آحمد صبحي منصور Ýí 2010-10-07
أولا : بتاريخ 28 / 2/ 1994 نشرت جريدة (الأحرار ) تحت العنوان السابق هذا المقال :
1 ـ اقتربت قوات الأمن من أحد مساكن الإيواء للقبض على أحد الإرهابيين ، وفى ساعة الصفر اقتحمت المسكن ففوجئت برجلين وامرأتين فى وضع شائن فى غرفة النوم الوحيدة المزدحمة بالأولاد والبنات النائمين أو المتظاهرين بالنوم ، وكانت المفاجأة الأكبر انهما زوجان وزوجتان ولكن فى حالة تبادل للزوجات والأزواج ، وقالت واحدة منهما للضابط أنتم السبب ففى الحمامات المشتركة لم تعد لنا خصوصيات ، وضاعÊت كل الحرمات ..
2 ـ تذكرت هذه القصة وانا أقرأ العرض المثير للحزن والذي كتبته الأحرار فى 14 فبراير الماضى عن المساكن العشوائية بقلم الصحفى عصام كامل .. وزاد فى اللوعة والحزن ما نشرته الأحرار فى نفس العدد وفى الصفحة الاولى عن استيرداد الحكومة لعدد (42) سيارة مرسيدس مصفحة للوزراء والكبار ، وتبلغ قيمة السيارة الواحدة 2 مليون جنيه .. ولكل واحدة من أولئك السادة اسطول آخر من السيارات الفارهة ، ولكن ميزة السيارة الجديدة أنها ضد الرصاص ، ولكنها لن تكون بالطبع ضد الموت ، والله تعالى يقول " إينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم فى بروج مشيدة : 4/ 78 " ويقول " قل إن الموت الذى تفرون منه فإنه ملاقيكم : 62/ 11". وإذن فالسيارات الجديدة ( بما تكلفه من ملايين من عرق الشعب الكادح ) لا تعطى السادة الحكام إلا بعض الأمن الوهمى .
3 ـ وكان يمكن لكاتب ساذج مثلى أن يطالب بان تتوجه تلك الأموال إلى إصلاح حال المساكن العشوائية التى اصبحت وصمة عار فى وجه مصر تتضخم يوما بعد يوم إلى درجة استدعت تدخل اليونيسيف لتقديم المساعدات لأهلها ، ولكن يبدو أن قلوب الخواجات أرق قلبا من قلوب سادتنا الأكابر ، الذين يعيشون فى أبراج عاجية من شاليهات وقصور ومرسيدس تجعل بينهم وبين الاحساس بالآم المصريين سدا منيعا ..
كان يمكن أن نطالب الحكومة بالتقشف بدلا من الإسراف فى فرض المزيد من الضرائب ، ولكنها تتمسك بمنطقها فى أن يتحمل الشعب المطحون إسرافها فيزداد سقوط الملايين من المصريين المستورين فى بؤرة الفقر والحرمان بينما تتمتع الحكومة بالصف الأول فى حجز احداث الموديلات من المرسيدس ، ويقال ان ذلك يسبب ضيقا للمسئولين فى الدول التى تعطى المعونات لتصل الجوعى المصريين وهم يرون أن سادة المصريين ينافسون أغنى أغنياء العالم فى الترف والثروة بينما يعيش أغلب المصريين تحت خطر الفقر ..
3 ـ والمشكلة الظاهرة أننا ندخل عصر المساكن العشوائية فأغلب مساكن القاهرة آيلة للسقوط ، بل أن القاهرة تسبح فوق بحيرة من المجارى ، أى أن كل عماراتها مهددة ، واغلب سكان القاهرة ينطبق عليهم وصف " المستورين" أى يعيشون فى ضنك لا يعلم به إلا الله تعالى ، ولو ـ لا قدر الله ـ سقط المبنى لتحولوا بين يوم وليلة إلى المساكن العشوائية ، وتحولوا بالتالى إلى الأخلاق العشوائية ، لأن أغلبهم لا يستطيعون شراء شقة جديدة ..
4 ـ ولكن المشكلة الحقيقة أننا نعيش عصر الاخلاق العشوائية ..
لقد انتهى الزمن الذى كان المصريون يطلقون على السارق لقب " الحرامى " المشتق من الحرمة ، ويقولون عن الانثى الغريبة أنها " حرمة " من الحرام ، ويحرم النظر إليها ،إلى هذه الدرجة بلغت حساسية المصريين للحرام وبلغ تحذرهم منه .. ولكن فى عصرنا الردىء ضاعت كل الحرمات وكل القيم المصرية الأصيلة.
وبانتشار المساكن العشوائية انتشرت معها الاخلاق العشوائية ، بين الحكام والرعاع .. وإلا فكيف تفسر وجود مئات القرى الساحلية والسياحية وآلاف الشاليهات وآلاف الشقق لأبناء الاكابر فى وقت يعجز فيه الملايين من الشباب عن لقمة العيش وشقة ، وفى الوقت الذى ينحشر فيه اكثر من اسرة فى شقة واحدة أو خيمة واحدة ؟!!
5 ـ كيف ينام واحد من المترفين فى واحد من شاليهاته أو قصوره وينسى آلاف المشردين المصرين بينما يتذكرهم اليونيسيف والاجانب ؟
إن أطقم الحراسة والمرسيدس المصفحة لن تجلب الأمن ، فالأمن مرتبط بإصلاح جذرى وإقامة القسط ورفع الظلم واعطاء الحقوق لأصحابها .. وإلا فإن الفساد هو الوجه الآخر للإرهاب .. وكما نستنكر الإرهاب بكل قوة ، فإننا بكل القوة نهاجم الفساد ولصوص الخمسة نجوم .. والإرهاب والفساد عملة واحدة صدرت عن الحكومة ومن انجازاتها ..
أخيرا
ما الذى حدث لمصر بعد 16 عاما من نشر هذا المقال ؟
كتبت هذا المقال والعشرات من أمثاله فى التسعينيات أهاجم الفساد والاستبداد بالتوازى مع مهاجمة التطرف والارهاب ، وأعانى من عسف الأمن وتحرشات المتطرفين وتهديداتهم . ثم اضطرونى للهجرة والتشرد فأحسست فى أمريكا لأول مرة بمدى الحقوق التى كانت مسلوبة منى ، وبمدى الظلم الذى تحملته وصبرت عليه ، وبمدى احترام الغرب للانسان وحقوق الانسان ، ومدى حلاوة الديمقراطية والنزاهة والشفافية .
ولكن لا زلت أحمل مصر وجعا لا يفارق القلب .
ولكن ماذا نفعل سوى الحسرة ..ونحن نقارن ماكان يحدث وقت كتابة هذا المقال بما يحدث الآن فى عهد الوريث ..
لقد ظهر الفساد ثم عمّ وانتشر وساد ، ووصل الى النخاع ، لا فارق بين الحاكمين والرعاع . والأخلاق العشوائية أصبحت هى القاعدة المرعية من الحوارى الى الأحياء الارستقراطية ، ومن خطاب المثقفين الى الأغنية الشعبية ..
أصبحت تكلفة الاصلاح فوق الاحتمال ، فالمريض لا يحتمل العملية الجراحية الضرورية ، ولم تعد تجدى فى علاجه المسكنات الوقتية..ومرض السرطان لا سبيل للنجاة منه إلا بالموت ..
وهذا هو ما آلت اليه مصر منذ أن ركبها العسكر .
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .
أخر السطر :
من ملامح الأمة المؤهلة للهلاك أنها تكره الناصحين ، وبعد هلاك قومه من الطغاة وأتباعهم وقف نبى الله صالح عليه السلام يتحسر على ما تبقى من أشلائهم وهو يقول : ( يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ)( الأعراف 79 ).
ودائما ـ صدق الله العظيم ..
أستاذي الفاضل أن الحكومة ومن يرأس الحكومة ومن يحكم الدولة هم عدة أفراد من السهل القضاء عليهم ليس بالقتل أو العنف ولكن بخروج الشعب على هؤلاء الظالمين والنهابين إلي ثروتهم فماذا ينتظر المصريين أكثر من ذلك ذل ومهانا حتى يخرجوا على هؤلاء في ليلة سوده لم يطلع النهار إلا وهم منتهيين خلاف ذلك سوف يستمروا الظالمين والمنافقين في ظلم المصريين
مع سواد الصور وقتامتها فإن الوضع لابد وأن يتغير وهذا ما يبدو واضخاً على السطح .
التاريخ يقول ذلك فالأمل موجود وإنشاء الله سوف تتحسن الأحوال ، ولكن لابد من بذل الجهد وطلب التغيير والإصرار عليه وبذل كل ما في الوسع للتغيير .
ولكن الأهم من ذلك هو تغييرهذه الأخلاق العشوائية السيئة التي تحدث عنها المقال .والإحساس بالخطر مع استمرار هذا الوضع .
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
ولابد للفجر أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر
نوافقك الرأي في أن الإصلاح يحتاج إلى معجزة ونحن في زمن يخلو من المعجزات ، والحلول الكلامية أصبحت كالمسكنات التي بطل مفعولها ،لأن المادة الفعالة فيها دخلها الغش والخداع والكذب والتدليس ، والحلول الجراحية لا تنفع فالمريض لا يتحملها، لأنه اعتاد الكسل والركون وأكل لقمة العيش المغمسة بالذل والهوان مبررا ومحللا فصدقا : لا حول ولا قوة إلا بالله ، وللعلم هذا رأي كثير من المنصفين الذين يرون أن الشعب المصري " ريح " بحسب تعبيرهم كالكاتب اللبرالي "وحيد حامد " فأثناء لقاء له حول مسلسله الجماعة سسأله المذيع عن التغيير فرد عليه بهذه الإجابة المختصرة " إن الشعب المصري ريح " فما رأيكم دام فضلكم ؟!
ولا حول ولا قوة إلأ بالله العلي العظيم (يا قومي لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين ) ودائما صدق الله العظيم وكما قلت الفساد والأرهاب عملة واحده نعم هما عملة واحده ,الفساد والإستبداد هو الإرهاب الأول , والإرهاب الديني هو الإبن الغير شرعي الذي ولد من نظام عاهر يهوى البغي والفاحشه مع كل عاهر مثله فلا تهمه الأخلاق ولا القيم حتى لو تكاثر نسله من أبناء الزنى والفاحشه والبغي لأنه سيوظفهم من بعد عجزه إلى نفس الدور الذي كان يقوم به وهوالعهر ثم العهر فلا سبيل لهم هؤلاء الفجًار غير سبيل الفاحشه وساء سبيلا ,ماذا ينتظر منا غير أن نعقد العزم مع الله وبعونه سنستأصلهم
الاستاذ حمزة
كتبت عدة مقالات فى الصراع الفلسطينى الاسرائيلى وحماس وتنبأت بما سيحدث وقت أن كان الجميع يهللون لحماس . ودائما أضع عينى فيما أكتب على الفرد العادى ، وكيف يتم استغلاله فى الصراع حول السلطة ، وما يهمنى هو النظام الذى يحقق أكبر نسبة من العدل والأمن والكرامة الانسانية للفرد العادى . وهى أمور نسبية بالطبع ، ولا جدال أن المواطن العربى داخل اسرائيل مهما تعرض من تمييز فهو أفضل حالا من أخيه داخل غزة والقطاع وفى أى بلد عربى آخر . لا يهمنى من يحكم ، يهمنى كيف يحكم ، يعهمنى من يخدمنى و لا يصادر حقوقى وانساتيتى . أرجو ان تبحث عن تلك المقالات وتقرأها .. ولا أريد إعادة الكتابة فى الموضوع فقد هوجمت بسبب ذلك كثيرا حتى من بعض أهل القرآن.
الاستاذ موسى بن عاشور
مع احترامى لما تقول فان قلبى يقشعر من تصور أى حلول دموية تنتهى بها مصر لأن الحل الدموى سيفضى الى قتل آلاف الألوف أكثرهم أبرياء . ومن أجل هذا أكرر و أؤكد المطالبة بالحل السلمى السياسى ومغادرة الرئيس مبارك سلميا للسلطة حفاظا على حياته وحياة أسرته ـ ليس حبا فيهم ولكن حرصا على مصر وملايينها المستضعفين . وانظر ماذا يحل بالعراق وافغانستان والصومال ولبنان والسودان ..
تحياتى لكم جميعا
والله جل وعلا هو المستعان
أستاذي ومعلمي د: منصور ولكن ما الحل وأنابطبعي لا أريد العنف والدم ويكفي ماحصل بالجزائر لكن المشكله يجب أن يكون فيه حل ونكثف جهودنا نحن القرآنيين على توجيه الشعوب لدينها الصحيح حتى يكثر أهل القرآن من الشباب وبأذن الله سيكون تغيير وما أنا إلأ تلميذك وعلي السمع والطاعه ,لأنك انت ابونا الروحي الذي يوجهنا دائما للخير وطريق الرشد مما نلمسه دائما من كتاباتك وتوجيهاتك ودمتم لنا سيدي معلما وموجها إلى أن نصل معك وبك قائدا نحو التغيير المنشود الذي يعودبالنفع على أمتنا المنكوبه في دينها ودنياها وشكرا لكم على توجيهاتك لنا -إبنكم المخلص موسى-
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,685,593 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
خيرأجناد ...؟؟: هل ينطبق حديث ان فى مصر خير أجناد الأرض على...
ظلّام وظالم : ( ظلاّم ) صيغة مبالغ ة من ( ظالم ) . وفى القرآ ن ان...
التحايل على الميراث : * وردت للصفح ة عدة أسئلة واستف سارات عن...
الوصية والميراث: الوصي ة واجبة للمحت ضر وهي أصل وأحكا م ...
مصطلحات القتال : ( يَا أَيُّ هَا الَّذ ِينَ آمَنُ وا لَا...
more
سلام الله عليك دكتوراحمد المحترم اتمنى ان تكون و الاسرة الكريمة في تمام الصحة والعافية
الواقع العربي مر و الامر منه ان الشعب العربي لا يريد ان يستفيق وكأنه استحب العمى والكسل و السلبية في كل شئ الا ان هذا الشعب لن يكون امامه الا استرداد كرامته و حريته او الموت ذليلا ولن يكون هناك خيار ثالث
تنويه كنت قد سألتك استاذ احمد في مقال سابق بعد ان قرأت لك كل ما كتبته في هذا الموقع عن الصراع الفلسطيني الاسرائلي هل نرضى بالاحتلال ونسلم لاسرائيل بالاراضي التي احتلتها عام 67 ام نقاوم وكيف مع اقتناعي منذ زمن طويل ان حماس واخواتها ليسوا الا مغادعين وانتحاريين كما اعتذر اني اسأل في المكان الخطأ ولكن اردت استغلال فرصة تواجدكم اليوم وكل يوم ان شاء الله
ولكم مني السلام
حمزة