يستمر في تونس العمل بحظر التجوال الليلي في تسع مناطق ومحافظات في البلاد إثر أعمال العنف والشغب التي وقعت الثلاثاء وطالت مقار حكومية وأسفرت عن وفاة شخص جراء إصابته برصاصة في الرأس.
وقال وزير الداخلية التونسي علي العريض في تصريح لـ"راديو سوا" إن الوضع الأمني في البلاد تحت السيطرة، مضيفا أن جهات عدة تقف وراء أعمال العنف وليس السلفيون وحدهم.
وأضاف أن "المتدخّلين في هذه الأحداث وفي هذه المواجهات من أنواع متعددة، شبكات الجريمة بكل أنواعها تستغل هذا الوقت"، مشيرا إلى أن "هناك السلفيين من الذين يتبنون العنف أو يردّون استفزاز مس بالمقدسات بهذه الأشكال العنيفة غير الجائزة والتي لا يمكن أن نبررها ولا أن نجد لها تفسيرا، وكذلك بعض المعروفين من فترة بأنهم دائما يحاولون عرقلة الدولة ويحنّون للنظام السابق".
وأعرب وزير الداخلية عن اعتقاده بأن الهدف من أعمال العنف هو عرقلة عمل الحكومة، مشيرا إلى أن "عدد الاعتقالات تجاوز 200 شخص والقضاء سيأخذ مجراه، وسيتم تطبيق القانون".
وقال إن "هذا الوضع كنا نتوقعه من مدة لأنه كلما تقدمت الحكومة وتوضحت الخريطة السياسية للانتخابات والدستور، وكلما تقدمت الحكومة والمجلس التأسيسي وتوضحت الخارطة الاقتصادية-الاجتماعية وبدأنا نعمل مع الولايات في مشاريع التنمية، واتضحت الصورة واتجهت البلاد نحو العمل نحو الإنتاج والرخاء قامت هذه المجموعات بالمشاكسة هنا وهناك".
في سياق متصل، قال محمد فاضل السايحي المسؤول في ديوان وزير العدل التونسي إنه سيتم تطبيق أحكام "قانون مكافحة الإرهاب" الصادر سنة 2003 في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي على المتورطين في أعمال العنف لأن هذه الأعمال هي "جرائم إرهابية بامتياز"، حسب تعبيره.
وفاة الشاب فهمي العويني
يأتي هذا بينما توفي الشاب التونسي فهمي العويني متأثرا بإصابته برصاصة في الرأس خلال مواجهات وقعت الثلاثاء بين مجموعات سلفية وقوات الأمن في سوسة شرقي تونس.
وبذلك يكون العويني، الذي كان في الـ22 من عمره، أول قتيل يسقط في موجة العنف التي شهدتها البلاد يومي الاثنين والثلاثاء.
ولم يحدد المستشفى الذي أعلن وفاة الشاب ما إذا كان الأخير من مثيري الاضطرابات.
من جهة أخرى، قال مدير مستشفى فرحات حاشد في سوسة فوزي كريم إن 10 جرحى بينهم أربعة من عناصر قوات الأمن تلقوا العلاج الثلاثاء.
وتأتي الاشتباكات في تونس، بعد عرض أعمال فنية في مدينة المرسى شمال العاصمة، وصفها السلفيون بأنها مسيئة للإسلام، وخرجوا في مسيرات احتجاجية تحولت الى أعمال عنف وشغب ومواجهات مع الشرطة.
حظر تجوال ليلي
وردا على أعمال العنف، فرضت الحكومة حظر تجول ليلي إلى أجل غير مسمى اعتبارا من مساء الثلاثاء في العاصمة تونس وأربع محافظات.
وقالت رئاسة الحكومة في بيان إن وزارتي الداخلية والدفاع قررتا فرض حظر تجوال ليلي في العاصمة، التي تضم أربع محافظات هي تونس وبن عروس ومنوبة وأريانة الشمال شرقية، وفي أربع محافظات أخرى هي سوسة والمنستير الشرقية وجندوبة الشمال غربية، ومعتمدية بن قردان في محافظة مدنين الجنوبية.
وأضاف البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية أن حظر التجوال يبدأ في الساعة التاسعة مساء ويستمر حتى الخامسة صباحا.