سؤالان

الثلاثاء ٠٥ - مارس - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
السؤال الأول من الاستاذ عبد المجيد المرسلى ، أكرمه الله جل وعلا : سألني احد الأخوة حول الأطفال الدين يزدادون معاقين فهو يقول ماذنبهم ولماذا يعيشون فى عذاب طول حياتهم سواء كانت الإعاقة دهنية أو جسدية. ويقارن هده الإعاقة مع كلام ألله الدى يقول: هو الدى يصوركم فى الأرحام كيف يشاء. ويقول عز وجل خلق الإنسان فى احسن تقويم. فهو يرى تناقضات بين الآية ووجود اطفال معاقين؟ مادا تقول له دكتور وبارك الله فى علمك. السؤال الثانى : هل كلمة ( ارذل ) هى نفس معناها فى كلامنا كما نقول فلان رذل ؟
آحمد صبحي منصور :

إجابة السؤال الأول :

1 ـ المشكلة هى الغفلة عن اليوم الآخر ، والاستغراق فى هذه الحياة الدنيا .

هذه الدنيا لنا فيها مستقر ومتاع مؤقت الى حين . وفيها حتميات من القضاء والقدر تجرى علينا لا نستطيع الفكاك منها ولن يحاسبنا ربنا جل وعلا عليها يوم القيامة . منها إبتلاءات بالمرض والإعاقة ، وقد تكون خيرا أو شرّا حسب موقفنا منها ؛ إذا صبرنا وحمدنا الله جل وعلا فهو جل وعلا يخفف وقعها علينا ، ويثيبنا على صبرنا وشكرنا له جل وعلا. إذا جزعنا وقلنا ما لا يجوز فأمره جل وعلا فينا نافذ ، ولن يغير إحتجاجنا وكفرنا شيئا ، وسنلقى العقاب يوم القيامة إن لم نتب . وفى النهاية فإن كل متاع الدنيا ولذائذها لها حدُّ أقصى . إذا إسرفنا فى الملذات من الطعام والشهوات لا نشعر بلذاتها ، وأوقعنا الضرر بالجسد .

يختلف الأمر فى اليوم الآخر :

نعيم الجنة بما يشاء أهلها وبدون حد أقصى ، وهو خالد لا ينتهى أبدا . عذاب الجحيم خالد لا تخفيف فيه ولا نوم ولا موت ولا خروج منها . الفرد هو الذى يقرر دخول الجنة ، إذا إتقى ربه جل وعلا وعمل الصالحات مؤمنا به جل وعلا وحده إلاها لا شريك له . إذا مات بهذا تبشره ملائكة الموت بأنه لا خوف عليه ولا حزن وبأن الجنة مثواه . هذا وعد الرحمن جل وعلا الذى لا يخلف الميعاد . إذا إستغرق فى الدنيا وغفل عن حق الله جل وعلا عليه فسيتحقق فيه وعد الله فيمن يموت كافرا عاصيا .

2 ـ المستغرقون فى الدنيا يُعظّمون من شأنها ولا يرون غيرها . وفى تعظيمهم لها ينسون أن من الحتميات أنه جل وعلا هو الذى يصورنا فى الأرحام كيف يشاء ، ومنه أن يولد الطفل أعمى أو مصابا بمرض أو إعاقة . ينسون إن الله جل وعلا يمُنّ عليهم بما يعينهم على التحمل ، وأنه جل وعلا يعوّضهم خيرا ، وإنه جل وعلا يجعل مع العسر يسرا . وكم من مُعاقين أصبحوا عباقرة ، لأنهم إكتشفوا مخابىء القوة فى أنفسهم فاستغلوها فى التفوق بينما غفل عنها الأصحّاء الأسوياء .

3 ـ لقد خلق الله جل وعلا الانسان فى أحسن تقويم ثم ردّه أسفل سافلين إلا .. قال جل وعلا : (  لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6)  التين ). يخطىء من يظن أن التقويم هنا خاص بالجسد . إنه خاص بالنفس ، بدليل أن العُصاة الكفرة مثواهم أسفل سافلين يوم الدين ، وحيث سيفوز الذين آمنوا وعملوا الصالحات . اللهم إجعلنا منهم يا رب العالمين .!!

إجابة السؤال الثانى :

يأتى مصطلح ( أراذل ) و ( أرذل ) فى قوله جل وعلا :

1 ـ فى الشيخوخة المتأخرة ( أرذل العمر ) :

1 / 1 : (  وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ) 70 ) النحل )

1 / 2 : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَ قْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ) 5 )  الحج )

ونلاحظ أنه فى هذه المتأخرة من الشيخوخة يعانى الشخص من إختلال فى الذاكرة فينسى ، ويعود أحيانا الى طفولة عقلية ، أو كما قال جل وعلا عن طفولتنا : ( ( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا   ) 78 ) النحل )، ولكن بدون نضارة الطفولة ، بل يشيخ الجسد ، وليس هناك أروع من قوله جل وعلا : ( وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ (68) يس ). فهل يعقل هذا الشباب من الذكور والإناث ؟ .

2 ـ فى قصة نوح عليه السلام حيث إستكبر وإستنكف الملأ من قومه أن يؤمنوا ويتساووا بالفقراء المستضعفين المؤمنين مع نوح . قال جل وعلا :

2 / 1 : (  فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ ) 27 ) هود )

2 / 2 : ( قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الأَرْذَلُونَ  ) 111 ) الشعراء ). والمترفون فى عصرنا لهم نفس العقلية . وهم أساس البلاء والهلاك والفناء . 



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 2952
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5203
اجمالي القراءات : 59,998,860
تعليقات له : 5,492
تعليقات عليه : 14,891
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


التحية بأهلا وسهلا: هل أهلا مرحبا يكون جوابا صحيحا لمن يقول...

تعليم القرآن للأطفال: ماهي السور المن اسبة لأعما ر وعقول...

روايات كاذبة : قال الله تعالى في سورة الاحز اب: وَإِذ ْ ...

لا تعظيم إلا لله : هل السلا م علی ; المرس لی و عباده...

ابوهريرة والكلاب: ما رأيك في أحادي ث نجاسة الكلب وان الملا ئكة ...

سورة الفيل: اتساء ل عن سورة الفيل ، حيث ان الله تعالي قد...

البقرة 204 : 206 : ما هو المرا د بقول الله سبحان ه وتعال ى : (...

تقديس التاريخ: لا يخفى عليك ما نعيشه اليوم من ثورة فكرية ونبش...

أبغض الحلال: يقولو ن عن الطلا ق إنه أبغض الحلا ل ،...

صنع / صناعة : هل فى القرآ ن الكري م كلمة صناعة وهل تعنى نفس...

سؤالان : السؤا ل الأول : ما معنى ( رجيم )؟ وهل يمكن بها...

حوار: هو حوار حول ما يعرف بالقر اءات السبع للقرآ ن ...

لست إنسانا طبيعيا . : انا انسان طبيعي ولكن مشكلت ي اني بنجذب الي...

المكوس الاقطاعية: أنا باحث فى العصر الممل وكى ولا زلت فى...

ليس حراما : لدي سؤال بخصوص الزين ة. في مجتمع اتنا اغلب...

more