه مودة ).
فى الحوار والدعوة :
قال جل وعلا :
1 ـ (قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لاَّبْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً ) ( الاسراء 42 ) . الجملة الاعتراضية ( كما يقولون ) . هذا مهم جدا فى نفى مزاعمهم .
2 ـ (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ )( محمد 2 ) .الجملة الاعتراضية هنا ( وهو الحق من ربهم ). هذا مهم جدا فى تأكيد الايمان ليس بمحمد ولكن بالقرآن الذى أُنزل على محمد .
3 ـ (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )( آل عمران 135 ). الجملة الاعتراضية هنا : ( ومن يغفر الذنوب إلا الله ).
4 / 1 ـ ( وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ (177) البقرة )
4 / 2 : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا )( الانسان 8 ).
الجملة الاعتراضية فى الآيتين : ( على حبّه ). أى الإنفاق من ( أحبّ ) المال ، ومن ( أحبّ ) الطعام .
5 ـ ( تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ) (الرعد 1 ). الجملة الاعتراضية : ( والذى أُنزل اليك من ربك هو الحق ). هو تأكيد على الحق القرآنى .
6 ـ (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ )(الرعد 11 ). الجملة الاعتراضية : ( يحفظونه ). وهو إشارة لدور ملائكة كتابة الأعمال فى حفظ الأعمال .
7 ـ (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ )( الأنبياء 26 ). الكلمة الاعتراضية: ( سبحانه )
8 ـ (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ )(يس 78 ) . الجملة الاعتراضية : ( ونسى خلقه ). ذلك المأفون تكلم وقد نسى من خلقه ، وكيف خلقه .
9 ـ ( وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) يوسف ). الجملة الاعتراضية : ( ولو حرصت ).
عن المجرمين فى الجحيم :
قال جل وعلا :
1 ـ (فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ )( الشعراء 94 : 98 ). الجملة الاعتراضية ( وهم فيها يختصمون ) وهى وصف لحالهم .
2 ـ ( وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (21) تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ (22) الشورى ) . الجملة الاعتراضية ( وهو واقع بهم ) . وهى وصف لحالهم .
ثانيا :
جمل إعتراضية معقدة
قال جل وعلا :
2 ـ (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ( 75 )وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ( 76 ) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ( 77 ) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ( 78) ( الواقعة ) . المعنى كالآتى : ( فلا أقسم بمواقع النجوم إنه لقرآن كريم فى كتاب مكنون ). جاءت جملة إعترضية كبرى ( وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ) . وفى داخلها جملة إعتراضية صغرى ( لو تعلمون ) . وهذا كله فى هول وتصور مواقع النجوم ، لأن من النجوم ( والمجرات ) ما إنتهى من بلايين السنين ، وبيننا وبينها بلايين السنين الضوئية ، ولكن لا يزال يصل نورها من مواقعها الذى كانت فيه قبل تفجرها وفنائها .
جمل إعتراضية كثيرة
قال جل وعلا فى قصة يوسف :
( وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ (36) قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (38) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (40) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41) يوسف ).
الآية 36 عن سؤالهما ليوسف تفسير المنام . الآية 41 فى التفسير . وما بينهما ( آيات 37 : 40 ) هو دعوة يوسف لهما للإيمان بالله جل وعلا وحده لا شريك له . وهى جمل إعتراضية .
تعليقات
بن ليفانت
شكرًا
أولًا : شكرًا لـ "همسة ليست حائرة" على تعليقي في المقال السابق بخصوص "خُلُق"! لقد كتبت مداخلة في موضوع المصطلحات الذي تكلمتم عنه في مقال لكم سابق، وذكرت أنه من الخطأ أن يُفهم مصطلح جاء في القرآن بمعنى المصطلح الحالي. و أنا أقع في نفس الخطأ، ولن أتهم الشيطان بذلك، بل معلوماتي المتواضعة في "اللسان" العربي.
ثانيًا هناك مقال عن الجملة الاعتراضية في الويكيبيديا يُذكر فيه عن "الزركشي" بأنه عرّف الجملة الاعتراضية الخ. المعلومة منقولة عن كتاب لـ سامي عطا الجيتاوي، والذي يمكن الوصول إليه عبر المرجع 2 في أسفل الرابط الموجود في الأسفل. في هذا الكتاب يُذكر مرجع الزركشي : الزركشي : بدر الدين محمد بن عبد الله ( 794هـ) : البرهان في علوم القرآن . ج3/ ص 62
الرابط لصفحة الويكيبيديا:
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%85%D9%84%D8%A9_%D9%85%D8%B9%D8%AA%D8%B1%D8%B6%D8%A9
أحمد صبحى منصور :
جزاك الله جل وعلا خيرا اخى بن ليفانت . واقول :
Bottom of Form
1الزركشى من أعلام العصر المملوكى ، وقد درست مؤلفاته حتى المخطوط منها ـ وقتها ـ ، وأرى فيه رأيا طيبا مقارنة بغيره من أعلام عصره والذين هم أكثر شهرة منه ، خصوصا الأفّاق المسمّى بالسيوطى . هناك إجتهادات متفرقة فى النحو وغيره كانت ( جُملا ) إعتراضية فى مسيرة العصر المملوكى ، وأعتبر منهم ابن القيم والزركشى . التركيز فى هذا الكتاب على العصر العباسى عصر الروّاد.
2 ـ أسعد جدا بتعليقاتك وعقلك المُضىء
كتاب ( القرآن الكريم والنحو العربى )
الباب الثالث : تفوّق القرآن الكريم على النحويين وغيرهم
الفصل الثالث : السخرية الالهية من الكافرين فى القرآن الكريم
مقدمة :
1 ـ تجاهل النحويين ومن جاء بعدهم لأسلوب السخرية فى القرآن الكريم له تأثير فى قراءة وتلاوة القرآن الذى يجب أن نتلوه بمضمونه ، إذا كان إستفهاما فلا بد أن يظهر الاستفهام فى طريقة التلاوة ، وإن كان سخرية فلا بد أن تبدو فى طريقة التلاوة . وهكذا فى الوعظ تبشيرا وإنذارا ووعدا ووعيدا وتهديدا وتقريعا . هذا هو المقصود بقوله جل وعلا : (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (121)البقرة ). تلاوة القرآن الكريم حق تلاوته دليل الايمان به ، وهى التى توضّح المعنى وتثبت أن القرآن الكريم مُيسّر للذكر والهداية . غير ذلك يقومون بوضع حجاب بين القرآن الكريم ومن يتلوه أو يستمع اليه ، وتتنوع الحُجُب ، من خزعبلات القراءات والتغنى بالقرآن . أساس هذه الجريمة هم النُّحاة ، لأنهم الروّاد لمن جاء بعدهم .
2 ـ على أن مصطلح ( سخر ) جاء فى القرآن الكريم فى سياقات متنوعة .
2 / 1 : عادة الكافرين السخرية من المؤمنين . قال جل وعلا :
2 / 1 / 1 : ( زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا )(212) البقرة )
2 / 1 / 2 : ( وَلَقَدْ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (41) الأنبياء )
2 / 1 / 3 : ( أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً ) (32) الزخرف )
2 / 2 : قوم نوح :
( وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) هود )
2 / 3 :فى عصر النبى محمد :
2 / 3 / 1 : فى مكة : ( بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) وَإِذَا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ (13) وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14) الصافات )
2 / 3 / 2 : فى المدينة : ( الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (79)التوبة )
2 / 4 : تحريم سخرية المؤمنين بعضهم بعضا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ ) (11) الحجرات )
فى الآخرة :
( أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنْ السَّاخِرِينَ (56) الزمر )
السخرية إستهزاءا ، بدون مصطلح السخرية : سخريتهم من النبى محمد عليه السلام :
1 ـ ( وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ ) (36) الأنبياء )
2 ـ ( وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً (41) الفرقان )
ونعطى لمحة عن أنواع السخرية الالهية من الكافرين :
السخرية بالجملة الاعتراضية :
قال جل وعلا :
1 ـ ( الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) ( آل عمران 168 ). الجملة الاعتراضية هنا هى ( وقعدوا ) وفيها سخرية واضحة .
2 ـ ( وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً (72) وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً (73) النساء ). الجملة الاعتراضية الساخرة هنا هى : ( كأن لم تكن بينكم وبينه مودة ).
السخرية بالتبشير بالعذاب :
العادة أن التبشير يكون بما تحب وليس بما تكره . يأتى التبشير بالعذاب سخرية . وهذا عن من :
1 ـ يؤمن بحديث آخر غير القرآن الكريم . قال جل وعلا : ( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) الجاثية )
2 ـ ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7) لقمان ) ( ومن الناس ) يعنى حيث يوجد ناس فمنهم ..أى ينطبق على كل مجتمع .
3 ـ المكذبين بالقرآن الكريم : ( فَمَا لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (20) وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمْ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ (21) بَلْ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (22) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (23) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (24) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (25) الانشقاق )
3 ـ يتاجر بالدين ويكتنز الذهب والفضّة . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنْ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) التوبة )
المنافقين :
( بَشِّرْ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (138) النساء )
الكافرين المعتدين : ( وَبَشِّرْ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3) التوبة )
اليهود قتلة الأنبياء ومن يقتل المصلحين . قال جل وعلا : ( ) إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنْ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) آل عمران )
السخرية بالتصوير الحركى العادى :
قال جل وعلا عن منافقى اليهود الذين يزعمون الايمان : ( وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ (61) المائدة )
السخرية واضحة وواقعية فى تصوير النفاق فى داخلهم ، فهم يدخلون يعلنون الإيمان ، بينما يدخلون بالكفر ويحتفظون به وهم يسمعون المؤمنين ثم يخرجون بالكفر أيضا .. صورة ساخرة غاية فى الإعجاز وفى التصوير النفسي الواقعي .. وهى تنطبق على المنافقين فى كل زمان ومكان .
بالتصوير الكاريكاتورى الضاحك :
قال جل وعلا عن واحد من أعمدة الكفر فى مكة :
( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُوداً (12) وَبَنِينَ شُهُوداً (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلاَّ إِنَّهُ كَانَ لآيَاتِنَا عَنِيداً (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) المدثر )
فى الآيات أسلوب رائع فى السخرية بالتصوير الواقعي الحركي ، فذلك الرجل ظل يقدح زناد فكره لكي يصل إلى اتهام القرآن ، وهو بالطبع جاهل وأقل شأنا من أن يكون مفكرا وعالما ولكنه يتشبه بالعلماء ويدعى الأهمية والخطورة وهنا منبع السخرية به فى الآيات الكريمة ، يقول تعالى عنه " إنه فكر وقدر " ونتخيله وهو يضع رأسه بين يديه مستغرقا فى التفكير كأنه مفكر عظيم الخطر والشأن ، ولكن الله سبحانه وتعالى الذي يعلم جهله وادعاءه يقول عنه ساخرا : فقتل كيف قدر ، ثم قتل كيف قدر ؟ لم يقل كيف فكر لأنه بوسع أى إنسان أن يستغرق فى التفكير ، ولكن المفكرين الحقيقيين وحدهم هم الذين يصلون بتفكيرهم إلى التقدير السليم للموضوع الذي يفكرون فيه ، ولذلك كان التكرار الساخر فى قوله تعالى " فقتل ، كيف قدر ، ثم قتل كيف قدر " وبعد التظاهر بالتفكير فإن صاحبنا بدأت ملامح وجهه تكتسي بالجدية والصرامة إذ أصبح واضحا أنه على وشك الوصول إلى القرار الحاسم يقول سبحانه وتعالى يصور ذلك " ثم نظر " أى نظر حواليه إلى القوم المشدوهين الذين تتعلق عيونهم به وبما سيقول " ثم عبس وبسر" أى قطب جبينه ليدخل الرعب على الجمهور الذي ينتظر تصريحه على أحر من الجمر ، ولكي يزيد من تشوق الجمهور فإنه لم يكتفي بالنظر والتكشير وإنما وقف وتأخر مدبرا ، ثم أتخذ لنفسه هيئة الاستكبار، أو كما يقول سبحانه وتعالى : " ثم أدبر وأستكبر " وبعدها أخيرا جاء التصريح الكاذب التافه " فقال إن هذا إلا سحر يؤثر ، إن هذا إلا قول البشر " ويرد عليه رب العزة " سأصليه سقر " .
التشبيه :
قال جل وعلا عن المنافقين فى المدينة :
( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ) ( المنافقون 4 ) . من حيث المظهر يحوزون على الإعجاب ، لكنهم حين يتكلمون يفضحون أنفسهم بحمقهم حيث تتعجّب ممّا تسمع ، وتدرك أنهم كخشب يستند على الحائط
بالتناقض بين المظهر والمخبر .
قال جل وعلا : ( وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ (86) رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (87) التوبة )
فى غزوة ذات العسرة " تبوك " التى حدثت فى قيظ الصيف تسارع كبار المنافقين للاستئذان من النبي بأن يظلوا فى المدينة دون الخروج من الجيش المحارب ، وصارت عادة لهم إنه إذا نزلت آية قرآنية تحث على الجهاد فإنهم يسارعون بالاعتذار عن الخروج للحرب ، والله جل وعلا يصور ذلك التناقض بين مظهرهم وحقيقته فيقول : ( وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ (86) رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (87) التوبة )
وعنصر السخرية هنا يكمن فى التناقض الحاد بين مظهر المنافقين الجسدي ومخبرهم النفسي فهم من حيث المظهر " أولوا الطول " أى ضخام الأجسام والمكانة والمنتظر منهم أن يكونوا أصحاب جرأة وشجاعة ولكن من حيث المخبر هم يتذللون حتى يكونوا من القاعدين ويرضون لأنفسهم أن يكونوا مع الخوالف ، أى مع من يتخلف عن الجيش من العجائز والصبيان والفتيات والنساء ، وكلما نزلت آية بالقتال سارعوا للنبي بقاماتهم الطويلة وأجسادهم الضخمة يرجونه أن يتركهم مع الأطفال بعيدا عن الحروب ، أليست هذه سخرية مريرة ..وواقعية ؟
فى ضرب الأمثال
قال جل وعلا :
( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) الجمعة ). حمار يحمل أسفارا من الكتب لا يدرى عنها شيئا . أذكر اننى كنت فى ندوة أنتقد البخارى ووقف شيخ سلفى ظل يصرخ : وماذا أفعل بمكتبتى المليئة بكتب التراث . هذا ينطبق عليه مثل الحمار الذى يحمل أسفارا .
فى الاستفهام الإنكارى
قال جل وعلا :
( كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53) الذاريات ). كل الكافرين من قوم نوح الى العرب ـ ومع إختلاف الزمان والمكان واللسان ـ إتفقوا على إتّهام الرُّسُل بالسحر أو الجنون . وهنا التساؤل الساخر : هل تواصوا على ذلك ؟
فى عذاب الجحيم لسادة الكافرين :
قال جل وعلا :
( إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) الدخان ). تخيّل وهو فى هذا العذاب ثم يقال له على سبيل السخرية : ذُق إنك أنت العزيز الكريم . كان فى الدنيا يقال له ( العزيز الكريم ) إحتراما وربما تقديسا ، ثم سيأتى الوقت الذى سيقال له نفس الوصف سخرية مريرة ـ وهو تحت العذاب الخالد ـ تحقيرا وتقريعا .!
التعليقات
سعيد على
عندما يسخر الاله جل و علا.
حفظكم الله جل و علا و هذا الكتاب الجميل و يزداد جمالا بفصوله المتتابعة .. اتّبعت طريقتك في ( تخيل المشهد الذي وصفه القران الكريم أكان حوارا أو وصفا .. و ما أكثر الحوارات في القران الكريم و ما أجمل تخيل الشخصيات التي تتحاور فحينها يتمثل لك المشهد وكأنك تشاهده واقعيا فتتضح لك القضية بكاملها و قد تُنصب نفسك حكما و قاضيا و تحتكم إلى القران الكريم و هذا يؤكد ما وصلت اليه في القصص القراني و قلت : أن القصص القراني لا يؤخذ منه حكما شرعيا.
أن ( يسخر الاله من مخلوق خلقه كالحمار ) لا أعتقد تحقيرا للحمار فهذا المخلوق الجميل ( جميلا غصبا عن كارهيه و واصفيه بالغباء ! ) فما ذنب هذا المخلوق الجميل الذي خلقه خالق الجمال جل و علا .. من أسف أن يقال ( كالحمار ) في وصفهم غباء شخص و المعنى الذي وصفه الحق جل و علا مختلف عن ما يصفه الناس و ربطهم هذا الحيوان الجميل و الذكي بالغباء.
ملاحظة أخيرة : تكرر ذكر كلمة ( غزوة ) و في هذا المقال ذكرتم غزوة ذات العسرة ( تبوك ) و في المقال السابق ( غزوة أحد ) و أتذكر حضرتكم استبدلتموها ب ( معركة ) و هو الصحيح كما هي في أبحاثكم المميزة للغاية . دمتم بخالص الود و عظيم التقدير حفظكم الله جل و علا.
أحمد صبحى منصور
شكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، وأقول ::
1 ـ من الحيوانات التى يحتقرها المحمديون ( الكلب والحمار ) . لم يكن الكلب محتقرا فى جاهلية العرب ، ولكن تحقيره جاء من أبى هريرة ، ولنا مقال عن أبى هريرة والكلاب . الله جل وعلا سخّر لنا الأنعام ، وفضّلنا عليها . المشكلة فى الانسان ــ الذى ميّزه الله جل وعلا بالعقل على الحيوان ـ أن يقدس الأحجار هاجرا عقله وتمييزه. هنا يكون أسوأ من الكلب والحمار وسائر الدواب التى لا عقل لها. أى نتفق فى أنه تحقير للمشرك وليس للأنعام .
2 ـ قلنا سابقا : إن تعبير الغزو يأتى عن القتال ، ولكن حكمه قد يكون دفاعيا متفقا مع شرع الله جل وعلا أو لا يكون. وأنا لا أحب مصطلح الغزو.
بن ليفينت
وجهة نظر :
في الفقرة 2/1/3 تحت عنوان "عادة الكافرين السخرية من المؤمنين" جاء في الآية كلمة "سُخْرِيًّا"، وأعتقد أن الكلمة هنا تعني استخدام أو توظيف الناس لبعضهم وليس السخرية منهم.
عن غزوة تبوك وما جاء في المقال: " فى غزوة ذات العسرة " تبوك " التى حدثت فى قيظ الصيف تسارع كبار المنافقين للاستئذان من النبي بأن يظلوا فى المدينة دون الخروج من الجيش المحارب". عندي هنا وجهة نظر، رغم أنها لا تتعلق بموضوع المقال، لكني أنتهز الفرصة لابدائها وباختصار شديد: إذا تابعنا ما جاء في كتاب الطبري "سيرة الرسل والملوك" أو في سيرة ابن هشام، واكثره نقلا عن ابن اسحاق عن هذه الغزوة المفترضة، نجد سلسلة من الحوادث التي حصلت منذ التجهيز للغزوة إلى بلوغ تبوك. الغزوة حسب المرجع حصلت ضد الروم، وجيش المسلمين كان قوامه 30000 (ثلاثون ألف). الحوادثالتي ذكرها الطبري كان الراوي فيهايربطها بنزول آيات من سورة التوبة، واخرى بأعمال خارقة للرسول.لن أذكر جميع ما ذكر، فقط شيء واحد وهو اعتراض المنافقين على الخروج إلى الجهاد بالحر: "وقال قوم من المنافقين بعضهم لبعض: لا تنفروا في الحر، زهادة في الجهاد، وشكا في الحق، وإرجافا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تبارك وتعالى فيهم (... وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ...". تبوك تقع في شمال السعودية، تبعد عن المدينة حوالي 700 كم، مناخها معتدل في الصيف بارد في الشتاء، كانت مصيفا لقياصرة الروم، وهذا لا يتفق مع منطق الرواية، فتبوك لن تكون أحر من المدينة.برأيي أن سورة التوبة ليس لها علاقة بمثل هذه غزوة، وإنما بقريش في مكة. وبصراحة لا أعتقد وجود مثل هذا الغزوة ضد الروم، علما بأن المراجع البيزنطية لم تذكر عن هذه الغزوة.
أحمد صبحى منصور
شكرا أخى بن ليفانت ، وجزاك الله جل وعلا خيرا ، وأقول :
وجهة نظرى :
1 ـ ( سخّر ) ( بالخاء المشددة ) بمعنى التسخير من ألفاظ القرآن الكريم ، فالله جل وعلا سخّر لنا ما فى السماوات والأرض جميعا منه ( الجاثية 13 ). أمّا ( سخر ) ( بالخاء المفتوحة ) بمعنى السخرية فهى أيضا من مصطلحات القرآن الكريم ، وهى المقصودة فى هذا المقال .
2 ـ لنا أبحاث عن المفسراتية وتناقضهم مع القرآن الكريم ، ورواياتهم الغثّة . ولنا عشرات الحلقات فى برنامج ندوة الجمعة عن أكاذيب ابن اسحاق فى سيرته وهو الأصل الذى نقل عنه الطبرى وغيره . وأؤكد أن ما جاء فى سورة التوبة فى هذا الموضوع لا شأن له بقريش . بل بالمنافقين فى المدينة فيما يخص الخروج لموقعة ذات العسرة . المراجع البيزنطية ليست حكما على القرآن الكريم ، والتأريخ عند الروم البيزنطيين والايطاليين أقل وأدنى منه عند العرب .
ف 1 / 4 / ب 3 : لمحة عن اسلوب الاستفهام فى القرآن الكريم : ج 1 عن ( هل )
كتاب ( القرآن الكريم والنحو العربى )
الباب الثالث : تفوّق القرآن الكريم على النحويين وغيرهم
الفصل الرابع : لمحة عن اسلوب الاستفهام فى القرآن الكريم ج1
عن (هل )
مقدمة فى الموضوع :
1 ـ فى حياتنا العادية نحن نسأل لنعرف ، أو لنستفهم عن شىء ما ، كأن تقول لإبنك : متى ستذاكر ؟ هنا السؤال يأتى على حقيقته . وقد يتحول نفس السؤال من غرض الاستفهام الى أغراض أخرى ، كالتأنيب أو التعجب أو الانكار ، إذ تقول لابنك اللاهى العابث : ( متى ستذاكر ؟!! ). هنا يكون السؤال مجازيا بغرض آخر. طريقة السؤال قد تحدد المعنى ، هل تستفهم فعلا أم لك غرض آخر .
2 ـ الاستفهام فى النسق القرآنى ممّا غفل عنه النحويون ، ومعرفته اساس فى تلاوة القرآن الكريم حق تلاوته ، لأن طريق التلاوة بالاستفهام تختلف من كونه إنكارا او تعجبا او نقاشا . أو أن يكون سؤالا حقيقيا يتطلب إجابة . ونرجو من يقرأ هذا المبحث أن يتلو الآيات طبقا لمعناها فتضىء له الآيات نفسها بنفسها ، وحينئذ يعلم جناية النحويين ومن جاء بعدهم فى إتّخاذ القرآن الكريم مهجورا ، بوضع الحُجُب التى تمنع وصوله الى القلب .
3 ـ اللسان القرآنى المبين يعلو على ما تعارف عليه علماء النحو والبلاغة فى العصر العباسى . وفيما يخص موضوعنا عن الاستفهام وأدواته فليس شرطا أن تأتى أداة الاستفهام تعنى سؤالا . أحيانا يأتى لفظ الاستفهام لغير السؤال ، قد يكون للتقرير بحقيقة مثل قول الله جل وعلا : ( هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (1) الانسان ) . هنا ( هل ) ليست للاستفهام ولكن بمعنى ( قد ) أو ( لقد ) .
نتوقف فى هذا الجزء هنا مع ( هل ) أشهر أدوات الاستفهام فى القرآن الكريم.
أولا :
( هل ) ليست للإستفهام بل لتقرير حقيقة ( بدون كلمة : قُل ):
بالاضافة الى المثال السابق : ( هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (1) الانسان ) نتدبّر ( هل ) فى قوله جل وعلا :
1 ـ ( هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ(210)البقرة ) . ما بعد ( هل ينظرون ) هو تقرير عن حقائق ستحدث يوم القيامة .
2 ـ ( ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (52) يونس )
3 ـ ( هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ) (158) الانعام )
4 ـ ( هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ(53)الاعراف )
5 ـ ( مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ(24)هود )
6 ـ ( هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ(33)النحل )
7 ـ ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ(75) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ(76) النحل )
8 ـ (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّ(65)مريم )
9 ـ ( كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا(98)مريم )
10 ـ ( ضَرَبَ لَكُم مَّثَلا مِنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاء تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ ) (28) الروم )
11 ـ ( مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ(15) الحج )
12 ـ ( وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ (92) مِن دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ(93) الشعراء )
13 ـ ( كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ (201) فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ(202) فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ(203) الشعراء )
14 ـ ( هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ(222)الشعراء )
15 ـ(وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(90) النمل )
16 ـ ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ(40) الروم )
17 ـ ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ(3) فاطر )
18 ـ ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا رَّجُلا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ(29)الزمر )
19 ـ ( وَجَعَلْنَا الأَغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(33) سبأ )
20 ـ ( هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ(5) الفجر )
21 ـ ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ(17) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ(18) البروج )
22 ـ ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ(1) الغاشية )، ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى) 15 )النازعات ) ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ(24)الذاريات )
23 ـ ( هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ(66)الزخرف )
24 ـ ( يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ(30)ق )
25 : ( وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ(36)ق )
26 ـ ( هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ(60)الرحمن )
27 ـ ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ( 10 ) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(11) الصف )
28 ـ ( الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ ( 3 ) الملك )
ثانيا :
( هل ) فى إستفهام يردُّ فيه ـ بالحقائق ـ رب العزة جل وعلا ، أو يأمر الرسول أن يقول :
1 ـ ( وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ(154)آل عمران )
2 ـ ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ(59) قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ
وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ(60) المائدة )
3 ـ ( قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ(47)الانعام )
4 ـ ( قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ(50)الانعام )
5 ـ ( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ) (148)الانعام )
6 ـ ( قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ(52)التوبة ) .
7 ـ ( قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلْ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّا تُؤْفَكُونَ (34) قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلْ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35) يونس ).
8 ـ ( قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ ۚ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ ۗ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ ۚ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) الرعد 16 )
9 ـ ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا(103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا(104)الكهف )
10 ـ ( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ) ( الزمر 9 )
11 ـ ( وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً(92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً(93) الاسراء )
12 ـ ( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ(38) الزمر )
ثالثا :
( هل ) فى إستفهام فى حوارات بشرية :
فى الدنيا :
1 ـ ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ) (246) البقرة ) .
2 ـ ( وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُم مِّنْ أَحَدٍ ثُمَّ انصَرَفُواْ ) 127) التوبة )
3 ـ ( قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا(66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا(67) الكهف )
4 ـ ( إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ ) (40)طه ) ( وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ(12)القصص )
5 ـ ( فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ(38) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُم مُّجْتَمِعُونَ
(39) الشعراء )
6 ـ ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ(71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ(72) أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74) قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلاَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ(77)الشعراء )
7 ـ ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ(7) أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَم بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ(8)سبأ )
8 ـ (لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ(3)الانبياء )
9 : وفى المواجهة الأخير بين يوسف وإخوته سألهم : ( قَالَ هَلۡ عَلِمۡتُم مَّا فَعَلۡتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذۡ أَنتُمۡ جَٰهِلُونَ ﴿٨٩﴾ وكانت الإجابة سؤالا :( قَالُوٓاْ أَءِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُۖ ) وجاءت الاجابة :( قَالَ أَنَا۠ يُوسُفُ وَهَٰذَآ أَخِيۖ قَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡنَآۖ إِنَّهُۥ مَن يَتَّقِ وَيَصۡبِرۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ﴿٩٠﴾ يوسف )
10 ـ ( إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (112) ) المائدة )
11 ـ فى الآخرة :
( وأقبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (50) قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51) يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ (52) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ(53) قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ(54) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ (55) قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ (56) وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57) أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58) إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ(59)الصافات )
( وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ(44) الشورى )
( فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34) عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ(35) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ(36)المطففين )
كتاب ( القرآن الكريم والنحو العربى )
الباب الثالث : تفوّق القرآن الكريم على النحويين وغيرهم
الفصل الرابع : لمحة عن اسلوب الاستفهام فى القرآن الكريم
ج2 : ألم تر ؟ أرأيت ؟
مقدمة :
يتكرر مصطلح:( ألم تر ؟ أرأيت ؟ ) ، وليس مقصودا به الاستفهام ، وإنّما لتقرير حقائق تالية ، خصوصا وأن المتكلم ـ فى الأغلب ـ هو رب العزة جل وعلا الذى يعلم كل شىء وهو الشهيد على كل شىء ، وبالتالى فلا يسأل لكى يعلم شيئا ، وإنما لهدف آخر . ثم إن كلمة ( ترى / أرأيت ) هو رؤية عقلية وليست رؤية عينية بالعين البشرية ، أى هى دعوة للتفكر والنظر العقلى .
نستعرض سياقات ( ألم تر / أرأيت ، أرأيتم )
أولا : ( ألم تر )
الياء محذوفة ، لأن ( ترى ) فعل مضارع سبقه حرف جازم ( لم )، والجزم فيه بحذف حرف العلة ، وهو هنا الياء .
سياقات ( ألم تر )
قال جل وعلا :
فى ذكر آلاء الله جل وعلا :
1 ـ ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (63) لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (64) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (65) الحج )
2 ـ ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41) النور )
3 ـ ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ ) (43) النور )
4 ـ ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (20) ابراهيم )
5 ـ ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِوَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (18) الحج )
6 ـ ( أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِوَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ) (20) لقمان )
7 ـ ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (29) لقمان )
8 ـ ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (31) لقمان )
9 ـ ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنْ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنْ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ ) (28) فاطر )
10 ـ ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لأُوْلِي الأَلْبَابِ (21) الزمر )
11 ـ ( أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً (45) الفرقان )
12 ـ ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7) المجادلة )
فى التنديد بالكافرين والمنافقين وأشباههم
1 ـ ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَندَاداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30)ابراهيم )
2 ـ ( أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً (83) فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً (84) مريم )
3 ـ ( وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمْ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ (226) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (227)الشعراء )
4 ـ ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (69) غافر )
5 ـ ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنْ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) آل عمران )
6 ـ ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (49) انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْماً مُبِيناً (50) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنْ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً (51) النساء )
7 ـ ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) النساء )
8 ـ ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً ) (77) النساء )
9 ـ ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنْ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8) المجادلة )
10 ـ ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (14) المجادلة )
11 ـ ( أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11) الحشر )
فى القصص القديم :
1 ـ ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمْ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ) (243) البقرة )
2 ـ ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمْ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) (246) البقرة )
3 ـ ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258) البقرة )
4 ـ ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِي (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14) الفجر )
5 ـ ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5) الفيل )
ثانيا :
( أرأيت / أرأيتكم / أرأيتم )
فى أنه لا إله إلا الله جل وعلا :
1 ـ ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمْ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنْ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَوَاتِأَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلاَّ غُرُوراً (40) فاطر )
2 ـ ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنْ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَوَاتِاِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (4) الاحقاف )
فى آلاء الله جل وعلا :
1 ـ ( قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمْ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41) الانعام )
2 ـ ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46) الأنعام )
( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ (72) القصص )
عن القرآن الكريم :
1 ـ ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52) فصلت )
2 ـ ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) الاحقاف )
التهديد للكافرين :
1 ـ ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً أَوْ نَهَاراً مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (50) أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ أَالآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51) ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (52) وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53) يونس )
2 ـ ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِي اللَّهُ وَمَنْ مَعِي أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28) الملك )
3 ـ ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30) الملك )
4 ـ ( أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْداً إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَا بِالنَّاصِيَةِ (15) العلق )
5 ـ ( قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47)الانعام )
6 ـ ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً قُلْ أَاللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59) وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (60) يونس )
التنديد بالكافرين
1 ـ ( أَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44) الفرقان )
2 ـ ( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) الماعون ) ٌ
فى ضرب الأمثال :
( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27) ابراهيم ) .
كتاب ( القرآن الكريم والنحو العربى )
الباب الثالث : تفوّق القرآن الكريم على النحويين وغيرهم
الفصل الأول / 4 / ب 3 : لمحة عن اسلوب الاستفهام فى القرآن الكريم :
ج 3 فى ( القصص )
4 ـ فى قصص الأنبياء يأتى إستفهام حقيقى يتطلب إجابة ، كما يأتى إستفهام مجازى بالاستنكار والوعظ . ونعطى عنه لمحة :
نوح عليه السلام :
قال جل وعلا :
( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (25) أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26) فَقَالَ الْمَلأ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِي الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28) وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (29) وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنصُرُنِي مِنْ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (30) هود ). الاستفهام هنا فى ( أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28). وهذا فى تقرير حرية الدين ، ثم إستفهام إنكارى فى : ( وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنصُرُنِي مِنْ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ ) ( أَفَلا تَذَكَّرُونَ (30) هود )
( هود ) وقومه عاد
( قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ (70) الاعراف ) سؤالهم هنا إستنكارى . ( قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنْ الْمُنتَظِرِينَ (71)الأعراف ). إستفهامه إنكارى فى ( أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ).
( صالح ) وقومه ثمود
1 ـ ( قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62) هود ) . هنا إستفهام إنكارى منهم .
2 ـ ( قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنصُرُنِي مِنْ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63) هود ). قوله هنا إستفهام تقريرى ، فمن ينصره من الله جل وعلا إن عصاه ؟!.
3 ـ ( قَالَ الْمَلأ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (75) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (76) الاعراف ). سؤال المستكبرين من قوم ثمود للمستضعفين منهم هو سؤال على حقيقته .
شعيب وقومه مدين :
( قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87) هود ). السؤال هنا إستنكارى ساخر .
ابراهيم :
مع أبيه ( إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنْ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً (43) يَا أَبَتِ لا تَعْبُدْ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنْ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً (46) مريم ). قوله لأبيه مستنكرا: ( لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً ) سؤال الأب الكافر هو أيضا إستنكارى غاضب .
مع قومه ( وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِي وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الانعام ). أسئلة لابرهيم فى حوارعقلى للهداية .
محاكمته
حدثت هذه المحاكمة من حوالى خمسين قرنا من الزمان . وتدبرها يجعلنا نتحسّر على مصر الآن حيث تلفيق التهم ، والجبس الاحتياطى بتهمة الانضمام لجماعة محظورة وتكدير الأمن العام ، وما يحدث فى السجون من تعذيب وإغتصاب وإختفاء قسرى وقتل خارج القانون .
ابراهيم كانى فتى مغمورا . عرفوه من خلال إنتقاده عبادة قومه للتماثيل ، ينحتونها ثم يعبدونها بمثل ما يفعل المحمديون الآن . ناقش قومه فعاندوه تمسكا بثوابتهم بنفس حال المحمديين اليوم . أراد ان يثبت لهم أنها مجرد أحجار . إنتهز فرصة غيابهم فذهب الى تلك التماثيل ، وكسّرها عدا أكبرها . جاء القوم فوجدوا آلهتهم محطمة ، فتساءلوا عمّن فعل هذا بآلهتهم واتهموه بالظلم فقط ، وليس بالانضمام لجماعة تخريبية . وقيل انهم سمعوا فتى مجهولا يذكر آلهتهم يقال له ابراهيم . عندها امر الملأ الحاكم بمحاكمته علنا وليكون الناس شهداء على محاكمته . سألوه برفق وإحترام هل فعلت هذا يا ابراهيم ؟ فردّ يتهم كبير الاصنام وطلب منهم أن يستجوبوهم إن كانوا ينطقون . وفى لحظة صدق أقرُّوا على انفسهم بالظلم وبكل خزى أقرُّوا ان آلهتهم مجرد حجارة لا تنطق . بذلك أعلن لهم إحتقاره لهم . رأوا عارهم يصدر من فتى صغير فأخذتهم العزّة بالإثم ، وبشعار الانتصار لآلهتهم الحجرية ـ التى عجزت عن حماية نفسها ـ حكموا بحرق ابراهيم . وأنجاه الله جل وعلا .
نقرأ قوله جل وعلا : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ (51) إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (53) قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (54) قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنْ اللاَّعِبِينَ (55) قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ (56) وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلاَّ كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنْ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمْ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُو نَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (67) الأنبياء ).
ونقول : هذه استجوابات واستفهامات حقيقية . ونتساءل : ماذا لوقام شخص بتحطيم احد القبور المقدسة فى المدينة او كربلاء أو القاهرة ؟
ابرهيم والملائكة : استفهام حقيقى
( وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاماً قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52) قَالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (53) قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِي الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنْ الْقَانِطِينَ (55) قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ (56) قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (57) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (58) إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنْ الْغَابِرِينَ (60) الحجر )
أسئلة حقيقية : ( فَبِمَ تُبَشِّرُونَ ) ، ( وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ (56) قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (57).
وصية يعقوب بنيه : ( أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) البقرة ). ( إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي ) الاستفهام هنا حقيقى .
أسئلة على حقيقتها فى قصة يوسف عليه السلام :
1 : سأل الملك النسوة محققا فى إتهام يوسف : ( قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ ۚ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ ۚ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ) يوسف51 ). السؤال هنا يتطلب إجابة ، وجاءت الاجابة .
2 : حين دسّ يوسف السقاية فى رحل أخيه ، دار حوار فيه سؤال وجواب :
( فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمۡ جَعَلَ ٱلسِّقَايَةَ فِي رَحۡلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا ٱلۡعِيرُ إِنَّكُمۡ لَسَٰرِقُونَ ﴿٧٠﴾ قَالُواْ وَأَقۡبَلُواْ عَلَيۡهِم مَّاذَا تَفۡقِدُونَ ﴿٧١﴾ قَالُواْ نَفۡقِدُ صُوَاعَ ٱلۡمَلِكِ وَلِمَن جَآءَ بِهِۦ حِمۡلُ بَعِيرٖ وَأَنَا۠ بِهِۦ زَعِيمٞ ﴿٧٢﴾ قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدۡ عَلِمۡتُم مَّا جِئۡنَا لِنُفۡسِدَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا كُنَّا سَٰرِقِينَ ﴿٧٣﴾ قَالُواْ فَمَا جَزَٰٓؤُهُۥٓ إِن كُنتُمۡ كَٰذِبِينَ ﴿٧٤﴾ قَالُواْ جَزَٰٓؤُهُۥ مَن وُجِدَ فِي رَحۡلِهِۦ فَهُوَ جَزَٰٓؤُهُۥۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلظَّٰلِمِينَ ﴿٧٥﴾ يوسف ) . إستفهام حقيقى : ( مَّاذَا تَفۡقِدُونَ ) ( فَمَا جَزَٰٓؤُهُۥٓ إِن كُنتُمۡ كَٰذِبِينَ ).
فى قصة موسى عليه السلام : استفهامات حقيقية :
1 ـ فى أول وحى مع ربه جل وعلا : ( وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى(21)طه )
2 ـ ( وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) القصص ) : ( مَا خَطْبُكُمَا )
3 : فرعون يسأل سؤالا حقيقيا ويرد عليه موسى فى أول لقاء بينهما بعد عودة موسى رسولا . نقرأ قوله جل وعلا :
3 / 1 ( قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَٰمُوسَىٰ ﴿٤٩﴾ قَالَ رَبُّنَا ٱلَّذِيٓ أَعۡطَىٰ كُلَّ شَيۡءٍ خَلۡقَهُۥ ثُمَّ هَدَىٰ ﴿٥٠﴾ قَالَ فَمَا بَالُ ٱلۡقُرُونِ ٱلۡأُولَىٰ ﴿٥١﴾ قَالَ عِلۡمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَٰبٖۖ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى ﴿٥٢﴾ طه )
3 / 2 : ( قَالَ أَلَمۡ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدٗا وَلَبِثۡتَ فِينَا مِنۡ عُمُرِكَ سِنِينَ ﴿١٨﴾ وَفَعَلۡتَ فَعۡلَتَكَ ٱلَّتِي فَعَلۡتَ وَأَنتَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴿١٩﴾ قَالَ فَعَلۡتُهَآ إِذٗا وَأَنَا۠ مِنَ ٱلضَّآلِّينَ ﴿٢٠﴾ فَفَرَرۡتُ مِنكُمۡ لَمَّا خِفۡتُكُمۡ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكۡمٗا وَجَعَلَنِي مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ ﴿٢١﴾ وَتِلۡكَ نِعۡمَةٞ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنۡ عَبَّدتَّ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ﴿٢٢﴾ قَالَ فِرۡعَوۡنُ وَمَا رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴿٢٣﴾ قَالَ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَآۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ ﴿٢٤﴾ الشعراء )
4 : فرعون مع السحرة : ( قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ) (49) ، ( قَالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (50) إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ(51)الشعراء )
5 ـ حوار غاضب تتخلله أسئلة غاضبة حين رجع موسى من ميقات ربه جل وعلا فوجد قومه يعبدون العجل ، سأل أخاه : ( قَالَ يَٰهَٰرُونُ مَا مَنَعَكَ إِذۡ رَأَيۡتَهُمۡ ضَلُّوٓاْ ﴿٩٢﴾ أَلَّا تَتَّبِعَنِۖ أَفَعَصَيۡتَ أَمۡرِي ﴿٩٣﴾ وجاء الرد : ( قَالَ يَبۡنَؤُمَّ لَا تَأۡخُذۡ بِلِحۡيَتِي وَلَا بِرَأۡسِيٓۖ إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقۡتَ بَيۡنَ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ وَلَمۡ تَرۡقُبۡ قَوۡلِي ﴿٩٤﴾ ثم سأل السامرى ( قَالَ فَمَا خَطۡبُكَ يَٰسَٰمِرِيُّ ﴿٩٥﴾، وجاء الرد :( قَالَ بَصُرۡتُ بِمَا لَمۡ يَبۡصُرُواْ بِهِۦ فَقَبَضۡتُ قَبۡضَةٗ مِّنۡ أَثَرِ ٱلرَّسُولِ فَنَبَذۡتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتۡ لِي نَفۡسِي ﴿٩٦﴾، ورد موسى : ( قَالَ فَٱذۡهَبۡ فَإِنَّ لَكَ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَۖ وَإِنَّ لَكَ مَوۡعِدٗا لَّن تُخۡلَفَهُۥۖ وَٱنظُرۡ إِلَىٰٓ إِلَٰهِكَ ٱلَّذِي ظَلۡتَ عَلَيۡهِ عَاكِفٗاۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُۥ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُۥ فِي ٱلۡيَمِّ نَسۡفًا ﴿٩٧﴾ طه )
زكريا يسال مريم سؤالا حقيقيا :
( وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37) آل عمران )
اسئلة حقيقية فى قصة عيسى :
1 ـ ( فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمْ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) آل عمران )
3 ـ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ) (14) الصف ).
كتاب ( القرآن الكريم والنحو العربى )
الباب الثالث : تفوّق القرآن الكريم على النحويين وغيرهم
الفصل الرابع : لمحة عن اسلوب الاستفهام فى الخطاب الالهى للبشر
ج 4 :
مقدمة ـ
إذا كان الغرض من الاستفهام هو معرفة شىء يجهله السائل فهذا لا ينطبق على رب العزة جل وعلا عالم الغيب والشهادة الذى أحاط بكل شىء علما . إذن فالله جل وعلا حين يوجّه سؤالا فهو فى إطار الدعوة للهداية ، وما يدخل تحتها من أساليب الاستنكار والتقرير والإفحام وإثبات الحُجّة ، ويأتى فى حوار رب العزة جل وعلا مع أصناف البشر . وفى كل ذلك لا بد أن تكون التلاوة معبرة عن المعنى المراد .
نعرض لأهم موضوعات الخطاب الالهى للبشر
الحوار فى أنه لا إله إلا الله لا شريك له جل وعلا :
ومنه قوله جل وعلا يخاطب البشر فى :
فى أنه وحده الإله الخالق ( أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191) الاعراف ) ( أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (17) النحل )
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (3) فاطر )
( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ (36) الطور )
( نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ (57) أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59) الواقعة ).
ليس فى القرآن الكريم على الإطلاق إثبات لوجود الله جل وعلا وألوهيته فهذا لا يحتاج إثباتا لأنه فى الفطرة . الذى فى القرآن الكريم إثبات أنه لا إله سواه ، لا شريك له فى الوهيته.
فى آلائه ونعمائه جل وعلا :
( أَاللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59) أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَءلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (61) أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (62) أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63) أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَءلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (64) النمل ).
( ءَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ (33) النازعات )
( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا ٱلۡجِبَالَ أَوۡتَادٗا﴿٧﴾ وَخَلَقۡنَٰكُمۡ أَزۡوَٰجٗا ﴿٨﴾ وَجَعَلۡنَا نَوۡمَكُمۡ سُبَاتٗا ﴿٩﴾ وَجَعَلۡنَا ٱلَّيۡلَ لِبَاسٗا ﴿١٠﴾وَجَعَلۡنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشٗا ﴿١١﴾ وَبَنَيۡنَا فَوۡقَكُمۡ سَبۡعٗا شِدَادٗا ﴿١٢﴾ وَجَعَلۡنَا سِرَاجٗا وَهَّاجٗا ﴿١٣﴾ وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡمُعۡصِرَٰتِ مَآءٗ ثَجَّاجٗا ﴿١٤﴾ النبأ )
( أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8) الروم )
( قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ۚ وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) المائدة 76 )
(قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قُل لِّلَّهِ ۚ ) الانعام 12 )
( قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ ۗ ) الانعام 14 )
( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۚ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ ۚ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَىٰ ۚ قُل لَّا أَشْهَدُ ۚ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ) الانعام 19 )
( قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَىٰ بَيِّنَتٍ مِّنْهُ ۚ بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا ) فاطر 40 )
سؤال والاجابة عنه مقدما :
1 ـ ( قُلْ لِمَنْ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِالسَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّا تُسْحَرُونَ (89) المؤمنون )
2 ـ ( قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (31) فَذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّا تُصْرَفُونَ (32)يونس )
فى الإيمان بالقرآن الكريم وحده حديثا والإكتفاء به وحده كتابا
( أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185)الاعراف )
( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) العنكبوت )
فى الهداية عموما :
( أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22) الملك )
( قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ۚ ) الانعام 164 )
( قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ) الانعام 63 : 64 )
( قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا ) الانعام 71 )
( إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمۡثَالُكُمۡۖ فَٱدۡعُوهُمۡ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ﴿١٩٤﴾ أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۗ قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ ) الاعراف 195 )
( وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) يونس 18 )
أنّى : الى متى ينخدعون ؟
( قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) التوبة )
( ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6) الزمر )
( وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمْ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيماً (39) النساء )
( أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) الزمر )
مع كفار قريش
( أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمْ الأَوَّلِينَ (68) أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ (69) أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (70)المؤمنون )
( أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197) الشعراء )
( وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعْ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (57) العنكبوت )
( وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لا يَعْقِلُونَ (42) وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لا يُبْصِرُونَ (43)يونس )
( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19) التوبة )
( وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا ۗ قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ۖ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) الاعراف 28 )
فى الحوار مع أهل الكتاب :
( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71) آل عمران )
( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99) آل عمران )
( وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً ۚ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ ۖ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) البقرة 80 )
( قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ ) البقرة 139 )
( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا تَعْمَلُونَ ) آل عمران 98 )
( لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ۗ ) المائدة 17 )
( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم ۖ بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ ۚ ) المائدة 18 )
( أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمْ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنْ اللَّهِ ) (140)البقرة )
( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتْ التَّوْرَاةُ وَالإِنجِيلُ إِلاَّ مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (65) هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (66) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (67) آل عمران )
تأنيب الصحابة :
( أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (13) التوبة )
( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16) التوبة )
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ (38) التوبة )
( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ) (82) النساء ) ( 24 محمد )
التهديد للصحابة وغيرهم :
( فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27) محمد )
( فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً (17) المزمل )
( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً (41) يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوْا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمْ الأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً (42) النساء )
( أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَكُمْ يَنصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنْ الْكَافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ (20) أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21) الملك )
( وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ ۖ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ۗ قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكُمُ ۗ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) الحج 72 )
( قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً ۚ وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ) الاحزاب 17 )
( أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِّنَ السَّمَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ(9)سبأ )
الدعوة للسير فى الأرض للإتّعاظ من أهلاك الأمم السابقة
( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46) الحج )
( أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ (26) السجدة )
تأنيب الكافرين
( قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ ) الزمر 64 )
( أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ) ص 28 )
( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ) القلم 35 )
( أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسَّئَِّاتِ أَن يَسۡبِقُونَاۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ ﴿٤﴾ العنكبوت )
( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا يَتَخَيَّرُونَ (38) أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (39) القلم ) .
كتاب ( القرآن الكريم والنحو العربى )
الباب الثالث : تفوّق القرآن الكريم على النحويين وغيرهم
الفصل الخامس : لمحة عن الايجاز بالحذف فى القرآن الكريم
مقدمة
جاءت تفصيلات القرآن الكريم على علم . قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) الأعراف ) ، فالقرآن الكريم بتفصيلاته ومترادفاته هو: ( كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) هود ). لم يلتفت النحويون لهذا الإبداع القرآنى فى التفصيل وفى الإيجاز بالحذف . ونعطى هنا وجهة نظر عن الايجاز بالحذف فى القرآن الكريم .
أولا : الايجاز يالاختصار فى القصص .
1 ـ هناك تكرار فى القصص القرآنى عن الأنبياء وأقوامهم ، وهذا قمّة فى الإعجاز . فى الكتابةة البشرية لا ينجو التكرار من التناقض والاختلاف . وهذا ما تنزّه عنه القرآن الكريم . هذا موضوع شرحه يطول .
2 ـ فى موضوعنا عن الايجاز بالحذف فى القصص القرآنى نكتفى بما جاء عن موسى عليه السلام . قال جل وعلا : ( إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى ( 38 ) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ( 39) إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى ( 40) ( طه ). مجموع الكلمات 63 . مجموع الحروف 460 . تفصيلات هذا جاء فى سورة القصص ( 2 : 30 ). من قوله جل وعلا : (نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) حتى ( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) : 522 كلمة ، 3722 حرفا . .
أهم موضوعات الايجاز بالحذف :
( حذف الصفة ) فى موضوع العمل الصالح للمشرك والذى سيتم إحباطه :
1 ـ يأتى الناس يوم القيامة بإيمان وعمل . قد يكون إيمانا صحيحا أو كفرا وشركا. وكل كافر لا يخلو من عمل صالح ، والذى يحدد قبول العمل هو الايمان . المؤمن بالله جل وعلا وحده لا شريك له يغفر الله جل وعلا أعماله السيئة فلا يبقى إلا عمله الصالح الذى يضاعفه له ربه فيدخل الجنة . الذى يؤمن بالله جل وعلا ويقدس البشر والحجر له عمل سيىء وعمل صالح . ولأن الله تعالى لا يغفر جريمة الشرك لمن يموت مشركا ولأن الله جل وعلا يحبط أى يضيع ثمرة الأعمال الصالحة التى عملها ذلك المشرك فى الدنيا ، فلا يبقى للمشرك فى ميزان أعماله سوى السيئات ، وتكون تلك السيئات هى أساس تعذيبه يوم القيامة ، تعذيبا ماديا ، أما تعذيبه المعنوى فمنه الخزى و منه الحسرة. وتتجلى حسرة المشرك فى النار وهو يرى أعماله التى كانت صالحة فى الدنيا وقد ضاعت ، وتحولت الى حسرة أبدية له تزيد من آلامه وهو يتقلب فى عذاب السعير .
2 ـ ومن إعجاز الإيجاز فى القرآن الكريم حذف صفة ( الصلاح ) لعمل المشرك فى الآخرة . يقول جل وعلا :
2 / 1 : ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ )( الزمر 65 ). أى هو وحى تكرر فى كل الرسالات لكل الأنبياء أن من يقع منهم أو من بقية البشر فى الشرك ويموت عليه فان الله جل وعلا سيحبط عمله الصالح ، وسيكون فى الاخرة من الخاسرين ، فطالما ضاعت أعماله الصالحة فلن يبقى له سوى أعماله السيئة فيخسر ويستحق جهنم. قوله جل وعلا (لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ) مفصود به ( ليحبطن عملك الصالح ) ولكن حذف الوصف ( الصالح ) لأنه مفهوم من السياق . .
2 / 2 : (كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ) ( البقرة 167 ). المحذوف إيجازا هنا هو ( الصالحة ) أى ( كذلك يريهم الله أعمالهم الصالحة حسرات عليهم ). ولنتخيل المشرك وهو يتقلب فى النار وهو يتذكر ما قدمه فى الدنيا من أعمال خير ، ولكن ضاع ثمرتها فى الآخرة ، ولم يبق له فيها سوى الحسرة . .
2 / 3 : (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا ) ( الفرقان 23 ). السياق العادى يقتضى أن يقال ( وقدمنا الى ما عملوا من عمل صالح فجعلناه هباءا منثورا ) . كلمة ( صالح ) محذوفة .
2 / 4 : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ( 39 ) وْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ ( 40) ( النور ) . السياق العادى يقتضى أن يقال ( والذين كفروا أعمالهم الصالحة ) . الإشارة معجزة هنا فى التشبيه بالظلمات ، فالسيئات التى تتبقى للكافر المشرك يتحول بها وجهه الى سواد مظلم يصير به معذبا ووقودا فى النار، بينما يتحول وجه المؤمن الفائز الى نور (يصلح ) به لنعيم الجنة . إقرأ قوله جل وعلا : (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ( 106 )وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) ( 107آل عمران )
2 / 5 : (مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ ) ( ابراهيم 18 ). السياق العادى يقتضى أن يقال ( مثل الذين كفروا بريهم أعمالهم الصالحة ..). ولكن تم حذف الصفة ( الصالحة ) . هنا تشبيه تصويرى تمثيلى آخر يصور الله جل وعلا العمل الصالح للمشرك وقد تحول الى رماد أضاعه الريح العاصف بحيث لا يستطيع المشرك الامساك به .
2 / 6 : بنفس الطريقة نرجو تدبر الآيات الكريمة التالية فى حذف صفة الصلاح ، فى سياقاتها المتنوعة :
( أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ ) (19) الأحزاب ) ( وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) البقرة ) ( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ) (22) آل عمران ) ( وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ (5) المائدة ) ( وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88) الانعام ) ( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ ) (147) الاعراف ) ( أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) التوبة ) ( أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (69) التوبة ) ( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16) هود ) ( أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً (105) الكهف ) ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9) محمد )( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (28) محمد ) ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ (32) محمد )
فى موضوع البرزخ :
1 ـ خلق الله جل وعلا الأنفس البشرية وصورها قبل خلق آدم والأمر بالسجود له : (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ (11) البقرة ) هذا فى البرزخ . ثم لكل نفس موعد تدخل الجنين الخاص بها ، وتخرج بجسدها تسعى فى الدنيا ، ثم تموت وتعود للبرزخ الذى أتت منه . فى البرزخ نوعان من الأنفس : أنفس لم يأت دورها بعدُ لتدخل فى إختبار الحياة الدنيا ، وأنفس دخلته وماتت . وفى كل الأحوال فالبرزخ لا زمن فيه ولا إحساس . وعليه ، فبعد أن يتم إختبار البشر جميعا سيتم تدمير هذا الكون بقيام الساعة ، ويأتى البعث . وتستيقظ َّ الأنفس تظن أنها نامت ساعة أو يوما أو بعض يوم . قال جل وعلا :
1 / 1 : ( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46) النازعات ) .
1 / 2 : ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ (56) الروم ).
2 ـ آخر إحساس للفرد هو لحظة الإحتضار وأول إحساس له سيكون عند البعث وبينهما برزخ لا إحساس فيه . ولهذا يأتى حذف فترة البرزخ فى قوله جل وعلا : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمْ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمْ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُمْ مَا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (94) الانعام ) . آخر إحساس هنا هو لحظة الاحتضار والكلام مع ملائكة الموت ، بعده سيقال لهم إنهم جاءوا فرادى بلا أموال ولا شفعاء .
3 ـ وقال جل وعلا : ( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) ق ). ما بين سكرة الموت ونفخ الصور والبعث برزخ لا إحساس فيه .
معلوم أن هذا لا يسرى على من يُقتل فى سبيل الله جل وعلا ، فهم أحياء فى البرزخ ، ولا يسرى على فرعون وقومه وقوم نوح فهم معذبون فى البرزخ .
مختارات متنوعة للإيجاز بالحذف .
فى حذف الموصوف والاتيان بالصفة قال جل وعلا عن :
1 ـ ملائكة كتابة الأعمال :
1 / 1 ـ ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) ق )
1 / 2 ـ (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) ( الرعد 11 )
1 / 3 ـ ( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَاماً كَاتِبِينَ (11) الانفطار )
2 ـ فى الحور العين :
2 / 1 : ( وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) الصافات ).
2 / 2 : ( وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52) ص )
2 / 3 : ( فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (56) الرحمن )
3 ـ الغلمان المخلدون فى الجنة : (وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ ) ( الرحمن 54 ) أى غلام دان قريب .
صفة البينات للكتب الإلاهية .
نكتفى بما جاء وصفا للقرآن الكريم فى سورة البقرة : ( فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمْ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209) .
نماذج أخرى :
1 ـ (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا ) ( الكهف 79 ) : أى كل سفينة سليمة .
2 ـ حذف (كان ) واسمها : (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ) ( الانسان 3 ) أى إن كان شاكرا أو إن كان كفورا .
3 ـ حذف المفعول :
3 / 1 : (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا ) ( يوسف 82 ). يعنى ( أهل القرية ) و ( أهل العير ). القافلة .
3 / 2 : (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) ( الأنبياء 23 ) أى عما يفعلون
4 ـ حذف المبتدأ :(وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ ) ( الرحمن 24 ). يعنى السفن الجاريات فى البحر .
5 ـ حذف الخبر
1 ـ (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا ) ( الرعد 31 ). هنا خبر إنّ .
2 ـ (مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا ) ( الرعد 35 ). أى ( وظلها دائم ).
حذف نائب الفاعل :
(حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ ) ( الأنبياء 96 )، أى فُتحت أبواب يأجوج ومأجوج .
حذف التمييز :
( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا ) (24) يوسف ) أى همّت به رغبة وشهوة ، وهمّ بها رغبة وشهوة حذف الفعل :.
( وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ ) (43) ، ( يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ ) (46) يوسف ). حذف الفعل ( يأكلهن )
( يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ )(48) ابراهيم ).أى ( تُبدّل السماوات )
ثم :
( وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً (13) وَأَنزَلْنَا مِنْ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً (14) النبأ ) أى سبع سماوات ، وشمسا سراجا ، وسحبا معصرات ومطرا منهمرا ثجّاجا .
التعليقات
مصطفى اسماعيل حماد
رؤية أخرى لآية سورة الرحمن
أستاذنا ما القرينة التى جعلتك تفترض ورود الغلام فى الآية؟معنى كلمة جنى أى ثمر فيكون معمى الآية وثمر الجنتين قريب .
بن ليفانت
وجهة نظر
:لقد جاء في المقال أن الشرك يحبط العمل الصالح، وأن ""حبطت أعمالهم" تعني "حبطت أعمالهم الصالحة". لنرى ما جاء في الآية 147 من سورة الأعراف: ( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿الأعراف: ١٤٧﴾. إذا افترضنا أن هؤلاء المكذبين ستحبط أعمالهم (الصالحة)، فكيف تستوي الجملة الثانية؟
جملة "هل يجزون إلا ما كانوا يعملون" هي للتأكيد وتقرير الجزاء على ما كانوا يعملون، ولا أظن أن الجزاء هنا على ما كانوا يعملون (صالحًا)، فالتركيز هنا على عمل وجزاء، والجزاء يتبع العمل، ويكون بمثله. بذلك يجب أن يكون المقصود هو أعمال سيئة، وأعتقد أن الآية في الجملة الاولى تقصد نفس الأعمال المذكورة في الجملة الأخيرة. هذه الأعمال ستحبط.
أحمد صبحى منصور
شكرا د مصطفى وشكرا استاذ بن ليفانت ، أكرمكما الله جل وعلا . أقول :
1 ـ كلمة ( جنى ) فعل ماضى ، من جنى المحصول والثمار . والمفهوم ان الذين يقومون بهذا هم الغلمان المخلدون خدم أهل الجنة . قال جل وعلا :
1 / 1 :(يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنزِفُونَ (19) وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) الواقعة )
1 / 2 : ( وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً (17) عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنثُوراً (19) الانسان ).
2 ـ القاعدة الأساس فى الآخرة إن الله جل وعلا لا يظلم أحدا ، وأن بالعمل نفسه يكون الجزاء . العمل الصالح الصادر عن إيمان صحيح يتحول الى نعيم لصاحبه . والعمل السىء الصادر عن كفر يتحول الى عذاب يحيق بصاحبه ويضيّع أى يحبط ما صدر منه من أعمال صالحة فيخسر . الآيات فى ذلك كثيرة . نكتفى منها بقوله جل وعلا : ( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ (27) وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (28) الجاثية )
فهرس كتاب ( القرآن الكريم وعلم النحو العربى )
الباب الأول : بين اللسان القرآنى العربى والألسنة العرب
الباب الثانى : علماء النحو و( المصطلحات )
الباب الثالث : تفوّق القرآن الكريم على النحويين وغيرهم
الباب الرابع : عن إعجاز الحديث القرآنى عن الزمن :
الباب الخامس : عن علم النحو
خاتمة كتاب ( القرآن الكريم والنحو العربى )
دعوة للتبرع
النيل والاستبداد: أصابن ى الصدا ع من كثرة المقا رنة بين...
عن الوحى الالهى: الدكت ور احمد صبحي منصور اكرمة اللة اشكر لكم...
المعاندون : اول ا -كل عام وانت واهلك بخير بمناس بة عيد...
نعمة القرآن الكريم: هل يوجد في الدني ا افضل من القرا ن ؟...
هذا يفسد الصلاة: سلام الله عليك يادكت ورأحم د.. احب اعرف...
more