تطبيق الشريعة السنية فى الدولة الطولونية :
(5 ) الوريث خمارويه الطولونى.. بين الترف والتلف..!!

آحمد صبحي منصور Ýí 2009-05-28


مقدمة
من الآثار السيئة للخليفة المتوكل العباسى ( 232 : 247 هجرية ) أنه استقدم الأتراك ليحلوا فى الجيش العباسى محل العرب و الفرس ، وكانت النتيجة أن تحكم القواد الأتراك فى الخلافة العباسية ، يقتلون خلفاءها ، وكان المتوكل أول ضحاياهم. لم يقتصر الأمر على ذلك بل استطاع قواد من الأتراك حكم بعض الولايات ، وكان منهم أحمد بن طولون ( 254 : 270 ) الذى قام بتكوين الدولة الطولونية فى مصر و الشام ودخل فى حروب مع الخلافة العباسية ، ثم ورثه ابنه خمارويه الذى واصل الحرب ضد الدولة العباسية ، وانتهى الأمر بالصلح وتزوج الخليفة العباسى المعتضد قطر الندى ابنة خمارويه ، وكان زفافها اسطوريا ، ولا تزال ملامحه فى الفلكلور الشعبى المصرى الذى يتغنى بقطر الندى .


ونتوقف مع أبى الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون .. ونلخص حياته فى كلمتى (الترف والتلف )
أولا :
1 ـ حكم أبو الجيش خمارويه مصر والشام بعد أبيه أحمد بن طولون. وقد ولد خمارويه سنة 250 وعاش حياة مليئة بالترف والنعيم تتخللها بعض المعارك إلى أن مات قتيلا سنة 282، في ريعان شبابه ، بعد أن حكم اثنتي عشرة سنة بالتمام والكمال .
2 ـ حين تولى خمارويه بعد والده ابن طولون كانت لديه ثروة هائلة من الذهب والجواهر والفضة بالإضافة إلى أربعة وعشرين ألفا من المماليك وسبعة آلاف من الموالي الذين أعتقهم أبوه، هذا سوى آلاف الخيل ومئات المراكب الحربية مع جيش قوي تمكن به والده ابن طولون من بسط نفوذه ما بين ليبيا إلى الفرات .
3 ـ وكان خمارويه مطالبا بالحفاظ على تلك الدولة التي ورثها عن أبيه ، ولم يكن الخليفة العباسي ليسمح له بذلك ، أى إن الملك الشاب خمارويه بن أحمد بن طولون ورث عن أبيه تركة هائلة ولكنها أيضا مثقلة بالمتاعب . وحاول بقدر الإمكان أن يجعل تلك التركة رائقة له ليتمتع بها خالصة من دون المتاعب ، وعندما نجح في مسعاه واشترى راحته بالمال والهدايا جاء أجله المحتوم من أعوان راحته ومتعته ..!!
ثانيا : ترف خمارويه
1 ـ ورث خمارويه عن أبيه ثروة هائلة من عرق المصريين ، لم يتعب فى جمعها، فأتعب نفسه فى تبديدها بسبب غرامه بالترف . حب خمارويه للترف أبرز ما يميز تاريخه وهو السبب فى قتله مذبوحا على سريره الفاخر. ونعرض هنا أبرز مظاهر ترف خمارويه:
بستان خمارويه :
بدأ خمارويه حكمه بتوسيع قصر أبيه والزيادة فيه ، وحول الميدان الكبير المجاور للقصر إلى بستان رائع زرع فيه أنواع الرياحين والأزهار وأصناف الشجر ونقل إليه الأشجار النادرة من النخيل والورد والزعفران والشجر المطعم.
وتفنن في تزيين أشجار النخل فكساها نحاسا مذهبا جميل الصنعة وجعل بين النحاس وأجساد النخيل مواسير من الرصاص أجرى فيها الماء وأوصل تلك الأنابيب الى البستان لتسقي أشجاره.
ثم أوكل للبستانية مهمة تشذيب الأشجار والريحان لتكون على شكل نقوش وكتابات ، وكان البستانية يتعهدونها بالمقراض حتى لا تزيد ورقة على ورقة وتظل بنفس الشكل المنسق والعبارات المنقوشة، واستورد للبستان نباتات ملونة من فارس وجنوة (ايطاليا ) وكان عنده خبراء في تطعيم شجر المشمش باللوز وغير ذلك.
وبنى في داخل البستان برجا من خشب منقوش وأضاف له أصناف الزينة وجعله مبلطا من الداخل ، وأدخل فيه جداول من الماء متصلة بالسواقي التي تروي البستان . وجعل هذا البرج مسكنا لأنواع مختلفة من طيور الزينة ، لكل نوع منها قواديس مزينة تنام فيها وتتكاثر ، وجعل لها عيدانا على جوانب البرج لتنتقل عليها وتصدح بأجمل الألحان ، وأطلق في داخل البستان أنواعا أخرى من الطيور العجيبة كالطواويس ودجاج الحبش وغيرها.
قصر خمارويه :
وأقام له قصرا كان من أعجب مباني الدنيا ، كان فيه ما سماه برواق الذهب ، حيطانه كلها مطلية بالذهب واللازورد في أحسن نقش وأظرف تفصيل ، وازدانت تلك الحيطان بصورة خشبية بارزة لصور محظياته من المغنيات في أحسن تصوير وجعل على رؤوسهن أكاليل الذهب الخالص والجواهر، وتلونت أجسامهن في الحيطان بثياب وأصباغ عجيبة جعلتهن كأن الحياة تطل منهن.
وفي وسط قصره أنشأ فسقية عبارة عن بركة واسعة مساحتها خمسون ذراعا في خمسين ذراعا ، وملأها بالزئبق وجعل أركان البركة سككا من الفضة الخالصة، وجعل فيها مقاطع من حرير فيها حلق من فضة، وجعل له فرشا محشوا بالهواء المضغوط منتفخا محكم الشد والقفل ، ويلقي ذلك الفرش المنتفخ على مقاطع الحرير ويشد بحلق الفضة ، فوق سكك الفضة التي تعلو سطح الزئبق الرجراج ، وهكذا جعل له سريرا يرتج بارتجاج الزئبق لينام عليه كأنه يسبح في الهواء. وفي الليالي المقمرة كان نور القمر ينعكس علي سطح البركة الزئبقي فكان يرى لها منظر عجيب أخاذ ، فكانت تلك البركة من أعظم ما عرف .
وبنى في قصره قبة عجيبة سماها الدكة ، كان لها ستر يقي الحر والبرد، على حسب درجة رفع الستر أو إنزاله ، وفرش أرضها بالفرش الفاخرة ، ولكل فصل من فصول السنة فرش مختلف ، وكان يجلس في تلك القبة فيشرف على كل القصر وملحقاته من البستان والبركة والصحراء والجبل والنيل .
وبني في قصره بيتا للسباع قسمه إلى حجرات في كل حجرة أسد وأنثاه ، ولكل حجرة طاقة صغيرة يدخل منها الطعام ولها باب يفتح من أعلا، وفيها حوض من رخام بميزاب من نحاس يصب فيه الماء . وفي وسط الحجرات قاعة فسيحة مفروشة بالرمل فيها حوض رخامي كبير يصب فيه الماء من ميزاب نحاسي كبير . فإذا أراد سائس الحجرة تنظيفها رفع باب الحجرة من أعلى وصاح بالسبع فيخرج مع أنثاه إلى القاعة المذكورة ، ثم يفضل الباب ويدخل إلي الحجرة فينظفها ويبدل الرمل بغيره ويضع الطعام في المكان المعد له ويغسل الحوض ويملأه بالماء ثم يخرج ويعيد الأسد إلى مكانه. وبالتدريب أصبح الأسد يتعلم الدخول والخروج والأكل المنتظم ، وبعدها عرفت أنثاه الخروج في أوقات معينة تلعب وتتهارش إلى أن يحين موعد عودتها إلى حجرتها.
وكان من جملة تلك السباع أسد أزرق العينين سماه خمارويه زريق ، وقد استأنس خمارويه ذلك الأسد فأصبح مطلق السراح يسير في القصر لا يؤذي أحدا ويصاحب سيده في جولاته ، فإذا وضعت لخمارويه مائدته أقعد ذلك الأسد بين يديه فيرمي له بالدجاج واللحم فيأكل معه ، أما اللبؤة الخاصة بزريق فلم تأنف الاستئناس ، فلزمت حجرتها إلى حيث يعود لها زريق بالليل بعد أن ينتهي من مهمته في حراسة خمارويه.كان ذلك الأسد يحرس خمارويه في نومه يربض بين يديه في السرير ولا يغفل عن حمايته فلا يقدر أحد أن يدنو من خمارويه طالما قبع زريق أمام سريره . وحين ذبحوا خمارويه في سريره ، كان ذلك في دمشق بعيدا عن مصر.. وعن زريق ..!
قصر الحريم
وبنى أيضا دارا ضخمة للحريم ، جعلها لإقامة حريم أبيه ونسائه وأولادهن الصغار ، وجعل لكل واحدة منهن جناحا خاصا بها ، وأجرى عليهن وظائف اللحم والطعام الفاخر ، وكان الفائض منهن ومن باقي بيوت القصر يبيعه الخدم والطباخون في سلة ، وكان يطلق على تلك السلة اسم " الزلة " وتضم " الزلة " بواقي الطعام من الطيور واللحوم والضأن وأنواع الحلوى والعصائر والخبز، وكان ثمن "الزلة" الكبيرة يبلغ درهمين ، وكان أهل مصر يتفكهون بشراء تلك " الزلات " ، وإذا طرق ضيف دار أحدهم ولم يكن مستعدا ذهب إلى أحد الخدم في دور الحريم فاشترى " زلة " فاكتفى بها هو وبيته وضيوفه .
اصطبلات خمارويه
واصطبلات خمارويه كانت أعجوبة .. جعل لكل صنف من الحيوانات اصطبلا منفردا . للبغال وأنواع الخيول ، وما كان منها للنقل وماكان منها للركوب، بالإضافة إلى اصطبلات الفهود والنمور والأفيال والزرافات والقرود، وأقام اصطبلات أخرى في القرى القريبة في الجيزة و أوسيم وصفط وطهرمس وناهيا وغيرها من القرى القريبة من العاصمة .. ولم تكن القاهرة قد أنشئت بعد ..
ومع كثرة ما أقامه لنفسه في قصره وفي مدينة القطائع من متنزهات وأعاجيب فإن خمارويه كان يخرج عن قصره ومدينته ليتنزه عند الأهرام وفي الصحراء ويقوم ومعه فصيلة من جيشه يصيد السباع بالإضافة إلى غرامه باستعراض جيشه في مواكب مزينة باهرة وحفلات سباق كانت أعيادا لكثرة ما كان يغلفها بالزينة والمباهج.
ثالثا: خمارويه المترف والحرب:
كان لقبه ( ابو الجيش ) أى حمل لقبا حربيا ، فهل كان مستحقا لهذا اللقب ؟
الواقع أنه كانت لتلك الحياة المترفة بصماتها على مجهود خمارويه الحربي وسياسته :-
1- فالدولة العباسية كانت تعمل على استرجاع ما أخذه منها والده أحمد بن طولون وكان على خمارويه أن يحافظ على دولة أبيه لذلك اضطر خمارويه – المترف – إلى دخول معارك كان أشهرها معركة الطواحين في فلسطين حيث كان يقود جيشا ضخما في صفر سنة 271 حارب به ابن الموفق العباسي ، وكان عدد جيش العباسيين أربعة آلاف فقط أما جيش خمارويه فقد بلغ سبعين ألفا ، وانهزم خمارويه وهرب بجيشه ، وترك أثقاله ونفائسه غنيمة باردة لابن الموفق ، وكاد أن يتم النصر لابن الموفق لولا أن كمينا لخمارويه يقوده سعد الأعسر استطاع هزيمة الموفق وطرده من معسكر خمارويه ، هذا بينما كان خمارويه قد واصل الهرب حتى وصل إلى الفسطاط ..!!
2- وواصل خمارويه حملاته الحربية في الشام ثم آثر السلامة والدعة ليتمتع بقصوره وحياته فطلب الصلح من الموفق العباسي وعمل على إرضائه بالأموال حتى اعترفت به الدولة العباسية واليا على مصر والشام ثلاثين عاما فانطلق خمارويه في حياة الترف ..
ومات الموفق والمعتمد العباسي وتولى المعتضد المعروف بقوة شكيمته فخشي خمارويه أن ينغص عليه حياته المترفة ، فأرسل إليه بالهدايا والأموال فجدد المعتضد لخمارويه عقده بالولاية ثلاثين عاما من الفرات إلى برقة في مقابل أن يؤدي مائتي ألف دينار عن كل عام مضى وثلاثمائة ألف عن كل عام سيأتي .
وأراد خمارويه أن يطمئن على مستقبله أكثر حتى يستريح بالا ويقبل على ملذاته بنفس لا تعرف الهموم فطلب أن يتزوج ابن المعتضد وولى عهده من ابنته قطر الندى ، ورفض المعتضد أن يتزوج ابنه المكتفي قطر الندي حتى لا يسيطر خمارويه وابنته على ولي عهده ومستقبل الخلافة العباسية ، وطلب أن يتزوج هو نفسه قطر الندى وجعل صداقها " مليون " درهم ، وأشار من طرف خفي لخمارويه أن يبالغ في تجهيزها لكى يستنزف موارد خمارويه المشهور بكرمه وإسرافه. وفعلا كان جهاز قطر الندى من نوادر التاريخ ، وأضيفت جواهره ونفائسه إلى خزانة الخلافة العباسية . ووصلت قطر الندى إلى الخليفة المعتضد في شهر محرم سنة 282. وطابت نفس خمارويه بتلك المصاهرة وأعلن لنفسه وهو في دمشق أنه آن له الآوان لكي يتفرغ للهو واللعب بدون حملات حربية .
ولكنه ما كان يستريح لهذا الوهم حتى قتله خدمه في نفس العام ، أي أنه أوتى من حيث أراد المتعة واللهو ،جاءه التلف من الترف ،وانقرضت بعده الدولة الطولونية سنة 292 . وسبحان من يرث الأرض ومن عليها ..
رابعا : الشذوذ الجنسى هو السبب فى مقتله :
كان خمارويه كثير اللواط بالخدم ، فدخل الحمام وأراد الفاحشة بشاب من الخدم فامتنع الخادم ، فأمر خمارويه بادخال عمود حديد فى دبر الخادم ، وظلوا يعذبونه به حتى مزقوا أحشاءه ومات أمام أعين رفاقه من الخدم. قصد خمارويه بذلك أن يجعله عبرة لهم حتى لا يعارضونه فى اتيان الفاحشة بهم . ولكن صمم الخدم على قتل سيدهم خمارويه ، وأعوزتهم الفتوى التى تبرر لهم قتله ، فاستفتوا العلماء فى ( حد اللوطى ) فقيل لهم ( القتل ) . لم يستطيعوا الاختلاء به فى قصره بمصر حيث يحرسه الأسد زريق ، فصبروا الى أن سافروا معه الى دمشق ، فاختلوا به فى قصره فى دير مرّان خارج دمشق وذبحوه فى شهر ذى الحجة عام 282 ، وكان فى الثانية والثلاثين من عمره.
نهاية القتلة:
هرب الخدم ، فظفر بهم الأمير طغج بن جف فأمر بتشهيرهم وضرب أعناقهم .
يقول المسعودى عن نهايتهم : ( وأتى بهم على أميال فقتلوا وصلبوا ، ومنهم من رمى بالنشاب ، ومنهم من شرّح لحمه من أفخاذه وعجيزته وأكله السودان من مماليك أبى الجيش ـ خمارويه )
ونهاية القتيل :
كان أبو بشر الدولابى قارئا للطولونيين فى بيوتهم ومقابرهم ، وبحكم هذه الوظيفة حضر دفن خمارويه ، ويقول المسعودى عن دفن خمارويه نقلا عن ذلك الشيخ الدولابى : ( قدم أبو الجيش ليدلى فى القبر ، ونحن نقرأ جماعة من القرّاء سبعة سورة الدخان ، فأحدر من السرير ، ودلى فى القبر ، وانتهينا من السورة فى هذا الوقت الى قوله عزّ وجل : خذوه فاعتلوه الى سواء الجحيم ، ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم . ذق إنك أنت العزيز الكريم ) قال : فخفضنا أصواتنا وأدغمنا حياء ممن حضر )...!!
وفى النهاية
1 ـ الشريعة السنية تبيح للحاكم أن يستبد كيف شاء ، وأن يقترف الجرائم متى أراد، ولا يجرؤ أحد على انتقاده ، فما بالك بإقامة ( الحدود ) أو العقوبات السنية التى لا يمكن تطبيقها إلا على الضعفاء ؟؟!.
وبسبب تقديس الحاكم المستبد فى الشريعة السنية واعتباره ( لا يسأل عما يفعل ) فقد تلون تطبيق الشريعة السنية بنزوات كل خليفة وحاكم مستبد ،أو على حد قول الفقهاء السنيين ( حاكم متغلب ) مثل آل طولون .
ولم يكن خمارويه وحده هو المصاب بالشذوذ الجنسى فقد سبقه فى ذلك مشاهير الخلفاء العباسيين بدءا بالخليفة محمد الأمين ابن الخليفة هارون الرشيد ، ثم أصبح الشذوذ عادة لا تستوجب دهشة أو إنكارا ..وصار بعض الخلفاء يتغزل فى عشاقه من المماليك الخدم .
ولكن خمارويه تميز ليس فقط بالشذوذ بل بإغتصاب الرجال من الخدم ،أى إنه كان يزهد فى النساء ، ولديه قطيع منهن ، وكان يزهد أيضا فى الغلمان المخصصين للشذوذ .كان يهوى إغتصاب الرجال لمجرد أنهم خدم له .
ولم نجد أى إنتقاد له من الفقهاء و القضاء ليس لمجرد أنهم انشغلوا عن ذلك بما هو أهم ، وهو الاختلاف حول حكم فقهى تافه من هنا أو هناك ، ولكن لأن الشريعة السنية تبيح لكل حاكم أن يفعل ما يشاء بالرعية من قتل ونهب واغتصاب ..
أما عن شريعة الترف لخمارويه فهى شىء عادى فى ماضى وحاضر شعبنا المسكين ، فالفلاح المصرى المسكين ظل ولا يزال يكدّ فى إنتاج الخير للغير ، ويتم ترجمة عرقه الى ذهب و جواهر وتحف وأموال سائلة يكتنزها أو يبعثرها الحرامية الكبار، لا فارق فى الاسراف بين خمارويه أو الخديوى اسماعيل ولا فارق فى الاكتناز بين عمرو بن العاص وحسنى مبارك ..
2 ـ مات خمارويه ، ولكن تجد ملامحه فى التاريخ المعاصر لبعض الحكام العرب..
أنظر حولك فقط .. وتفكر..
تفكر فى هذا الصنف المترف ـ الذى يتحكم فى الشعوب العربية ـ والذى يمتلىء قصره بقطعان النساء من مختلف الأحجام والألوان ، ومع ذلك يلجأ بعضهم الى إغتصاب خدمه ،أو أن يغتصبه خدمه ..هذه النوعية المريضة من البشر لا مكان لها سوى السجن والتشهير و الاحتقار لو كانت فى بلد حر متحضر. ولكنهم فى بلادنا يكونون حكاما أو ورثة للحكم.
والمصيبة الأعظم أنهم يجدون من يهتف لهم ..ويدعو لهم فى المنابر والمساجد ..
آخر السطر
حاجة تقرف ..!!




اجمالي القراءات 61559

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (15)
1   تعليق بواسطة   نورا الحسيني     في   الخميس ٢٨ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39520]

خمارويه الأبن يختلف عن أبيه وجده.





من المفترض أن يستفيد الجيل الثالث (خماروية ) من أخطاء أبيه وجده ، ولكنه لم ينهج  نهج أبيه  أحمد بن طولون ،الذي وصف في المقال السابق بأنه المستبد العادل ، فبرغم استبداده السياسي إلا أنه كان لا يخلو من عدل، وكان جده أبو العباس بن طولون أيضاً يتصف  بالقوة والشجاعة والإخلاص ، وهذا ما لفت إليه  نظر الخليفة العباسي المأمون، وجعله قائداً للحرس.وهذا ما عرفته من هذه الفقرة.


في سنة 200 هـ كان أبو العباس بن طولون مولىً لـ نوح بن أسد الساماني , أمير بخارى في بلاد ماوراء النهر . تفوّقَ أبو العباس أبن طولون على أقرانه في القتال فأهداه نوح مع العديد من المماليك إلى الخليفة العباسي المأمون في جملة ٍمن الهدايا,لأدامة رضا الخليفه كما كان يَصنعُ الولاة ُفي ذلك الزمان. فجعله المامون قائداً لحرسه الخاص بعد ما ابصر فيه من قوة وشجاعة واخلاص, حتى بلغ مصافَ الأمراء في الجيش العباسي.


 


2   تعليق بواسطة   ليث عواد     في   الخميس ٢٨ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39525]

ههههههه حاجة تقرف

سخسخت من الضحك و أنا أتخيل شكل الدكتور منصور و هو يكتب جملة " حاجة تقرف".


و فعلا ما أشبه اليوم بالبارحة و شر البلية ما يضحك.


على العموم  لو طال العمر بخمارويه قليلا لمات ربما مسموما ببخارالزئبف.


يعني بهذه أو بتلك, فإنه رفاهيته كانت ستكون سبب موته.


تذكرت  طريفة أخرى كتبها الدكتور منصور  عن الخليفة الأموي ـ إن لم تخني الذاكرة ـ سليمان بن عبد الملك و الذى  مات متخوما.


 


3   تعليق بواسطة   sara hamid     في   الخميس ٢٨ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39531]

حاولت ان اتخيل شكل البركة بالزابق ولكن لم افلح

هل هذا بشر ؟


والذين يفعلون مثله بشر؟


وفي هذا العصر بالذات؟


فعلا شيئ مقرف ومقزز


شكرا دكتور احمد


4   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الأحد ٣١ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39626]

ابن الداية كاتب الدولة الطولونية

 كاتب الدولة الطولونية  أبو جعفر بن يوسف بن الداية  المتوفي سنة 240 هجرية  ، وسبب شهرته بابن الداية أن جدته لأبيه كانت داية لإبراهيم بن المهدي العباسي فنسب إليها . وقد نشأ ابن الداية في القطائع في عهد ابن طولون ،وكان واسع الثقافة فكان كاتبا وشاعرا ورياضيا  وعمل كاتبا لآل طولون وألف في تاريخهم عدة كتب  منها سيرة أحمد بن طولون ، وسيرة خمارويه بن أحمد بن طولون ، وسيرة هارون بن خمارويه ، وغلمان بني طولون  . وقد فقدت مؤلفات ابن الداية السابقة ،ولم يبق منها إلا سيرة ابن طولون الذي وصل منقولا في كتاب المغرب في حلى المغرب لبني سعيد المغاربة


و قد جاءت سيرة بن طولون لإبن الداية غاية في الدقة و الأمانة نظراً لأنه نقلها عن معاصرين لابن طولون ومعايشين له



أ


 


5   تعليق بواسطة   جاكوب القصاب     في   الجمعة ٠٥ - يونيو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39748]

موقعنا موقع اهل القران وليس موقعا للعنصرية مع اعتذاري للجميع 2

السلام عليكم


انني من الاعضاء في هذا الموقع ومن المعجبين كثيرا بدكتور احمد وكثير من الكاتبين ولكنني الاحظ منذ مدة بان الموقع اخذ طريقا اخر غير الطريق الذي بنيه عليه وهو البحث وتعلم القران وللاسف 


من الآثار السيئة للخليفة المتوكل العباسى ( 232 : 247 هجرية ) أنه استقدم الأتراك ليحلوا فى الجيش العباسى محل العرب و الفرس ، وكانت النتيجة أن تحكم القواد الأتراك فى الخلافة العباسية ، يقتلون خلفاءها ، وكان المتوكل أول ضحاياهم. لم يقتصر الأمر على ذلك بل استطاع قواد من الأتراك حكم بعض الولايات ،





الإسلام والأتراك....وفتح القسطنطينية!!!



--------------------------------------------------------------------------------



السلام عليكم

وحشية,ظلم,إضطهاد,فقر,جوع,إستبداد وتخلف...هذه هي الصورة التي تتبادر الى ذهن السامع او القارئ عندما يكون الحديث عن الاتراك والدولة العثمانية.

في هذا المقال اريد ان اعطي هؤلاء (الاتراك)المسلمين حقهم وهو جزء ضئيل مما اعطوا الدولة الاسلاميةمن عزوجاه وصولة من قبل.

ان شاء سوف انقل لكم على حلقات بعض ما قدم الاتراك للاسلام والمسلمين.

1

الحقيقة ان كل السلاطين الاتراك المسلمين كانوا على درجة عالية من العلم والتقوى ومعرفة في الشريعة واللغة العربية منذ عهد اولهم "عثمان بن ارطغرل بن سليمان " الى آخرهم السلطان عبد الحميد.

قد يتبادر الى ذهن القارئ ان الاتراك حديثي عهد في الاسلام او انهم دخلوا الاسلام في عهود متأخرة او انهم اسلموا بقوة السلاح,إلا ان الامر عكس ذلك تماماً.

نبذة تاريخية:

في عام 22هـ/642م تحركت الجيوش الاسلامية الى بلاد الباب(بلاد ما بين هضبة مانغوليا وبحر قزوين)لفتحها وهناك لتقى عبدالرحمن بن ربيعة بملك الترك شهربراز، فطلب من عبدالرحمن الصلح وأظهر استعداده للمشاركة في الجيش الاسلامي لمحاربة الأرمن ، فأرسله عبدالرحمن الى القائد العام سراقة بن عمرو، وقد قام شهر براز بمقابلة سراقة فقبل منه ذلك، وكتب للخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) فوافق على مافعل، وعلى إثر ذلك عقد الصلح، ولم يقع بين الترك والمسلمين أي قتال، بل سار الجميع الى بلاد الأرمن لفتحها ونشر الاسلام فيها.

وتقدمت الجيوش الاسلامية لفتح البلدان في شمال شرق بلاد فارس حتى تنتشر دعوة الله فيها، بعد سقوط دولة الفرس أمام الجيوش الاسلامية والتي كانت تقف حاجزاً منيعاً أمام الجيوش الاسلامية في تلك البلدان، وبزوال تلك العوائق، ونتيجة للفتوحات الاسلامية ، أصبح الباب مفتوحاً أمام تحركات شعوب تلك البلدان والاقاليم ومنهم الاتراك فتم الاتصال بالشعوب الاسلامية، واعتنق الاتراك الاسلام، وانضموا الى صفوف المجاهدين لنشر الاسلام وإعلاء كلمة الله.

وفي عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان (رضي الله عنه)برستان، ثم عبر المسلمون نهر جيحون سنة 31هـ، ونزلوا بلاد ماوراء النهر، فدخل كثير من الترك في دين الاسلام، وأصبحوا من المدافعين عنه والمشتركين في الجهاد لنشر دعوة الله بين العالمين.

وواصلت الجيوش الاسلامية تقدمها في تلك الاقاليم فتم فتح بلاد بخارى في عهد معاوية بن أبي سفيان ,وتوغلت تلك الجيوش المضفرة حتى وصلت سمرقند، وما أن ظهر عهد الدولة الاسلامية حتى صارت بلاد مارواء النهر جميعها تحت عدالة الحكم الاسلامي وعاشت تلك الشعوب حضارة إسلامية عريقة.


6   تعليق بواسطة   جاكوب القصاب     في   الجمعة ٠٥ - يونيو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39749]

موقعنا موقع اهل القران وليس موقعا للعنصرية مع اعتذاري للجميع

وازداد عدد الأتراك في بلاط الخلفاء والأمراء العباسيين وشرعوا في تولي المناصب القيادية والادارية في الدولة؛ فكان منهم الجند والقادة والكتاب. وقد ألتزموا بالهدوء والطاعة حتى نالوا أعلى المراتب.

ولما تولى المعتصم العباسي الخلافة فتح الأبواب أمام النفوذ التركي وأسند إليهم مناصب الدولة القيادية وأصبحوا بذلك يشاركون في تصريف شؤون الدولة، وكانت سياسة المعتصم تهدف الى تقليص النفوذ الفارسي ، الذي كان له اليد المطلقة في إدارة الدولة العباسية منذ عهد الخليفة المأمون.

وقد تسبب اهتمام المعتصم بالعنصر التركي الى حالة سخط شديدة بين الناس والجند، فخشي المعتصم من نقمة الناس عليه، فأسس مدينة جديدة هي (سامراء) ، تبعد عن بغداد حوالي 125كم وسكنها هو وجنده وأنصاره.

وهكذا بدأ الأتراك منذ ذلك التاريخ في الظهور في أدوار هامة على مسرح التاريخ الاسلامي حتى أسسوا لهم دولة إسلامية كبيرة كانت على صلة قوية بخلفاء الدولة العباسية عرفت بالدولة السلجوقية.

وقد أسس السلاجقة دولة تركية كبرى ظهرت في القرن الخامس للهجرة (الحادي عشر الميلادي) ، لتشمل خراسان وماوراء النهر وإيران والعراق وبلاد الشام وآسيا الصغرى. وكانت الري في إيران ثم بغداد في العراق مقر السلطنة السلجوقية، بينما قامت دويلات سلجوقية في خراسان ومارواء النهر (كرمان) وبلاد الشام (سلاجقة الشام) وآسيا الصغرى سلاجقة الروم، وكانت تتبع السلطان السلجوقي في إيران والعراق.

وقد ساند السلاجقة الخلافة العباسية في بغداد ونصروا مذهبها السنّي بعد أن أوشكت على الانهيار بين النفوذ البويهي الشيعي في إيران والعراق، والنفوذ العبيدي (الفاطمي) في مصر والشام. فقضى السلاجقة على النفوذ البويهي تماماً وتصدوا للخلافة العبيدية (الفاطمية).

لقد استطاع طغرل بك الزعيم السلجوقي أن يسقط الدولة البويهية في عام 447هـ في بغداد وأن يقضي على الفتن وأزال من على أبواب المساجد سب الصحابة، وقتل شيخ الروافض أبي عبدالله الجلاب لغلوه في الرفض


7   تعليق بواسطة   جاكوب القصاب     في   الجمعة ٠٥ - يونيو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39750]

موقعنا موقع اهل القران وليس موقعا للعنصرية مع اعتذاري للجميع 3

السلام عليكم

2

تأسيس الدولة العثمانية:

ونتيجة للغزو المغولي بقيادة جنكيزخان على العراق ومناطق شرق آسيا الصغرى، فإن سليمان جد عثمان هاجر في عام 617هـ الموافق 1220م مع قبيلته من كردستان الى بلاد الأناضول فأستقر في مدينة اخلاط ثم بعد وفاته في عام 628هـ الموافق 1230م خلفه ابنه الأوسط أرطغرل، والذي واصل تحركه نحو الشمال الغربي من الأناضول ، وكان معه حوالي مائة أسرة وأكثر من أربعمائة فارس وحين كان ارطغرل والد عثمان فاراً بعشيرته التي لم يتجاوز تعدادها اربعمائة عائلة، من ويلات الهجمة المغولية، فاذا به يسمع عن بعد جلبة وضوضاء، فلما دنا منها وجد قتالاً حامياً بين مسلمين ونصارى وكانت كفة الغلبة للجيش البيزنطي، فما كان من أرطغرل إلا أن تقدم بكل حماس وثبات لنجدة اخوانه في الدين والعقيدة، فكان ذلك التقدم سبباً في نصر المسلمين على النصارى وبعد انتهاء المعركة قدر قائد الجيش الاسلامي السلجوقي هذا الموقف لأرطغرل ومجموعته، فأقطعهم ارضاً في الحدود الغربية للأناضول بجوار الثغور في الروم، وأتاحوا لهم بذلك فرصة توسيعها على حساب الروم، وحقق السلاجقة بذلك حليفاً قوياً ومشاركاً في الجهاد ضد الروم، وقد قامت بين هذه الدولة الناشئة وبين سلاجقة الروم علاقة حميمة نتيجة وجود عدو مشترك لهم في العقيدة والدين، وقد استمرت هذه العلاقة طيلة حياة أرطغرل، حتى إذا توفي سنة 699هـ-1299م خلفه من بعده في الحكم ابنه عثمان الذي سار على سياسة أبيه السابقة في التوسع في أراضي الروم.

فعثمان بن سليمان هو الذي تُنسب اليه الدولة العثمانية,ولد في عام 656هـ/1258م وهي السنة التي سقطت فيها الخلافة العباسية على ايدي المغول.

صفاته:

وصفه المؤرخ احمد رفيق في موسوعته (التاريخ العام الكبير) بأنه كان متديناً للغاية، وكان يعلم أن نشر الاسلام وتعميمه واجب مقدس وكان مالكاً لفكر سياسي واسع متين ، ولم يؤسس عثمان دولته حباً في السلطة وإنما حباً في نشر الاسلام) .

ويقول مصر اوغلو: "لقد كان عثمان بن أرطغرل يؤمن إيماناً عميقاً بأن وظيفته الوحيدة في الحياة هي الجهاد في سبيل الله لأعلاء كلمة الله، وقد كان مندفعاً بكل حواسه وقواه نحو تحقيق هذا الهدف".

هذه بعض صفات عثمان الأول والتي كانت ثمرات طبيعية لإيمانه بالله تعالى والاستعداد لليوم الآخر ، وحبه لأهل الإيمان وبغضه لأهل الكفر والعصيان وحبه العميق للجهاد في سبيل الله والدعوة إليه ولذلك كان عثمان في فتوحاته يطلب من أمراء الروم في منطقة آسيا الصغرى أن يختاروا أحد ثلاثة أمور هي الدخول في الاسلام، أو دفع الجزية، أو الحرب، وبذلك أسلم بعضهم، وانضم إليه البعض الاخر وقبلوا دفع الجزية. أما ماعداهم فقد شن عليهم جهاداً لاهوادة فيه فانتصر عليهم، وتمكن من ضم مناطق كبيرة لدولته.

لقد كانت شخصية عثمان متزنة وخلابة بسبب إيمانه العظيم بالله تعالى واليوم الآخر ، ولذلك لم تطغ قوته على عدالته، ولا سلطانه على رحمته، ولا غناه على تواضعه، وأصبح مستحقاً لتأييد الله وعونه، ولذلك أكرمه الله تعالى بالأخذ بأسباب التمكين والغلبة وهو تفضل من الله تعالى على عبده عثمان، فجعل له مكنة وقدرة على التصرف في آسيا الصغرى من حيث التدبير والرأي وكثرة الجنود والهيبة والوقار، لقد كانت رعاية الله له عظيمة ولذلك فتح له باب التوفيق وحقق ماتطلع إليه من أهداف وغاية سامية لقد كانت أعماله عظيمة بسبب حبه للدعوة الى الله، فقد جمع بين الفتوحات العظيمة بحد السيف، وفتوحات القلوب بالإيمان والإحسان، فكان إذا ظفر بقوم دعاهم الى الحق والايمان بالله تعالى وكان حريصاً على الأعمال الأصلاحية في كافة الأقاليم والبلدان التي فتحها، فسعى في بسط سلطان الحق والعدالة ، وكان صاحب ولاء ومحبة لأهل الإيمان، مثلما كان معادياً لأهل الكفران.

__________________




8   تعليق بواسطة   جاكوب القصاب     في   الجمعة ٠٥ - يونيو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39751]

موقعنا موقع اهل القران وليس موقعا للعنصرية مع اعتذاري للجميع 4

ثم توالى ابناؤه على الحكم,فبعد وفاة عثمان جاء اورخان ثم مراد ثم بايزيد ثم مراد ثم محمد ثم مراد الثاني ثم محمد الثاني وهو محمد فاتح القسطنطينية سلم الله يمينه ويمين جنوده.محمد الثاني بن مراد الثاني(محمد الفاتح) هو السلطان السابع من سلالة آل عثمان.

فتح القسطنطينية:

تعد القسطنطينية من أهم المدن العالمية، وقد أسست في عام 330م على يد الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الأول ، وقد كان لها موقع عالمي فريد حتى قيل عنها : " لو كانت الدنيا مملكة واحدة لكانت القسطنطينية أصلح المدن لتكون عاصمة لها ، ومنذ تأسيسها فقد اتخذها البيزنطيون عاصمة لهم وهي من أكبر المدن في العالم وأهمها عندما دخل المسلمون في جهاد مع الدولة البيزنطية كان لهذه المدينة مكانتها الخاصة من ذلك الصراع، ولذلك فقد بشر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بفتحها في عدة مواقف، من ذلك: ما حدث أثناء غزوة الخندق، ولهذا فقد تنافس خلفاء المسلمين وقادتهم على فتحها عبر العصور المختلفة طمعاً في أن يتحقق فيهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : (لتفتحن القسطنطينية على يد رجل، فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش).

لذلك فقد امتدت إليها يد القوات المسلمة المجاهدة منذ أيام معاوية بن أبي سفيان في أولى الحملات الإسلامية عليها سنة 44هـ ولم تنجح هذه الحملة، وقد تكررت حملات أخرى في عهده حظيت بنفس النتيجة.

واستمرت المحاولة لفتح القسطنطينية حيث شهد العصر العباسي الأول حملات جهادية مكثفة ضد الدولة البيزنطية، ولكنها لم تتمكن من الوصول إلى القسطنطينية نفسها وتهديدها مع أنها هزتها وأثرت على الأحداث داخلها، وبخاصة تلك الحملة التي تمت في أيام هارون الرشيد سنة 190هـ.

ولم يتمكن العثمانيون من تحقيق ما كانوا يطمحون إليه إلا في زمن محمد الفاتح فيما بعد .

فمنذ أن ولى محمد الثاني(الفاتح) السلطنة العثمانية سنة 855هـ الموافق 1451هـ م كان يتطلع إلى فتح القسطنطينية ويفكر في فتحها ولقد ساهمت تربية العلماء على تنشئته على حب الإسلام والإيمان والعمل بالقرآن وسنة سيد الأنام ولذلك نشأ على حب الإلتزام بالشريعة الإسلامية ، واتصف بالتقى والورع ، ومحبا للعلم والعلماء ومشجعا على نشر العلوم ويعود تدينه الرفيع للتربية الإسلامية الرشيدة التي تلقها منذ الصغر ، بتوجيهات من والده ، وجهود الشخصيات العلمية القوية التي أشرفت على تربيته، وصفاء أولئك الأساتذة الكبار وعزوفهم عن الدنيا وابتعادهم عن الغرور ومجاهدتهم لأنفسهم ، ممن أشرفوا على رعايته.

بذل السلطان محمد الثاني جهوده المختلفة للتخطيط والترتيب لفتح القسطنطينية، وبذل في ذلك جهوداً كبيرة في تقوية الجيش العثماني بالقوى البشرية حتى وصل تعداده الى قرابة ربع مليون مجاهد وهذا عدد كبير مقارنة بجيوش الدول في تلك الفترة، كما عني عناية خاصة بتدريب تلك الجموع على فنون القتال المختلفة وبمختلف أنواع الأسلحة التي تؤهلهم للعملية الجهادية المنتظرة كما أعتنى الفاتح بإعدادهم إعداداً معنوياً قوياً وغرس روح الجهاد فيهم، وتذكيرهم بثناء الرسول صلى الله عليه وسلم بذل السلطان محمد الثاني جهوده المختلفة للتخطيط والترتيب لفتح القسطنطينية، وبذل في ذلك جهوداً كبيرة في تقوية الجيش العثماني بالقوى البشرية حتى وصل تعداده الى قرابة ربع مليون مجاهد وهذا عدد كبير مقارنة بجيوش الدول في تلك الفترة، كما عني عناية خاصة بتدريب تلك الجموع على فنون القتال المختلفة وبمختلف أنواع الأسلحة التي تؤهلهم للعملية الجهادية المنتظرة كما أعتنى الفاتح بإعدادهم إعداداً معنوياً قوياً وغرس روح الجهاد فيهم، وتذكيرهم بثناء الرسول على الجيش الذي يفتح القسطنطينية وعسى أن يكونوا هم الجيش المقصود بذلك، مما أعطاهم قوة معنوية وشجاعة منقطعة النظير ، كما كان لانتشار العلماء بين الجنود أثر كبير في تقوية عزائم الجنود وربطهم بالجهاد الحقيقي وفق أوامر الله. على الجيش الذي يفتح القسطنطينية وعسى أن يكونوا هم الجيش المقصود بذلك، مما أعطاهم قوة معنوية وشجاعة منقطعة النظير ، كما كان لانتشار العلماء بين الجنود أثر كبير في تقوية عزائم الجنود وربطهم بالجهاد الحقيقي وفق أوامر الله.


9   تعليق بواسطة   جاكوب القصاب     في   الجمعة ٠٥ - يونيو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39752]

شكرا لكم

رأيتُ العقلَ عقليـن فمطبوعٌ ومسمـوعٌ

إذا لم يك مطبـوعٌ فلا ينفـع مسمـوعٌ

كما لا ينفع الشّمسُ وضوْءُ العين ممنوعٌ


10   تعليق بواسطة   جاكوب القصاب     في   الجمعة ٠٥ - يونيو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39753]

الاعتذار

في المقالات اعلاة يوجد بعض الاحاديث المنسوبة للنبي بالكذب وبعض روايات التي لم اعدلها فان هذه المقالة منقولة وصحيحة غير الاحاديث وروايات   فارجوا مسامحتي


11   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الجمعة ٠٥ - يونيو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39764]

كذلك فعل هارون الرشيد .. بركة الزئبق

الشكر والتقدير للدكتور أحمد على هذا الجهد الرائع في نشر ثقافة الحرية وإعمال العقل ومن خلال المقالات المتخصصة التي دائما ما  يلفت النظر بها إلى ، مفاهيم التوريث ، في منطقتنا العربية وفي مصر  وفي الخلافة الاسلامية آنذاك ، واليوم .ولمن أراد أن يتوقع السيناريوهات المحتملة فلنقرأ معا ترايخنا تاريخ مصرنا وتاريخ عروبتنا وتاريخ خلافتنا الاسلامية المندثرة ، لكى  يمكننا التغيير، ولقد ذكرني ما فعله خمارويه  في قصره المترف وما فيه من البركة التي تمتلئ بالزئبق  ووسائد الهواء المضغوط المحكم ، لكي يستطيع النوم وكأنه يسبح في الهواء ، وقد فعل مثله وقبله الخليفة هارون الرشيد بأن أقام بركة من الزئبق ، بمواصفات خاصة ، يستطيع معها الخليفة هارون السباحة في هذه البركة وهو حتى لا يستطيع السباحة في المياة العادية لكنه يستطيع السباحة في بركة الزئبق لأن كثافة الزئبق أضعاف أضعاف المياة فيسطتيع الزئبق حمل جسد الخليفة المترهل السمين ويظهر كأنه سباح ماهر ولا عيسى الغواص أو عبداللطيف أبوهيف !! ولكن  من جراء الترف الذي كان يرتع فيه هارون الرشيد أصيب  بالتسمم بأبخرة الزئبق ، ومن أعراض هذا التسمم ، أنه كان ينتاب الخليفة نوبات من البكاء الحاد المتواصل ، وكانت حاشيته لا تعرف السب ولكنهم اخترعوا سببا وجيها دخل على عقول المسلمين آنذاك وهو أن الخليفة قد زهد في الدنيا والخلافة وأصبح يخاف الله تعالى وأنه يبكي دائما من خشيته ، وهذا ما سجل عنه في التاريخ ، ولكن من درس التاريخ وكذلك العلوم الطبيعية الحديثة يعلم أنه كان يبكبي من تسمم أبخرة بركة الزئبق التي كان يسبح فيها  وليس من خشية الله كما يدعون   وهذا جزاء لترفه ، شكرا لكم لشحذ العقول  والسلام عليكم.

12   تعليق بواسطة   AMAL ( HOPE )     في   الجمعة ٠٥ - يونيو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39771]

ما ابشعك يا خمارويه

وانت تقتل بهذه الطريقة البشعة من اعترض على ممارسة الفاحشة معك .


ولكن الابشع ما شاهدته يوما في اليوتيوب من لقطات لفلم من مصر حيث  اجتمع  جمع من الناس وفي وسطهم رجل طول في عرض وكانوا يفعلون ما فعله حمارويه بخادمه المسكين  , والمصيبة بل الكارثة كانت بالاطفال الحاضرين الذين يشاهدون المنظر الذي لن انساه طول عمري من وحشية بعض الناس , رجل شاذ نتركه للقضاء يقتص منه وحسب القانون  وليس بالصورة الهمجية الموجودة في الفلم .


وخبر أخر ابشع منه قرأته في العربية منذ فترة عن قيام البعض بالاقتصاص من من شكوا بأنهم من الشواذ بطريقة جهنمية مقرفة وهذه حصلت في العراق حيث كانوا يضعون الصمغ الايراني في المنطقة الحساسة من جسمهم ثم يعطوهم مادة مسهلة ويتركوهم يموتوا ويرموهم في الشوارع بعد ان يعلقوا ورقة في رقبتهم مكتوب عليها بانه شاذ , طريقة لا يقبل بها اي دين واي عرف او تقليد أو أخلاق  و لماذا يقتص الناس من بعضهم البعض اليس هناك قانون .


وجاء في تعليق احدهم وعلى ذلك الخبر وقد سمى نفسه شاهد عيان , كنب بان أحد المظلومين  الذي نفذ به هذا الحكم هو جارهم ويشتغل مهندس وذو اخلاق رفيعة وبعيد كل البعد عن هذه الافعال , ولكن  البعض استغل هذه الحالة للانتقام وحتى لا يأخذ اهل القتيل الضحية بثأره .


خمارويه فعلها قبل مئات السنين  ,  ولكن ماذا عن الذين فعلوها في القرن الواحد والعشرين !!!!


 


 


 


13   تعليق بواسطة   عبدالمجيد سالم     في   السبت ٠٦ - يونيو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39781]

نتاج ثقافة ..

خماروية هذا نتاج ثقافة تتيح للحاكم قتل الثلث لإصلاح الثلثين ، وهو أيضا نتاج بيئة منحرفة متأصلة داخل القصور ، وللأسف فإن هذه العادات الشاذة في كل شيئ بدءا من إستحلال القتل بسبب وبدون سبب ، وإستحلال الإستبداد وإغتصاب السلطة ، لابد أن يتبعهم ، إغتصاب الثروة ، والبشر ، ولا ينفع مع هذه الأمراض المتأصلة إلا الخروج من دائرة النفاق والتخفي وراء مظهر خادع سواء ديني أو سياسي ، وتحويل القرآن من مجرد تعويذه تقرأ على الموتى والمرضى أو لجلب البركة ، إلى منهاج للحياة فهيه العلاج لكل هذه المشكلات ، ومن أصدق من الله قيلا ..


14   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   السبت ٠٦ - يونيو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39783]

شكرا اخى جاكوب ( يعقوب ) القصاص ..وسأرد عليك بمقال .

أحب أن أقرأ تعليقات جاكوب القصاب ، وأتمنى أن يكتب لنا مقالات فى مجال تخصصه والدروس التى تعلمها من الحياة.


وسأرد على تعلقاته بمقال خاص بعونه جل وعلا.



15   تعليق بواسطة   جاكوب القصاب     في   الإثنين ١٥ - يونيو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[40035]

ولكم في القصاص حياة يا اولو الباب

اشكرك كثيرا يا استاذ احمد واتمنى ان يبقى موقع اهل القران شمسا نستضيئ منه وان لا يخرج من الخط لاننا حقا نستفيد كثيرا من كتاباتك رائعة في مجال القران فقط ولايهمنا السياسة لان القران هو منبع كل علم ومنه نتعلم فارجوا ان يبقى الموقع على عهده الذي عرفناه وكما احب ان يترجم الموقع الى اللغتين التركية والانكليزية حتى لا نحرم الاخرين من الحقيقة


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5111
اجمالي القراءات : 56,685,008
تعليقات له : 5,445
تعليقات عليه : 14,818
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي