شادي طلعت Ýí 2010-08-28
لا زلت أذكر وعيد أبي رحمه الله لي إن إنضممت إلى صفوف المعارضة !
و لا زلت أذكر نصائح الأقرباء و الأصدقاء بالإبتعاد عن صفوف المعارضة !
إلا أنني مؤمن بأني على صواب و هم كانوا أو لا زالوا على خطأ .
دائماً ما توجد عثرات أمام كل من يحاول أن يمارس نشاطاً سياسياً في مصر و العراقيل كثيرة ، فالمناخ العام يؤثر الإبتعاد عن السياسة خوفاً من زوار الفجر و ضياع المستقبل و ... إلخ ، و لكن إذا ما تغلب الشخص على مثل هذه العراقيل و العثرات المجتمعية الناتجة عن ثقافة الخوف فإنه سيقابل عراقيل أكبر في أي نشاط سياسي سيتجه إليه حتى و إن كان في صفوف المعارضة و خاصة في الأحزاب السياسية .
و الأسباب في ذلك تكاد تكون مبهمة أو غير معروفة ، فالعمل السياسي هو عمل تطوعي بطبيعته و ليس عمل بمقابل مادي ، إلا أنه مليئ بالصراعات سواء على مستوى الحزب الحاكم أو على مستوى المعارضة و قد تجد خلافات هنا و هناك و قد يصل إلى ذهنك أن المصالح جميعها في الحزب الحاكم لذلك لا بد من وجودها و هذه حقيقة ، إلا أنه في صفوف المعارضة الأمر مختلف جداً ، فالعمل منذ بدايته تطوعي بعيد عن المصالح بل إننا نستطيع القول بأنه يضر بالمصالح ! فلماذا إذاً الصراعات و الحروب ؟
هذا السؤال لا زلت أعاني من كثرة توجيهه إلي و في كل مرة أجيب إجابة مختلفة و السؤال الأصعب هو الذي يوجه من الأشخاص العاديين و هو سؤال أراه مملاً إلا أني أضطر إلى الإجابة عليه و هو " ماذا تستفيد من إنضمامك لصفوف المعارضة " لي ثلاث إجابات لهذا السؤال :
1- أن الشخص العادي يستطيع أن يشغل في أي حزب معارض منصب كبير لا يمكن أن يشغله في الحزب الحاكم الذي يعطي تلك المناصب لرجال الأعمال و خاصة القوم عنده و اللذين يمكن أن نحصرهم في العشرات بين شعب يتخطى تعداد سكانه 88 مليون نسمة !.
2- أن أعضاء أحزاب المعارضة هم بحق ناقمون على النظام مهما دفع النظام لهم و هم أشخاص لا يبحثون إلا عن الحقيقة و هم ضد الفساد و المحسوبية و سرقة أموال الشعب .. إلخ .
3- أن أحزاب المعارضة قد تصل للحكم في يوم ما و هذا ليس بالمستحيل و من هنا فالإنضمام إليها يعني القدرة على التغيير في المستقبل .
الواقع أن كل إجاباتي صحيحة و لكنها لن تكون مقبولة من الجميع فأصحاب المصالح قد أجيبهم الإجابة الأولى و في بعض الأحيان الإجابة الثالثة ، أما المخلصون حقاً فإنني أجيبهم الإجابة الثانية ، أما الطامحين فإن إجابتي دائماً ما تكون الثالثة .
و هذه إجاباتي لمن هم خارج صفوف المعارضة ، أما أعضاء الأحزاب المعارضة و اللذين تخطوا العراقيل المجتمعية ، فإنهم لا يسألون عن أسباب الإنضمام إلى المعارضة إذ أنهم بالفعل أعضاء في تلك الأحزاب بل إنهم يسئلون أنفسهم سؤال آخر و هو لماذا الصراع داخل المعارضة و هو السؤال الصعب و الذي قد تتعدد إجاباته إلا أنني لا أرى له إلا إجابة واحدة و هي :
طبيعة كل من ينضم إلى صفوف المعارضة أنه يكون شخص غير عادي فالخوف من الأذي المجتمعي أو النظامي يكون أقل عنده من غيره و قد يكون غير موجود ، كما أنه يكون صاحب فكرة أو مجموعة أفكار ، و يريد الترويج لها و يعلم أن النظام و حزبه الحاكم غير ديمقراطيين ، و بالتالي يبحث عن نفسه بين أشخاص آخرين لن يجدهم إلا في صفوف المعارضة .. و التي هي مليئة بأصحاب الافكار و كل شخص يحاول الترويج لأفكاره و يدافع عنها ، مما يؤدي إلى وجود مساحة من الحوار و لا يلزم الأمر أن يتفق الجميع في النهاية فالخلاف ظاهرة صحية مطلوبة و بدونه لا توجد الديمقراطية فالفيصل في النهاية هو صندوق الإنتخابات ، و لكن إذا ما لجأ الجميع إلى الإنتخابات تحدث الصراعات أيضاً و هنا يأتي سؤال آخر ، و هو لماذا الصراع مع أن القاعدة قد عبرت عن رأيها و إختياراتها ، و الإجابة هذه المرة ستكون مختلفة و لاذعة بعض الشئ .
فالجيل الذي يقود المعارضة الآن قد نشأ في مناخ ديكتاتوري نشأ و تربى عليها و قد ينادي بعض هؤلاء القاده بالديمقراطية إلا أنهم في حقيقة أمرهم ديكتاتورين إذا ما تولوا زمام الأمور ، و هذا أمر لا ينتقص منهم إذ أن السبب يعود إلى سنوات من القهر بعد قيام ثورة يوليو أثرت بطبيعة الحال عليهم ، و لكن يحسب لهذا الجيل أنه قد قام بالطرق على أبواب الحرية و إستطاعوا فتح بابها بعض الشئ ولكن لم يستطيعوا فتح باب الديمقراطية إذ أن الديمقراطية تعني التغيير ، و لا تعني شيئاً آخر غير التغيير .
من هنا نرى أن ما تمر به السياسة في مصر أمر طبيعي حتى و إن نشأت صراعات داخل صفوف المعارضة ، و ليس من المهم أن ننتظر من قادة المعارضة الحاليين أن يحققوا مطلب الشعب و يأتوا بالديمقراطية ، لأن من سيحقق ذلك هو جيل آخر من القاده جيل قادم ينادي بالديمقراطية و يبطقها على نفسيه أولاً .
لذلك لا تنزعجوا من أي صراعات في صفوف المعارضة فهذا أمر طبيعي و تفاءلوا خيراً فالديمقراطية قادمة قادمة حتى و إن كانت بوجوه أخرى جديدة ، فتجديد الدماء مطلوب .
و لا تخشوا الإنضمام إلى صفوف المعارضة و التعبير عن الرأي ، فلن ينتقص أحد يوم من عمرك طالما كتبه الله لكم .
و على الله قصد السبيل
شادي طلعت
قراءة حول أسباب تراجع الإقتصاد المصري وخطط المواجهة
قراءة في شخصيات البشر من خلال تشابه الطباع مع الحيوانات
بالأرقام أرباح أمريكا بعد زيارة الرئيس ترامب إلى دول الخليج العربي
دعوة للتبرع
الاعراض عنهم: فى فتوى سابقة لك عن هل كان النبى عليه السلا م ...
نكاح اكثر من اربعة : ما تفسير كم لقوله تعالى : " فَانك ِحُوا مَا...
تأليه فرعون: هل حقا أن فرعون لم يموت غرقا بل نجاه الله و هل...
الصلاة وذكر الرحمن : بعض الأوق ات فی التشه د فی الصلا ة ...
more