ارتفاع قتلى تفجير مسجد في صعدة إلى 18 يمنياً والحوثيون يدينون
صنعاء- وكالات
قتل 18 شخصا معظمهم جنود، في انفجار أمام مسجد في محافظة صعدة معقل التمرد الشيعي في اليمن, وفق ما أعلنت مصادر عسكرية يمنية الجمعة 2-5-2008، بينما نسب الجيش اليمني الاعتداء إلى المتمردين الزيديين الشيعة الناشطين في هذه المنطقة.
ووقع الانفجار، الذي أسفر أيضا عن جرح 45 شخصا، لحظة خروج المصلين من مسجد بن سلمان الواقع قرب معسكر للجيش, وفق شهود.
وأفاد جنود كانوا ضمن المصلين بأن دراجة نارية مفخخة انفجرت أمام المدخل الرئيس للمسجد. وقال عسكريون إن بين الضحايا نساء وأطفالا كانوا يتسولون عند مدخل المسجد.
ولم تتبن أية جهة الاعتداء, لكن مسؤولا محليا رأى أنه "يحمل بصمات الحوثيين", أي المتمردين الزيديين الشيعة. كما نقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية إدانته الشديدة لهذه "الجريمة النكراء، التي تقف وراءها عناصر إرهابية إجرامية تابعة للإرهابي عبد الملك الحوثي".
من جهته, أدان عبد الملك الحوثي القائد الميداني للتمرد الزيدي في شمال اليمن الاعتداء, مؤكدا "ضرورة تقصي الحقائق بموضوعية، وبعيدا عن الصيد في الماء العكر؛ لكي يتسنى الوصول إلى معرفة الجهة التي تقف وراء هذه الحوادث". واتهم في بيان "أطرافا حاقدة ومغرضة" لـ"إفشال كل مساعي السلام والمصالحة، وإثارة الحرب من جديد".
وقالت مصادر محلية إن "إمام المسجد المستهدف عسكر زعيل هو مدير مكتب علي محسن قائد المنطقة الشمالية الغربية، الذي يعتبر رأس الحربة في مواجهة المتمردين الزيديين". وأضافت أن "الإمام هو أيضا ضابط في الجيش، وينتمي إلى التيار السلفي، ويخطب ويعبئ ضد الحوثيين", موضحة أنه "كان غادر المسجد عند وقوع الانفجار".
وتعتبر محافظة صعدة معقل المتمردين الزيديين الشيعة. وأسفرت المواجهات بين هؤلاء والقوات الحكومية عن آلاف القتلى منذ 2004. والزيدية أحد فروع الشيعة، ويتركز أتباعها في شمال البلاد حيث يشكلون أكثرية، بينما غالبية اليمنيين من السنة.
وأوقعت المواجهات بين المتمردين والقوات الحكومية العديد من القتلى في الأيام الأخيرة؛ فقد قتل 7 جنود يمنيون وأصيب 20 آخرون الثلاثاء في مكمن نصبه المتمردون في محافظة صعدة, فيما قضى 3 جنود وثمانية متمردين في معارك ليل الاثنين الثلاثاء في منطقة حيدان قرب صعدة, وفق مسؤول محلي.
كذلك, اندلعت مواجهات قبل أسبوع بين المتمردين والقوات الحكومية في صعدة إثر مقتل جندي في مكمن. وتعود آخر المواجهات المسلحة بين الجيش اليمني والمتمردين إلى كانون الثاني/يناير. وفي شباط/فبراير توصل الطرفان إلى خطة لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أقر في حزيران/يونيو 2007 بوساطة قطرية، ولكنه ظل حبرا على ورق. ويرمي اتفاق وقف إطلاق النار إلى إنهاء النزاع بين الجيش والمتمردين الذين يطعنون في شرعية نظام الرئيس علي عبد الله صالح، ويدعون إلى عودة الإمامة الزيدية التي أطاح بحكمها انقلاب عسكري في 1962.
اجمالي القراءات
2710