خلية حزب الله خططت لاستهداف السياح الإسرائيليين في سيناء

اضيف الخبر في يوم الأحد ١٢ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصريون


خلية حزب الله خططت لاستهداف السياح الإسرائيليين في سيناء


كتب صبحي عبد السلام وصلاح الدين أحمد (المصريون): : بتاريخ 12 - 4 - 2009
فجر منتصر الزيات رئيس هيئة الدفاع عن المتهمين في قضية خلية "حزب الله"، مفاجأة من العيار الثقيل، حين كشف لـ "المصريون" عن خطة لـ "حزب الله" كلف بها سامي شهاب ومعاونيه، وذلك بالانتقام من الإسرائيليين عقب اغتيال عماد مغنية المسئول العسكري السابق بـ "حزب الله" الذي اغتاله في تفجير سيارة بدمشق في عمل وجهته أصابع الاتهام فيه لـ "الموساد" الإسرائيلي، لكنه قال إن الحزب تراجع عن تنفيذها.


وأضاف الزيات أن "حزب الله" ألغى التكليف الذي أصدره لسامي شهاب بشن هجمات ضد السياج الإسرائيلي الذين يزورون سيناء في اللحظات الأخيرة ، حيث قال الأخير في التحقيقات إنه تلقى أوامر من قيادة "حزب الله" بعدم شن أية هجمات ضد الإسرائيليين في مصر، حتى لا يتسبب في أية أضرار لمصر أو التسبب في إحراجها بسبب اغتيال الإسرائيليين على أراضيها.
ووفق ما نقل الزيات، فقد أكد شهاب "جاءتنا التعليمات بأن مصر خط أحمر لا يمكن شن أي هجمات على أراضيها، والتركيز على وضع خطط لشن هجمات في العمق الإسرائيلي إلى جانب تهريب السلاح والمقاتلين لمساعدة الفلسطينيين والمقاومة في الأراضي المحتلة".
وحسب الزيات، فقد نفى شهاب الذي يقيم في مصر منذ عام 2005م، ويتردد عليها بصفة مستمرة، بعدما قرر "حزب الله" إنشاء وحدة سياسية داخل الحزب باسم "وحدة فلسطين"، حيث كان يقوم بتوصيل المساعدات الإغاثية اللوجستية للفلسطينيين، أن يكون ضمن مهامه المكلف بها هو نشر المذهب الشيعي في مصر أو الترويج لأفكار سياسات "حزب الله"، مؤكدا أن هذه لم يكن من الأهداف التي كلف بها في مصر، وقال إن المتهم اللبناني قدم نفسه للمصريين الذين التقاهم في عامي 2005/2006 على انه فلسطيني يقيم في سوريا وإن مهمته في مصر توصيل المساعدات للفلسطينيين.
وطلب الزيات من النيابة نقل المتهم اللبناني من محبسه في مقار مباحث أمن الدولة إلى أحد السجون التي تشرف عليها النيابة، خاصة وأنه يعاني أوضاعا سيئة في محبسه الحالي.
وكانت نيابة أمن الدولة وجهت اتهامات بالتخابر لصالح دولة أجنبية لتسعة أشخاص في قضية خلية "حزب الله" بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد وحيازة مفرقعات وأسلحة للقيام بأعمال تخريبية.
وأكد عبد المنعم عبد المقصود محامي المتهمين، أن النيابة وجهت إلى اللبناني سامي شهاب وثمانية آخرين تهمة الانضمام لجماعة أسست على خلاف القانون لتعطيل أحكام الدستور والقانون ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والتخابر مع جهة أجنبية هي "حزب الله" بغرض القيام بأعمال تخريبية داخل مصر.
وأضاف أن المتهمين نفوا هذه الاتهامات، وأكدوا أنهم لم يبلغوا أي تكليفات بأية أعمال تخريبية ضد أهداف في مصر أو اغتيال شخصيات مصرية، في الوقت الذي كشف فيه عبد المقصود عن مقابلات كانت تتم في أحد الفنادق بمنطقة الحسين، لتنسيق توصيل المساعدات الإغاثية للفلسطينيين.
لكنه مع ذلك أكد أن القضية سياسية من أولها لأخرها وستخضع للتطورات التي سيشهدها المناخ السياسي وتطور العلاقات بين مصر وحزب الله بالإضافة إلى التوازنات والمواءمات السياسية والعلاقات بين مصر وأمريكا وإسرائيل، وقال إن الجهات القضائية ليست صاحبة القرار في هذه القضية وان الموضوع كله يخضع للقرار السياسي.
إلى ذلك، أجرى الرئيس حسني مبارك أمس اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، تطرق خلاله إلى قضية الخلية التي جرى توقفيها في مصر بتهمة الانتماء لـ "حزب الله"، حيث أكد أن مصر لا تسمح لأحد باستباحة حدودها أو زعزعة استقرارها، وأن القضية برمتها باتت في يد القضاء، على ما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وفي السياق ذاته، استهل صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى، اجتماع المجلس أمس بحملة هجوم على "حزب الله" حيث توجه إلى زعيمه حسن نصر الله، بقوله: إن "مصر لن تكون حقل تجارب لفكر ومخططات حزبكم.. مصر ليست سداحا مداحا للمتآمرين من حزب الله أو غيرهم.. إن أمن مصر ليس مباحا لأحد.. حذرنا من هذا المجلس وحذرنا غيركم.. ولكن الصمم والغطرسة أعمت عيونكم".
وأضاف الشريف في بيان تعليقا على طلب عدد من النواب فتح باب المناقشة حول هذا الموضوع "أن "حزب الله" وقادته من الضاحية يقف محرضا ومثيرا للفتن وداعيا للفرقة والتناحر وشق الصف الفلسطيني ومصدرا للمؤامرات ودسائس التخريب".
وتابع: "إذا كان حزب الله حزبا للمقاومة كما يردد أمينه العام، فإن ذلك شأن داخلي يمارسه داخل بلده وعلى أرضها، وقد ارتكب جريمة شنعاء وتورط في عمل مدان وأعطى نفسه حقا يتنافى والقيم والمبادئ والأعراف، وعليه أن يتحمل نتائج جريمته وعلى الشعب اللبناني أن يقدر حجم التجاوز الذي ارتكب في حق مصر".
وقال الشريف إن نصر الله اعترف بارتكاب الجريمة والتخطيط لها، و"هذا سيد الأدلة"، في إشارة إلى إقراره بأن المعتقل اللبناني في مصر ينتمي لـ "حزب الله"، واعتبر أن جهاز الأمن المصري قد وجه ضربة قاصمة لمخطط "حزب الله"، ووجه إنذارا لكل من تسول له نفسه أن يتلاعب بأمن مصر، وختم بيانه، قائلا "تبا لكل لسان يتطاول على مصر زورا وبهتانا وتبا لكل قدم تطأ مصر رغبة في الاعتداء على أبنائها وتدمير اقتصادها".
من ناحيته، قام الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للمجالس النيابية والشئون القانونية بتوزيع بيان النائب العام المستشار عبد المجيد محمود بشأن التحقيقات في قضية الانضمام والترويج لـ "حزب الله" اللبناني.
وقال شهاب، إن الحكومة المصرية ترفض أن تتحول مصر إلى دولة مستباحة، وأضاف أن الحكومة المصرية ترفض أن تتحول مصر إلى دولة مستباحة، وتابع: هل يمكن أن ينقل نصر الله الأسلحة من داخل للحدود السورية اللبنانية أو الأردنية إلى إسرائيل.
واعتبر شهاب أن "حزب الله" يحظى باحترام في عام 2006، إلا أن أثره ما حازه من احترام ضاع بأفعاله، وقال إن أمن مصر خط أحمر، ونفى أن تكون الحكومة المصرية تسعى لنيل الرضاء الأمريكي والإسرائيلي، بدليل أن التطبيع مع إسرائيل لا يسير كما ينبغي، لأن الحكومة المصرية تضع حقوق الفلسطينيين كشرط للتطبيع.
وقد انضم عدد من رؤساء الأحزاب الصغيرة إلى معمعة الهجوم على "حزب الله"، حيث تساءل النائب أسامة شلتوت رئيس حزب "التكافل": ما أهمية حسن نصر الله أنه عميل صغير في نظام أكبر للشيعة تلك الفئة الضالة، وأعرب عن أسفه لأن مشايخ "آل شلتوت" وهو منهم أعطوا الشيعة قوة بالاعتراف بهم.
لكن الشريف رفض تحويل مجلس الشورى إلى منبر لتعميق الفتن بين السنة والشيعة، وطالب بحذف ما قاله شلتوت من المضبطة، فيما اتهم عدد من النواب حسن نصر الله بالإرهاب والجاسوسية.
وطالب النائب الدكتور عبد المنعم سعيد بتوجيه رد مادي وآخر سياسي لـ "حزب الله"، مشيرا إلى أن هناك من هم أدرى منهم بتوجيه الرد المادي، أما الرد السياسي فيجب أن يكون من خلال التوضيح للشعب اللبناني أن مصر ليست بالدولة التي تنتهك سيادتها.
أما النائب الدكتور أسامة الغزالي حرب رئيس حزب "الجبهة الديمقراطية" فقد اعتبر أن "حزب الله" قد خسر كثيرا بهذه التصرفات الأخيرة، وعلى رأسها انتهاك السيادة المصرية، محذرا من أن تسبب الأزمة الحالية في إحداث فتنة بين السنة والشيعة في مصر.
فيما اعتبر النائب محمد فريد خميس، أن هناك علاقة عضوية بين "حزب الله" وإيران وأن خطط الاثنين في رأيه تضمن السيطرة على العالم العربي، محذرا من خطورة تهديد الأمن القومي في ظل وجود رجال أعمال شيعة يمتلكون شركات في محافظة البحر الأحمر، في حين وصف النائب معوض خطاب حسن نصر الله بأنه رجل غير مسئول.
وتحدث النائب الدكتور علي الدين هلال، قائلا إن "هناك جريمة مكتملة الأركان ونحن نثق في نزاهة النائب العام ونرفض أي تشكيك في النيابة العامة ويجب محاكمة كل من اشترك في هذه الجريمة".
من ناحيتها، أصدرت لجنة الشئون العربية برئاسة السفير محمد بسيوني بيانا مطولا عقب اجتماعها أمس حول إلقاء القبض على تنظيم لـ "حزب الله" اللبناني "قبل تنفيذه لعمليات تخريبية ضد أهداف ومواقع حساسة داخل مصر".
وتلخص بيان اللجنة في الإشادة بجهود أجهزة الأمن واعتراف حسن نصر الله بأن المعتقل اللبناني سامي شهاب هو عضو في "حزب الله"، ما اعتبره دليلا دامغا على ضلوع الحزب وزعيمه في المؤامرة، وقال إن ما قام به حسن نصر الله دون التشاور مع مصر يعتبر انتهاكا للسيادة المصرية، واتهم زعيم "حزب الله" بأنه يتاجر بفتح معبر رفح.

اجمالي القراءات 3534
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق