قاض ألمانى يبكى ٣ مرات أثناء شهادته فى قضية مروة الشربينى

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٢٨ - أكتوبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصرى اليوم


قاض ألمانى يبكى ٣ مرات أثناء شهادته فى قضية مروة الشربينى

قاض ألمانى يبكى ٣ مرات أثناء شهادته فى قضية مروة الشربينى

  كتب   دريسدن - نشوى الحوفى وكتب - محمد عبدالخالق مساهل    ٢٨/ ١٠/ ٢٠٠٩
«رويترز»
جانب من جلسة محاكمة قاتل مروة الشربينى أمس

عقدت محكمة دريسدن الألمانية، أمس، ثانى جلسات المحاكمة فى قضية مقتل الدكتورة مروة الشربينى، وسط إجراءات أمنية أقل تشدداً مقارنة باليوم السابق، وتقرر أن تستمر المحاكمة حتى ٦ نوفمبر المقبل موعد المرافعة.

قال حمدى خليفة، نقيب المحامين، رئيس هيئة الدفاع فى قضية الدكتورة مروة الشربينى، إن المحكمة استمعت لأقوال القاضى الذى شهد واقعة مقتل مروة، إلى جانب أقوال الطبيبة الشرعية التى أثبتت تلقيها ١٨ طعنة فى أنحاء متفرقة من جسدها.

وقال خليفة لـ«المصرى اليوم»، فى اتصال هاتفى من دريسدن الألمانية، إن القاضى أشاع جواً مؤثراً فى المحكمة عندما بكى ٣ مرات وهو يتذكر وقائع الجريمة، وأضاف أن القاضى كانت دموعه تنسال وهو يسرد الواقعة، إذ قال للمحكمة إنه استدعى المتهم الذى قال له: إن ألمانيا لا يجب أن تستقبل هؤلاء بعد أحداث ١١ سبتمبر، ولابد أن يكون هناك نازيون جدد للتعامل معهم».

كما أكد القاضى - وفقاً لخليفة - أن المتهم اعترف له بواقعة التعدى وإهانة مروة الشربينى عندما طلبت منه أن يبتعد، لكنه أهانها وسبها.

ونبه القاضى إلى أنه شاهد الجانى يستل شيئاً من سترته وعندما سأله عنه قال إنه يخرج سجائره، ولكنها كانت السكين التى أجهز بها على «مروة»، ووصف القاضى مروة بأنها إنسانة هادئة الطباع. ولفت إلى أن المحكمة قامت بتغريم الجانى ٥٠ يورو عقاباً على محاولته استفزاز هيئة المحكمة لردها وتحويل القضية لدائرة أخرى.

وأشاد خليفة بإجراءات المحاكمة، وقال إن المحكمة تعطى مساحة كافية من الوقت لسماع الشهود لا تقل عن ساعتين لكل شاهد دون مقاطعة.

واتخذت الجلسة شكلاً درامياً عندما خرج علوى عكاز عن صمته وقدم أول شهادة علنية له، وروى التفاصيل الخاصة ببداية الأزمة بين زوجته الراحلة والمتهم، وتطورات الموقف بينهما وأسرار ما حدث يوم الحادث، قائلاً: «لا أعتقد أننى سأواصل العيش فى دريسدن».


شهادتا قاضى «دريسدن» والطبيبة الشرعية تشعلان الجلسة الثانية فى قضية مروة الشربينى

  كتب   دريسدن – نشوى الحوفى ووكالات الأنباء وكتب محمد عبدالخالق مساهل    ٢٨/ ١٠/ ٢٠٠٩

يوم جديد عاشته الجالية المسلمة فى ألمانيا وهى تتابع باهتمام كبير وقائع الحلقة الثانية، أمس، من محاكمة المتهم بقتل الصيدلانية المصرية مروة الشربينى فى مدينة دريسدن الألمانية فى جلسات تستمر ١١ يوما وسيتم خلالها الاستماع لأقوال نحو ٣٠ شاهدا قبل صدور الحكم فى ١١ نوفمبر المقبل.

وعلى عكس ما حدث فى أولى جلسات المحاكمة، أمس الأول، خلع المتهم «أليكس دبليوفينز» نظارته الشمسية بناء على رغبة رئيسة القضاة بيرجيت فيجاند، ولاتزال إجراءات التفتيش الأمنية المشددة تطبق على المحامين والشهود والجماهير والصحفيين المصرح لهم بحضور الجلسة.

وأدلى قاضى محكمة دريسدن توم ماجافسكى بشهادته أمام المحكمة، أمس، بصفته رئيس الجلسة التى شهدت وقوع جريمة القتل فى يوليو الماضى، فيما استمعت المحكمة لأقوال الطبيبة الشرعية التى أثبتت إصابة مروة بـ ١٨ طعنة وجهها لها «المتطرف» الألمانى على أنه سيتم استدعاؤها مرة أخرى أثناء المرافعات الشفوية، الأسبوع المقبل.

قال حمدى خليفة، نقيب المحامين المصريين، لـ«المصرى اليوم» فى اتصال هاتفى من دريسدن الألمانية إن الطبيبة الشرعية أفادت من خلال تقريرها الذى قدمته للمحكمة بأن المدة الزمنية التى كانت بين الطعنات قليلة وأنها بدأت بمنطقة أعلى الظهر فى حين أن زوجها تلقى ١٦ طعنة ثم عاد الجانى لطعن مروة بعدما اشتبك مع زوجها فور سقوطها أرضا.

وأشار «خليفة» إلى أن محامى الجانى ناقش الطبيبة الشرعية من خلال سؤال «عديم الأهمية» حول سبب زيادة التجمع الدموى أسفل الجسم مقارنة بأعلى الجسم، فبادرته الطبيبة بأن هذا شىء طبيعى لأن القتيلة تلقت الطعنات الأولى فى منطقة أعلى الجسم.

قال «خليفة» إن المتهم التزم الصمت الكامل ولم يرد على أسئلة القاضية التى طالبته بالرد عليها حتى ولو بالإشارة والإيماء ولكنه رفض، مما دفع القاضية إلى توقيع غرامة عليه قدرها ٥٠ يورو.

فى إطار ردود الفعل الألمانية أكدت صحيفة «دير شبيجل» أن الحكومة تحاول تهدئة التوترات بعد رد فعلها الضعيف إزاء حادث الاغتيال، مشيرة إلى أن المسلمين فى ألمانيا يتهمون الحكومة بالتباطؤ الشديد فى التعبير عن أسفها إزاء الحادث، وهى تبذل جهدا مضنيا للحيلولة دون تفجر مظاهرات أثناء المحاكمة على غرار تلك التى ثارت أثناء أزمة الرسوم المسيئة للنبى محمد (صلى الله عليه وسلم) فى الصحف الدنماركية فى ٢٠٠٥.

وأشارت إلى أن تحليلا أجرته الخارجية الألمانية حذر من احتجاجات «عنيفة» أمام السفارات الألمانية فى الخارج، فى حين أن قوة عمل حكومية تسعى إلى الحيلولة دون وقوع ضجة فى وسائل الإعلام العربية، والتى من شأنها أن تحرض على تنظيم المظاهرات.

وكشفت الصحيفة أن الجانى مدمن للتدخين والخمر وألعاب العنف الإلكترونية، مشيرة إلى أنه بدلا من أن يسعى لمساعدته طبيا، تحول إلى الخمور وشرب حتى لترى خمر أو ١١ زجاجة من البيرة يوميا.

فى سياق متصل، توقع سفير مصر لدى ألمانيا رمزى عزالدين رمزى صدور حكم سريع وعادل فى القضية، معربا فى تصريحات مقتضبة نقلتها شبكة (سى إن إن) الأمريكية، أمس الأول، عن ثقته الكاملة فى نظام العدالة فى ألمانيا.

فى غضون ذلك، دعت مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الهجرة والاندماج ماريا بومر المتابعين للمحاكمة إلى التحلى بالتعقل وضبط النفس خلال متابعة القضية.

قالت بومر: «هذه الفعلة المفزعة خلفت مشاعر بالحزن والخوف فى كل من مصر وألمانيا ومناطق واسعة من العالم العربى، الأمر الذى جعل الملايين من الناس يتابعون سير المحاكمة باهتمام بالغ»، وأضافت: «والآن تتزايد أهمية الثقة فى نزاهة القضاء الألمانى واحترامه».

تابعت «بومر» تصريحاتها قائلة: «حتى أنا أصابتنى هذه الجريمة بالذهول وأظهرت تلك الحادثة أنه من واجبنا أن نعمل بطاقتنا القصوى من أجل تحقيق التعايش السلمى ونبذ العنف والعنصرية»، ووعدت بالاستمرار فى الوقوف إلى جوار زوج الشربينى وأقاربها قائلة: «لستم وحدكم».

من جانبه، طالب رئيس المجلس المركزى للمسلمين فى ألمانيا أيوب إكسل كولر السياسيين الألمان بموقف إزاء الجريمة، مشيرا إلى أنها «عكرت بشدة صفو العلاقات الألمانية مع العالمين العربى والإسلامى.. وسمعة ألمانيا تضررت كثيرا بسببها، وكما تعمل السياسة فى ألمانيا على مناهضة ظاهرة معاداة الإسلام فإن عليها فى نفس الوقت أن تناهض العواقب الناجمة عن مثل تلك الظاهرة».

زوج الشهيدة مروة يخرج عن صمته ويروى تفاصيل المأساة والمحكمة تشكره لـ«تحمله استعادة ذكرى الحادث»

  كتب   رسالة دريسدن (ألمانيا): نشوى الحوفى    ٢٨/ ١٠/ ٢٠٠٩

أخيرا خرج عن صمته، وأجاب عن أسئلة الجميع داخل القاعة فى أول شهادة علنية له بعد مقتل زوجته مروة الشربينى فى يوليو الماضى على يد المتطرف الألمانى «أليكس دبليو فينز».. وقرر الزوج علوى عكاز أن يروى التفاصيل الخاصة ببداية الأزمة بين زوجته الراحلة والمتهم وتطورات الموقف بينهما، وأسرار ما حدث يوم وقوع الحادث.

وفى الجلسة وقعت عينا علوى على المتهم «قاتل زوجته» دون أن تتغير ملامح وجهه الثابتة منذ لحظة مجيئه، والبعض فسر ذلك بطبيعة علوى الهادئة حتى من قبل الحادث وطبيعته التى تميل للانطواء وعدم التعبير عما يجيش فى نفسه. واستمر هدوء علوى فى كل مراحل الجلسة دون أن يبدى أى انطباع على سلوكيات المتهم الذى بدا رافضاً للانصياع لأى من مطالب المحكمة، وظل علوى محتفظاً بهدوئه حتى عندما طلب الدفاع عن المتهم رد هيئة المحكمة خوفاً من عدم تمتعها بالحيادية.

وبدأ علوى فى الرد على التساؤلات التى وجهت له من قبل هيئة المحكمة فى البداية ثم محاميى المتهم، ومن بعدها من قبل الادعاء العام وكان هادئاً واثقاً فيما يقول مثيراً فى نفوس كل الحاضرين الأسى والحزن من تفاصيل رواها عن لحظة ارتكاب المتهم لجريمته..

وقال: «عقب إدلاء مروة بشهادتها فى المحكمة وأثناء اقترابها من باب القاعة دفعها نحو الباب ووجدته يسدد لها ضربات كنت أظنها بيده فقط فى البداية، فسارعت لإنقاذها منه لأجده يسدد لها طعنات بسكين، دفعته فالتفت لى وسدد لى طعنة ثم عاد وطعن مروة طعنة أخرى، فقمت ودفعته لخارج الغرفة للسيطرة عليه، واستخلاص السكين من يده، إلا أنه سدد لى طعنة أخرى، ثم دخل أحد أفراد الأمن وأطلق النار علىّ فتراجعت للخلف بضع خطوات، فقدت بعدها الوعى تماماً».

وعندما سألت القاضية علوى عن بداية الأزمة الحقيقية بين زوجته والمتهم حكى قصة تواجد زوجته مع ابنهما مصطفى فى الحديقة التى تقع خلف منزلهما وتتوسط الحى الذى يسكنون فيه وإصرار المتهم على البقاء على أرجوحة الأطفال لفترة طويلة وهو ما دفع مروة إلى محادثته طالبةً منه النزول حتى يمنح ابنها فرصة اللعب إلا أنه رفض وبدأ فى سبها.

وأضاف علوى فى شهادته: «لقد قال لها يا إرهابية، يا إسلامية، لا أريد التعامل معك، وعندما يكون لى أبناء فأنا لا أريدهم أن يروا وجهك أنت ومن مثلك، ولو طلب ابنك استخدام الأرجوحة، فسوف آرجحه حتى الموت».

وأضاف علوى: «سمع المتواجدون فى الحديقة كلمات المتهم التى وجهها لزوجتى فسارع بعضهم لمطالبته بالكف عن سلوكه، إلا أنه واصل الهجوم عليها. فقام أحد الأشخاص بمنح زوجتى هاتفه الجوال للاتصال بالشرطة دون أن يرتدع المتهم، حتى رغم علمه بمجىء الشرطة التى جاءت وحصلت على أقوال زوجتى وأقوال الشهود، ثم اصطحبت الشرطة زوجتى للمنزل، لأنها كانت قد تركت جواز سفرها هناك».

ورداً على سؤال من هيئة المحكمة عما إذا كان قد أقام دعوى قضائية ضد المتهم بعد ذلك، أجاب علوى: «لا لم نقم الدعوى أنا أو زوجتى، لقد انصرفت الشرطة بعد أخذها أقوال زوجتى وأخبرتنا أنها قررت منع المتهم من دخول الحديقة لمدة يوم واحد، ثم أخبرتنا الشرطة بعد تلك الواقعة بعدة أيام بضرورة ذهابنا للمحكمة للإدلاء بشهادتها.. فذهبنا معاً وسأل المتهم زوجتى سؤالاً عن سبب وجودها فى ألمانيا، إلا أن القاضى رفض ذلك التساؤل، ولكن المتهم ظل غاضباً وكان يسأل محاميه ذات السؤال بعد انتهاء مروة من الإدلاء بشهادتها».

ورداً على سؤال الادعاء لعلوى عما إذا كان يشعر بالخوف من المتهم أثناء نظر الدعوى الأولى، أجاب علوى: «أبداً لم نكن نشعر بالخوف على الإطلاق، كان لدينا شعور كامل بالأمان، فقط كان لدينا إحساس بعدم الارتياح. ولكن الآن انعدم هذا الشعور، ولا أعتقد أننى سأواصل العيش فى دريسدن». وفى تعليقه على شهادة علوى،

قال الدكتور يوسف هلال ،عضو فريق الدفاع عن مروة الشربينى لـ«المصرى اليوم»: «لقد تحدث علوى بصدق وحكى ما وقع بالفعل، ولذا اكتسب احترام هيئة المحكمة التى رددت الشكر له لإجابته بمثل هذه الطريقة على كل ما وجه له من تساؤلات، والسؤال الأخير الذى وجه لعلوى حول ما إذا كان قد شعر بالخوف أثناء نظر القضية الأولى، كان الهدف منه التعرف على مشاعره قبل وقوع الحادث، لتؤكد أن الجريمة وقعت مع سبق الإصرار والترصد والمباغتة لإنسان كان يدافع عن حقه، وكل هذا دفعنا إلى المطالبة بتوقيع أقصى عقوبة على المتهم وهى السجن مدى الحياة، مع تقديم طلب بعدم منح المتهم حق المطالبة بالإفراج عنه بعد مرور الحد الأدنى للعقوبة وهى ١٥ سنة، لأنه خطر على المجتمع».

وأضاف دكتور هلال أحد أعضاء فريق الدفاع عن مروة الشربينى وزوجها علوى لـ«المصرى اليوم»: «دفاع المتهم تحدث عن أنه لم يكن فى حالته الطبيعية وقت ارتكاب الحادث، وهو أمر لا تأثير له فى سير القضية، لأن المتهم تم الكشف عليه من قبل خبيرة طبية ألمانية كتبت تقريرها للمحكمة،

وذكرت فيه أن المتهم مسؤول عن جميع أفعاله، وليس من المعقول أن تصدق المحكمة تقريراً روسياً عن أوضاع المتهم أثناء تواجده بها، وتتجاهل تقرير الطبيبة التى أوكل لها تحديد حالته الطبية».

وحول «قناع المتهم» وصف هلال المشهد بأنه تمثيلية من دفاع المتهم لإثبات عدم مسؤوليته عما يقوم به، أو هو تأكيد لازدراء المتهم للجالسين أمامه من أقارب مروة وحتى من المحكمة التى سمحت لهؤلاء المهاجرين المسلمين بجرجرته إلى المحكمة».

 




اجمالي القراءات 5006
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   نورا الحسيني     في   الأربعاء ٢٨ - أكتوبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[43269]

الرحمة أولاً وقبل كل شيء

نعمة الإحساس بالآخرين من الله سبحانه وتعالى لا يمنحها إلا من يستحقها ويعمل من أجلها، فهذا القاضي الألماني يستحق الاحترام والتقدير لما يملك من قلب رحيم على من يشاركه صفة الإنسانية .

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق