الاحتباس الحراري.. أغلى صفقة في التاريخ الحديث

اضيف الخبر في يوم الأحد ٠٥ - أكتوبر - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: CNN


الاحتباس الحراري.. أغلى صفقة في التاريخ الحديث

من المفارقات الصارخة في عالم الاقتصاد الحديث أن الكارثة التي تهدد كوكب الأرض أصبحت مصدر ربح ضخم لكبرى الشركات العالمية.
ففي الوقت الذي تخسر فيه الدول الفقيرة أرواحاً ومحاصيل بسبب تغير المناخ، تجني شركات الطاقة والتكنولوجيا الخضراء مليارات الدولارات من «تجارة المناخ»، التي باتت تُعد من أسرع الأسواق نمواً في العقد الحالي.
مقالات متعلقة :

خسائر الدول الفقيرة.. فواتير لا تنتهي
تُظهر تقارير البنك الدولي 2024 أن القارة الإفريقية وحدها تخسر ما بين 3% إلى 5% من ناتجها المحلي الإجمالي سنوياً نتيجة آثار المناخ مثل الجفاف والفيضانات والتصحر.
كما يشير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) إلى أن الخسائر الزراعية العالمية الناتجة عن تغير المناخ تتجاوز 400 مليار دولار سنوياً.

أما منظمة الصحة العالمية، فتؤكد أن الكوارث المناخية تسببت في وفاة أكثر من مليوني شخص منذ عام 2000، معظمهم في دول منخفضة الدخل تعاني من ضعف البنية التحتية والقدرة على التكيف.
شركات النفط.. من الأزمة إلى الثروة
بينما يدفع الجنوب العالمي تكلفة الكارثة، تستفيد شركات الطاقة التقليدية من تحولات السوق، فبحسب بيانات بلومبرغ وStatista Energy (2024)، حققت كبرى شركات النفط مثل إكسون موبيل، وشل، وبي بي، وأرامكو، وشيفرون أرباحاً تتجاوز 1.5 تريليون دولار بين عامي 2022 و2024.
وتشير التحليلات إلى أن جزءاً من هذه الأرباح يأتي من دخول هذه الشركات سوق «الكربون» وبيع أرصدة الانبعاثات كمنتجات مالية جديدة، ما يعني أن شركات التلوث أصبحت تبيع «حق التلوث» نفسه.
أسواق الكربون.. تجارة جديدة تزدهر
تحولت الانبعاثات إلى سلعة مالية قابلة للتداول، تُعرف باسم أرصدة الكربون، ووفق تقرير BloombergNEF لعام 2024، بلغ حجم تجارة الكربون العالمية نحو 900 مليار دولار، تمثل أوروبا منها أكثر من 80% بفضل نظام الاتحاد الأوروبي لتداول الانبعاثات.
ويذكر البنك الدولي في تقرير «State and Trends of Carbon Pricing 2024» أن أكثر من 73 دولة تطبق بالفعل نظاماً لتسعير الكربون أو تخطط لإطلاقه خلال السنوات المقبلة، ما يحوّل مكافحة الانبعاثات إلى سوق ضخمة بمليارات الدولارات سنوياً.
الطاقة الخضراء.. الوجه المضيء للربح
تزامناً مع نمو تجارة الكربون، صعدت قيمة الشركات العاملة في الطاقة المتجددة إلى مستويات تاريخية، فبحسب وكالة الطاقة الدولية، تجاوزت الاستثمارات السنوية في الطاقة النظيفة حاجز تريليوني دولار في 2025، فيما بلغت القيمة السوقية للشركات الخضراء أكثر من 5 تريليونات دولار.
وتتصدر المشهد شركات مثل تسلا (Tesla) ونيكست إيرا إنرجي (NextEra Energy) في الولايات المتحدة، ولونغي (LONGi) وبي واي دي (BYD) في الصين، وهي شركات تحقق أرباحاً غير مسبوقة من الطلب العالمي على الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية والهيدروجين الأخضر، وفق MarketWatch وForbes Clean Energy Index 2025.
مفارقة المناخ.. من يربح ومن يخسر؟
تؤكد الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) أن الدول الصناعية مسؤولة عن نحو 80% من الانبعاثات التاريخية التي تسببت في ارتفاع حرارة الأرض.
ومع ذلك، تكشف بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) والأمم المتحدة (UNFCCC) أن هذه الدول تستحوذ على 80% من أرباح أسواق الكربون والطاقة النظيفة، بينما تحصل أكثر من 100 دولة نامية على أقل من 5% من التمويل الأخضر العالمي.
في المقابل، لا يتجاوز التمويل الفعلي الموجَّه لمشروعات المناخ في الجنوب العالمي 50 مليار دولار سنوياً، أي نصف ما تعهّدت به الدول الغنية منذ قمة كوبنهاغن عام 2009.
اجمالي القراءات 117
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق