نقد كتاب إلقاء المحاجر على أثر صلوا خلف كل بر وفاجر
نقد كتاب إلقاء المحاجر على أثر صلوا خلف كل بر وفاجر
المؤلف أبو الحارث المحضار وهو يدور حول إثبات بطلان رواية صلوا خلف كل بر و فاجر وفى مقدمته قال :
"وبعد :
كنت منذ حوالي العام قد قررت إدراج بعض الروايات في كتابي بشأن الطاعة و من ضمن هذه الروايات رواية صلوا خلف كل بر و فاجر و أمثالها وكلها أحاديث لا تصح أخذها المنحرفون فجعلوها دين يتعبد به فجعلوا طاعة من أمسك بالعصا ليسوق به الرعية من طاعة الله"
وقد خرج الرجل الحديث من الكتب فقال :
"حديث:
الصلاة واجبة عليكم مع كل مسلم بر أو فاجر وإن هو عمل الكبائر والجهاد واجب مع كل أمير بر أو فاجر وإن هو عمل الكبائر
طرق الحديث
الحديث من طريق أم المؤمنين عائشة:
المعجم الأوسط ج: 3 ص: 175
2844 حدثنا إبراهيم قال حدثنا عمرو بن الحصين قال حدثنا علي بن أبي سارة قال حدثنا علي بن زيد عن عروة عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تكفروا أحدا من أهل قبلتكم بذنب وإن عملوا بالكبائر وصلوا مع كل إمام وجاهدوا مع كل أمير ثم لم يرو هذا الحديث عن علي بن زيد إلا علي بن أبي سارة تفرد به عمرو بن الحصين.
مجمع الزوائد ج: 1 ص: 107
عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تكفروا أحدا من أهل القبلة بذنب وإن عملوا بالكبائر وصلوا مع كل إمام وجاهدوا مع كل أمير رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن أبي سارة وهو ضعيف متروك الحديث.
الحديث من طريق واثلة بن الأسقع:
مصباح الزجاجة ج: 2 ص: 34
قال الإمام الكتاني المتوفي سنة 240 هـ في مصباح الزجاجة
548 حدثنا أحمد بن يوسف السلمي حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا الحارث بن نبهان حدثنا عتبة بن يقظان عن أبي سعيد عن مكحول عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا على كل ميت وجاهدوا مع كل أمير.
هذا إسناد ضعيف أبو سعيد هذا هو الصواب واسمه محمد بن سعيد وعتبة بن يقظان والحارث بن نبهان كلهم ضعفاء رواه الدارقطني في سننه من حديث واثلة بن الأسقع أيضا.
الحديث من طريق علي بن أبي طالب رضي الله عنه
7 ثنا أحمد بن محمد بن أبي شيبة حدثنا محمد بن عمرو بن حنان ثنا بقية ثنا أبو إسحاق القنسريني ثنا فرات بن سليمان عن محمد بن علوان عن الحارث عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم من أصل الدين الصلاة خلف كل بر وفاجر والجهاد مع كل أمير ولك أجرك والصلاة على كل من مات من أهل القبلة وليس فيها شيء يثبت.
سنن البيهقي الكبرى ج: 3 ص: 121
5083 أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا أحمد بن صالح ثنا بن وهب حدثني معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الجهاد واجب عليكم مع كل أمير برا كان أو فاجرا والصلاة واجبة عليكم خلف كل مسلم برا كان أو فاجرا وإن عمل الكبائر والصلاة واجبة على كل مسلم برا كان أو فاجرا وإن عمل الكبائر .
سنن البيهقي الكبرى ج: 8 ص: 185
36 باب المقتول من أهل البغي أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمد بن الفضل بن جابر ثنا أحمد بن عيسى ثنا بن وهب عن معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الجهاد واجب عليكم مع كل أمير برا كان أو فاجرا وإن عمل الكبائر والصلاة واجبة على كل مسلم برا كان أو فاجرا وإن عمل الكبائر ."
وتحدث المحضار عن أسانيد الحديث وأنها ضعيفة فقال :
|وهذه الروايات هي ما ضعفها العلماء كما سنوضح
كشف الخفاء ج: 2 ص: 41
الإمام العجلوني
1628 صلوا على كل ميت وجاهدوا مع كل أمير رواه ابن ماجة والدارقطني عن واثلة مرفوعا وللطبراني وأبي نعيم والدارقطني أيضا بسندين مختلفين إلى ابن عمر مرفوعا صلوا على من قال لا إله إلا الله وصلوا خلف من قال لا إله إلا الله وأخرج أبو داود والدارقطني واللفظ له صلوا خلف كل بر وفاجر وكذا البيهقي لكن بزيادة وجاهدوا مع كل أمير كلهم عن أبي هريرة بسند منقطع ورواه الدارقطني عن ابن مسعود وعن أبي الدرداء وكذا ابن حبان في الضعفاء وكل الإشارة واهية كما صرح واحد وأصح ما فيه حديث مكحول عن أبي هريرة على إرساله.
قلت: والمرسل نوع من أنواع الضعيف كما لا يخفى.
الدراية في تخريج أحاديث الهداية ج: 1 ص: 168
حديث صلوا خلف كل بر وفاجر الدارقطني من طريق مكحول عن أبي هريرة رفعه به وزاد وصلوا على كل بر وفاجر وجاهدوا مع كل بر وفاجر قال الدارقطني مكحول لم يسمع من أبي هريرة ورجاله ثقات وهو ثم أبي داود من هذا الوجه بلفظ الجهاد واجب مع كل أمير برا كان أو فاجرا والصلاة واجبة خلف كل مسلم برا كان أو فاجرا وإن عمل الكبائر وله طريق أخرى ثم الدارقطني موصولا إلا أن فيها عبد الله بن محمد بن يحي بن عروة وهو ضعيف ولفظه سيليكم بعدي البر والفاجر فاسمعوا وأطيعوا وصلوا وراءهم وفي الباب عن واثلة بن الأسقع رفعه لا تكفروا أهل قبلتكم وإن عملوا الكبائر وصلوا مع كل إمام وجاهدوا مع كل أمير وصلوا على كل ميت من أهل القبلة أخرجه ابن ماجة بإسناد واه وعن ابن عمر رفعه وصلوا على من قال لا إله إلا الله وصلوا وراء من قال لا إله إلا الله أخرجه الدارقطني وأبو نعيم في الحلية وإسناده ضعيف وأخرجه الدارقطني من طريق أخرى واهية وأخرجه أيضا عن ابن مسعود رفعه قال ثلاث من السنة الصلاة خلف كل إمام لك صلاته وعليه إثمه أخرجه الدارقطني وإسناده ساقط وأخرجه من حديث علي رفعه من أصل الدين الصلاة خلف كل بر وفاجر وإسناده واه.
قال الدارقطني ليس في هذه الأحاديث شيء يثبت.
وعن أبي الدرداء رفعه لا تكفروا أحدا من أهل القبلة وصلوا خلف كل أمام وجاهدوا مع كل أمير أخرجه إذنه وإسناده ضعيف.
نصب الراية ج: 2 ص: 27
أحاديث الباب أخرج بن ماجة في سننه عن الحارث بن نبهان عن عتبة بن يقظان عن أبي سعيد الشامي عن مكحول عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكفروا أهل ملتكم وإن عملوا الكبائر وصلوا مع كل إمام وجاهدوا مع كل أمير وصلوا على كل ميت من أهل القبلة انتهى.
وأبو سعيد هذا قال الدارقطني مجهول وعتبة قال بن الجنيد لا يساوي شيئا والحارث بن نبهان قال النسائي متروك وقال بن حبان لا يحتج به وأسند إلى بن معين أنه قال ليس بشيء.
حديث آخر أخرجه الدارقطني عن محمد بن الفضيل عن سالم الأفطس عن مجاهد عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا على من قال لا إله إلا الله وصلوا وراء من قال لا إله إلا الله انتهى.
وأعله بن الجوزي بمحمد بن الفضيل قال قال النسائي متروك وقال أحمد حديثه يشبه حديث أهل الكذب وقال بن معين كان كذابا انتهى.
ورواه أبو نعيم في الحلية عن سويد بن عمر وعن سالم الأفطس به.
وأخرجه بن الجوزي في العلل المتناهية من طرق أخرى واهية.
أحدها فيها عثمان بن عبد الرحمن ونسبه إلى الكذب عن بن معين.
والأخرى فيها الوليد المخزومي خالد بن إسماعيل ونسبه إلى الوضع عن بن عدي .
والأخرى فيها وهب بن وهب القاضي ونسبه أحمد إلى الوضع والأخرى فيها عبد الله العثماني ونسب إلى الوضع عن بن عدي وابن حبان وحديث عثمان بن عبد الرحمن وحديث الوليد المخزومي كلاهما في سنن الدارقطني.
عون المعبود ج: 7 ص: 148"
وتحدث عما فهمه القوم من الحديث وهو فهم خاطىء في أمر الفاجر فقال :
"الجهاد واجب عليكم مع كل أمير أي مسلم برا كان أو فاجرا أي وإن عمل الكبائر وإثمه على نفسه والإمام لا يعزل بالفسق والصلاة أي المكتوبة واجبة عليكم خلف كل مسلم أي اجتمعت فيه شروط الإمامة برا كان أو فاجرا وإن عمل الكبائر والاقتداء بغيره أفضل والصلاة أي صلاة الجنازة واجبة على كل مسلم أي ميت ظاهر الإسلام.
قال العزيزي فالجهاد وصلاة الجماعة وصلاة الجنازة من فروض الكفايات انتهى.
قلت (صاحب عون المعبود) كون صلاة الجماعة فرض كفاية بعيد غاية البعد عن شعار الإسلام وطريق السلف العظام لأنه يؤدي إلى أنه لو صلى شخص واحد مع إمام في مصر تسقط عن الباقين كذا قيل وكون الجهاد فرض كفاية ليس على الإطلاق بل يكون في بعض الحالات فرض عين وقد أطال الكلام في إسناد هذا الحديث الإمام الزيلعي في نصب الراية وفي معنى هذا الحديث علي القاري في المرقاة وشرح قال المنذري هذا منقطع مكحول لم يسمع من أبي هريرة.
قلت: والعزيزي لن نشغل أنفسنا به إذ يكفي أن الرجل يقول أن الجماعة فرض كفاية ولمن لا يعلم فالرجل يريد جماعة واحدة فقط و لا داعي لصلاة الجماعة فمن أداها فقد أداها عن المسلمين جميعا!!!
فيض القدير ج: 3 ص: 365
مع كل أمير أي مسلم برا كان أو فاجرا وإن هو عمل الكبائر وفجوره إنما هو على نفسه والإمام لا ينعزل بالفسق والصلاة يعني المكتوبة الخمس واجبة عليكم خلف كل مسلم برا كان أو فاجرا وإن هو عمل الكبائر لأن مرتكب الكبائر لا يخرج بارتكابها عن الإيمان فتصح الصلاة خلف كل محمود ومبتدع لا يكفر ببدعته قال الأشرفي قوله واجبة عليكم أي جائزة عليكم لأن الوجوب والجواز مشتركان في جانب الإتيان بهما قال وقد تمسك بظاهره القائل بوجوب الجماعة وفي قوله وإن عمل الكبائر دلالة على أن من أتى الكبائر لا يكفر ولفظ الكبائر على صيغة الجمع يدل على تعدد صور الكبيرة منه اه.
والصلاة واجبة عليكم على كل مسلم يموت برا كان أو فاجرا وإن هو عمل الكبائر لكن الوجوب هنا على الكفاية فيسقط الفرض بواحد ولا يجوز دفن من مات على الإسلام بدون صلاة وإن تعاطى جميع الكبائر ومات مصرا عليها ولم يتب عن شيء منها قال الطيبي وفي ظاهر كل قرينة دلالة على وجوب أمر وجواز أمر فالأولى تدل على وجوب الجهاد على المسلم وعلى جواز كون الفاسق أميرا والثانية تدل على وجوب الصلاة جماعة وجواز أن يكون الفاجر إماما والثالثة على وجوب الصلاة عليهم وعلى جواز صدورها عن الفاجر هذا ظاهر الحديث "
وتحدث المحضار عن المجروحين والضعفاء في الأسانيد مرة اخرى فقال :
"ومن قال إن الجماعة لا تجب عينا تأوله بأنه فرض على الكفاية كالجهاد وعليه دليل إثبات ما ادعاه داع وكذا البيهقي في السنن كلهم من حديث عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن أبي هريرة قال في أعطى وهذا منقطع وفي الميزان بعد ما ساقه من مناكير عبد الله بن صالح كاتب الليث هذا مع نكارته منقطع واه.
وتقدمه للتنبيه عليه الدارقطني فقال مكحول لم يلق أبا هريرة وقال ابن حجر لا بأس برواته إلا أن مكحولا لم يسمع من أبي هريرة وفي الباب عن أنس خرجه سعيد بن منصور وأبو داود وفي إسناده أيضا ضعف.
لسان الميزان ج: 3 ص: 387
1541 عبد الجبار هو بن الحجاج الخراساني عن مكرم بن حكيم عن منير بن سيف عن أبي الدرداء رضي الله عنه رفعه صلوا خلف كل إمام وقاتلوا مع كل أمير وقال محفوظ وليس في هذا المتن إسناد يثبت وضعفه الدارقطني فإنه ساق في السنن الحديث المذكور من الطريق المذكور لكنه من رواية عباد بن الوليد الغبري عن الوليد بن الفضل وقال من بعد عباد ضعيف فدخل عبد الجبار فيهم كما دخل الن منير لكنه وقع في روايته منير بن سيف بدل سيف بن منير فلعله اقلب على أحدهما .
ضعفاء العقيلي ج: 3 ص: 90
1061 عبد الجبار بن الحجاج بن ميمون عن مكرم بن حكيم إسناده محفوظ حدثناه إبراهيم بن عبد الوهاب الابزاري قال حدثنا إسحاق بن وهب العلاف قال حدثنا الوليد بن الفضل قال حدثنا عبد الجبار بن الحجاج بن ميمون عن مكرم بن حكيم عن منير بن سيف عن أبي الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول صلوا خلف كل إمام وقاتلوا مع كل أمير وليس في هذا المتن إسناد يثبت.
نصب الراية ج: 2 ص: 26
وروى الطبراني في معجمه حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا عمي القاسم بن أبي شيبة ثنا محمد بن يعلى ح وحدثنا محمود بن محمد الواسطي ثنا محمد بن يحيى الأزدي ثنا إسماعيل بن أبان الوراق ثنا يحيى بن يعلى الأسلمي عن عبيد الله بن موسى عن القاسم الشامي عن مرثد بن أبي مرثد الغنوي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن سركم أن تقبل صلاتكم فليؤمكم علماؤكم فإنهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم انتهى ورواه الحاكم في المستدرك في كتاب الفضائل عن يحيى بن يعلى به سندا ومتنا إلا أنه قال فيؤمكم خياركم وسكت عنه.
)تعليق(
قلت يحيى بن يعلى الأسلمي لا يصح حديثه، ــ يحيى بن يعلى الأسلمى القطوانى ، أبو زكريا الكوفي مرتبته عند ابن حجر : ضعيف شيعي و مرتبته عند الذهبي : ضعيف.
قال المزى فى "تهذيب الكمال :"
) بخت ( : يحيى بن يعلى الأسلمى القطوانى ، أبو زكريا الكوفى . اهـ .
و قال المزى : قال عبد الله بن أحمد ابن الدورقى ، عن يحيى بن معين : ليس بشيء . و قال البخاري: مضطرب الحديث و قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، ليس بالقوى.
قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 11/304 :
و أخرج ابن حبان له فى " صحيحه " حديثا طويلا فى تزويج فاطمة فيه نكارة . و قد قال ابن حبان فى " الضعفاء " : يروى عن الثقات المقلوبات ، فلا أدرى ممن وقع ذلك : منه أو من الراوي عنه أبى ضرار بن صرد ، فيجب التنكب عما رويا . و قال البزار : يغلط فى الأسانيد .
وروى الدارقطني ثم البيهقي في سننهما من حديث الحسين بن نصر المؤدب عن سلام بن سليمان عن عمر بن عبد الرحمن بن يزيد عن محمد بن واسع عن سعيد بن جبير عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعلوا أئمتكم خياركم فإنهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم انتهى قال البيهقي إسناده ضعيف انتهى وقال بن القطان في كتابه وحسين بن نصر لا يعرف انتهى.
..الحديث الثالث والستون قال عليه السلام صلوا خلف كل بر وفاجر قلت أخرجه الدارقطني في سننه عن معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلوا خلف كل بر وفاجر وصلوا على كل بر وفاجر وجاهدوا مع كل بر وفاجر انتهى قال الدارقطني مكحول لم يسمع من أبي هريرة ومن دونه ثقات انتهى.
من طريق الدارقطني رواه بن الجوزي في العلل المتناهية وأعله بمعاوية بن صالح مع ما فيه من الانقطاع بالإجماع .
.. والحديث رواه أبو داود في سننه في كتاب الجهاد وضعفه بأن مكحولا لم يسمع من أبي هريرة ولفظه قال الجهاد واجب عليكم مع كل أمير برا كان أو فاجرا والصلاة واجبة عليكم خلف كل مسلم برا كان أو فاجرا وإن عمل الكبائر والصلاة واجبة على كل مسلم برا كان أو فاجرا وإن عمل الكبائر انتهى.
ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في المعرفة وقال إسناده صحيح إلا أن فيه انقطاعا بين مكحول وأبي هريرة .
وله طريق آخر ثم الدارقطني عن عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة عن هشام بن عروة عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة مرفوعا سيليكم من بعدي ولا البر ببره والفاجر بفجوره فاسمعوا له وأطيعوا فيما وافق الحق وصلوا وراءهم فإن أحسنوا فلكم ولهم وإن أساءوا فلكم وعليهم انتهى.
قلت: الرواية لم يعلق عليها الزيلعي و لكنها موضوعة و المتهم بها عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة و إليك التفصيل:
رواها عبد الله بن محمد ..
الجرح والتعديل ج: 5 ص: 158
عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير روى عن هشام بن عروة روى عنه يعقوب بن حميد وإبراهيم بن المنذر نا عبد الرحمن قال سألت أبى عنه فقال هو متروك الحديث ضعيف الحديث جدا ولم يقرأ علينا ما كان سمع من إبراهيم بن المنذر عنه.
الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج: 2 ص: 141
عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير مديني يروي عن هشام بن عروة قال أبو حاتم الرازي متروك الحديث وقال ابن حبان يروي الموضوعات عن الأثبات ويأتي عن هشام بما لم يروه قط لا يحل كتب حديثه.
ميزان الإعتدال في نقد الرجال ج: 4 ص: 177
4780 عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير المدني عن هشام بن عروة وغيره وعنه إبراهيم بن المنذر ومن بلاياه عن هشام عن أبيه عن عائشة مرفوعا من لم يجد صدقة فليلعن اليهود قال ابن حبان يروي الموضوعات عن الثقات وقال أبو حاتم الرازي متروك الحديث وساق ابن عدي له أحاديث ثم قال عامتها مما لا يتابعه عليه الثقات انتهى .
ومن طريق الدارقطني رواه بن الجوزي في العلل وأعله بعبد الله هذا قال أبو حاتم متروك الحديث وقال بن حبان لا يحل كتب حديثه قال بن الجوزي وسئل أحمد عن حديث صلوا خلف كل بر وفاجر فقال ما سمعنا به انتهى.
نصب الراية ج: 2 ص: 28
حديث آخر أخرجه الدارقطني أيضا عن عمر بن صبيح عن منصور عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من السنة الصف خلف كل إمام لك صلاتك وعليه إثمه والجهاد مع كل أمير لك جهادك وعليه شره والصلاة عل كل ميت من أهل التوحيد وإن كان قاتل نفسه انتهى قال عمر بن صبيح متروك انتهى.
وفي تحقيق بن الجوزي قال بن حبان كان يضع الحديث انتهى.
قلت )طالب العلم :(هذا الحديث كذبه الدجالون على النبي صلى الله عليه وسلم لكن الكذاب الذي كذبه لم يحسن الكذب.
فقال: عن النبي قال ثلاث من السنة ..
النبي يقول: "ثلاث من السنة" ... .. يا لهم من كذابين!
حديث آخر أخرجه الدارقطني عن فرات بن سليمان عن محمد بن علوان عن الحارث عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصل الدين الصلاة خلف كل بر وفاجر والجهاد مع كل أمير والصلاة على كل من مات من أهل القبلة انتهى قال الدارقطني ليس في هذه الأحاديث شيء يثبت .
ومن طريق الدارقطني رواه بن الجوزي في العلل وقال فرات بن سليمان قال بن حبان منكر الحديث جدا يأتي بما لا يشك أنه معمول لكن سماه فرات بن سليم والحارث فقال فيه بن المديني كان كذابا انتهى.
حديث آخر أخرجه إذنه في كتابه عن الوليد بن الفضل أخبرني عبد الجبار بن الحجاج الخراساني عن مكرم بن حكيم الخثعمي عن سيف بن منير عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكفروا أحدا من أهل القبلة وصلوا خلف كل إمام وجاهدوا مع كل أمير انتهى.
والوليد بن الفضل العنزي قال بن حبان في كتاب الضعفاء له يروي المناكير التي لا يشك أنها موضوعة لا يجوز الاحتجاج به وقال أبو حاتم مجهول ومكرم بن حكيم قال الأزدي ليس حديثه بشيء وسيف ضفعه الدارقطني وقال الأزدي لا يكتب حديثه."
وأنهى المحضار بحثه بأن كل سند من اسانيد الحديث فيه متكلم فيه أى مجروح فقال :
"خلاصة الحديث
قلت الحديث من طريق أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها فيه علي بن أبي سارة ضعيف متروك و قد انفرد (المعجم الأوسط 3/175(
ومن طريق واثلة بن الأسقع قال الكتاني في مصباح الزجاجة ج: 2 ص: 34 هذا إسناد ضعيف.
أبو سعيد هذا هو الصواب واسمه محمد بن سعيد وعتبة بن يقظان والحارث بن نبهان كلهم ضعفاء
رواه الدارقطني في سننه من حديث واثلة بن الأسقع أيضا
و من طريق علي بن أبي طالب في سنن الدارقطني ج: 2 ص: 57
وقال وليس فيها شيء يثبت
و قد ورد في سنن البيهقي الكبرى ج: 3 ص: 121 و سنن البيهقي الكبرى ج: 8 ص: 185 ع
أن مكحول عن أبي هريرة قال العجلوني في كشف الخفاء ج: 2 ص: 41 كلهم عن أبي هريرة بسند منقطع
وقال "وكل الإشارة واهية كما صرح واحد وأصح ما فيه حديث مكحول عن أبي هريرة على إرساله "
و قال الزيلعي في الدراية في تخريج أحاديث الهداية ج: 1 ص: 168
قال الدارقطني مكحول لم يسمع من أبي هريرة
قال أيضا .. وله طريق أخرى ثم الدارقطني موصولا إلا أن فيها عبد لله بن محمد بن يحي بن عروة وهو ضعيف
و قال أخرجه ابن ماجة بإسناد واه
وقال وعن ابن عمر رفعه .. أخرجه الدارقطني وأبو نعيم في الحلية وإسناده ضعيف
وأخرجه الدارقطني من طريق أخرى واهية وأخرجه أيضا عن ابن مسعود رفعه
.. أخرجه الدارقطني وإسناده ساقط
وأخرجه من حديث علي رفعه من أصل الدين الصلاة خلف كل بر وفاجر وإسناده واه
ثم نقل رحمه الله:
قال الدارقطني ليس في هذه الأحاديث شيء يثبت
وعن أبي الدرداء رفعه .. أخرجه إذنه وإسناده ضعيف
وفي نصب الراية ج: 2 ص: 27 ضعف رواية واثلة المذكورة أعلاه
و قال وأبو سعيد هذا قال الدارقطني مجهول وعتبة قال بن الجنيد لا يساوي شيئا
والحارث بن نبهان قال النسائي متروك وقال بن حبان لا يحتج به
وأسند إلى بن معين أنه قال ليس بشيء
وقال أيضا عن حديث بن عمر وأعله بن الجوزي بمحمد بن الفضيل
قال قال النسائي متروك وقال أحمد حديثه يشبه حديث أهل الكذب
وقال بن معين كان كذابا انتهى و نقل أيضا ورواه أبو نعيم في الحلية عن سويد بن عمر وعن سالم الأفطس به
وأخرجه بن الجوزي في العلل المتناهية من طرق أخرى واهية
أحدها فيها عثمان بن عبد الرحمن ونسبه إلى الكذب عن بن معين
والأخرى فيها الوليد المخزومي خالد بن إسماعيل ونسبه إلى الوضع عن بن عدي
والأخرى فيها وهب بن وهب القاضي ونسبه أحمد إلى الوضع
والأخرى فيها عبد الله العثماني ونسب إلى الوضع عن بن عدي وابن حبان
وحديث عثمان بن عبد الرحمن وحديث الوليد المخزومي كلاهما في سنن الدارقطني
و جاء في عون المعبود ج: 7 ص: 148 "
وقد أطال الكلام في إسناد هذا الحديث الإمام الزيلعي في نصب الراية
وفي معنى هذا الحديث علي القاري في المرقاة وشرح قال المنذري هذا منقطع مكحول لم يسمع من أبي هريرة"
و في فيض القدير قال "كلهم من حديث عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح
عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن أبي هريرة قال في أعطى وهذا منقطع
وفي الميزان بعد ما ساقه من مناكير عبد الله بن صالح كاتب الليث هذا مع نكارته منقطع واه"
و قال وتقدمه للتنبيه عليه الدارقطني فقال مكحول لم يلق أبا هريرة
وقال ابن حجر لا بأس برواته إلا أن مكحولا لم يسمع من أبي هريرة
وفي الباب عن أنس خرجه سعيد بن منصور وأبو داود وفي إسناده أيضا ضعف"
وقال الذهبي في لسان الميزان ج: 3 ص: 387 "وليس في هذا المتن إسناد يثبت"
و نقل الزيلعي "قال بن الجوزي وسئل أحمد عن حديث صلوا خلف كل بر وفاجر فقال ما سمعنا به انتهى"
وقال العقيلي ضعفاء العقيلي ج: 3 ص: 90 أمير وليس في هذا المتن إسناد يثبت
وعن حدبث بن مسعود فيه قال الزيلعي في نصب الراية ج: 2 ص: 28 (فيه) قال عمر بن صبيح متروك انتهى
وفي تحقيق بن الجوزي قال بن حبان كان يضع الحديث انتهى."
وحكم المحضار على الرواية بأنها موضوعة لم يقلها النبى (ص) فقال :
"حكم الرواية
أخيرا ... حكم الرواية موضوعة و لا شك و لا يصح فيها شئ بالمرة
وهذا لا شك فيه فالنبي الذي ينهى عن اتخاذ الخل السوء
وربنا الذي نهانا عن موالاة اليهود و النصارى و الكفار
بل إن الفجار لفي جحيم
قال تعالى: وإن الفجار لفي جحيم
كيف يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة خلف أهل الجحيم؟
أندخلها معهم و العياذ بالله؟
انظر معي :
لقد نسبوا هذا الكذب لإبن عمر و بن مسعود و عائشة و واثلة بن الأسقع و علي بن أبي طالب
فسبحان الله رب العالمين
إن بعض الأمور في الدين لم يأتنا خبرها إلا عن طريق صحابي واحد
و لم يصح منها شئ و سبحان الله الذي ابتلى هذه الأمة بمن لا يرعون الله تعالى"
وقد أنهى الرجل البحث الطويل العريض في الأسانيد بشىء كان يجب أن يقوله من البداية وهو :
أن الحديث باطل لمعارضته كتاب الله فالمسلم لا يكون فاجرا أبدا لأن الفجار هم الكفار كما قال تعالى :
" إن الفجار لفى جحيم "
وقال جاعلا الفجدرة الكفرة :
"ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة أولئك هم الكفرة الفجرة"
وقارن بين المتقين وهم المسلمين واضعا في مقابلهم الفجار وهم الكفار فقال:
"أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين فى الأرض أم نجعل المتقين كالفجار"
وبين ان مصير الفجار النار فقال :
"كلا إن كتاب الفجار لفى سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم ويل يومئذ للمكذبين الذين يكذبون بيوم الدين"
فكيف يكون المسلم فاجر أى كافرا والفاجر هو مقابل أى نقيض المسلم أى المؤمن أى المتقى
والخطا الثانى الصلاة على كل ميت مع وجود نهى عن الصلاة على المنافقين كما قال تعالى :
" ولا تصل على احد منهم مات ابدا"
والخطا الثالث عدم تكفير أحد بذنب وهو ما يناقض أن كل ذنب هو سبب كفر المسلم ولذا طلب من كل مرتكب جريمة التوبة بعدها عوقب أو لم يعاقب بحكم الله فقال مثلا في السارق :
"والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم"
وقال في قاذف المحصنات :
"والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم"
اجمالي القراءات
1360