رضا البطاوى البطاوى Ýí 2011-02-24
سورة الحشر
سميت بهذا الاسم لقوله "لأول الحشر".
"بسم الله الرحمن الرحيم سبح لله ما فى السموات وما فى الأرض وهو العزيز الحكيم "المعنى بحكم الرب النافع المفيد أطاع الرب الذى فى السموات والذى فى الأرض عدا الكفار وهو الناصر القاضى،يبين الله للمؤمنين أن اسم الله الرحمن الرحيم أى أن حكم الرب النافع المفيد هو أن ما أى الذى فى السموات وما أى والذى فى الأرض عدا من كفر فحق عليه العذاب مصداق لقوله تعالى بسورة الحج "ألم تر أن الله يسجد لله من فى السموات ومن فى الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب "فالكل عدا من كفر سبح لله أى أطاع حكم الله أى أسلم أى سجد مصداق لقوله بسورة النحل"ولله يسجد ما فى السموات وما فى الأرض "والله هو العزيز الحكيم والمراد والرب هو الناصر لمطيعيه القاضى بالحق .
"هو الذى أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف فى قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدى المؤمنين فاعتبروا يا أولى الأبصار"المعنى هو الذى طرد الذين كذبوا من أصحاب الوحى من مساكنهم لأسبق الجمع،ما اعتقدتم أن يطردوا واعتقدوا أنهم حاميتهم قلاعهم من الرب فأعطاهم الرب من حيث لم يظنوا أى رمى فى نفوسهم الخوف يدمرون مساكنهم بأنفسهم وبقوة المصدقين فاتعظوا يا أهل العقول،يبين الله للمؤمنين أن الله هو الذى أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم والمراد هو الذى أنزل أى طرد الذين كذبوا حكم الله من أصحاب الوحى السابق من صياصيهم وهى قلاعهم مصداق لقوله بسورة الأحزاب"وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم "لأول الحشر والمراد فى أسبق الجمع وهى أول مرة يتم جمعهم لطردهم من البلاد فى عهد النبى(ص)،ما ظننتم أن يخرجوا والمراد ما اعتقدتم أن يطردوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله والمراد واعتقدوا أنهم حاميتهم قلاعهم من أذى الله فكانت النتيجة أن أتاهم الله من حيث لم يحتسبوا والمراد أن جاءهم أذى الرب من حيث لم يتوقعوا وهو خوف نفوسهم وفسر الله هذا بأنه قذف فى قلوبهم الرعب والمراد أدخل فى نفوسهم الخوف من قوة المؤمنين فقاموا يخربون بيوتهم بأيديهم والمراد يدمرون قلاعهم بأنفسهم لحرمان المؤمنين من التمتع بها وبأيدى وهى قوة المؤمنين وهم المصدقين بحكمه ويطلب الله فيقول فاعتبروا يا أولى الأبصار والمراد فاتعظوا بما حدث لهم يا "أولى الألباب "كما قال بسورة آل عمران .
"ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب النار ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب "المعنى ولولا أن فرض الرب عليهم الإنتقال لعاقبهم فى الأولى ولهم فى القيامة عقاب النار ذلك بأنهم عادوا الرب ونبيه (ص)ومن يعادى الله فإن الرب عظيم العذاب،يبين الله للمؤمنين أن لولا أن كتب الله عليهم الجلاء والمراد وبسبب أن الله فرض عليهم الإنتقال من المدينة إلى بلاد أخرى لحدث التالى لعذبهم فى الدنيا أى لعاقبهم أى لذلهم فى الأولى ولهم فى الآخرة عذاب النار ولهم فى القيامة "عذاب عظيم "كما قال بسورة النور ذلك وهو العذاب سببه أنهم شاقوا الله ورسوله (ص)والمراد خالفوا حكم الله المنزل على نبيه (ص)ومن يشاق الله والمراد ومن يخالف حكم الله فإن الله شديد العقاب أى عظيم العذاب مصداق لقوله بسورة البقرة "وأن الله شديد العذاب "والخطاب وما قبله وما قبله وما بعده وما بعده للمؤمنين.
"ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزى الفاسقين"المعنى ما بترتم من نبات أو دعوتموه على جذوره فبأمر الرب وليذل الكافرين،يبين الله للمؤمنين أن ما قطعوا من لينة والمراد ما دمروا من شجرة أو تركوها قائمة على أصولها والمراد أو دعوها باقية على جذورها فبإذن الله أى فكل منهما بحكم الله وهذا يعنى أن الحرب تبيح للمجاهد حرية التصرف فى النبات بتدميره إن كان سيمكن العدو منه أو تركه إن كان سينفعه فى حربه والله يخزى الفاسقين والمراد والله يذل أى يعاقب الكافرين مصداق لقوله بسورة التوبة "وأن الله مخزى الكافرين ".
"وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن يسلط رسله على من يشاء والله على كل شىء قدير "المعنى وما أعطى الرب لنبيه (ص)منهم فما حاربتم عليه بقوة ولا بأس ولكن ينصر أنبيائه على من يريد والله لكل أمر يريده فاعل،يبين الله للمؤمنين أن ما أفاء الله على رسوله منهم والمراد أن ما وهب الله نبيه (ص)من أملاك الكفار بلا حرب بإنسحابهم وتركهم لتلك الأملاك فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب والمراد فما بذلتم فيه من قوة أى بأس ولكن يسلط رسله على من يشاء والمراد ولكن الله يجعل خوف أذى أنبيائه(ص)فى قلب من يريد من الكفار فيتركون أملاكهم والله على كل شىء قدير والمراد والرب لكل أمر يريده فاعل مصداق لقوله بسورة البروج"فعال لما يريد "من الأمور.
"ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كى لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب "المعنى ما وهب الرب لنبيه (ص)من أصحاب البلاد فلدين الله و للنبى (ص)ولأصحاب القرابة وفاقدى الأباء والمحتاجين وولد الطريق كى لا يكون دائر بين المترفين منكم وما أعطاكم الرسول(ص)فاقبلوا وما منعكم عنه فاتركوه و أطيعوا الرب إن الرب عظيم العذاب ،يبين الله للمؤمنين أن ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله والمراد أن ما وهب الرب لنبيه (ص)من أملاك أصحاب البلاد فحكمه لله وحكمه أنه يوزع على كل من الله والمراد الدعوة لدين الله والرسول (ص)وذى القربى وهم أقارب النبى (ص)المسئول عن الإنفاق عليهن وهن زوجاته - ومكانه الآن الحاكم زوجته وأولاده حتى زواج البنات وعمل الذكور- واليتامى وهم فاقدو الأباء وهم أطفال والمساكين وهم المحتاجين للمال وابن السبيل وهو المسافر الذى ليس معه مال يوصله لبلده والسبب فى هذا التوزيع هو ألا يكون المال دولة بين الأغنياء منكم والمراد حتى لا يكون المال حكر على المترفين منكم وهذا يعنى توزيع المال على أصحابه الذين قسم الله لهم فى وحيه وما أتاكم الرسول فخذوه والمراد وما أعطاكم النبى (ص)فاقبلوا به وما نهاكم عنه فانتهوا والمراد وما منعكم منه فامتنعوا عن أخذه و اتقوا الله أى "أطيعوا الله "كما قال بسورة التغابن والمراد اتبعوا حكم الرب إن الله شديد العقاب والمراد "وأن الله شديد العذاب"كما قال بسورة البقرة والمراد والله عظيم العذاب لمن يكفر به والخطاب وما بعده للمؤمنين.
"للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون "المعنى للعاجزين المنتقلين الذين طردوا من مساكنهم وأملاكهم يريدون رحمة من الرب أى ثوابا ويطيعون الرب ونبيه (ص)أولئك هم العادلون،يبين الله للمؤمنين أن الأموال فى تلك المرة من الفىء هى للفقراء المهاجرين وهم العاجزين عن العمل المنتقلين للمدينة الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم والمراد الذين جردوا من مساكنهم وأملاكهم وهم يبتغون فضلا أى رضوان من الله والمراد يريدون أى يرجون رحمة أى ثوابا من الله مصداق لقوله بسورة البقرة "يرجون رحمة من الله"وهم ينصرون الله ورسوله (ص)والمراد وهم يطيعون حكم الرب المنزل على نبيه (ص)مصداق لقوله بسورة التوبة "ويطيعون الله ورسوله "أولئك هم الصادقون أى العادلون أى "أولئك المؤمنون حقا "كما قال بسورة الأنفال .
"والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون فى صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون "المعنى والذين نزلوا البلد والتصديق من قبلهم يوادون من انتقل إليهم ولا يلقون فى نفوسهم شىء مما أعطوا ويفضلون على أنفسهم ولو كان بهم حاجة ومن يمنع كفر نفسه فأولئك هم الفائزون،يبين الله أن الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم والمراد أن الذين سكنوا المدينة وسبقوا فى التصديق من قبل المهاجرين يحبون من هاجر إليهم والمراد يوادون من انتقل لبلدهم من المهاجرين وهذا يعنى أنهم يكرمونهم ولا يجدون فى أنفسهم حاجة مما أوتوا والمراد ولا يلقون فى أنفسهم كراهية للمهاجرين بسبب ما أعطوا من المال وهو يؤثرون على أنفسهم والمراد وهم يفضلون المهاجرين على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة أى حتى لو كان بهم حاجة ضرورية للمال،ويبين أن من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون والمراد من يمنع كفر نفسه فأولئك هم الفائزون برحمة الله والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم "المعنى والذين أتوا من بعدهم يدعون إلهنا اعفو عنا وعن إخوتنا الذين سارعوا للتصديق ولا تضع فى نفوسنا كراهية للذين صدقوا إلهنا إنك نافع مفيد ،يبين الله لنبيه (ص)أن الذين جاءوا من بعدهم والمراد أن الذين أسلموا من بعد المهاجرين والأنصار قالوا :ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان والمراد خالقنا ارحمنا وإخواننا الذين سارعوا للتصديق وهذا يعنى أنهم يطلبون من الله أن يترك عقابهم وعقاب المؤمنين السابقين على ذنوبهم فيرحمهم بهذا ،ولا تجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا والمراد ولا تضع فى صدورنا بغض للذين صدقوا بحكم الله وهذا يعنى أنهم يطلبون من الله أن يزيل من أنفسهم أى كراهية للمؤمنين فى المستقبل ،ربنا إنك رءوف رحيم والمراد إلهنا إنك نافع مفيد للمؤمنين .
"ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون "المعنى ألم تعرف بالذين تذبذبوا يقولون لأصحابهم الذين كذبوا من أصحاب الوحى :لئن طردتم لنذهبن معكم ولا نتبع فيكم حكم أحد دوما ولئن حوربتم لنؤيدنكم والرب يعرف أنهم لمفترون ،يسأل الله نبيه (ص) ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب والمراد ألم تدرى بالذين ترددوا بين الكفر والإسلام يقولون لأصحابهم الذين كذبوا بحكم الله من أهل الوحى السابق :لئن أخرجتم لنخرجن معكم والمراد لئن طردكم المسلمون من دياركم لنذهبن معكم إلى أى مكان تريدون ولا نطيع فيكم أحد أبدا والمراد ولا ننفذ فيكم حكم أحد دائما وهذا يعنى أنهم سيذهبون مهاجرين مع الكفار إن طردهم المسلمين ولن ينفذوا أمر الرسول (ص)فيهم ،ولئن قوتلتم لننصرنكم والمراد وإن حوربتم لنؤيدنكم وهذا يعنى أنهم سيحاربون المسلمين إن حارب المسلمون الكفار،والغرض من السؤال إخباره بنية المنافقين السيئة ويبين له أنه يشهد أنهم لكاذبون والمراد أنه يعلم أن المنافقين مفترون يقولون الكذب والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون "المعنى لئن طردوا لا يذهبون معهم ولئن حوربوا لا يؤيدونهم ولئن أيدوهم ليعطون الظهور ثم لا يساعدون ،يبين الله لنبيه (ص)أن أهل الكتاب إن أخرجوا أى طردوا من مساكنهم على يد المسلمين فالمنافقين لا يخرجون معهم أى لا يسافرون معهم تاركين مساكنهم وإن قوتلوا لا ينصرونهم والمراد وإن حوربوا لا يعاونوهم على حرب الناس لهم وإن نصروهم ليولن الأدبار والمراد وإن عاونوهم فى الحرب ليعطون الظهور والمراد ليهربون من ميدان المعركة وهذا يعنى أنهم لا ينصرونهم فى الحرب ولو نصروهم فسيكون هذا لمدة قليلة جدا ثم يهربون تاركين إياهم للعدو وهم لا ينصرون أى لا يعاونون أحدا والخطاب للنبى(ص).
"لأنتم أشد رهبة فى صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون "المعنى لأنتم أعظم قوة فى نفوسهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفهمون،يبين الله للمؤمنين أنهم أشد رهبة فى صدورهم من الله والمراد أنهم أكبر أذى فى نفوسهم من الله وهذا يعنى أن الكفار يعتقدون أن أذى المؤمنين أعظم من أذى الله ولذا فهم يخافون منهم أكثر من خوفهم من الله وذلك أى السبب أنهم قوم لا يفقهون أى "قوم لا يعقلون"كما قال بنفس السورة والمراد أنهم ناس لا يفهمون الحق والخطاب وما بعده للمؤمنين.
"لا يقاتلونكم جميعا إلا فى قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون "المعنى لا يحاربونكم كلهم إلا فى قلاع واقية أى من خلف حواجز ،أذاهم بينهم عظيم ،تظنهم متحدين ونفوسهم مختلفة ذلك بأنهم ناس لا يفهمون ،يبين الله للمؤمنين أن الكفار من أهل الكتاب وهم اليهود لا يقاتلونهم جميعا إلا فى قرى محصنة والمراد لا يحاربونهم كلهم إلا وهم وراء قلاع مشيدة لحمايتهم وفسر هذا بأنه من وراء جدر أى من خلف حواجز واقية من الأذى،وبأسهم بينهم شديد والمراد وأذاهم لبعضهم البعض كبير إذا اختلفوا فيما بينهم،ويبين للنبى (ص)أنه يحسبهم جميعا والمراد أنه يظنهم كلهم متحدين ولكن فى الحقيقة قلوبهم شتى أى نفوسهم مختلفة الأغراض وذلك وهو السبب هو أنهم قوم لا يعقلون والمراد أنهم ناس لا يفقهون أى لا يطيعون حكم الله والخطاب حتى شديد للمؤمنين وما بعده للنبى (ص)وما بعده له وما بعده
"كمثل الذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم "المعنى كشبه الذين سبقوهم واقعا صلوا عقاب كفرهم ولهم عقاب مهين ،يبين الله لنبيه (ص)أن اليهود كمثل الذين من قبلهم قريبا والمراد أن عقابهم كعقاب الذين سبقوهم واقعا بهم وقد ذاقوا وبال أمرهم والمراد وقد صلوا عقاب كفرهم فى الدنيا ولهم عذاب أليم أى ولهم عقاب شديد مصداق لقوله بسورة النور"ولهم عذاب شديد "فى الآخرة .
"كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إنى برىء منك إنى أخاف الله رب العالمين فكان عاقبتهما أنهما فى النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين " المعنى كشبه الهوى لما قال للفرد كذب فلما كذب قال إنى معتزل لك إنى أخشى الرب خالق الكل فكان جزاءهما أنهما فى جهنم مقيمين فيها وذلك عقاب الكافرين،يبين الله أن شبه المنافقين واليهود كمثل الشيطان وهو الهوى أى الشهوات إذ قال للإنسان والمراد لما قال للفرد وهو صاحبه :اكفر أى كذب حكم الله ويشبه هذا قول المنافقين" لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا ولئن قوتلتم لننصرنكم "فلما كفر أى كذب الإنسان قال الهوى :إنى برىء منك أى إنى معتزل لك وهذا شبه ترك المنافقين لليهود لما حوربوا وطردوا دون نصر ،إنى أخاف الله رب العالمين والمراد إنى أخشى الرب خالق الجميع ،فكان عاقبتهما وهو جزاءهما أنهما فى النار خالدين فيها والمراد أنهما فى جهنم مقيمين فيها وهذا يعنى دخول المنافقين واليهود النار وذلك جزاء الظالمين أى والنار عقاب الكافرين مصداق لقوله بسورة البقرة "جزاء الكافرين".
"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون"المعنى يا أيها الذين صدقوا أطيعوا الرب ولتعلم نفس الذى عملت للمستقبل واتبعوا الرب إن الرب عليم بالذى تفعلون ،يخاطب الله الذين آمنوا أى صدقوا حكم الله فيقول :اتقوا الله أى "أطيعوا الله"كما قال بسورة التغابن والمراد اتبعوا حكم الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد والمراد ولتعرف نفس الذى عملت للحصول على جنة القيامة واتقوا الله أى اتبعوا حكم الله إن الله خبير بما تعملون والمراد إن الرب عليم بالذى تفعلون مصداق لقوله بسورة يونس"إن الله عليم بما تفعلون"والخطاب للمؤمنين.
"ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون "المعنى ولا تصبحوا كالذين عصوا الله فأتركهم ذواتهم أولئك هم الكافرون،يطلب الله من المؤمنين ألا يكونوا كالذين نسوا الله والمراد ألا يصبحوا كالذين خالفوا حكم الله فأنساهم أنفسهم والمراد فأتركهم العمل لنفع أنفسهم أولئك هم الفاسقون أى الكافرون أى الظالمون والخطاب وما بعده للمؤمنين.
"لا يستوى أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون "المعنى لا يتساوى سكان الجحيم وسكان الحديقة،سكان الحديقة هم المفلحون،يبين الله للمؤمنين أن أصحاب النار وهم سكان الجحيم لا يستوون أى لا يجازون نفس جزاء أصحاب الجنة وهم سكان الحديقة لأن أصحاب الجنة وهى الحديقة هم الفائزون أى المفلحون أى المرحومون .
"لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون "المعنى لو أوحينا هذا الكتاب إلى جبل لعلمته متبعا مطيعا من خوف الرب وتلك الأحكام نبينها للخلق لعلهم يفقهون،يبين الله لنبيه (ص)أنه لو أنزل هذا القرآن على جبل والمراد لو ألقى هذا الوحى إلى جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله والمراد لعرفته مطيعا متبعا من خوف عذاب الله ويبين له أن تلك الأمثال وهى الأحكام أى الآيات نضربها للناس أى نبينها للخلق لعلهم يتفكرون أى يطيعون الأحكام مصداق لقوله بسورة البقرة "كذلك يبين الله آياته للناس "والخطاب للنبى(ص) وما بعده.
"هو الله الذى لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارىء المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما فى السموات والأرض وهو العزيز الحكيم "المعنى هو الرب الذى لا رب إلا هو عارف الخفى والعلن هو النافع المفيد الذى لا رب إلا هو الحاكم المسبح له الخير المصدق المسيطر الناصر المنتقم العظيم تعالى الرب عما يعبدون هو الرب المنشىء الخالق المشكل له الأحكام النافعة يطيعه من فى السموات والأرض وهو الناصر القاضى ،يبين الله لرسوله (ص) أن الله الذى لا إله أى لا رب إلا هو عالم الغيب والشهادة والمراد عارف الخفى وهو السر والعلن وهو المعروف لبعض الخلق هو الرحمن الرحيم أى النافع المفيد للخلق الملك أى الحاكم المتصرف فى الكون القدوس أى المسبح له من الخلق السلام أى الخير وهو صاحب النفع ،المؤمن وهو المصدق لكلامه وخلقه الصادقين ،والمهيمن وهو المسيطر على الكون العزيز وهو الناصر لمطيعيه الجبار وهو الباطش أى المنتقم من عدوه المتكبر وهو صاحب الكبرياء وهى العظمة الخالق وهو المنشىء البارىء وهو الخالق المصور وهو المشكل للخلق،ويبين له أن سبحان الله عما يشركون أى تعالى الرب عن الذى يعبدون أى يصفون مصداق لقوله بسورة الأنعام "وتعالى عما يصفون" ويبين له أن له الأسماء الحسنى وهى الأحكام النافعة للخلق إذا أطاعوها وهو يسبح له أى يطيع حكمه أى يسجد أى يسلم له من فى السموات والأرض مصداق لقوله بسورة النحل "لله يسجد ما فى السموات وما فى الأرض "وهو العزيز أى الناصر لحكمه الحكيم أى القاضى بالحق .
دعوة للتبرع
قتال داعش : سلام علی ;کم ما رأی ;کم فی قوات...
الاستغفار للمنافقين: اسْتَ غْفِر ْ لَهُم ْ أَوْ لا...
الغلابة فى عصرفرعون: يبدو لي بأن كل افراد قوم فرعون كانوا فاسقي ن ،...
سؤالان : السؤا ل الأول اسطو رة شيخ الجام ع أنا...
زهايمر: ( كانت هى فى بلدنا أشهر وأجمل راقصة حين كانت...
more