إيلاف من واشنطن: بعد ضغوط مجتمعية وقانونية واعلامية هائلة سوف ينظر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في قانونية ترحيل المواطنين الأميركيين الذين يرتكبون جرائم عنف إلى سجون السلفادور، وهو توجه تسبب في صدمة قانونية وحقوقية واجتماعية للمجتمع الأميركي، مما يعزز استمرار النظرية التي تقول إن ترامب ينقل كل ما هو صادم إلى مناطق الاعتياد، حيث لم يسبق لدولة أن أعلنت عن قيامها بترحيل مواطنيها إلى دولة أجنبية لتنفيذ عقوبة السجن بها، خاصة أن المجرم يظل محتفظاً بحق المواطنة، كما أن فكرة تأجير السجون في دولة أخرى ليس أمراً معتاداً.

وعندما تم توجيه سؤال عما إذا كان ترحيل المواطنين الأميركيين إلى سجون أميركا الوسطى قانونياً أم أنه يتطلب تغييراً في القانون، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت: "إنها مسألة ينظر فيها الرئيس، لن يفكر في هذا الأمر، إلا إذا كان قانونيًا، ولكن في حال التطبيق فسوف يتم ذلك على الأميركيين الأكثر عنفًا وفظاعةً وتكرارًا للجرائم، والذين لا يريد أي أحد أن يعيشوا في مجتمعاتنا".

وأكد ترامب الثلاثاء أنه "يؤيد تماما" ترحيل المواطنين الأميركيين المتجنسين إلى السلفادور "إذا كانوا مجرمين".

بدوره رفض المدعي العام الأميركي القول ما إذا كان اقتراح دونالد ترامب بترحيل مواطنين أميركيين إلى السلفادور قانونيا، في تصريحات مثيرة للقلق حول ما يعتقد الخبراء أنها فكرة غير قانونية بشكل لا يقبل الجدل.

مجرد مقترح؟ أم يرقى للقرار؟
واقترح ترامب الفكرة يوم الاثنين في المكتب البيضاوي أثناء زيارة لرئيس السلفادور نجيب أبو كيلة، الذي كان يقبل الأشخاص المرحلين من الولايات المتحدة ويسجنهم في منشأة ضخمة سيئة السمعة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.

وقال ترامب إن "المجرمين المحليين، أي الأميركيين الذين يدفعون الناس إلى داخل مترو الأنفاق، ويضربون السيدات المسنات على مؤخرة رؤوسهن بمضرب بيسبول عندما لا ينتبهن" يمكن إرسالهم إلى السلفادور وسجنهم.

وعندما سأل المذيع جيسي واترز من قناة فوكس نيوز عما إذا كانت الفكرة قانونية، رفضت المدعي العام بام بوندي الرد.

وأضافت "هؤلاء هم الأميركيون الذين يقول عنهم إنهم ارتكبوا أبشع الجرائم في بلادنا، وأن الجريمة سوف تنخفض بشكل كبير لأنه أعطانا توجيهات لجعل أميركا آمنة مرة أخرى".

يجب حبس هؤلاء الأشخاص لأطول فترة ممكنة، طالما يسمح القانون بذلك. لن ندعهم يذهبون إلى أي مكان، وإذا اضطررنا لبناء المزيد من السجون في بلدنا، فسنفعل ذلك.

المجرمون الأكثر عنفاً وتطرفاً
سبق أن صرّح ترامب بأنه "أعجب" بفكرة ترحيل المواطنين الأمريكيين إلى السلفادور. وقالت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، إن ترامب "طرح الفكرة ببساطة".

خلال إحاطة إعلامية في البيت الأبيض يوم الثلاثاء، سُئلت ليفيت عما إذا كان ترحيل المواطنين الأمريكيين إلى سجون أمريكا الوسطى قانونيًا. فقالت: "إنه سؤال قانوني ينظر فيه الرئيس"، مضيفةً أن ترامب كان يدرس هذا الإجراء فقط بالنسبة للأمريكيين "الذين يُعتبرون أكثر المجرمين عنفًا وفظاعةً".

ويقول المحامون وخبراء آخرون إن الفكرة غير قانونية بشكل واضح.

وقالت إيرين كوركوران، أستاذة قانون الهجرة بجامعة نوتردام، لرويترز : "لا يوجد نص في القانون الأميركي يسمح للحكومة بطرد المواطنين من البلاد".

تدفع الولايات المتحدة حاليا للسلفادور 6 ملايين دولار لإيواء أشخاص تزعم أنهم أعضاء في عصابة ترين دي أراغوا لمدة عام.