ف 6 : رعاية الطفولة في الإسلام : ( 3 ) العفة الجنسية حماية للأطفال

آحمد صبحي منصور Ýí 2021-10-15


ف 6 : رعاية الطفولة في الإسلام : ( 3 ) العفة الجنسية حماية للأطفال
كتاب ( ضعف البشر في رؤية قرآنية )
الباب الأول : ضعف البشر الجسدى
ف 6 : رعاية الطفولة في الإسلام : ( 3 ) العفة الجنسية حماية للأطفال
خطورة الزنا على الأطفال
1 ـ الزنا أكبر عدو للأطفال . إذا شاع الانحلال الخلقي في مجتمع شاعت معه الأسر المحطمة والبائسة والمشاكل داخل الأسرة . الزنا حين ينتشر لا يهدد فقط وجود الأسر السعيدة حين يغوى الزوج والزوجة ولكنه أيضاً يمنع تكوين العلاقة الزوجية في الأساس حين يصبح الزواج أمراً مكروهاً والحياة المنطلقة المتحررة البهيمية أمراً مطلوبا .
2 ـ وتتجلى خطورة الزنا قرآنيا في :
2 / 1 : أنه بعد النهى عن قتل الأولاد يأتي الأمر بعدم الاقتراب من الفواحش . يقول جل وعلا:
2 / 1 / 1 : ( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً (31) بعدها : (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً (32) الاسراء )
2 / 1 / 2: ( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ) بعدها : ( وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ) (151) الانعام )
2 / 2 : وصف الزنا بأنه ( وَسَاءَ سَبِيلاً )، أي إن تأثيره سىء على المجتمع ، وهذا يتجلى في شيوع الأمراض الجنسية ووجود أطفال غير شرعيين و( أطفال الشوارع ) يكونون عبئا ونقمة على المجتمع ويشكلون خطورة عليه ، تنتشر فيهم الأوبئة وبهم تتكون جماعات من المجرمين ، بل قد ينتج عنه جرائم التخلص من الطفل غير الشرعى بالاجهاض أو بالقائه بعد ولادته في أي مكان ، وهذا شائع معروف . الأطفال هم أبرز الضحايا لجريمة الزنا ، سواء كانوا أطفالاً شرعيين انفصل أبواهم بسبب الزنا، أو كانوا أطفال غير شرعيين عاشوا يحملون حقداً على المجتمع الذى احتقرهم بسبب لا دخل لهم فيه.
رؤية قرآنية في الحدّ من انتشار الانحلال الخلقى حماية للأطفال
1 ـ ممارسة الجنس غريزة لدى الحيوانات والانسان ، وبها يستمر النوع . الحيوان يمارسها بلا محاذير شرعية شأن الأكل والشرب . أما في الانسان فعليه محاذير وتشريعات ومحرمات في الطعام وممارسة الجنس . كل من الانسان والحيوان لا يملك جسده ، ولكن الحيوان مُسخّر مخلوق للإنسان ، أما الانسان فهو مملوك بجسده ونفسه للخالق جل وعلا ، ولكن ابتلاه الخالق جل وعلا بالحرية في الطاعة أو المعصية . أباح له جل وعلا الأكل من كل الطعام وحرّم عليه أنواعا معينة ، وأباح له الزواج بأكثر من واحدة ،وحرّم العلاقات الجنسية خارج اطار الزواج . ويلاحظ سهولة تشريع الزواج ، وتشريعات القرآن الكريم في حل الخلافات الزوجية ، وهذا موضوع طويل سنتعرض له في كتاب قادم بعون الله جل وعلا عن تشريعات المرأة بين الإسلام والدين السُنّى .
2 ـ ولا يمكن مطلقا في أرض الواقع منع الزنا ، وقد فشلت في ذلك القوانين الوضعية ، والمذاهب الدينية المتزمتة . هناك مجتمعات متحررة جنسيا تؤمن بأن الانسان يملك جسده ، وله حرية التصرف فيه . وعلى النقيض هناك مجتمعات الحجاب والنقاب ، وتحت النقاب تسود العلاقات الجنسية العادية والشاذة .
3 ـ ونعطى هنا رؤية قرآنية سريعة للحدّ من تحول جريمة الزنا الى انحلال خلقى يدفع ثمنه الأطفال .
التوبة
العقوبة سبيل للردع والإصلاح بإسقاط العقوبة على من يتوب
1 ـ ليس الرجم ولكنه ( الجلد) عقوبة للزانى والزانية ، فإذا تابا سقطت العقوبة ، فالعقوبة ليست للانتقام ولكن للإصلاح . وهناك أيضا عقوبة القذف بالزنا للمحصنات ، وتسقط أيضا بالتوبة ، قال جل وعلا : ( سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1) الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (2) الزَّانِي لا يَنكِحُ إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (4) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) النور ).
2 ـ وهناك عقوبة سلبية لمن تشتهر بالفاحشة دون ضبطها متلبسة ، بعد أن يشهد أربعة عليها يكون حبسها الى أن تتوب أو تموت ، وبالتالي تكون التوبة هي الحل الأمثل . قال جل وعلا : ( وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً (15) النساء )
3 ـ تقسيم الذنوب الى صغائر من السيئات وكبائر . ومن يجتنب الكبائر ( كالزنا ) يغفر له الله جل وعلا . قال جل وعلا : ( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً (31) النساء )
3 : تحريم جريمة الزنا ومقدماته ، وغفران ( اللمم ) أي مقدمات اللمم لمن يجتنب الزنا .
3 / 1 : فى تحريم لكل مقدمات الزنا يأتي معنى : ( لا تقربوا ) و ( اجتنب ). قال جل وعلا :
3 / 1 / 1 : ( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى ) (32) الاسراء )
3 / 1 / 2: ( وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ) (151) الانعام )
3 / 3 / 3 : ( وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ )(37) الشورى )
2 / 3 / 4 :( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ )(33)الأعراف )
3 / 2 : ويأتي بتحريم أي نشاط جنسى خارج الزواج . قال جل وعلا :
3 / 2 / 1 :( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ (7) المؤمنون )
3 / 2 / 2 : ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ (31) المعارج ). أي إن كل نشاط جنسى ـ قلّ أو كثُر ــ هو حرام طالما كان خارج العلاقة الزوجية الحلال .
3 / 3 : ولكن يستحيل على الانسان الامتناع تماما عن اللمم أو مقدمات الزنا ، فذلك ( يلُمُّ ) بكل البشر ، يفكر فيه ، يمارسه مع نفسه ( الاستمناء ) يقترب من الزنا بالملامسة والتقبيل ..الخ دون الزنا الكامل المعروف . هذا ( اللمم ) حرام ولكنه من السيئات التي يغفرها الله جل وعلا إذا إجتنب الانسان كبائر الإثم والفواحش أي الزنا . قال جل وعلا في صفات الذين الحسنى والذين سيجزيهم جل وعلا بالحسنى : ( وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى (32) النجم ). فالذين أحسنوا لا يخلو أحدهم من الوقوع في اللمم ، ولكن يغفره الله جل وعلا ، وهو الأعلم بنا ( أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) الملك )
4 ـ باب التوبة مفتوح لمن يقع في الزنا ثم يتوب توبة نصوحا . خصوصا لمن يسارع بالتوبة مبكرا . قال جل وعلا :
4 / 1 : ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136) آل عمران ). هنا أمر بالمسارعة الى التوبة وطلب المغفرة . الله جل وعلا يغفر لمن وقع في الفاحشة فعلا ، وأسرع بالتوبة واستغفر ولم يكن لديه إصرار على العودة اليها .
4 / 2 : ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (17) النساء ). واضح إن هذا عن فترة المراهقة ، وفيها الجهالة . إذا تاب فهى توبة قريبة .
4 / 3 : ( وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54) الانعام ). هنا توبة قريبة يعقبها إصلاح وعمل للصالحات .
4 / 4 : ( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (119) النحل )
5 ـ الوصول الى منتصف العُمر ( الأربعين ) مؤشّر يوجب على الانسان أن يفكر في إصلاح نفسه والتوبة . قال جل وعلا : ( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنْ الْمُسْلِمِينَ (15) الاحقاف )
6 ـ ويظل باب التوبة مفتوحا . قال جل وعلا :
6 / 1 : ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69) إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً (71) الفرقان ). هذا من ضمن صفات عباد الرحمن ، إنهم ( لا يزنون ) ، وإذا وقعوا في الزنا تابوا توبة نصوحا مرتبطة بتصحيح الايمان والعمل الصالح . ويغفر الله جل وعلا بأن يبدّل عملهم السيء القديم بالعمل الصالح التالى ، بالتالى لا يكون زانيا بل تائبا من عباد الرحمن .
6 / 2 : ( قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) الزمر ). أي لا ييأس الفرد من رحمة ربه الغفور الرحيم ، كل ما عليه أن يتوب ويعمل صالحا . قال جل وعلا في الآيات التالية : ( وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنْ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنْ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنْ الْكَافِرِينَ (59) الزمر ).
7 ـ عند الاحتضار على فراش الموت لا يقبل الله جل وعلا توبة الفاسق والكافر. قال جل وعلا : ( وَلَيْسَتْ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (18) النساء )
8 ـ ونلاحظ في الآيات السابقة أن التوبة هي تعامل مع الله جل وعلا ، أي إصلاح للنفس من الداخل .
المجتمع الاسلامى المثالى يخلو من الانحلال الخلقى حماية للطفل .
قال جل وعلا :
1 ـ في صفات هذا المجتمع : ( فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36) وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37) وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (38) وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمْ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39) الشورى ). من ضمن صفاته إجتناب كبائر الإثم والفواحش .
2 ـ ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) الممتحنة ). كان النبى محمد عليه السلام يأخذ العهد على النساء الداخلات في دولته الإسلامية ألا يقعن في الزنا ولا في قتل أولادهن ، ولا نسبة مولود الى غير أبيه .
3 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (19) النور ) توعّد الله جل وعلا بعذاب أليم في الدنيا والآخرة كل من ( يُحبُّ ) أن يشيع الانحلال الخلقى في المجتمع المُسلم . والله جل وعلا هو الذى تكفّل بذلك ، وهو الذى يعلم ونحن لا نعلم . والعذاب الأليم يشمل الدنيا والآخرة . ويلاحظ أن التهديد بالعذاب على مجرد النية القلبية جاء مرتين فقط ، هنا فيما يخص ( حُبُّ إشاعة الفاحشة )، والأخرى فيمن يُريد بقلبه الالحاد والظلم في المسجد الحرام. قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِي وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25) الحج ).
ودائما : صدق الله العظيم .!!
اجمالي القراءات 3294

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   حمد حمد     في   السبت ١٦ - أكتوبر - ٢٠٢١ ١٢:٠٠ صباحاً
[92991]


جزاك الله خيرا معلمنا المحترم والحمدالله رب العالمين على عودة موقع اهل القرآن للعمل من جديد. لدي سؤال لماذا لايوجد تشريع في حال الزوجه اذا زنت واعترفت بذلك وتابت هل يوجد تشريع خاص حول معاشرة الزوج لها مباشره ام تكون هناك فتره مثل حالة الطلاق ٣ اشهر لانه من الممكن ان تحبل من الطرف الآخر.

2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   السبت ١٦ - أكتوبر - ٢٠٢١ ١٢:٠٠ صباحاً
[92992]

اكرمك الله جل وعلا استاذ حمد ، واقول :


1. ـ التوبة والاعتراف بالزنا تُسقط العقوبة .

2 ـ قبل أن يعاشرها جنسيا على  الزوج ان يستوثق من موعد واقعة الزنا ، وأن يعتزلها ثلاثة اشهر ليتبين إن كانت حاملا من هذا  الزنا أم لا . طالما هو متمسك بها له أن يعاشرها جنسيا  بعد الأشهر الثلاثة .  

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5130
اجمالي القراءات : 57,289,389
تعليقات له : 5,458
تعليقات عليه : 14,839
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي