سؤالان

السبت ١٣ - يوليو - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
السؤال الأول هل معنى سواء فى آية ( فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (55) الصافات ) هو نفس معناها فى آية : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6) البقرة ) السؤال الثانى : ما هو رأيك فى وضع أمريكا اليوم بين بايدن وترامب ؟ ومن هو الأصلح منهما لقيادة أمريكا والعالم ؟
آحمد صبحي منصور :

إجابة السؤال الأول :

يختلف معنى ( سواء ) حسب السياق . نستعرض معانى ( سواء ) ، مع رجاء تدبر الآيات الكريمة .

أولا :

( سواء ) بمعنى المساواة . وتأنى فى السياق القرآنى فى أنه لا فائدة ، أى يستوى إن تفعل أو لا تفعل . قال جل وعلا :

1 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6) البقرة )

2 ـ ( وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاء عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ (193) الأعراف )

3 ـ ( وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (10) يس ). يستوى أن تنذرهم أو لا تنذرهم .

4 ـ ( قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنْ الْوَاعِظِينَ (136) الشعراء ). يستوى أن تعظ أو لا تعظ

5 ـ ( سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ (21) الرعد ). يستوى الجزع أو الصبر .

6 ـ ( اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ ) (16) الطور ). يستوى أن تصبروا أو لا تصبروا .

7 ـ ( سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10) الرعد ). يستوى السّر أو الجهر .

8 ـ ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21) الجاثية ). لا يستوى العُصاة والمتقون.

9 ـ ( سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (6) المنافقون ). لن يغفر الله جل وعلا لهم سواء إستغفرت لهم أم لا تستغفر.

ثانيا :

( سواء ) بمعنى ( جميعا ) على قدم المساواة . قال جل وعلا :

1 ـ ( وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58) الأنفال ).

2 ـ  ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ ) (64) آل عمران )

3 ـ  ( وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ) (89) النساء ).

4 ـ ( وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ ) (71) النحل ).

5 ـ ( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ ) (109) الأنبياء )

6 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِي ) (25) الحج ). البيت الحرام للجميع ، لمن عاش فى مكة ولمن قطع البوادى راحلا اليه.

7 ـ ( ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ ) َ(28) الروم ).

8 ـ ( وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) فصلت ). موارد الأرض لجميع الباحثين على قدم المساواة

9 ـ ( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنْ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنْ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112) لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115) آل عمران ). أى ليس أهل الكتاب سواء ، منهم مؤمنون متقون .

ثالثا :

سواء بمعنى الاستقامة أو عدمها ، ويأتى معها ( السبيل ) أو ( الصراط ) حسب السياق .

عن الهداية  قال جل وعلا :

1 ـ ( وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (22) القصص )

2 ـ ( فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) ص )

عن الضلالة قال جل وعلا :

1 ـ ( وَمَنْ يَتَبَدَّلْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108) البقرة )

2 ـ ( وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) الممتحنة )

3 ـ ( فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (12) المائدة )

4  ـ ( أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (60) المائدة )

5 ـ ( وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77) المائدة )

رابعا :

سواء بمعنى أسفل . قال جل وعلا :

1 ـ ( فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (55) الصافات )

2 ـ ( خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) الدخان )

إجابة السؤال الثانى :

1 ـ لا خير فى بايدن او ترامب . كلاهما خطر على أمريكا . واستبعادهما لا يعنى زوال الخطر الذى يحيق بمستقبل أمريكا فى هذا الجيل الحاكم . ليس هناك فوارق أساس بين الديمقراطيين والجمهوريين ، لأن الذى يوجّه أساسيات السياسة الأمريكية فى الداخل والخارج هو رأس المال والمتبرعون للحملات الانتخابية للكونجرس والبيت الأبيض . وأزمة غزّة فضحتهم ، وأثبت ان اللوبى الصهيونى أقوى مما كنا نعتقد ، وأن الأغلبية تخضع له فى تناقض مع القيم الأمريكية والأخلاقية . ترامب إرتكب سوابق فى رئاسته ، وهو يتوعد بالمزيد منها لو فاز بولاية ثانية . فى ولايته وضع أنصاره فى اكبر مؤسسة قضائية ، وحكمت لصالحه مؤخرا . خطورة ترامب فى :  أنه يهدد بحمامات دم إذا لم يفز ، وأنه مقدما لن يعترف بالهزيمة ، وأنه يعبر عن القلب الأمريكى الأبيض المتعصّب ، والذى يلجأ للسلاح ، وبتأثيره ظهرت علنا دعوات الانفصال عن أمريكا فى تكساس وغيرها ، مما يعيد للأذهان مأساة الحرب الأهلية الأمريكية ،( 1861 : 1865 ) والتى وصل عدد القتلى فيها الى حوالى ثلاثة ارباع المليون علاوة على التخريب والدمار .

2 ـ  أخشى أن أقول إن ما يجرى فى أمريكا الان يشبه الظروف التى أدت الى سقوط الامبراطورية الرومانية فى 4 سبتمبر عام 476 ميلادية ، وانقسامها الى جزئين  شرقى عاصمته القسطنطينية ( الامبراطورية البيزنطية ) والغربى عاصمته روما وكان أقل شأنا . فى كتاب من ستة مجلدات حلّل المؤرخ الانجليزى ( جيبون ) أسباب سقوط الامبراطورية الرومانية ، من الفساد وعدم كفاءة الحكام والمغامرات الخارجية . من يقرأ كتابه يراه ينطبق على أمريكا اليوم .  جدير بالذكر أنه عام 1964 أنتجت هوليودد  فيلما ضخما عن سقوط الامبراطورية الرومانية مأخوذا عن كتاب جيبون ، شارك فى بطولته النجم المصرى عمر الشريف. 



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 1752
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5278
اجمالي القراءات : 64,256,781
تعليقات له : 5,506
تعليقات عليه : 14,901
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


الجلد عقوبة: في اجابت ك عن جلد / جلود لي سؤال خصص الله تبارك...

الزواج فى التاسعة : هل تزوج الرسو ل السيد ة عائشة وهى فى...

يأجوج ومأجوج: يأجوج ومأجو ج هل هم مؤمنو ن ؟ ...

سؤالان: السؤا ل الأول : هل الآية 16 من سورة الرعد...

الصلب والترائب: اريدك ان تبين لي معنى الصلب والتر تيب في سورة...

نصائح لابنى الحبيب: السلا م عليكم ابي الغال ي الدكت ور احمد...

النبات والحيوان: قرآني ا : ما هو الفرق بين ( النبا ت ) في الأرض...

ابن اصول : دائما نقول فلان ابن اصول وفلان شخص اصيل وفى...

فتاوى إغتيال : جاء فى الاخب ار أن القاع دة أصدرت أوامر...

حفيظ / حافظ : ما معنى حفيظ قرآني ا ؟ وما الفرق بينها وبين...

أسئلة كثيرة: السؤ ال الأول من الاست اذة القرآ نية ...

لا اله الا الله فقط : لماذا تقول (لا اله الا الله ) فقط ، ولا تلحقه ا ...

الأسماء الحسنى : هل هناك أسماء حسنى لله جل وعلا لا نعرفه ا . ؟...

خطر التشيع: تابعت مقالا تك وردود ك على الشيع ة فى كتابك...

الدعوة الى الاسلام : هناك داعية اسمه يوسف استس امريك ي الجنس ية ...

more