صحيفة أمريكية: انقسام داخل الجيش السوري بسبب القمع الوحشي للمتظاهرين
اعتبرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، أن رفض جنود سوريين إطلاق النار على المتظاهرين هو أول مؤشر يعكس وجود انقسام داخل المؤسسة العسكرية السورية منذ بداية الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت الصحيفة، في سياق تقرير، بثته على موقعها الإلكتروني، اليوم الاثنين، "إن قوات الأمن السورية أطلقت عملية عسكرية في العديد من المناطق الساخنة في المدن السورية فجر اليوم الاثنين، مغلقة الحدود مع الأردن، ومستخدمة الدبابات والذخيرة الحية، لتفريق المتظاهرين ومعتقلة من تشتبه بهم، وذلك وفقا لروايات شهود عيان وناشطين"، مشيرة إلى أن وحدات في الجيش اشتبكت مع بعضها البعض في درعا، عندما رفض جنود فتح النار على المتظاهرين.
وذكرت الصحيفة، أن هذا النبأ جاء بعد أن تواترت بعض التقارير عن اعتقال مسؤولين عسكريين لتعاطفهم مع المتظاهرين، وهو ما أكده ناشطون من المعارضة.
ورأت الصحيفة أن أي انقسام داخل الجيش، الذي يعتبر هو إلى جانب جهاز المخابرات، أداتي النظام الأساسيتين لتنفيذ إرادتها، قد يمثل تحديا غير مسبوق لحكم عائلة الأسد المستمر لسوريا منذ حوالي 4 عقود.
وقالت الصحيفة، إن القمع المكثف للمظاهرات، اليوم الاثنين، بعد أسوأ عنف احتجاجي شهدته سوريا، وسقوط أكثر من 120 قتيلا منذ يوم الجمعة الماضي، يبدو أنه أزعج بشدة الولايات المتحدة، ودفعها نحو النظر في فرض عقوبات ضد مسؤولين سوريين.
ومضت الصحيفة تقول، إنه بحلول فجر اليوم، قام حوالي 3 آلاف جندي، تدعمهم المركبات المصفحة، باجتياح مدينة درعا، التي انطلقت منها الاحتجاجات، وفتحت النار في جميع الاتجاهات لتقتل ما يتراوح بين 5 و20 شخصا، وبعد ذلك أغلقت السلطات الحدود مع الأردن، الواقعة على مسافة 2.5 ميل إلى الاتجاه الجنوبي الغربي للمدينة الصامدة التي قطعت عنها حتى الاتصالات الهاتفية والكهرباء.
ونقلت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية عن ناشطين سوريين معارضين قولهم، إن القوات التي هاجمت مدينة درعا تابعة للكتيبة الرابعة في قوات النخبة السورية بقيادة ماهر الأسد شقيق الرئيس بشار الأسد، مشيرة إلى أن ثماني دبابات نشرت في المنطقة القديمة من المدينة، وتركت الجثث ملقاة على الأرض، دون أن يجرؤ أحد على جمعها، بسبب تواجد قوات الأسد ورصاص قواته.
وقال شاهد في درعا: إن قناصة فوق مبان حكومية يطلقون النار على الناس، وأظهر تصوير بالفيديو على موقع يوتيوب الإلكتروني الشهير، دبابة تي-72 سورية تجوب الشارع، وفي المقطع رجل يقول "دعوا العالم يعرف أن بشار الأسد يهاجم درعا بالدبابات"، وقال شاهد آخر: "أرى جثتين بالقرب من المسجد.. ولا أحد قادر على الذهاب ليحملهما".
وقالت صفحة شبكة فلاش سوريا على موقع "الفيسبوك"، إن القوات تستهدف أي هدف متحرك، وحظرت على سيارات الإسعاف التحرك من أجل إنقاذ الضحايا.
ومضت الصحيفة تقول، إنه كان يتوقع على نطاق واسع من قبل، أنه إذا ما صدرت أوامر للجيش باستخدام عنف متزايد ضد المدنيين، فقد تبدأ الانشقاقات والانقسامات في الظهور.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في المراحل الأولى من الانتفاضة السورية أطلق النار على جندي (سني) من حمص، بعد أن رفض فتح النار على المتظاهرين، وأنه منذ ذلك الحين وترد أنباء عن تعرض جنود ومسؤولين بارزين للقتل وإطلاق النار حال رفضهم إطاعة الأوامر العليا.
ومضت تقول الصحيفة إنه في الأسبوع الماضي، إن العميد عبدو خضر تلاوي قتل وابناه وابن شقيقه، وقال الإعلام الرسمي السوري، إن عصابة قتلتهم بدم بارد، غير أن الناشطين المعارضين قالوا إن المخابرات السورية أعدمتهم بعد أن أظهروا تعاطفهم مع المتظاهرين.
واختتمت الصحيفة حديثها تقول، إن العلويين في الجيش السوري سيستميتون في الدفاع عن النظام، محذرة من مذابح ستقع قبل أن يسقط نظام الأسد.
اجمالي القراءات
2497