البوذية ديانة سماوية وبوذا نبي
لقد تفشى بين معظم الناس العاديين وحتى بين الكتاب والمثقفين بعض المصطلحات المهينة والمحقرة للديانة البوذية، فنجد مثلا البعض منا حين يوجه لوما لشخص أهانه أو ظلمه أن يقول له: (هو أنا بوذي)، أو (إنت شايفني بوذي)، أو (يا أخي اعتبرني بوذي)، لقد أصبح من الشائع بين معظم الناس أن البوذية شتيمة أو مسبة، فمن هذه النظرة وتلك المقولات نستنتج أن الكثير منا ينظر إلى الديانة البوذية نظرة متعالية، وأنها ديانة وضعية وثنية بدائية مختلقة، وينظر البعض منا أيضا إلى البوذي على أنه شخص وثني. لكنني أعتقد أن البوذي الحقيقي قد يكون أكثر إيمانا بالله من الكثير من أتباع الديانات التي تسمى بالسماوية، فقد توصلت من خلال دراسة لي إلى أن البوذية ديانة سماوية وبوذا نبي.
إن اعتبار البوذية ديانة وثنية وضعية مختلقة، هو عين التجني غير العلمي وغير الموضوعي على الديانة البوذية وعلى مؤسسها الرجل الصالح العظيم بوذا، بل إن المتمعن في النصوص الأولى للبوذية يجد أنها نصوص دينية عظيمة تمتاز بالعمق والتأمل الكبيرين، ولقد جانب الصواب الكثير من الباحثين الغربيين والعرب على السواء، في ادعاءهم أن البوذية كانت دعوة فلسفية تأملية إلحادية، وأنها ليست دعوة دينية، فمن الأسباب التي دفعت الكثير من الباحثين إلى تبني هذا الرأي، أن بوذا لم يدعي النبوة على حد قولهم، وأيضا الغموض الكبير الذي يحيط ببعض التعاليم والنصوص المنسوبة لبوذا. وهنا تثور بعض التساؤلات حول هذه الآراء ومنها: هل عدم ادعاء بوذا للنبوة ينفي أنه ليس بنبي؟ وهل غموض بعض تعاليم بوذا أو استعصائها على الفهم يدعو إلى نفي الدين والنبوة عن بوذا ووصمه بالإلحاد؟؟ كلا، فقد توصلت من خلال قراءتي وتأملي للنصوص الأولى لبوذا أن بوذا نبي، والبوذية ديانة سماوية.
فإن كان أتباع البوذية قد قاموا بعد بوذا بتحريف ديانته وأدخلوا عليها الكثير من المعتقدات الوثنية، فهذا لا يمنع من أن ما بقى من النصوص والتعاليم الأولى المنسوبة لبوذا نفسه، يدل دلالة واضحة على نبوته وسماوية تعاليمه، حتى وإن كان معظم تلك النصوص والتعاليم قد اندثر وأدخل فيها التحريف والزيادة والنقصان، وتلك هي سنة البشر مع جميع الديانات بما فيها الإسلام، فقد تم تحريف الإسلام بإدخال مجموعة من المصادر والتشريعات والعقائد الدينية فيه وإضفاء الشرعية السماوية الإلهية على تلك المصادر والتشريعات والعقائد، حتى راجت بين المسلمين جميعا، وأصبحت جزء لا يتجزأ من الإسلام، ومن ثم أصبحت الديانة الإسلامية اليوم لا تقل وثنية عن البوذية المحرفة أو أية ديانة محرفة أخرى، وأصبح المسلمون لا يقلوا وثنية عن أتباع أية ديانة أخرى. وسوف أعرض حقيقة الوثنية ومفهومها في مقال مفصل مستقل لا حقا إن شاء الله.
نعم هذه هي نتيجة دراسة طويلة، استغرقت في إعدادها وقتا طويلا، وقد اعتمدت في هذه الدراسة على الكثير من المراجع الأجنبية المترجمة إلى العربية وأيضا المراجع العربية، سواء منها الفلسفية أو التاريخية أو مراجع مقارنة الأديان، وجاءت هذه الدراسة في ما يقرب من أربعمائة صفحة، ولم أنشرها بعد، والسبب معروف لدى الجميع، وهو أني لم أجد دار نشر واحدة في مصر توافق على طباعة ونشر هذه الدراسة إلا بعد موافقة الأزهر، كما حدث معي سابقا، في كتابي: (قراءة للإسلام من جديد)، لأن كتاب مثل هذا لو دخل الأزهر للحصول على الموافقة، فلن يخرج منه حتى يلج الجمل في سم الخياط.
ومن الجدير بالذكر أيضا أن هذه الدراسة وإن كانت تحمل عنوان: (البوذية ديانة سماوية وبوذا نبي)، إلا أنها لم تقتصر فقط على الديانة البوذية، بل تناولت كل الأديان الشرقية القديمة كالبرهمية (الهندوسية)، والكونفوشيوسية، والزرادشتية، فقد تبين لي من خلال استقراء النصوص الدينية والفلسفية والتاريخية لتلك الأديان، ومقارنتها مع نصوص القرآن الكريم، تبين أن هناك اتفاق شبه تام بين أصول عقائد هذه الديانات وبين نصوص العقائد القرآنية الواردة في القرآن الكريم، وكان من أسباب اختياري لهذا الاسم تحديدا، هو أن النصوص الدينية الفلسفية لبوذا، تمتاز بالعمق وبعض الغموض الذي يلف حقيقة ما كان يدعوا إليه بوذا، لدرجة أن هذه النصوص قد حيرت الكثير من الفلاسفة الغربيين والعرب وعلماء مقارنة الأديان، في تحديدهم لحقيقة هذه النصوص، ولهوية بوذا الدينية، وهل هي نصوص فلسفية محضة منبعها التأمل الإنساني لبوذا، أم هي نصوص دينية سماوية مصدرها إلهي؟، ولقد تحير أيضا العلماء في بوذا هل هو ملحد؟، أم نبي؟، فلهذه الأسباب قد استعصى على العلماء الوصول لحقيقة المعتقدات البوذية كـ(النيرفانا) مثلا وعقيدة (تناسخ الأرواح)، وهل النصوص المأثورة عن بوذا تدعوا إلى الإلحاد؟، أم تدعوا إلى الإيمان؟، وغيرها من العقائد التي سوف نتحدث عنها بشيء من التفصيل من خلال هذه السلسلة من المقالات في محاولة لاستجلاء حقيقة النصوص البوذية، والبرهمية، والكونفوشيوسية، والزرادشتية. ولهذه الأسباب أيضا قد زاد إعجابي الشديد بنصوص الديانة البوذية مما جعلني أطلق على الدراسة ذلك الاسم.
ومن المآخذ التي أخذتها هذه الدراسة على الفلاسفة والعلماء الغربيين، أنهم انطلقوا في دراستهم للعقائد الهندية والصينية والإيرانية القديمة، من دراستهم لنصوص الكتاب المقدس والديانة اليهودية والديانة المسيحية فقط، على اعتبارهم أن هاتين الديانتين هما أولى الديانات السماوية التوحيدية، وتم إغفال وتجاهل النصوص القرآنية تماما، ومن المآخذ أيضا التي أخذتها هذه الدراسة على معظم الفلاسفة وعلماء مقارنة الأديان العرب والمسلمين، أنهم قد أغفلوا مقارنة نصوص تلك الأديان بنصوص القرآن الكريم، بل إن معظمهم قد تبنى النتائج التي توصل إليها العلماء الغربيين من خلال دراستهم لتلك الأديان، ولم يقوموا بدراسة نصوص تلك الديانات بصورة منفردة عن نتائج أبحاث العلماء الغربيين، ومقارنتها مع نصوص القرآن الكريم.
فقد اعتمدت في هذه الدراسة على المنهج الاستقرائي للنصوص الدينية، حيث قمت باستقراء النصوص الدينية الأولى للأديان الشرقية القديمة: البرهمية: (الهندوسية)، البوذية، الكونفوشيوسية، الزاردشتية، مع نصوص القرآن الكريم، وذلك لاستنتاج عقيدة واحدة مشتركة بين نصوص تلك الأديان ونصوص القرآن الكريم. وقد انطلقت في هذه الدراسة من الجزئيات العقائدية والتشريعية في نصوص تلك الأديان ونصوص القرآن، حتى توصلت إلى نتيجة عامة واحدة مشتركة في نصوص تلك الأديان ونصوص القرآن الكريم. ألا وهي أن الأديان الشرقية القديمة: البرهمية (الهندوسية)، والبوذية والكونفوشيوسية، والزرادشتية، هي أديان سماوية، ودعاتها الأوائل كانوا أنبياء أرسلهم الله إلى أهل تلك البلدان، وسبب اختياري لهذا المنهج في هذه الدراسة هو لإدراك المعرفة العلمية للتوصل إلى حقيقة العلاقات التي تربط بين ظواهر هذه الأديان وبعضها البعض بما فيها الإسلام. وذلك لأن الكشف عن العلاقات بين ظواهر الأشياء هو بلا مراء الأساس الوطيد الذي تتأسس عليه المعرفة العلمية.
ولأن الاستقراء سوف يمكننا من الوصول إلى القوانين العامة من خلال استخلاص العلاقات بين الظواهر. ولأن وظيفة الاستقراء تيسر الحصول على المعرفة العلمية، وحين تتم لنا معرفة القوانين يكون في مقدورنا أن نتنبأ. والتنبؤ العلمي حقيقة أساسية من حقائق البحث العلمي. ومعناه أن الباحث يحدد حدوث الظاهرة في المستقبل في تأكد وثقة طبقا لحدوثها في الماضي.
وقد قمت بتقسيم هذه الدراسة إلى عدة فصول، تناولت فيها شخصيات قادة تلك الأديان كبوذا وبراهما وزرادشت وكونفوسيوش والنبي محمد عليه الصلاة والسلام من خلال نصوص القرآن الكريم، وذلك من حيث مولد كل منهم ونشأته وحياته وكتابه وتعاليمه وما نادى به من أخلاق، وعقائده الإلهية والدينية ونظرته إلى الوجود، والموت وما بعد الموت. وقد تجنبت ضم الديانة اليهودية والمسيحية في هذه الدراسة لاتفاق جميع الباحثين على تسميتهما بالديانتين السماويتين.
وقد رأيت أنه من الضروري وأنا أفند وأناقش عقائد المسلمين، لابد من البدء بإلقاء الضوء على عقائد هذه الديانات، حتى نتمكن من الإجابة على بعض التساؤلات التي يثيرها البعض حول عدم وجود ديانات سماوية سوى في منطقة الشرق الأوسط فقط، وأنا اعتبر أن هذه الدراسة سواء اتفق البعض معي على نتائجها أو اختلف، إلا أنني أعتبرها نواة أو بذرة لدراسات جديدة قد تكشف لنا عن معلومات جديدة حول طبيعة الأديان الشرقية القديمة كالهندية والصينية والإيرانية، مع الأخذ في الاعتبار عند إعادة دراسة هذه الأديان أن تقوم الدراسة على الكشف عن الارتباطات بين النصوص القديمة لهذه الديانات، ونصوص القرآن الكريم.
وأود أن أطلب من القارئ الكريم أن يمهلني حتى أنتهي من عرض كل أجزاء هذه الدراسة، ولا يتسرع في الحكم عليها وعلي للوهلة الأولى. فهذه الدراسة هي محاولة متواضعة مني لفهم العلاقة بين الله والإنسان، وأيضا فهم حقيقة الوجود الإنساني من منظور ديني، فربما يكون لهذه الدراسة دور في تحرير العقل العربي والإسلامي من قيود الجهل والتخلف الديني الذي يكبل هذه الشعوب منذ سنين طويلة، ففي اعتقادي أن تحول الدين أي دين إلى مذبح للناس وقيد في أيديهم، يعود إلى سببين رئيسيين، الأول: نابع من قراءة وفهم عقيمين للدين أي دين. الثاني: الحرب المستعرة التي يشنها الطواغيت وعباد الدنيا والشهوات والأهواء على أي دين وعلى أتباعه.
وأود أن ألفت نظر القارئ الكريم أنني سوف أقوم بتلخيص المحاور الهامة لهذه الدراسة في أربعة أو خمسة مقالات، أو أكثر مع مراعاة تبسيط عرضها وأسلوبها قدر الإمكان، ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى الدراسة الكاملة عقب نشرها في كتاب إن شاء الله.
وكان الدافع الأساسي وراء قيامي بهذه الدراسة، انطلاقا من النص القرآني الذي يقول: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )(العنكبوت-20) فالقرآن هو الكتاب الديني الوحيد في تاريخ البشرية الذي أمر الناس بأن يسيروا في الأرض لينظروا كيف بدأ الخلق.
وفي عجالة قبل الدخول إلى صلب الدراسة نقول: تتميز الأديان بكثرتها وتنوع معتقداتها واختلاف تصوراتها، إلا أن هذا التنوع في العقائد وذلك الاختلاف في التصورات ليس قاصرا فقط على الأديان المختلفة في أسمائها وأتباعها وقادتها وكتبها، بل يمتد هذا الاختلاف وذلك التباين إلى الدين الواحد، ومما هو واضح وبين للجميع أن ما من دين من الأديان سواء التي تسمى بالسماوية أو التي تسمى بالأرضية، إلا وأتباعه منقسمون فيما بينهم، والسبب الأول والرئيسي وراء هذا الانقسام هو مسألة تصور الإله لدى كل طائفة من طوائف الدين الواحد، فتعدد الاختلافات والتصورات حول حقيقة الإله يعد البذرة الأولى للانقسامات العقدية والتشريعية، فالديانة اليهودية مثلا هي في الأصل رسالة واحدة وشريعة واحدة، إلا أن أتباع الديانة اليهودية ليسوا أمة واحدة أو طائفة واحدة، بل هم أمم شتى، وطوائف متعددة، يكفر بعضهم بعضا، ويلعن بعضهم بعضا، وكذلك أتباع الديانة المسيحية رسالة واحدة وشريعة واحدة، لكنهم كذلك أمم شتى وطوائف متعددة، يكفر بعضهم بعضا، ويلعن بعضهم بعضا، وكذلك أتباع الديانة الإسلامية، رسالتهم واحدة وشريعتهم واحدة، لكنهم كذلك أمم شتى وطوائف متعددة، يكفر بعضهم بعضا، ويلعن بعضهم بعضا، وما ينطبق على الأديان التي تسمى بالسماوية ينطبق بالطبع على الأديان التي تسمى بالأرضية.
فرغم هذا الاختلاف وهذا التباين بين أتباع الأديان المختلفة بل وبين أتباع الدين الواحد، إلا أن الدارس لعلم الأديان المقارن يستطيع أن يلمس وبصورة قاطعة من بين هذا الركام الهائل من الاختلاف والتباين بل والتناقض، أن هناك قواسم مشتركة لا يخلو منها دين من الأديان سماويا كان أو أرضيا، ويمكن أن نذكر منها على سبيل المثال: شعور الإنسان بعجزه أمام القوى الطبيعية العاتية والغاشمة سواء كانت تلك القوى متمثلة في الظواهر الطبيعية كالزلازل والبراكين والرياح والأعاصير والوحوش، أو متمثلة في الأفعال البشرية كظلم الطغاة والمفسدين في الأرض، وأيضا العجز التام للجنس البشري بأكمله أمام مواجهة (الموت) ذلك الموت الذي لا يميز بين صغير أو كبير، ولا بين فقير أو غني، ولا بين متدين أو غير متدين، ولا بين متحضر أو بدائي، ذلك الموت الذي يثير داخل كل النفوس البشرية الأسئلة المزمنة والملحة، وهي: من أين أتينا؟ ولماذا أتينا؟ وإلى أين نمضي؟ ومن نحن؟ ولماذا نحن هنا فوق سطح هذا الكوكب؟ ومن جاء بنا؟ أم جئنا بأنفسنا دون تدخل من أحد؟ وهل يهمنا في شيء أن نعلم كيف جئنا؟ ولماذا جئنا؟ وإلى أين المصير؟ وماذا بعد المصير، وهل يضرنا شيء لو لم نعلم؟ وهل يضرنا شيء لو علمنا؟ وهل ننتفع بشيء لو علمنا؟ وهل ننتفع بشيء إن لم نعلم؟.
هذا العجز الإنساني بأنواعه، وخاصة العجز أمام مواجهة الموت، والعجز أمام الأسئلة المزمنة والملحة التي يثيرها الموت وتثيرها الحياة كذلك، كل هذا وغيره هو ما دفع الإنسان بفطرته إلى الهرع للقوة التي لا تدانيها قوة للاستجارة بها، تلك القوة التي تقف خلف هذا الكون الضخم، وذلك لرسوخ حقيقة فطرية داخل كل النفوس البشرية، ألا وهي أن لكل موجود موجد ولكل معلول علة، كل هذه القواسم المشتركة بين كل أتباع الديانات، جعلت كل الجماعات البشرية تلتزم بضوابط ومسئوليات من الفرد أمام الجماعة ومن الجماعة أمام الفرد، ومهما اتفقت أو اختلفت هذه الضوابط أو تلك المسئوليات، إلا أن القاسم المشترك لها جميعا هو الارتباط بالقوة المسيطرة على الكون، القوة التي تتعدى حدود الزمان والمكان، ثم الضبط الاجتماعي، والأمان الاجتماعي، والحرص على البقاء المحدود القصير في هذه الدنيا بحياة كريمة يسودها التعاون والمساواة والعدل، والتصدي للطغاة والمفسدين في الأرض، فكان الدين هو الضابط الأول والأمان الأول، لبقاء المجموعات البشرية، مهما اختلفت صورة الدين أو شكل المعتقد.
هذه القواسم المشتركة بين أتباع الأديان بشتى صورها وأشكالها، يؤدي إلى حقيقة هامة وكبيرة، ألا وهي أن مصدر كل ديانات الأرض سماوية أو وضعية مصدرها واحد، وهو الله المركوز في الفطر البشرية، وهنا أيضا نصل إلى حقيقة هامة وكبيرة في الوقت ذاته، ألا وهي: إن الأديان التي تسمى بالوضعية كديانات الهند والصين وإيران القديمة وغيرها من الأديان هي في الأصل أديان سماوية، إذ ليس هناك دليل علمي واحد يثبت أن هذه الأديان ليست سماوية، وليس هناك دليل علمي واحد يثبت أن القادة الأوائل لهذه الأديان (بوذا وكونفوسيوش وزرادشت) ليسوا أنبياء، فإن الدارس للأديان الهندية القديمة والأديان الصينية القديمة، يجد فيها الكثير من المعتقدات والتشريعات الدينية والمناسك الدينية التي تتفق تماما مع معتقدات وتشريعات وشعائر الديانات التي تسمى بالسماوية وخاصة الإسلام، إلا أن جميع الأديان بلا استثناء وبما فيها الديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام قد امتدت إليها أيدي البشر بالتحريف والتبديل والتغيير، سواء تحريف الرسالات أو تحريف المفاهيم والتصورات حول أصل طبيعة الإله وأصل طبيعة الدين، وهذا ما سوف تكشف عنه هذه الدراسة بالتفصيل.
# نشأة الديانات الشرقية:
أرى من خلال هذه المقدمة وفي الجزء المتبقي من هذا المقال الذي بين أيدينا أن أكتفي بإلقاء الضوء على تاريخية مولد ونشأة قادة الأديان الشرقية القديمة، على أن أعود في تفصيل موضوع النبوة والرسالة والعقائد الدينية لهؤلاء القادة في المقالات القادمة. فقد حدث خلاف كبير بين العلماء والباحثين حول تاريخية مولد ونشأة وشخصية قادة الأديان الشرقية، ورغم ذلك الخلاف والتباين حول التواريخ الحقيقية لمولد ونشأة قادة تلك الأديان، إلا أن الكثير من العلماء قد حاولوا من خلال الاستقراء والبحوث المكثفة حول الفترة الزمنية الحقيقية لمولد ونشأة قادة تلك الأديان، أن يرجحوا تاريخا وفترة زمنية وتاريخية محددة لهؤلاء القادة، وسوف نذكر التواريخ المختلف عليها ونذكر أيضا الرأي الراجح الذي توصل له العلماء والباحثين على النحو التالي:
1 – نشأة البرهمية (الهندوسية):
تعد الديانة البرهمية الهندية القديمة هي أم الديانات الهندية جميعها، ومنها انبثقت كل المعتقدات الهندية كالهندوسية والسيخية والجينية والبوذية وغيرها من الأديان. إلا أن العلماء قد اختلفوا على تحديد من المقصود بالبراهما، هل هو الله؟، أم أنه شخص ما من البشر؟، وما أجمع عليه المحققون من العلماء أن براهما اسم أطلقته الكتب والعقائد الهندية القديمة على الإله خالق الكون، وليس على شخص من البشر، وأيضا أجمع المحققون على أن الديانة البرهمية، لم تكن ديانة هندية أصيلة، وإنما هي ديانة أدخلها الآريون حين قاموا بغزو الهند قبل الميلاد بعشرين قرنا، وفي السطور التالية نذكر ما أورده المحققون من العلماء عن حقيقة براهما والمنشئ الحقيقي للديانة البرهمية على النحو التالي:
أولا : حقيقة شخص براهما:
جاء في الموسوعة العربية العالمية أن (براهما: اسم إله بشكله التجريدي المطلق في الديانة الهندوسية, يزعم الهندوس أن براهما هو القوة المقدسة التي تثبت الكون. ولبراهما ثلاثة أقانيم رئيسية تدعى: الثالوث الهندوسي وهي: براهما خالق الكون – فيشتو الحافظ – شيفا المدمر. ومن براهما اشتقت الكلمة (البراهمة) لتكون علما على رجال الدين الذين كان يعتقد أنهم يتصلون في طبائعهم بالعنصر الإلهي وهم لهذا كانوا كهنة الأمة لا تجوز الذبائح إلا في حضرتهم وعلى أيديهم)انتهى. (الموسوعة، ص 285).
ثانيا: نشأة الديانة البرهمية:
وحول نشأة الديانة البرهمية يقول الدكتور عمارة نجيب (يظهر أن البرهمية مرت بمراحل عدة فاشتملت في بدايتها طرقا مختلفة للعبادة وعددا من الآلهة في العقيدة وقواعد متغايرة للسلوك والشريعة وخليط من أفكار الهنود وأفكار غيرهم من الغزاة الآريين وغيرهم من المهاجرين فكانت تمثل صورة المجتمع الهندي المتعدد البيئات والأجواء واللغات والعادات والتقاليد ومدى قوة تأثير الغزاة المهاجرين)انتهى. (المعتقدات و الأديان القديمة، ص، 178)
وجاء في الموسوعة العربية العالمية أن: (الهندوسية ديانة الجمهرة العظمى في الهند الآن, قامت على أنقاض الويدية وتشربت أفكارها وتسلمت على طريقها الملامح الهندية القديمة والأساطير الروحانية المختلفة التي نمت في شبه الجزيرة قبل دخول الآريين ومن أجل هذا عدها الباحثون امتدادا للويدية وتطويرا لها. وتسمى الهندوسية أو الهندوكية إذ تمثلت فيها تقاليد الهند وعاداتهم وأخلاقهم وصور حياتهم. وأطلق عليها البرهمية ابتداء من القرن الثامن قبل الميلاد نسبة إلى براهما وهو القوة العظيمة السحرية الكامنة التي تطلب كثيرا من العبادات كقراءة الأدعية وإنشاد الأناشيد وتقديم القرابين)انتهى. (الموسوعة، ص 286).
(من الذي وضع الهندوسية؟ ومن الذي وضع كتابها المقدس الويدا؟ في الإجابة على هذين السؤالين نقرر أنه ليس هناك مؤسس للهندوسية يمكن الرجوع إليه كمصدر لتعاليمها وأحكامها, فالهندوسية دين متطور ومجموعة من التقاليد والأوضاع تولدت من تنظيم الآريين لحياتهم جيلا بعد جيل بعدما وفدوا إلى الهند وتغلبوا على سكانها الأصليين واستأثروا دونهم بتنظيم المجتمع. وقد تولد من استعلاء الآريين الفاتحين على سكان الهند الأصليين ومن احتكاكهم بهم تلك التقاليد الهندوسية التي اعتبرت على مر التاريخ دينا يدين به الهنود ويلتزمون بآدابه)انتهى. (الموسوعة، ص 286).
ويقول الدكتور أحمد شلبي: (ويمكن القول إن أساس الهندوسية هو عقائد الآريين بعد أن تطورت بسبب اختلاط الآريين – وهم في طريقهم البطيء إلى الهند – بشعوب كثيرة وبخاصة بالإيرانيين ثم تأثرت هذه العقائد بعد احتلال الآريين للهند بسبب الاتصال بأفكار السكان الأصليين وبفلسفات وأفكار نشأت في الهند في مراحل متباعدة من التاريخ حتى أصبحت الهندوسية بعيدة عن العقائد الآرية الأصيلة. والهندوسية أسلوب في الحياة أكثر مما هي مجموعة من العقائد والمعتقدات, تاريخها يوضح استيعابها لشتى المعتقدات والفرائض والسنن وليست لها صيغ محدودة المعالم, ولذا تشمل من العقائد ما يهبط إلى عبادة الأحجار والأشجار وما يرتفع إلى التجريدات الفلسفية الدقيقة. وإذا كانت الهندوسية ليس لها مؤسس معين فإن الويدا كذلك وهي الكتاب المقدس الذي جمع العقائد والعادات والقوانين بين دفتيه ليس له كذلك واضع معين, ويعتقد الهندوس أنه أزلي لا بداية له وملهم به قديم قدم الملهم, ويرى الباحثون من الغربيين والمحققون من الهندوس أنه قد نشأ في قرون عديدة متوالية لا تقل عن عشرين قرنا, بدأت قبل الميلاد بزمن طويل وقد أنشأته أجيال من الشعراء والزعماء الدينيين والحكماء الصوفيين عقبا بعد عقب وفق تطورات الظروف وتقلبات الشئون وينسب (Berry) كتابة الويد إلى الآريين)انتهى. (أديان الهند الكبرى، ص 39).
2 – حقيقة شخصية بوذا ومولده:
لقد اختلف العلماء والباحثين أيضا حول شخصية بوذا، هل هي شخصية حقيقية، أم شخصية أسطورية مختلقة، فقد زعم بعض المؤرخين أن بوذا شخصية خرافية لا وجود لها، وذلك لكثرة الأساطير والخرافات التي نسجها البوذيون حول شخصية بوذا، وفي هذا يقول الشيخ محمد أبو زهرة: (ولكن الحق أن بوذا وجد حقا وأن قبره قد قامت بجواره مسلتان وأنه قد وصل إلى تعاليم وحقائق عن طريق التجربة والمقابلات الدقيقة بين الأمور والآراء المختلفة وأنه كان على جانب عظيم من طيبة النفس وحسن الخلق ولطف المعشر وكانت نفسه معتركا شديدا لنضال بين نوازع الجسم وما أخذ به نفسه بالرياضة حتى انتهى بالانتصار على لذاته انتصارا مؤزرا)انتهى. (مقارنات بين الأديان، الديانات القديمة، ص99).
وجاء في الموسوعة العربية العالمية أن بوذا هو: (لقب مؤسس البوذية, إحدى ديانات العالم الوضعية, ومعنى الكلمة في الأصول الأجنبية (المتنور) أو (المتيقظ), واسمه سيدهارتا جوتاما كما يلقب بشكياموني (حكيم قبيلة شاكيا). ويتفق المؤرخون على أن سيدهارتا جوتاما عاش في شمالي الهند منذ نحو 2000 سنة مضت لكن هناك جدالا حول تاريخ مولده ووفاته, فمعظم المؤرخين يقولون: إنه عاش في الفترة ما بين 563 – 483 ق.م, وبعضهم يدعي أنه عاش في الفترة ما بين 448 – 368 ق.م. ويعتقد البوذيون أنه كان هناك على الأقل ستة أشخاص يسمون بوذا قبل جوتاما, بل يزعمون أن هناك بوذا آخر اسمه مايتريا سيظهر في المستقبل)انتهى. (الموسوعة، ص224).
وعن مولد بوذا والاسم الحقيقي له يحدثنا الباحث (مانوراما موداك) فيقول: (ولد جوتاما سنة 563 ق.م وكان أميرا في ولاية تقع في شمال شرق الهند على حدود التبت, وعندما بلغ السادسة عشر أعطي ثلاث قصور في ثلاث مناطق مختلفة, قصر لكل فصل من فصول السنة)انتهى. (الهند- شعبها وأرضها، ص87).
3 – مولد كونفوشيوس ونشأته:
وحول اسم كونفوشيوس ومعناه يقول محمد أبو زهرة: (الاسم المشهور به في الصين (كونغ فوتس) ومعنى فوتس الحكيم أو الأستاذ وكونغ هو الاسم, فمعنى التركيب الأستاذ أو الحكيم كونغ . وقد حرف الغربيون التركيب إلى كونفوشيوس, ولد ذلك الحكيم عام 551 ق.م بإحدى قرى مقاطعة (لو) من مقاطعات الصين وكانت أسرته عظيمة تمت في نسبها إلى فرع ملكي) انتهى. (مقارنة الأديان، ص83).
وحول شخصية كونفوشيوس يقول الدكتور فؤاد محمد شبل: (يعتبر كونفوشيوس واحدا من عدد قليل من الرجال الذين ظهروا على مسرح التاريخ وما انفكوا يؤثرون فيه تأثيرا عميقا بفضل قوة شخصيتهم ومواهبهم الثقافية ومنجزاتهم الفكرية الرائعة وفي وسع الباحث أن يصف أسلوب حياة الشعب الصيني طوال الألفي سنة الماضيين في كلمة واحدة (كونفوشيوس) إذ لن نعثر على أي فرد في تاريخ الصين أثر هذا التأثير العارم في حياة أمته وفكرها, مدرسا وناقلا ومفسرا مبدعا للتراث الثقافي والأدبي, وفق إلى أبعد الحدود في صياغة الذهن والخلق للصينيين ووضعها في قالب فريد. (حكمة الصين، ص63).
4 – مولد زرادشت وحقيقة شخصيته:
وقد أختلف الباحثون في شخصية زرادشت كما اختلفوا في شخصية بوذا هل هي شخصية حقيقية أو شخصية خرافية، ويذكر الدكتور علي عبد الواحد أن العلماء والباحثين قد انقسموا في حقيقة شخصية زرادشت إلى ثلاث فرق:
أ- فريق ينكر وجوده ، ويقرر أنه أسطورية خيالية، وقد نسجت حولها طائفة من العقائد والتقاليد والشرائع والعبادات التي كان يسير عليها الإيرانيون. ولا يقدم هذا الفريق بين يدي مذهبه دليلا يعتد به، بل لقد دلت الكشوف الحديثة على بطلان هذا الرأي، ولم يعد له وزن ما بين المحدثين من الباحثين.
ب- وفريق يرى أنه شخصية حقيقية، وأنه هو إبراهيم الخليل الذي ورد ذكره في التوراة والقرآن، وأن أسفار "الأبستاق" هي صحف إبراهيم التي تحدث عنها القرآن الكريم. وليس لهذا الرأي أي سند يعتد به، بل إن أدلة كثيرة تتضافر على القطع ببطلانه. فمن ذلك أن زرادشت قد ظهر في أصح الروايات في القرن السابع قبل الميلاد ، على حين أن إبراهيم الخليل كان ظهوره حوالي القرن السابع عشر قبل الميلاد أي قبل زرادشت بنحو عشرة قرون. ومن ذلك أن إبراهيم الخليل قد نشأ في بلدة أور ببلاد الكلدان وأنه سامي الجنس، على حين أن زرادشت قد نشأ بأذربيجان إحدى مقاطعات ميديا في بلاد إيران وأنه آري الجنس.
ج- والرأي الصحيح هو ما يذهب إليه الفريق الثالث الذي يقرر أن زرادشت شخصية حقيقية وأنه ليس إبراهيم الخليل. وقد اختلف العلماء في تحديد جنسيته وتحديد الزمن والمكان اللذين ظهر فيهما. وأرجح الآراء في هذا الصدد أنه إيراني الجنس، وأنه ولد في منتصف القرن السابع قبل الميلاد حوالي سنة 660 قبل الميلاد بأذربيجان إحدى مقاطعات ميديا على مقربة من بحيرة أورميا، وأنه قد هاجر منها إلى بختر في شرقي إيران في مرحلة شبابه، وأنه مات قتيلاً في بيت من بيوت النار في بلخ حوالي سنة 583 عندما أغار عليها الطورانيون. وقد اعتمد أصحاب هذا الرأي على أدلة كثيرة يكاد بعضها يصل إلى درجة اليقين. وفي مقدمة المنتصرين لهذا الرأي من العلماء المحدثين دارمستيتير وهوارت من الفرنسيين وويست الإنجليزي وجاكسون الأمريكي) انتهى. (الأسفار المقدسة في الأديان السابقة على الإسلام، ص 126).
5 – مولد نبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام:
حتى يومنا هذا لم يتفق مؤرخو السيرة النبوية على تاريخ محدد لمولد الرسول محمد صلوات الله وسلامه عليه، حيث أن بعض التواريخ التي ذكروها خليط من تقاويم مختلفة بحيث يصعب تحديد تاريخ بالضبط. (راجع محمد محمد فياض، كتاب التقاويم).
وقد اتفق عدد كبير من الفقهاء والمفسرين على أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد عام الفيل. حيث ذكروا أن قدوم الفيل مكة كان لثلاث عشرة ليلة بقيت من المحرم، يوم الأحد، وكان أوَّل المحرم من تلك السنة يوم الجمعة، وولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بخمسين يومًا يومَ الاثنين لثمان خلت من ربيع الأول. (راجع، الكامل في التاريخ، ابن الأثير).
وقد ذهب الفلكي المعروف "محمود باشا الفلكي" في بحث له إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين (9 من ربيع الأول الموافق 20 من أبريل سنة 571 ميلادية)انتهى. (راجع، التقويم العربي قبل الإسلام).
وفي بحث للدكتور إسماعيل أحمد أدهم، يذهب إلى أن حادث الفيل كان في عام 540 ميلادية بينما كان ميلاد الرسول في عام 570 ميلادية، وقد استند الباحث إلى كثير من الحسابات الرياضية، وأيضا لبعض أقوال المفسرين فقال: (يقول البغوي: أن حادث الفيل حدث قبل ميلاد الرسول بنحو أربعين سنة ومحمد بن السائب الكلبي ينزل بهذه السنين إلي ثلاثة وعشرين سنة. وهذا كله إن اثبت شيئا فإنما يثبت أن الصلة مفصومة بين ميلاد الرسول وعام الفيل وأن محمدا ولد بعد عام الفيل بثلاثين سنة تقريبا، إن حملة الأحباش علي الحجاز كانت في حدود سنة 540 ميلادية وميلاد الرسول كان سنة 570 ميلادية ومهما يكن من شئ فالتاريخ يرفض كل محاولة يراد بها ربط ميلاد الرسول بعام الفيل كما أن التحقيقات التاريخية تبين أن الصلة مفصومة بين التاريخين بنحو ثلاثين سنة)انتهى. (راجع، إسماعيل أحمد أدهم، قضايا ومناقشات).
(وللحديث بقية في الجزء الأول: البوذية ديانة سماوية - النبوة).
# قائمة بالمراجع:
1. الموسوعة العربية العالمية, مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع, المملكة العربية السعودية, 1996.
2. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، دار الكتب العلمية، الطبعة الثانية، بيروت 1995.
3. د. عمارة نجيب, الإنسان في ظل الأديان: المعتقدات والأديان القديمة, المكتبة التوفيقية، القاهرة 1977.
4. د. أحمد شلبي, مقارنة الأديان, أديان الهند الكبرى, الهندوسية – الجينية – البوذية, الطبعة الخامسة, مكتبة النهضة المصرية 1979.
5. محمد أبو زهرة، مقارنات بين الأديان "الديانات القديمة"، دار الفكر العربي، القاهرة.
6. د. مانوراما موداك, الهند-شعبها وأرضها, ترجمة: العميد محمد عبد الفتاح إبراهيم, مراجعة وتقديم: الدكتور عز الدين فريد, مكتبة النهضة العربية, القاهرة 1964.
7. د. فؤاد محمد شبل, حكمة الصين: دراسة تحليلية لمعالم الفكر الصيني منذ أقدم العصور, الجزء الأول, دار المعارف بمصر.
8. د. علي عبد الواحد وافي، الأسفار المقدسة في الأديان السابقة للإسلام، مكتبة نهضة مصر، الفجالة 1964.
9. محمد محمد فياض، كتاب التقاويم، نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع.
10. محمود باشا الفلكي، التقويم العربي قبل الإسلام وتاريخ ميلاد الرسول وهجرته، ترجمة: محمود صالح الفلكي، مجمع البحوث الإسلامية، القاهرة1969.
11. إسماعيل احمد أدهم، قضايا ومناقشات، تحرير وتقديم الدكتور احمد إبراهيم الهواري دار المعارف، القاهرة 1986.
اجمالي القراءات
194768
هل ترى ايها الاستاذ انهم يدخلون فى مصطلح اهل الكتاب فى القران الكريم ؟
اتمنى من الله ان يترك المسلمون الافكار الانصرافية التى لا تقدم ولا تؤخر والقائمة على تصنيف البشر من أجل التعامل معهم من منطلق هذا اقرب الينا وهذا بعيد عنا وهذا ونتعامل مع الجميع من منظلق ما يقدمه كل واحد منا لخدمة الحياة