منتصر الزيات محامي «خلية حزب الله» في حوار مع «الدستور» : لم اتصل بأي قيادات من حزب الله حول القضية

اضيف الخبر في يوم السبت ١٦ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الدستور الأردنية


منتصر الزيات محامي «خلية حزب الله» في حوار مع «الدستور» : لم اتصل بأي قيادات من حزب الله حول القضية

من حزب الله حول القضية ودفاعي يستند على شرعية المقاومة ضد الاحتلال


القاهرة - الدستور - إلهامي المليجي ، ومهدي مصطفى

فى وسط القاهرة حيث مكتب منتصر الزيات المحامى ، المشهور ب"محامي الجماعات الإسلامية" ، وتحديدا فى شارع عبد الخالق باشا ثروت ، وصلنا بناء على موعد سابق. قبل الدخول إلى مكتبه لاحظنا أن اللافتة النحاسية التي تحمل اسمه ممزقة من أحد جوانبها بفعل فاعل ، و بدا أن التمزق جرى منذ فترة قريبة ، نظرنا لبعضنا البعض.. بعد قليل جاء الزيات



وبدأ حوار كشف الأسرار حول خلية حزب الله فى مصر ، ودون تحفظ تكلم الزيات بصراحة لم نتوقعها ، وأجاب دون تردد عن كل أسئلتنا بهدوء ، رغم حساسية القضية المتهم فيها اللبناني سامى شهاب ، أو محمد يوسف منصور ، عضو حزب الله ، واشار الى أنه بات قلقا بعد خطاب الرئيس المصري حسني مبارك فى عيد العمال الخميس الماضى ، وخاصة تأكيده على انه لن يسمح بأى عبث فى الأمن القومى ، ولن يتسامح مع الذين يحاولون إيجاد اعذار لحزب الله ، خطاب مبارك أدى الى قلق الزيات ، وزاد من احتمالية تحويل القضية الى القضاء العسكرى.

الاعترافات التفصيلية المسهبة من المتهم سامى شهاب ، ادهشت الزيات ، الذي اكد انه لا يذكر أن هناك قضية كان وكيلا فيها أو عاصرها توجد بها كل هذه الاعترافات مما احرجه وصعب من مهمته باعتباره محاميا للمتهم.

مفاجأة اخرى يكشف عنها الزيات وهى أنه هو من دفع النائب العام المصرى عبد المجيد محمود ، إلى الكشف عن القضية حين سرب الزيات القصة للصحافة المصرية ، وعن سر بيانه المضاد لبيان النائب العام يقول إنه اضطر لذلك عندما قال النائب العام : لاتوجد توكيلات لأي محام ، فى حين أن من يدعي اخوته لسامى شهاب بعث لي بتوكيل صادر من لبنان وموثق فى الخارجية اللبنانية والسفارة المصرية فى بيروت ، وقد اطلعنا عليه ، واعطانا صورة من بيان النائب العام وبيانه.

ويصل الزيات إلى ذروة الدراما حينما يؤكد أن القضية حقيقية ، وليست ملفقة ، قانونية ، وستذهب إلى المحكمة ، وإذا لم يتم التعامل معها وفق تسوية معينة فالعقوبة فيها ستكون قاسية جدا قد تصل إلى الإعدام طبقا للقانون. مشيرا أنه يجب تطبيق روح القانون..

أما اتهام سامى والذين معه ، فيؤكد الزيات أنهم كانوا مكلفين باغتيال سياح إسرائيليين فى سيناء ردا على اغتيال الحاج رضوان (عماد مغنية) فى دمشق منذ اكثر من عام ، ولكن هذا لم يحدث لأن محمد قبلان المسؤول عن تلك الخلية هو الذى وضع هذه الخطة. وحسب الزيات فإن قيادة حزب الله اللبنانى رفضت ذلك وهذا يعد أمام القانون كأنه العدم لأنه لم يقع ، وتهمة سامي محصورة فى اختراق السيادة ودعم المقاومة الفلسطينية.

لكن خلية سامى لم تكن فى مصر قبل الحرب على غزة مباشرة ، بل كانت موجودة منذ عام 2002 ، أما حكاية التشيع فينفيها الزيات ، مؤكدا أن سامى شهاب قدم نفسه على انه فلسطينى يعيش فى سوريا ، وفى النهاية وشى به أحد المهربين ، فاكتشفت الخلية.

هنا حوار صريح ومثير اليكم تفاصيله:



ہ هل كان الدافع وراء قبولك الدفاع المتهمين فى خلية حزب الله سياسيا أم قانونيا؟
- فى البداية قبلت وكالة قبل أن أعرف خلفية القضية ، وقد جاءنى توكيل سامى لى عن طريق أخيه او من يزعم أنه أخوه ، كان ذلك في شهر ديسمبر - كانون الاول 2008 ، اتصل بى هاتفيا شخص لبناني كان في القاهرة ، أبلغني بأن شقيقه كان في مصر ، وتم القبض عليه بمعرفة أجهزة الأمن ، ولا يعرف الأسباب ، قلت له ارسل لى توكيلا ، فأرسله عبر الفاكس ، لكننى طالبته بإرسال الاصل ، وبالفعل بعث به عن طريق البريد السريع ، و مرفق برسالة من الشخص الذي عرف نفسه بانه أخوه. وأنا معتاد على هذه الاتصالات ، وتكاد تتم بشكل شبه يومي من عرب ، أغلبهم من الفلسطينيين ، يبلغوننى خلالها بأنه تم القبض على أحد أفراد أسرتهم .

لكن هذه المرة كانت مختلفة فعقب اتصال شقيق سامي تعددت البلاغات من أسر مصرية بأنه تم القبض على أحد اولادهم ، وكان القاسم المشترك بين هؤلاء المبلغين أن ذويهم لديهم معرفة بشخص لبناني ، بدأت اربط الخيوط معا قبل أن أتوصل إلى اى معلومات عنهم ، وفي شهر فبراير - شباط الماضى علمت بوجود خلية لحزب الله اللبنانى ، وان الشخص الذى تم توكيلى عنه عضو فى حزب الله .

ہ هل تم القبض عليهم لاعتبارات سياسية؟

- نعم.. وأنا لايختلف لدى الأمر سواء أكان سياسيا أم انسانيا ، و لا اتردد في تقديم يد العون لاي متهم مادامت القضية لا تمثل اخلالا بالشرف او الاعتبار الوطني .

ہ كون القضية ترتبط بانتهاك السيادة الوطنية ألم يجعلك هذا مترددا في قبولها ؟

- الفيصل عندي لا يخضع للتفسير السلطوي ، لاننا كمصريين من فعاليات سياسية وطنية نختلف فى هذا الأمر عن تفسير السلطة ، فنحن قد نرى غير ما تراه السلطة ماسا بالسيادة الوطنية ، وخاصة عندما يكون الهدف نبيلا ، فقط التجسس لصالح اسرائيل يمثل خطا احمرا غير خاضع للاجتهاد او الانطباع .

ہ هل ساورك القلق بعد خطاب الرئيس مبارك في عيد العمال والذي حمل نبرة تصعيدية ؟
- نعم شعرت بالقلق ، وارى ان التصعيد ربما يفضي بالقضية الى القضاء العسكري .

ہ لماذا تأخر الاعلان عن القضية ؟
- عرفت بالقضية قبل الإعلان عنها ، والسلطات كانت تتكتم على التحقيقات ، وكانت تريد تسويتها بشكل ما ، ولكننى كنت السبب الرئيس فى تفجير القضية ، فقد سربت المعلومات إلى جريدة "المصري اليوم" المصرية ، فاضطر النائب العام المصرى عبد المجيد محمود ، أن يصدر بيانا عن خلية حزب الله ، وكان هذا اضطرارا من السلطات للاعلان عن القضية ، وبيان النائب العام كان بيانا أمنيا ، واضطرنى للتعقيب عليه ببيان أوضح فيه الصورة كاملة.

ہ بيان أمنى وليس قضائيا؟

- نعم اصدر بيانا أمنيا ، ومسني بأن قال توجد توكيلات لمحامين ، فى الوقت الذى كنت قدمت فيه للنيابة توكيل سامى الذى أشرت اليه من قبل والصادر من شقيقه وموثق من الخارجية اللبنانية والسفارة المصرية فى بيروت..

لقد عاصرت النائب العام متهما ومحاميا وأنا احترمه لكن دعني اقول ان بيانه كان بيانا امنيا وتلك سابقة في تاريخ النيابه المصرية ( مرفق صوره من بيان النائب العام وصوره من بيان منتصر الزيات )

ہ هل اجريت اتصالات مع قيادات حزب الله للتحاور حول القضية ؟
- حتى الان لم يجر اي اتصال رسمي او غير رسمي بي ، وجميع الاتصالات جاءتني ممن يدعي انه شقيق سامي .

ہ الست واثقا من كونه شقيقه؟

- نعم ، فعندما التقيت سامي للمره الاولى اخبرني ان التوكيل غير صحيح ، لانه لا اشقاء لديه ، وكشف عن ان اسمه ليس سامي إنما محمد يوسف منصور ، وانا اصررت على الحضور وفرضت نفسي في جلسة التحقيق السادسة ، وساعتها اكد المتهم انه يعرفني من زمن عبر وسائل الاعلام ويقدرني كشخص وكمواقف ، وسألني ان كنت اقبل وكالة منه كمحمد يوسف منصور مباشرة ، وانحي التوكيل السابق جانبا فكان له ما اراد.

ہ السيد حسن نصر الله اعلن في خطابه الاخير عن ان جهات محل ثقته تتوسط مع مصر لحل القضية ، هل لديك معلومات عن تلك الجهات والى اين وصلت المفاوضات ؟
- ليس لدي معلومات موثقة ، لكن لدي مؤشرات تنبيء عن اتصالات اطرافها عمرو موسى ونبيه بري ، وهما يحظيان بثقة السلطات المصرية وحزب الله ، ووضح للجانب المصري ان رئيس الدولة اللبنانية لن يرفع الغطاء عن حزب الله ، كما كانت تتوقع السلطات المصرية وخاصة فيما يخص التزوير الخاص بجواز السفر للمتهم الذي يحمل بيانات شخص اخر .

ہ البعض يرى ان اعتراف السيد حسن نصر الله اضعف موقفك الدفاعي القانوني واربك مناصريه الذين شككوا في القضية قبل الاعتراف ؟
- انا اعتبر ان الاعتراف يعكس شجاعة من السيد حسن نصر الله ، وهو الاعتراف الذى اسهم في تعميق وترسيخ شعبيته ، وافشل الحملة التي استهدفت صورة حزب الله في قلوب الجماهير في مصر والعالمين العربي والاسلامي. وكنت أحد الذين دعوا إلى تهدئة مصر ، ويقول حزب الله الحقيقة ، وفى اليوم التالى تكلم السيد نصر الله معترفا بعضوية سامى فى الحزب.

ہ لكن ، الا يؤثر الاعتراف سلبا على دفاعكم ؟
- انا كمحام لا يعنيني الاعتراف لان استراتيجية الدفاع قائمة عندي على شرعية المقاومة .

ہ لكن الشيخ حسن نصر الله تكلم عن سامى شهاب وليس محمد يوسف منصور؟
- عموما اسمه لا يعنينى ، سواء كان سامى أو منصور ، وأنا أتعامل معه على أنه سامى شهاب ، واتساءل: هل المقتضيات الأمنية تجعله يعترف باسمه الحقيقى بمجرد القبض عليه؟

ہ هل تزوير الاسم جريمة؟

- نعم جريمة تزوير.. لكنها أقل الاتهامات فى هذه الحالة.

ہ البعض يرى أنك أفشيت سر التحقيق؟

- لا.. أنا خرجت إلى وسائل الاعلام لتوضيح الصورة الحقيقية عندما وجدت أن ما ينشر يبتعد عن حقيقة الموضوع ، مثل الاتهام بنشر التشيع داخل مصر ، وضرب مصالح مصرية ، وقلت أن هذا الرجل يعترف بأنه عضو فى حزب الله ، وانه حسب قوله فى نص التحقيقات :"جاء لنقل خبرات المقاومة الإسلامية فى لبنان إلى حركات المقاومة الفلسطينية".

ہ وماذا عن الاتهام باغتيال إسرائيليين فى سيناء؟

- بعد اغتيال عماد مغنية فى دمشق ، الملقب بالحاج رضوان ، جاءت تعليمات من محمد قبلان القيادى فى الحزب ، باستهداف أفواج سياح إسرائيليين فى سيناء ، انتقاما وثأرا لمغنية ، ولذلك راقبوا ورصدوا حركة البواخر فى قناة السويس ورصدوا حركة الأفواج الأسرائيلسة فى طابا وشرم الشيخ ونويبع وغيرها ، ولكن حسب سامى شهاب فإن قيادات حزب الله العسكرية حين علمت بذلك ألغت العملية وسحبت محمد قبلان وتم تعنيفه ، وأنتهى الامر ، وهذه التهمة أمام القانون تعتبر هى والعدم سواء ، لأنهم عدلوا عنها قبل تنفيذها.

ہ هل تم الاعتراف تحت التعذيب؟

- سامى اخبرني انهم عاملوه كزميل استخبارات ، قالها نصا.. وأنا لم الحظ اي اثار للتعذيب ، ولكن ما أذهلنى هو الاعترافات التفصيلية للمتهمين ، فهى اعترافات تفصيلية مذهلة ، وطوال عملى فى القضايا السياسية وحتى الجنائية لم أصادف مثل هذه الاعترافات لدرجة أحرجتنى كمدافع عنهم ، وحاولت إسداء النصح لهم لأكنهم لم يستجيبوا لى.

ہ وهل يعد فعلهم اختراقا للسيادة من وجهة نظر القانون؟

- نعم.. وقلنا يجب ترضية مصر.. ولكن حسب الحالة الراهنة تخضع معايير السيادة هنا لفهم المقاومة الشعبية التى نحن معها جميعا ، ونحن فى مصر لدينا سوابق فى إفريقيا ، وإيلات ، وعملية لارنكا.

ہ وماذا عن إيران وتصريحات لاريجانى عن القضية؟

- لا استطيع التدخل بآراء سياسية وأنا أحد المدافعين فى هذه القضية.. ولكن توتر العلاقات المصرية - الإيرانية احد أسباب مثل هذا الموقف الإيرانى من خلية حزب الله.

ہ متى تشكلت خلية حزب الله؟

- منذ عام 2002 ، جاء محمد قبلان إلى مصر واقام فيها مع المتهم فى نفس القضية إيهاب السيد ، وبدأوا فى العمل ، وبدأوا ينقلون متفجرات بين مصر وفلسطين.

ہ وماذا عن موقف الإخوان والتراجع عن مهاجمة النظام بعد اعتراف نصر الله؟

- وجود مصريين فى الخلية اخاف الإخوان ، وجعلهم يصطفون فى مجلس الشعب مع الحكومة ، لأنهم يخشون اتهامهم ، فهم متهمون تاريخيا بأن كل الجماعات خرجت من معطفهم ، وكان الرئيس مبارك يعنيهم فى خطابه الأخير حين قال: لن أسمح لمن يروجون لحزب الله فى الخارج والداخل ، وهم فهموا الرسالة..

ہ ألم يكن يعنى هيكل أو فهمى هويدى؟

- (ضحك) لا لا.. الرئيس لا ينظر ولا يخشى مثل هذه الآراء.. بل إلى تنظيم سياسى قد يتحول إلى عسكرى مثل الإخوان.

ہ هل القضية ضمن مفهوم ولاية الفقيه؟

- لست طائفيا.. وتلك قضايا تاريخية لم تحل منذ قرون ، وعموما سامى قدم نفسه كفلسطيني يعيش فى سوريا ، ولم يقل إنه شيعى قط. وعموما لو جاء أحد لينشر التشيع فى مصر سوف أقطع رقبته ، نحن نلتقى فقط على مواجهة العدو الصهيوني ، خاصة ان إثارة مسألة التشيع تعنى أننا نفتح ملف السنة فى إيران.

ہ لكن القضية قانونية وليست سياسية؟

- نعم قانونية وتذهب إلى المحكمة.. ففيها أركان القضية: اعترافات وأدلة ، وبالتالى إذا تركت للقضاء فسيكون الوضع خطيرا وقد تصل العقوبة إلى الإعدام إذا لم نتوصل إلى تسوية بروح القانون.

ہ هل يمكن اتهام نصر الله ونعيم قاسم ضمن المبدأ القانوني: مسؤولية المتبوع عن التابع ؟

- لا.. هذا يحدث فى المدني وليس الجنائى.

ہ إذن على ماذا ستبنى استراتيجية دفاعك؟
- على شرعية المقاومة الشعبية والاستناد إلى التاريخ ، وعدم اعطاء فرصة للعدو الصهيوني للاصطياد في الماء العكر .


Date : 16-05-2009

اجمالي القراءات 3370
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق