ردُّ على أخ مسيحى

الثلاثاء ٠٤ - أبريل - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
الاستاذ رفيق رسمى يكتب فى موقع أهل القرآن ، وأحدث ما كتبه كان مقالا بعنوان (قبطي ؛ رمضان أفسده المسلمون ) . بعث لنا بهذا التساؤل ، وكتب مقدما رأيه وعقيدته ، يستفتينا رأينا . ننقل ما كتبه ، ونرد عليه : ( هل عيسي إبن مريم حي في السماء الان : رفيق رسمي حقيقه ان" المسيح" يسوع عيسى إبن مريم هو انسان كامل حل عليه الله حلولا كامل ومستمرا ودائم قيل مولده من العذراء واثناء حملها به وطوال كل حياته علي الارض ولم يفارقه الله لحظه واحده ولا طرفه عين وقام من الاموات وهو مازل حي إلي الان وسيظل حيا الى الابد ، وهذه حقائق رأها اثني عشر رسولا له ، وهو علي الارض وجميعهم استشهدوا وضحوا بحياتهم من أجل هذه الشهاده ، وهم رجال ناضجون كبار السن من مختلف الدرجات العلميه , من الطبيب الي صيادي السمك ، ولم يستفيد أي منهم علي الاطلاق اي منصب أو مال أو أي شى على الاطلاق من هذه الشهاده ، بل قتلوا كلهم بسبب و من أجل هذه الشهاده التي أكدوا فيها إنه بعد موته قام من الاموات ، وهو إنسان حل الله عليه حلول كامل ودائم ومستمر ، وهو بجسده الذي عاش به علي الارض ، صعد بهذا الجسد المادي هذا إلي السماء امام عيونهم ، لانه ظهر لهم بعد موته وقيامته ، وعاش معهم أربعين يوما بعد أن مات ، واقام نفسه بنفسه من الاموات لكي يؤكد لهم هذه الحقيقه ويعلمهم اسرار ملكوت السماوات . واستشهد من أجل هذه الشهاده ايضا أكثر من ٧٠ اخرين سموا رسلا له ، قتلوا ليشهدوا إنه مازال وسيظل حيا إلي الأبد في السماء ، وهولاء التلاميذ الاثنى عشر والرسل ال 70 رأوه وهو يعيش علي الارض بعيونهم ثم وهو يصلب على الصليب ثم مات علي الصليب امام عيونهم ، ثم عاينوا وتاكدوا تماما انه قام من الاموات . لانه عاش معهم بعد قيامته من الاموات ٤٠ يوم يشرح لهم اسرار ملكوت السموات . لا يوجد أي سبب علي الاطلاق لكي يشهدوا كذبا حتي يموتوا من اجل هذه الشهاده الذي ضحوا باغلي مايملكون وهي حياتهم نفسها من اجل توصيل للناس هذه الحقيقه ، فلم يستفيدون أي شي في الدنيا علي الاطلاق بل آمنوا بعد ان رئوا المجد الذي سيعيشون فية مع المسيح في الحياه الاخري اذا أعلنوا تلك الحقائق للعالم كله فاصبحت الحياه الحالية لاقيمه لها امام مجد الحياه مع المسيح في الحياه الاخري . بل وكل من استشهدوا بعد ذلك من ملايين البشر علي مر السنين ظهر لهم المسيح قبل الاستشهاد كي يؤكد لهم هذه الحقائق حتي لايضعفوا وينكروها ). وختم رسالته قائلا : ( أرجوا ابداء الرأي ).
آحمد صبحي منصور :

1 ـ فى كتاب ( شخصية مصر بعد الفتح الاسلامى ) والذى قررته عام 1984 على الطلبة فى قسم التاريخ جامعة الأزهر ـ وهو منشور فى موقعنا أهل القرآن ـ خصصت الفصل الثانى فى إثبات أن الفتح ( الاسلامى ) لم يقم بتغيير جذرى فى الدين المصرى المتوارث ، لأن مصر تقوم بتمصير أى وافد اليها سواء كان بشرا أو ثقافة أو دينا .

الديانات الفرعونية هى التى مصّرت المسيحية ، بل وصدّرتها بهذا التمصير الى خارج مصر ، وظلت ملامح هذا التمصير حتى الآن فى أوربا ، التى أطلقت على مصر إسم عقيدتها الدينية ( جبت ) ، فجعلوا مصر ( إيجيبت ). خلافا لورود إسم مصر فى العهد القديم . وبنفس الطريقة تم تمصير الاسلام فأصبح ترديدا للجبت الفرعونى ، والأمثلة كثيرة ، ومذكورة فى الكتاب المُشار اليه . يدخل فى هذا تمصير شخصية عيسى ابن مريم ، ليكون كما ذكره الاستاذ رفيق رسمى .

2 ـ معظم ملامح الصورة التى رسمها المسيحيون للمسيح عليه السلام اضافها المحمديون على النبى محمد عليه السلام ، جعلوا منه إلاها ، يصعد الى السماء فى خرافات المعراج ، ويملك يوم الدين فى خرافات الشفاعة ، ويحلّ به الله ــ تعالى عن ذلك علوا كبيرا ـ فيما يسمى بالحقيقة المحمدية ، والتى تجعل محمدا نسخة إلاهية وقبسا من النور الالهى ، وأن الله ـ تعالى عن ذلك علوا كبيرا ـ خلق العالم من أجله . ومعروف تقديس الوثن المنسوب للنبى محمد فى المدينة ، ومعروف ما نسبوه اليه من أكاذيب وأحاديث شيطانية ، تأسست عليها أديان أرضية متنازعة من التشيع والسُنّة والتصوف ، وهى تتشابه مع الفرق والطوائف المسيحية .

3 ـ نحن أهل القرآن نؤمن ان الاسلام هو الدين الالهى لجميع البشر والذى نزل فى كل الرسالات الالهية من نوح الى عيسى ثم محمد عليهم جميعا السلام . نزل الاسلام بمختلف الألسنة التى تكلم بها الأنبياء ، ثم نطق فى الرسالة الخاتمة بالعربية ، وجاء فيه الهّدى للجميع ، ورحمة للعالمين من شاء منهم  . وهذا الاسلام يعنى :

3 / 1 : فى التعامل مع البشر هو السلام ، نفس الاشتقاق من الاسلام . وكل إنسان مُسالم مثل الاستاذ رفيق رسمى هو أخ لنا بغض النظر عن معتقداته . ولأن الأقباط بالذات هم الأكثر سلمية لذا فهو الأكثر إسلاما حسب التعامل مع الناس .

3 / 2 : فى التعامل مع الله جل وعلا فالاسلام هو التسليم والانقياد لله جل وعلا وحده ، إيمانا به وحده إلاها لا شريك له ، وأنه الأحد الصمد الذى لم يولد ولم يلد ولم يكن له كفوا أحد ، وليس له نظير أو شبيه. وفى هذا يقع الاختلاف ، ومرجع الحكم فيه الى الله جل وعلا يوم الدين . فللدين يوم ، والاختلافات فى الله جل وعلا يحكم فيها الله جل وعلا فاطر السماوات والأرض القائل : ( قُلْ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46) الزمر )

4 ـ لمزيد من التأكيد : نحن نؤمن بأن الدين إختيار شخصى لكل فرد ، طبقا للحرية الدينية المطلقة فى الاسلام ، وأن الله جل وعلا هو الذى سيحكم بين البشر فى إختلافاتهم الدينية يوم الدين  ، لذا فنحن أهل القرآن نحترم حرية كل فرد فى إختياره الدينى ، فالحرية المطلقة فى الدين تعنى مسئولية كل فرد عن إختياره لشأنه الدينى أمام الله جل وعلا يوم الدين . ونحن ننتظر الحكم علينا جميعا يوم الدين .  والى أن نموت فالأفضل أن نعيش أخوة متحابّين مُسالمين ، هذا يعتقد ما يشاء ويعبد كيف يشاء ويدعو لدينة ما يشاء .

5 ـ ولهذا نرحب بالاستاذ رفيق رسمى كاتبا معنا فى موقع أهل القرآن .   



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 1969
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأربعاء ٠٥ - أبريل - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[94184]

الدكتور - رفيق رسمى صديق عزيز .


الدكتور - رفيق - صديق عزيز - تعارفنا من خلال حضور ندوات مركز ابن خلدون -و-المنتدى الليبرالى لحزب الوفد .... أرسل لى مقاله موضوع الفتوى لأنشره له على صفحته على الموقع . وبعد أن قرأته إعتذرت له وكتبت له



(هذهذا الكلام من المُمكن أن تنشره على أى موقع (مسيحى ) ولكن لا يُمكن نشره على أى موقع (إسلامى ) . فهو مخالف للإيمان الإسلامى بما فيه إيمان المُسلمين بأن المسيح عليه السلام هو بشر رسول ومات ولن يُبعث إلا يوم القيامة مثله مثل كل الأموات من البشر والنبيين ............ا الكلام من المُمكن أن تنشره على أى موقع (مسيحى ) ولكن لا يُمكن نشره على أى موقع (إسلامى ) . فهو مخالف للإيمان الإسلامى بما فيه إيمان المُسلمين بأن المسيح عليه السلام هو بشر رسول ومات ولن يُبعث إلا يوم القيامة مثله مثل كل الأموات من البشر والنبيين ............



2   تعليق بواسطة   dalou baldou     في   الأربعاء ٠٥ - أبريل - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[94185]

سلام دكتورعثمان محمد


أمس قمت بنشر موضوع تحت عنوان المحكم و المتشابه 



و اليوم لا أجده في الموقع ، هل تم حذفه لأسباب لا أعرفها أو حذف من تلقاء نفسه لخلل في الموقع 



أرجو التوضيح 



هل أعيد نشره ؟ 



و شكرا 



3   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء ٠٥ - أبريل - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[94187]

استاذ دالو بالدو .. أنا الذى حذفت المقال . ليس هذا إختصاص د عثمان .


المفروض أن من يكتب فى الموقع يكون قد قرأ معظم المنشور فيه ، لكى يضيف . بدون ذلك لا يصح أن ينشر أى كلام . ولقد صبرت كثيرا متمنيا أن تأتى مقالات على مستوى هذه المدرسة القرآنية رفيعة الشأن . ولم يعد لدى صبر. إذا لم يكن المقال مناسبا فسأحذفه . ليكن هذا معلوما للجميع .

4   تعليق بواسطة   dalou baldou     في   الأربعاء ٠٥ - أبريل - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[94188]

شكرا لك أستاذ


أقدّر و أحترم رأيك أستاذ أحمد صبحي ، أتمنى مستقبلا أن ترقى  مقالاتي إلى مستوى أعلى ، شكرا على الملاحظة



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5130
اجمالي القراءات : 57,283,261
تعليقات له : 5,458
تعليقات عليه : 14,839
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


ضريبة التركات: هل جائز شرعا ان تفرض الدول ة ضريبة تركات ؟ ...

الاختباروالاختيار: طالما وأن دين الاسل ام (القر ن ) منزل من عند...

العدل بين الأبناء: اسمح لى يا دكتور أنا إتأثر ت جدا...

صينى أفريقى: لعزيز صبحي منصور تحيات ي مر ة اخري اجد...

برجاء ان تقرأوا لنا : - ما هو السبب الذي جعل الله سبحان ه و تعالى لا...

سؤالان : السؤا ل الأول : قرأت فى كتاب ( الأمث ال ...

الكوثر . ( إنحر ): دكتور أحمد ... أود أن أعرف معنى كلمتى ( الكوث ر _...

التعوذ من الخبث: جاء فى موقع سلفى :سؤال : ( ما معني الخبث...

إقرأوا لنا وارحمونا: .. لدي اسئلة اتمنى ان يجيبن ي الدكت ور احمد...

الديون أولا: توفى أبى وكانت عليه ديون ، فقام أخى الأكب ر ...

البيع الصورى: أبى وقع تحت تأثير زوجته الثان ية الصغي رة ...

الأذان للصلاة: لماذا لم يؤذن( يناد )الرس ل ولا الخلف اء ...

عن عصمة الملائكة : هل الملا ئكة معصوم ه ؟...

جهل مبين.!!: اري تشابه كبير جدا بينكم وبين فكر طائفه...

ثلاثة أسئلة: السؤ ال الأول : لماذ ا يأتى فى القرآ ن ...

more