الجمعة ٠٣ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
القرآن الكريم يفسر بعضه بعضا ويؤكد بعضه بعضا . قوله جل وعلا :(ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين* الا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأنّ جهنم من الجنة والناس أجمعين)، يفسره أن الله جل وعلا خلق الانسان ليختبره ، ومن اجل إختباره خلق السماوات والأرض (وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) ( هود 7 ) ، وجعل له أجلا فى هذه الدنيا هو وقت إختباره الذى ينتهى بالموت ، لذا خلق الله جل وعلا الموت والحياة لاختبارنا : (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا ) ( الملك 2 ). وفى خلال حياته جعله حر الارادة فى الطاعة أو المعصية ، له مشيئته الخاصة فى اختيار الضلال أو الهدى ، والايمان أو الكفر (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ ) ( الكهف 29 ). إذن كون البشر مختلفين ، ولا يزالون مختلفين هى نتيجة الحرية التى أعطاها الله جل وعلا لهم . وبدون هذه الحرية يصبح البشر أمة واحدة بتفكير واحد ومسلك واحد كالأنعام التى تتصرف بغريزتها ، وكل أمة منها تتوحد فى مسلكها . لم يشأ الله جل وعلا لنا هذا . بل شاء لنا أن نكون أحرارا فى التفكير وفى التدبير ، لنكون مسئولين عما نقول وعما نفعل وعما نؤمن ، ويؤتى بنا يوم القيامة للحساب ، فيكون بعضنا فى الجنة والآخر فى النار طبقا لاختياراتنا الدنيوية .
المولى سبحانه وتعالى من عظمته ورحمته بالناس أعطاهم حرية مطلقة في اختيار ما يؤمنون به وما يكفرون به ومقابل هذه الحرية المطلقة سيكون الحساب العادل الذي لا ظم فيه ولا مظلومين ، يقول تعالى يؤكد حكمته في اختلاف اهل الأرض وأن الله جل وعلا يدفع الناس بعضهم ببعض حتى يتم إعمار الأرض وتستمر الحياة لأن الناس على المستوى المادى لو تساووا لهلكوا ، ولذلك على المستوى العقيدي الديني فلابد من تفاوت واختلاف في الدرجات يقول تعالى ((الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ )) الحج : 40 ، ولكن الله جل وعلا جعل النصر في الدنيا لمن ينصر الله وهذه أيضا تدخل ضمن الاختبار والابتلاء ، ومن ناحية أخرى يقول جل وعلا يضع قاعدة ربانية لسبب خلق الإنس والجن معا ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )) الذاريات:56 ، إذن خلقنا الله جل وعلا لنعبده وحده لا شريك له ، وأثناء وجودنا في الدنيا سنمر باختبار يقيم ويقيس درجة تمسك كل إنسان بهذه العبادة ، ويقيم ويقيس مدى حرص كل إنسان لهذه العبادة ، ويقيس ويقيم مدى تضحية ومعاناة كل إنسان من أجل الحفاظ على هذه العبادة خالصة لله جل وعلا ومن هذا التقييم ينشأ الاختلاف فى الدرات بين الناس ..
السلام عليكم
ان كلمة "لذلك" تعتمد على ما قبلها مباشره حيث ان ذلك تعود على الجمله "الا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ" وهي تعني ان الله خلق الناس للرحمه وليس للاختلاف كما ظننت . والدليل هذه الايات التاليه التي وردت فيها تركيب" ذلك" مشيرا الى "الرحمه: التي قبله:
الاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ
مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَ ذلِكَ الْفَوْزُ الْمُبينُ
قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ
وَ قِهِمُ السَّيِّئاتِ وَ مَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظيمُ
فقد خلقنا الله تعالى للعباده و الرحمه
وما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون
الاختلاف من الممكن أن يكون في طرق العبادة وليس في المبدأ . فالأساس الذي يجب على المسلم العمل عليه وعدم الحياد عنه هو وحدانية الله وعدم وجود شريك من أي نوع من الشرك .
فالله سبحانه وتعالى خلقنا للاختبار والعبادة ترى من منا يطيع الخالق الأعظم ويتبع أوامره ونواهيه حتى وإن كلنت لا تأتي على هوى الذين يريدونها عوجا .
فالمسلمون في صلاتهم يقرأون الفاتحة وفي كل مرة يطلبون من الله تعالى ( إهدنا الصراط المستقيم ) ونسبة كبيرة منهم تجدهم يعرضون عن ما يصل بهم للصراط المستقيم !!
بما ان الحرية منحة إلهية للبشر، فمن حقهم أن يختلفوا لأن اختياراتهم متعددة ،مهما اتفق الشكل فالمضمون أو الجوهر لا يعلمه إلا الله ، فهو سبحانه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، فأنت تري الجميع يصلي على سبيل المثال ، لكن هل تجزم أنهم على نفس المستوى من الخشوع والخضوع ، بل هل تستطيع ان تجزم إذا كانوا يقرأون الفاتحة والتشهد ، أم يؤدونها حركات ليس بها أي عبادة .. هل تستطيع ؟ !!
لأنك مكلف من قبل الله سبحانه وتعالى باوامر ونواهي مذكورة في القرآن الكريم .. لذلك فكان لابد مع هذا التكليف أن تمنح الحرية ومنع الاكراه في دين الله هو هدف غلهي أسمى ..
لذلك اوافق على ان سبب الاختلاف هو الحرية التي منحها الله لعباده في مجال الدين ..
لذلك تلاحظ كلما كانت المجتمعات مغلقة .. كلما تقولبت أفكار المعظم في قوالب محدودة العدد ..
أي ان التقولب دليل على عدم الحرية ..
متى تهب رياح الحرية ..!!
القاعدة القرآنية التي تقول (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) من اهم القاعد القرآنية تبديلها من حرية في الدين إلى إكراه فيه .. وجعلوا من القتل عقوبة لمن يخرج عن دينهم ..
دين الله ليس فيه إكراه .. أما دين غير الله فيه إكراه ..
دين الله فيه حرية الدخول والخروج فيه .. دين غير الله فيه إكراه ..
متى نؤمن بدين الله سبحانه وتعالى وننفذ قواعده ..
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5181 |
اجمالي القراءات | : | 59,106,055 |
تعليقات له | : | 5,485 |
تعليقات عليه | : | 14,878 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
طلب السماح !!: الاست اذ الدكت ور احمد تحيات . لان ي ...
بين العفو والغيظ : هناك آيات تأمر بالعف و والصف ح والغف ران ...
الديمقراطية الشورى: إن الديم وقراط ية في شرع الله كفر بالله و صد...
التقية و الكذب: ارعبن ي تفسير ك للتقي ة،، والسب ب هو...
هل جاءت لوحدها ؟: قال سبحان ه وتعال ى : فَلَم َّا جَاءَ تْ ...
خمسة أسئلة : السؤ ال الأول : ما معنى القصص و ( قصّ...
سؤالان : السؤ ال الأول : الس ام عليكم ورحمه الله...
أمل فى المستقبل: فى كتابك ( شاهد على بضعة أشهر من حُكم السيس ى )...
اهلا وسهلا ..ولكن.!: مخاطب كم امرؤ عصامي بلا شهادة جامعي ة او...
البذاءة ردا علينا: انا متابع لك في قناة على اليوت يوب وكنت أريد...
هدى القرآن : أنا تونسي "مسلم" جغراف يا أي ولدت في تونس بلد...
الانفصام والحساب : لا اعرف اذ كنت تؤمن بمرض انفصا م الشخص ية ام...
عن السفيه : أرجو توضيح ما ورد في سورة النسا ء الآية 5 حيث...
سؤالان : السؤ ال الأول : لى ولدين , الولد الأكب ر ...
moreالباب الرابع : منهج التشريع القرآني : التشريع الجديد والتشريع المتوارث:
الباب الرابع : منهج التشريع القرآني : الحقيقى والمجاز
دعوة للتبرع